آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أطلبوا الحكمة ولو في الصين: كونفشيوس

  1. #1
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,764
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي أطلبوا الحكمة ولو في الصين: كونفشيوس

    كونفشيوس

    وُلد الحكيم الصيني كونفشيوس سنة 551 قبل الميلاد وما زالت تعاليمه التي تتمحور حول الفضيلة والأخلاق الركيزة الأساسية للمبادئ الأدبية والدينية التي يؤمن بها مئات الملايين من الصينيين حتى هذا اليوم.

    لم يؤسس كونفشيوس ديناً بالمفهوم التقليدي بل كان معلماً أخلاقياً بالمعنى العملي وكان تأثيره بالغاً على الأجيال المتعاقبة.

    كان فيلسوفنا الكبير ابناً لمحارب ينتسب إلى سلالة ملكية. والده كان حاكماً لأحد أقاليم ولاية (لو) وتوفي وابنه ما زال في سن الثالثة. الأسرة لم تكن موسرة ومع ذلك فقد قامت والدة كونفشيوس بتثقيف ابنها طبقاً لأفضل أساليب التربية والتعليم المتاحة آنذاك.

    المأثور عن كونفشيوس أثناء طفولته أنه كان يرتدي ثياباً غريبة ويقوم بطقوس دينية طالباً من رفاقه الصغار التعبد أثناء قيامه بتلك الشعائر الساذجة.

    بعد ثلاث سنوات من زواجه استهل كونفشيوس عمله كمدرّس. ويقال بأنه انفصل عن زوجته وأولاده خلال تلك الفترة. بعد ذلك عاش بقية حياته (لحوالي النصف قرن) متجولاً في ربوع الصين، محاولا تعليم أبناء قومه وغرس أفكار الخير في نفوسهم.

    ما أن بلغ سن الثلاثين حتى كان قد أكمل القسم الأكبر من تعاليمه التي تقترن دائماً باسمه. وبعد أربع سنوات من ذلك راح تلاميذه الكبار يتوافدون إليه طلباً لعلمه وطمعاً بكنوز حكمته. وكان خلال تلك الفترة قد التقى بالفيلسوف الصيني الشهير لاو تسي مؤسس ديانة الطاو.

    ذات مرة قام المفكر العملي كونفشيوس بزيارة المفكر الحالم لاو تسي فتأثر به أكثر مما تأثر هذا الأخير بفيلسوفنا الكبير.

    في العام 500 ق.م. تم تنصيب كونفشيوس حاكما على مدينة تشونغ تو وبعد ذلك بقليل تم تعيينه وزيراً للشؤون الجنائية. وكقاض عادل أبدى فطنة غير عادية وقدرة عملية فائقة مما ألهب نيران الحسد في صدر حاكم ولاية تسي المجاورة. وقد أدى التدخل السافر لذلك الحاكم الحاسد الفاسد في شؤون كونفشيوس إلى نتائج سلبية مما اضطر كونفشيوس للاستقالة بعد أربع سنوات من تسلم منصبه.

    خلال الثلاثة عشر سنة التالية تنقل كونفشيوس من مكان إلى مكان ليعود أخيراً إلى موطنه الأصلي (لو) وقد ناهز السبعين من عمره فأمضى السنوات المتبقية من حياته في الخلوة والاعتزال.

    قام كونفشيوس قبل وفاته بجمع وتنقيح المأثورات الصينية المشمولة في الخوالد الكلاسيكية الخمس إضافة إلى الكتب الأربعة التي دونها تلاميذه. وهذه الكتب التسعة تعرف بكتب الحكمة الصينية.

    تعاليم كونفشيوس تدور في المقام الأول على محور الحياة الفاضلة التي ينبغي لكل إنسان أن يحياها إبان وجوده الوقتي في هذا العالم دون تطرّق إلى النفس وخلودها. فالخير في نظره يجب أن يكون ذا طابع عملي وعلى الإنسان أن يعمل الخير لا طمعاً في ثواب مستقبلي بل محبة في الخير.

    كان يشدد أكثر ما يشدد على واجب الإنسان نحو أخيه الإنسان وعلى التقوى والبر بالوالدين. ولهذا فقد أصبح احترام الوالدين الركيزة الأساسية في الثقافة الصينية. وفي تفاني الأبناء الصينيين نحو والديهم نلمس مدى تأثير تعاليم كونفشيوس على المجتمع الصيني.

    النصيحة الذهبية القائلة (عاملوا الناس كما تحبوا أن يعاملوكم) نادى بها كونفشيوس ولكن بصيغة مختلفة، إذ كان يعلـّم تلاميذه قائلا:

    (لا تعاملوا الناس بطريقة لا تريدونهم أن يعاملوكم بمثلها.)

    جمع تلاميذه تعاليمَه التي تشتمل على أقوال وأمثال في منتهى الحكمة والمنطق والسداد، فهو القائل:

    (من يرى الصواب ولا يفعله فهو جبان)

    وهو أيضا القائل:

    (عدم الرجوع عن الخطأ هو خطأ أكبر.)

    توفي كونفشيوس عام 478 ق.م فكُرّم تكريماً فائقاً يليق بمشاهير الأبطال، وأقيمت طقوس خاصة لتخليد مبادئه والعمل بتعاليمه على مر الأجيال.

    والسلام عليكم

    المصدر: موسوعات
    الترجمة: محمود عباس مسعود



  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الرحيم لبوزيدي
    تاريخ التسجيل
    13/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    373
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: أطلبوا الحكمة ولو في الصين: كونفشيوس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    دمت استاذ مسعود على مختاراتك التي تجعل تمرير رسائل في الاخلاق والفضائل من خلالها هدفا لك ،دمت على اسلوبك المبسط والسلس الذي تترجم به هذه المختارات .
    كنفوشيوس مات وخلف وراءه ارثا لايزال يذكر به بالرغم من مضي اكثر من 2600سنة على وفاته،اذ لاصلة للانسان بهذا الوجود بعد مماته غير ثلاث كما ورد في الحديث ،ولد صالح يدعو له او علم ينتفع به اوصدقة جارية،وهاهوكنفوشيوس يذكر بعلمه واخلاقه التي كان يبثها بين اتباعه.
    ما اثار انتباهي في ترجمة هذا الرجل انه نشا يتيما وامه هي التي كانت وراء تنشئته وتوجيهه وفي ذلك ما يشير الى الدور الكبير الذي تلعبه الام في حياة اطفالها ،وهنا تصدق الحكمة القائلة بان وراء كل رجل عظيم امراة،وهذا ما تاكد لنا في كثير من الوقائع ،فمن كان وراء الامام مالك غير امه ،ومن كان وراء الشافعي غير امه ،والحبيب المصطفي نشا وهو يتيم ،فاليتم اذن يشحذ العزائم ويقوي الارادات ،ويخلق من الانسان خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين.
    تحية ود واخلاص لاستاذ الجليل ،وننتظر المزيد منه


  3. #3
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,764
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: أطلبوا الحكمة ولو في الصين: كونفشيوس

    الأستاذ العزيز عبد الرحيم لبوزيدي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    نعم، أخي الكريم، الأفكار حية لا تموت لأن جوهرها مادة عقلية غير قابلة للزوال. وها هي أفكار كنفوشيوس ما زالت حية نقرؤها بلغة لم يستعملها ونستفيد منها كما استفاد ويستفيد منها الصينيون أنفسهم.

    جزيل الشكر على الحديث الشريف الذي تفضلت به. نسأله تعالى أن يلهمنا الأفكار الطيبة حتى تترجم تلك الأفكار ذاتها إلى أفعال نبيلة ترضي الله وتفيدنا وتفيد غيرنا.

    تحياتي لك وكل عام وأنتم بخير


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •