آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مثقفونا …… وداء النبح بالإيجار !!!

  1. #1
    صحفي الصورة الرمزية صالح النعامي
    تاريخ التسجيل
    17/07/2007
    العمر
    58
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post مثقفونا …… وداء النبح بالإيجار !!!

    مثقفونا …… وداء النبح بالإيجار




    أبوالطيب المتنبي كان أكثر شعراء الضاد الذين انفردوا بأشعار الحكمة، حتى أن الكثيرين منا يرددون هذه الأشعار دون أن يعوا أنها للمتنبي، ومع ذلك فإن سيرة هذا الشاعر الفذ تعكس أزمة المثقف العربي في كل زمان ومكان، وهي البون الشاسع بين النظرية والتطبيق، فهذا الشاعر الذي ردد التاريخ كما الملايين شعره الذي يمجد الأنفة وعظائم الأمور لم يجد غضاضة أن يقضي ردحاً طويلاً من حياته متسولاً بين حكام زمانه ناشداً الإمارة، ظل يمدح سيف الدولة على أمل أن يحظى بإمارة بين حلب وحمص وبعدما يئس منه، رحل الى مصر لكي ينشدها لدى " العبد " كافور الاخشيدي ، واخذ يخلع عليه القصائد تلو القصائد مدحاً وتعظيماً على أمل أن يحظى بامارة ولو على قرية في أقاصي صعيد مصر، وبعدما تنكر له كافور انقلب عليه وقال فيه ما يعرفه الجميع، لكن هذا الشاعر اليعربي الذي تغني بالعروبة وكان أول من اشار في ذلك العصر الى ازمة الاغتراب التي يحياها المواطن العربي في وطنه، هذا الشاعر لم يتردد في التوجه الى أعداء العرب من الديلمة وبني بنويه طالباً امارتهم ومات وهو في سعيه هذا. المثقف العربي في أحسن حالاته هو مثل المتنبي، صحيج أن المتنبي تزلف الحكام على أمل أن يحظى بامارة لكنه عندما يئس منهم هجاهم وأقذع في هجائهم، لكن سقف تطلعات المثقف العربي حالياً الذي يداهن الحكام ويذود عنهم طمعاً في قربهم أقل بكثير من سقف المتنبي، فبعض المثقفين العرب ينصبون أنفسهم أبواق للحكام حتى دون أن يشعر بهم هؤلاء الحكام . من هنا جاء الدور الباهت للمثقف العربي في تغيير الواقع المزري لوطنه وأمته ، فالحاكم لن يبخل بالعلف اذا وجد ان هناك قرائح تنبح بالايجار . الكثير من كبار المثقفين يلجأون في كتاباتهم الى التمويهات المعقدة التي لا يستطيع أن يستوعبها القارئ العربي، وذلك حتى يبقوا في أبراجهم العاجية بعيداً عن الناس وعن مشاكلهم، أحدهم يعدم مساحات كبيرة في صحيفة عربية للدفاع عن الرقص الشرقي ولكي يثبت أن ربات هز البطن مثلهن مثل الكتاب والأدباء والعلماء يساهمن في بناء الحضارة العربية، وتصبح هذه القضية مادة للسجال بين كبار الكتاب على صفحات بعض الصحف، بينما تنشر منظمة العفو الدولية ان الدولة العربية التي ينتمي اليها هذا الكاتب لازال المعتقلون فيها يتعرضون للاغتصاب !!!!! . ليس هذا فحسب الذي يشكل عزاء للحكام ، فحقيقة أن نصف الجمهور العربي هو جمهور أمي ولا يطلع على ما يشغل المثقفون هو أيضا موطن سلوى لهم .





    .

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمان الخرشي ; 25/11/2009 الساعة 05:19 PM سبب آخر: الزيادة في حجم الخط ...
    http://www.naamy.net

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •