مفهوم مشكلة البحث العلمي
الدكتور عادل عامر
مفهوم مشكلة البحث
إن الإنسان يعيش في بيئة, ويتفاعل معها باستمرار, ويتولد نتيجة هذا التفاعل عدد من الحاجات نستطيع إشباع بعضها بسهولة ونواجه صعوبة في إشباع بعضها. فإذا كان الإنسان جائعا وكان أمامه طعام فليس هناك مشكلة, أما إذا كان جائعاً ولم يجد طعاماً فإنه أمام مشكلة, فكيف يجد الطعام ؟ وكيف يعد الطعام ؟ وما نوع الطعام ؟ وهل يمتلك تكاليف الحصول على الطعام ؟فالمشكلة إذن : هي حاجة لم تشبع أو وجود عقبة أمام إشباع حاجاتنا . لناخذ مثالا آخر على مدرس يشعر بعدم اهتمام طلابه ولا يعرف سبباً لذلك , فهو يواجه مشكلة ! لماذا لا يهتم طلابي بدروسهم ؟ هل هذا يرجع إلى أسلوبي ؟ فالمشكلة: الدراسية ؟فالمشكلة: هي موقف غامض لا نجد له تفسيراً محدداً. تعريف البحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن بوساطتها الوصول إلى حلِّ مشكلة محددة، أو اكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة، والشواهد، والأدلة، والحقائق في إطار قوانين عامة، لها مناهجها الواضحة.
أهمية البحث العلمي بالنسبة إلى الباحث
1- يتيح البحث العلمي للباحث الاعتماد على نفسه في اكتساب المعلومة، ويدرِّبه على الصبر والجد والإخلاص.
2- يكوّن علاقة وطيدة بين الباحث والمكتبة.
3- يسمح للباحث الإطلاع على مختلف المناهج واختيار الأفضل منها.
4- يساعد الباحث على التعمق في الاختصاص.
5- يساعد على تطوير المعرفة البشرية بإضافة المبتكر إليها.
6- يجعل من الباحث شخصيةً مختلفة من حيث التفكير، والسلوك، والانضباط، والحركة وما إلى ذلك.
أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الباحث
1- قدرته على اختيار موضوع جديد للدراسة، أو موضوع لم ينتهِ البحث فيه بعد.
2- قدرته على اختيار الخطة المناسبة للبحث.
3- استقلال شخصيتِه، وعدم تسليمِه بكل مايقرأ.
4- شعوره الدائم بأنه قادر على الابتكار في الموضوع الذي يبحثُ فيه.
5- ضرورةُ امتلاكه نظرةً منهجية متكاملة للموضع الذي يدرسه حتى لا يقع في التناقض.
6- أن يحب بحثه ليكون قادراً على العمل به. وليس المقصود هنا أن يتحمس للموضوع بحيث لايرى فيه السلبيات، وإنما أن يتحمس للبحث فيه.
7- الصبر، والهدوء، والتعقل، والإصغاء الجيد للرأي الآخر.
8- أن يكون واسع الاطلاع في اختصاصه.
9- أن يمتلك القدرة على التعبير.
الخطوات التطبيقية التي يمر بها البحث العلمي
أولاً: اختيار موضوع البحث
ينبغي على الباحث أن يراعي في اختيار موضوع البحث ما يلي:
1- مدى مايستحقه البحأبواب،د مبذول. هل يستحق أن يكون بحثاً، أو أطروحة جامعية.
2- مدى إمكانية الباحث المادية والمعنوية على القيام بالبحث.
3- رغبة الباحث الداخلية في كتابة البحث.
4- معرفة الباحث بلغات أخرى لها علاقة بالبحث.
5- يجب أن يكون البحث في حقل تخصيص الباحث.
6- الحاجة الملحة إليه. (المياه في المنطقة).
7- جدة البحث، وأهميته...
8- هدف الباحث من كتابة البحث (للحصول على درجة أكاديمية، أم هناك أسباب أخرى....).
ثانياً: إعداد خطة البحث:
وتتم من خلال ما يلي:
1- وضع عنوان للبحث واضح دقيق محدد يوحي بمضمونه.
2- وضع الموضوعات في أبواب ، وفصول.
3- تطبيق المنهجية العلمية في ترتيب الأبواب والفصول.
ثالثاً: جمع المادة، وإعداد المراجع، وتنظيم البطاقات.
1- ضرورة توفير الباحث لمراجع البحث ومصادره.
2- ضرورة التمييز بين الاقتباس الحرفي وتلخيص الفكرة.
3- يفية إعداد بطاقات البحث وتنظيمها.
رابعاً مرحلة كتابة البحث
ويراعى فيها ما يلي:
1- التدرج في الكتابة بتكوين الرأي حول ما كُتِبَ فصلاً فصلاً.
2- ضرورةُ فصل الباحث بين رأيه ورأي غيره، ويشار إلى ذلك بوضع الرأي الآخر بين قوسين.
3- الابتعاد عن الجزم والأمر والتأكيد.
4- دعم مايقوله الباحث بالبراهين والأدلة.
5- تجنب الاستطراد والتزيد.
6- الكتابة على أوراق مسطرة لها هامش على اليمين.
7- الكتابة على وجه واحد من الورقة.
8- ترك مسافة في أسفل الورقة للهامش....
9- ترك فراغ بين سطر وآخر لكتابة معلومات مستجدة...
10- حسن استخدام علامات الترقيم.
11- الكتابة بأسلوب جيد من خلال: (سلامة اللغة، الوضوح، الإيجاز، عدم التكرار، خلو العرض من البراهين على قضايا مسلم بها، تحاشي المبالغة، الالتزام بالموضوعية، الابتعاد عن الخلافات، تجنب ضمير المتكلم.
12- أن يكون العنوان مختصراً ودالاً بوضوح على المحتوى.
13- لا بد أن تحتوي المقدمة على تمهيد نظري مختصر يحدّد مشكلة البحث، وأهميتها، وأسباب اختيار الباحث لهذه المشكلة، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
14- استعراض البحوث والدراسات السابقة لهذه المشكلة.
15- تحديد أهم المصطلحات الواردة في البحث.
16- كتابة التوصيات والمقترحات في خاتمة البحث.
17- كتابة تلخيص للبحث.
18- تجنّب ذكر الألقاب وذكر الاسم فقط. ويُذكر من الألقاب فقط ماكان له دلالة معينة كالوزير. والاكتفاء بذكر الاسم فقط.
19- الالتزام بالشروط الرسمية لكتابة البحث التي تحددها المؤسّسة العلمية التي ينتمي إليها الباحث (حجم البحث أو الرسالة، شكل الغلاف والعنوان، الشكر والتقدير، فهرس المحتويات، تنظيم مصادر البحث ومراجعه).
مصادر الحصول على المشكلة :
يمكن تحديد المصادر التالية للمشكلات وهي:
1- الخبرة العملية :
يواجة الإنسان في حياته اليومية سواء في البيت أو الشارع أو مكان العمل عدداً من المواقف والصعوبات التي تتطلب حلولاً . فعندما يقف الإنسان من هذه المواقف وقفة نقد وفحص وتساءل عن أسبابها ودوافعها وشعر بالقلق تجاهها فانه يجد فيها مشكلات حقيقية تستحق الدراسة .
مثال على ذلك " يواجه الموظف في عمله مواقف متعددة كزحمة العمل في يوم ما, وقلة العمل في يوم آخر.
فإذن : حياتنا العملية وخبراتنا والنشاطات التي نقوم بها هي المصدر الذي يزودنا بالمشكلات شرط توفر عناصر النقد والحساسية والحماس والإصرار لدينا , وتوفر الدافعية والرغبة في التعرف على الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلات .
2- القراءات والدراسات:
كثيرا ما نجد في قراءاتنا ودراستنا مواقف مثيرة لا نستطيع فهمها أو تفسيرها, وكثيراً ما نجد بعض القضايا تقدم إلينا كمسلمات صحيحة دون إن يقدم الكاتب عليها أي دليل.
فالقراءات الناقدة هي التي تكشف عن هذه المواقف, إما القراءات التي تهدف إلى حفظ المعلومات فإنها لا تكشف عن مثل هذه المواقف.
3- الدراسات والأبحاث السابقة :
كثيرا ما يلجأ الطلاب في الجامعات أو الكليات والباحثون في مختلف المجالات إلى الأبحاث والدراسات السابقة يطلعون عليها ويناقشونها ويبحثون في نتائجها من أجل التوصل إلى مشكلة ما تثير اهتمامهم حيث تعتبر هذه الدراسات والأبحاث مصدرا هاما يزود الباحثين بمشكلات تستحق الدراسة .
• اختيار المشكلة :
وهو بمعنى كيف يختار الباحث مشكلة ما ليدرسها. وهناك معايير تساعد الباحث في اختيار مشكلته وهي:
1- معايير ذاتية:
وهي تتعلق بشخصية الباحث وخبرته وإمكاناته وميوله , حيث لا يستطيع الباحث معالجة مشكلة ما إلا إذا كان يميل إلى هذه المشكلة ويمتلك الإمكانات الكافية لحلها وهي :
أ‌- اهتمام الباحث:
انه يميل الباحث إلى اختيار المشكلات التي يهتم بها اهتماما شخصياً.
ب‌- قدرة الباحث :
انه مع الاهتمام لابد توفر القدرة الفنية والمهارات اللازمة للقيام بالبحث.
ت‌- توفر الإمكانات المادية :
وهو لابد إن يراعي الباحث في اختياره المشكلة توفر الإمكانات المادية اللازمة لبحثه , فعلى الباحث إذا أراد أن يعمل بحثاً عن ذكاء الأطفال عليه إن يسأل هل يتوفر لدية مقياس للذكاء .
ث‌- توفر المعلومات :
وهو على الباحث إن يتأكد عند اختياره لمشكلة من توفر المراجع والمعلومات المتعلقة بمشكلة البحث.
ج‌- المساعدة الإدارية:
وهو على الباحث إن يتأكد عند اختياره لمشكلة من انه يستطيع الحصول على مساعدة المسئولين الإداريين وتعاونهم معه, مثلاً يريد باحث دراسة أثر التلفزيون على زيادة تحصيل الأطفال. فانه يحتاج لتعديلات تتطلب الموافقة من المسئولين.
2- معايير اجتماعية وعلمية :
وهي تتعلق بمدى أهمية المشكلة التي يختارها الباحث وفائدتها العملية وهي:
أ‌- الفائدة العملية للبحث :
وهو انه على الباحث إن يسأل نفسه السؤال التالي: هل هذا البحث مفيد ؟ ما الفائدة العملية له ؟ ما الجهات التي تستفيد منه ؟ فإذا وجد الإجابات الايجابية الكافية فانه سيشجعه على اختيار الموضوع . فلابد إن نضع الغايات العلمية للبحث الذي سنقدمه وإلا بقينا نتحدث في حدود الأفكار والنظريات لا في حدود الواقع العملي والتطبيقات , فألا فكار النافعة يفترض إن تؤدي وظائف عملية نافعة ومفيدة .
ب‌- مدى مساهمة البحث في تقدم المعرفة :
وهو إن على الباحث إن يضيف شيئاً إلى المعرفة الإنسانية, أي هل البحث الذي سيقدمه سيتوصل إلى حقيقة ليست معروفة ؟ هل سيقدم شيئاً جديداً ؟ . وكذلك يستطيع الباحث إن يكرر بحثاً سابقاً ليؤكد نتائجه اوينفي هذه النتائج بهدف الوصول إلى هذه الحقيقة في الموضوع وهو بذلك أضاف شيئاً جديداً .
ت‌- تعميم نتائج الدراسة :
وهو محاوله الباحث اختيار وتصميم بحثه بحيث يكون لها طابعاً عاماً ويسهل تعميم نتائجها على الحالات المشابهة " إلا إن التعميم أحيانا فيه خطورة " ولذلك يجب إن يشتمل البحث على قطاع كبير من الأشخاص والمواقف ليعطيه أهمية وقيمة علمية واجتماعية اكبر .
مثال على ذلك " إننا إذا أخذنا موضوعا عن المعلمين ومشكلاتهم فإننا لا نهتم بمعلمين في مدرسة معينة بل نحاول اختيار مشكلة لها طابع معين ونصمم إجراءاتنا وأدواتنا بحيث نكون قادرين على أن يركز بحثنا على المعلمين بشكل عام " .
ث‌- مدى مساهمته في تنمية بحوث أخرى :
وهو قدرة مشكلة البحث على إثارة اهتمام الباحثين الآخرين بمعالجة جوانب أخرى في الموضوع " أي يوجه الباحث إلى موضوع ما ويعالج جوانب هذا الموضوع ولكنه يترك الباب مفتوحا العشرات الدراسات المكملة أو الضابطة أو المصممة .
• تحديد المشكلة :
وهي أصعب مراحل البحث العلمي, ونعني بها: صياغة المشكلة في عبارات واضحة ومفهومة ومحددة تعبر عن مضمون المشكلة ومجالها وتفصلها عن سائر المجالات الأخرى.
1- صياغة المشكلة:
هناك طريقتان لصياغة المشكلة :
أ‌- أن تصاغ المشكلة بعبارة لفظة تقديرية . مثال " علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي " . أو صياغته بأكثر تحديداً فنقول " علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الابتدائية ".
ب‌- يفضل أن تصاغ المشكلة بسؤال أو بأكثر من سؤال مثال " ما أثر الذكاء بالتحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الابتدائية " . لان صياغة المشكلة في سؤال تبرز بوضوح العلاقة بين متغيرين أساسين في الدراسة وإنها تساعد في تحديد الهدف الرئيسي للبحث.
2- معايير صياغة المشكلة :
ونقوم بذلك من خلال المعايير التالية :
أ‌- وضوح الصياغة ودقتها: أن صياغة المشكلة بسؤال هو أكثر تحديداً ووضوحاً ودقة من صياغتها بشكل تقريري. أي نطرح المشكلة في سؤال مباشر .
ب‌- أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات الدراسة: وهو كما في مثالنا السابق فالمتغيرات هي " الذكاء والتحصيل الدراسي ".
ت‌- أن صياغة المشكلة يجب إن تكون واضحة يمكن التوصل إلى حل لها " أي تكون قابلة للاختبار المباشر "
• معايير تقويم مشكلة البحث : يمكن تقويم مشكلة البحث من خلال المعايير التي بدورها يمكن الحكم على مدى أهمية المشكلة فإذا اتفقت مشكلة البحث مع كل هذه المعايير أو بعضها فان أهميتها تزداد حسب اتفاقها مع اكبر عدد من هذه المعايير وهي:
1- هل تعالج المشكلة موضوعا حديثا أم موضوعا مكررا ؟
2- هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة ؟
3- هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة واضحة ؟
4- هل يمكن تعميم النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال بحث هذه المشكلة ؟
5- هل ستقدم النتائج فائدة عملية إلى المجتمع ؟
• أهمية الدراسات والأبحاث السابقة :
أن الاطلاع على الدراسات والأبحاث السابقة قبل البدء في أول خطوات البحث يوفر للباحث مايلي :
1- بلورة مشكلة البحث الذي يفكر فيه وتحديد أبعادها ومجالاتها
2- أغناء مشكلة البحث الذي اختارها الباحث .
3- تزويد الباحث بالكثير من الأفكار والأدوات والإجراءات والاختبارات التي يمكن أن يفيد منها في إجراءاته لحل مشكلته .
4- تزويد الباحث بالكثير من المراجع والمصادر الهامة .
5- توجيه الباحث إلى تجنب المزالق التي وقع فيها الباحثون الآخرون وتعريفة بالصعوبات التي واجهها الباحثون .
6- الإفادة من نتائج الأبحاث والدراسات السابقة وذلك في المجالين التاليين :
أ‌- بناء مسلمات البحث اعتمادا على النتائج التي توصل إليها الآخرون .
ب‌- استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة .
الدراسات الجامعية هي خلاصة جهد الباحثين الذين آلوا على أنفسهم أن يقدموا شيئا جديدا، سهر وتعب وأرق وتوتر، ليال طويلة من البحث والتنقيب حول فكرة، يركض الباحث هنا وهناك للبحث عن كتاب أو مرجع، ويفرح عندما يكتشف طريقا جديدا أو طاقة ضوء صغيرة في عتمة النفق، وبعد سنوات العمل والتعب والعذاب تناقش الرسالة ويحصل الباحث على الجائزة... درجة جامعية رفيعة "ماجستير أو دكتوراه"، ولكن بعد ذلك ينتهي كل شيء، وتأخذ الدراسات الجامعية فورا طريقها التقليدي المعتاد إلى أرفف المخازن، وبدلا من تحويلها إلى خطط عمل وتمويل وتطبيق ومشروعات على أرض الواقع تطويها الأتربة وتخفيها ستائر النسيان. في الدول العربية آلاف مؤلفة من البحوث والدراسات الجامعية القيمة في المجالات العلمية والصناعية والطبية التي تملأ المخازن ولائم مجانية للقرضة، ولو تم تطبيقها لغيرت الكثير من الأشياء وعالجت الكثير من المشكلات, بينما في الغرب هناك آليات وقنوات لتحويل عصارات العقول إلى تطبيق وعمل. صناديق مشتركة وحاضنات أعمال وبدءا للاستفادة من البحوث الجامعية أنه يلزم بداية توجيه تلك البحوث ونتائجها لتكون متعلقة بالنواحي العملية والتطبيقية التي يمكن أن تثمر عن مشاريع مربحة، يقول "من الضروري تشجيع الطلب الاقتصادي والاجتماعي على أنشطة الجامعات للبحث العلمي والتطوير التقني بالوسائل والسبل الممكنة كافة، ومن ذلك نشر ثقافة أهمية البحث والتطوير في المجتمع من خلال مناهج التعليم وأيضا من خلال وسائل الإعلام، والاهتمام بالنواحي التنظيمية والتشريعية من خلال إصدار تنظيم لنشاط البحث والتطوير يهدف إلى تعزيز التوجه الاقتصادي للبحث العلمي والتقني وإنشاء وحدات تسويق للبحوث في الجامعات، مع إعطاء المرونة الكافية للأنظمة المالية والإدارية للاستفادة من الإيرادات الذاتية لتلك الجهات، ومن ناحية أخرى فإن من المهم أيضا تسهيل إجراءات تسجيل براءة الاختراعات وتسريعها"."ومن الوسائل المقترحة لدعم منتجات البحوث الجامعية وتسويقها للاستفادة منها بشكل علمي وتحويلها إلى مشاريع مثمرة إنشاء صندوق مشترك يمول من القطاعين العام والخاص لهذا الغرض، ومن الوسائل الفعالة والمجربة في دول العالم المتقدمة إنشاء حاضنات أعمال تقنية متخصصة في دعم الأفكار والاختراعات التقنية المتميزة التي يمكن تحويلها إلى منتجات وأعمال ذات ربحية اقتصادية، ومن خلال تعزيز المهارات وخدمات الشبكات للوصول للدعم المهني وضخ رأس المال".كسر الحاجز بين النظري والعملي من حيث العموم أن للدراسات العليا كأي منهج أو اختصاص جزءاً علمياً لابد من تطبيقه، وإذا لم ترتبط الدراسات باحتياجات المجتمع تبقى محلقة في برج عال لا صلة لها بالمجتمع، لذلك لا بد من ربط الدراسات البحثية بالواقع حتى تتحقق الفائدة العملية منها، يقول "من الأمثلة الجيدة لدينا كلية الطب التي نجحت إلى حد ما في ربط الدراسات الجامعية والزمالة على وجه الخصوص بمتطلبات المجتمع، وحققت نجاحا ملحوظا في هذا المجال، وهذا المثال يمكن تطبيقه في المجالات الأخرى، ولكن من الضرورة بمكان التركيز على الحاجات. إلى مشكلة رئيسية تواجههم في الدراسات العليا، خاصة في تلك المجالات التي لا توجد بها ممارسات عملية، مثال التركيز في مرحلتي الدكتوراه والماجستير على تخصص دقيق قد يكون منتشرا ومطلوبا في الدول المتقدمة، ولكنه لا يلبي حاجة المجتمع المحلي، يقول "هذه مشكلة كبيرة، ولكن التخصصات التي يعمل أساتذتها كمتخصصين في سوق العمل كسرت الحاجز بين النظري والعملي، واستطاعت أن تجد طريقها للتطبيق، حتى ولو كان هذا التطبيق محدودا، فقد وجدت طريقها لخدمة المجتمع"."المعوقات التي لدينا كثيرة، وهي أيضا معوقات موجودة في معظم الدول العربية، من هذه المعوقات ضعف الهياكل الوطنية القادرة على نقل الفكرة من منجز بحثي إلى مؤسسة واقعية "ويرى أن حل هذه المشكلة يكمن في ضرورة اكتمال البنية التحتية لدينا حتى يمكن تحويل الأفكار العظيمة إلى واقع وعمل. سُبع المعدل العالمي أن عدم الاستفادة من ناتج البحث العلمي في العالم العربي وجه واحد من أوجه مشكلة البحث العلمي في العالم العربي، يقول "الضعف في مجال البحث العلمي يكاد يكون مشكلة مشتركة ومتشابهة بين كل الدول العربية، مع اختلاف طفيف فيما بينها، وفي تقريري التنمية البشرية في العالم العربي لعامي 2002 و2003 م، واللذين أشرف على إصدارهما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، أرقام مخيفة تؤكد أن ملف التقنية والتطور والبحث العلمي في العالم العربي هو الأسوأ على مستوى العالم، باستثناء دول جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية والتي أعفتنا مشكورة من المرتبة الأخيرة"."الاستثمار في البحث العلمي والتطوير في العالم العربي هو أقل من سُبع المعدل العالمي، إذ لا يتجاوز نصيب البحث العلمي والتقني في البلاد العربية 0.002 % من الناتج المحلي مقابل ما يزيد على 2.5 % بالنسبة لمعظم الدول الصناعية، وفي العالم اليوم كما تشير الأرقام يوجد أكثر من 4 ملايين وخمسة عشر ألف باحث، منهم 19 ألف باحث فقط في العالم العربي، بينما يضم المركز القومي للبحث العلمي في فرنسا بمفرده حوالي 31 ألف باحث، ومجموع الأبحاث التي تجريها جامعة أوروبية أو أمريكية أو يابانية واحدة يساوي مجموع كل الأبحاث العلمية التي يجريها الباحثون العرب.
"وفيما يمثل العالم العربي 5 % من سكان العالم لكنه ينتج 1.1 % من الإنتاج العالمي للكتب، ويترجم 300 مليون عربي من الكتب سنوياً أقل سبع مرات من 20 مليون يوناني، "اليونان تعتبر من فقراء أوروبا"، وخلال الألف سنة الماضية ترجم العرب من الكتب بقدر ما ترجمته إسبانيا في سنة واحدة. وأما عن براءات الاختراع وهي أحد النواتج المهمة للبحث العلمي، فلا تزيد البراءات المسجلة في أكبر دولة عربية "مصر" وهي الأولى على مستوى العالم العربي في مجال البحث العلمي، عن 77 براءة خلال الفترة 1980- 2000، في حين تبلغ في كوريا وهي إحدى الدول المتطورة حديثا 16328 للفترة ذاتها، وبحسب التقرير فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي لكل البلدان العربية في عام 1999 ما مقداره 5312 مليار دولار أمريكي، أي ما يشكل أقل من دخل دولة أوروبية واحدة مثل إسبانيا، وهي أيضا تعد من فقراء أوروبا، والتي يقدر ناتجها المحلي الإجمالي بحوالي 5955 مليار دولار. ويؤكد الدكتور العمري أننا نعاني من إهمال كامل للبحث العلمي الذي يتطلب مهارات عالية وقدرات ذهنية متفوقة وأنماطاً جديدة للسلوك الإنساني، وعلاقة راسخة بين قوى الإنتاج وقوى العلم والمعرفة وقوى الروح والثقافة.
عقبات البحث العلمي
ويحدد الدكتور العمري العقبات التي يواجهها البحث العلمي في عالمنا العربي وهي "عدم توفر الشعور والحس الوطني لدى صانع القرار وأفراد الشعب بأهمية البحث العلمي في تطور وتقدم الأمة، ويكاد البحث العلمي يكون شبه مهمل في التخطيط وإعداد الموازنات، ونتيجة للأوضاع السياسية غير المستقرة في الكثير من الدول العربية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي فإن أغلب الإنفاق في دولنا يتوجه لمجالي الأمن والتسلح، ومشكلة أخرى تواجه البحث العلمي هي النقص في الحريات، والمواطن العربي هو الأقل استمتاعاً بالحرية مقارنة مع مناطق العالم السبع والقيود الموضوعة على الباحث العربي بالذات تجعله مكبل اليدين وتحد من إبداعه وقدرته على الاختيار. "ومن العقبات نقص المعرفة وضعف القاعدة التعليمية الأساسية في العالم العربي، والتي يفترض بها أن تدعم البحث العلمي، ويكفي أن نعلم أن أكثر من 65 مليون عربي يعانون من الأمية الأبجدية، والمصيبة تتعاظم عندما نضيف إليها الأُميّة الثقافية التي يعاني منها أكثر من مائة مليون عربي. أن من العقبات الرئيسية في مجال البحث العلمي أنه لا يزال يعتمد اعتمادا شبه كلي على الدعم الحكومي الرسمي الذي لا يكاد يذكر أصلا، بينما يساهم القطاع الخاص بما لا يزيد عن 5 % من إجمالي ما ينفق على البحث في العالم العربي، أما في الدول المتقدمة فإن القطاع الخاص هو الممول الرئيس للأبحاث (أكثر من 50 % )، ويكفي أن نعلم أن شركة واحدة مثل شركة فايزر الدوائية الأمريكية تنفق على الأبحاث أكثر من 8 مليارات دولار سنويا، وهو ما يزيد على ميزانية بعض الدول العربية مجتمعة، وأهمية هذه النقطة بالذات أن القطاع الخاص لديه مرونة أكثر في اتخاذ القرار، ويعكس احتياج الناس والسوق أفضل بكثير مما يعكسه القطاع الحكومي، والذي في الغالب يجعل من الاعتبارات السياسية والأمنية والشخصية العامل الأول في تحديد وجهة الباحثين العلمية. "ومن العقبات أيضا عدم وجود مراكز متخصصة للبحث العلمي، وأغلب الأبحاث في العالم العربي تتم في الجامعات والكليات والمعاهد الأكاديمية المختلفة، ومع أن المفترض في الأكاديميين هو التفرغ للبحث العلمي إلا أن أوضاعهم المالية السيئة جعلت الكثير منهم مشغولا بتحسين أوضاعه المادية أكثر مما هو مشغول بالبحث العلمي، فإذا أضفنا إلى ذلك أن أكثر الجامعات عندنا لا توفر أي ميزانية للبحث العلمي، في نفس الوقت الذي ربطت فيه الترقيات لأعضائها الأكاديميين بمقدار ما ينجزونه من بحث علمي، فلا نستغرب اختيار أغلب الأكاديميين لتلك النوعية من الأبحاث التي لا تستغرق الكثير من الوقت ولا تكلف الكثير من المال لتكون النتيجة امتلاء الكثير من أرفف المكتبات بنوعية رديئة من الأبحاث التي لا يمكن الاستفادة منها أو تطبيقها على أرض الواقع. العقبات التي يعاني منها البحث العلمي في عالمنا العربي في تضخيم الأنا عند الباحث العربي، وعدم التفاعل ضمن فريق عمل كبير، وفي الوقت الذي تعمل فيه مراكز الأبحاث في العالم المتقدم على شكل مجموعات بحث متخصصة، بل وفي كثير من الحالات أصبحت الأبحاث تتم على شكل مجموعات دولية، بحيث يشترك في نفس البحث أكثر من فريق بحث في أكثر من دولة، فما زال الكثير من الباحثين العرب يفضل أن يقوم بالبحث وحده حتى لا يظهر على الغلاف غير اسمه، والغريب أن نظام الجامعات لدينا لا يزال يشجع هذا المسار، إذ يجعل من شروط الترقية أن تحمل بعض الأبحاث المقدمة للترقية اسم باحث واحد فقط، وهي سياسة غريبة ناتجها الوحيد هو نوعية من الأبحاث الرديئة والضعيفة، وأخيرا ما يثير الإحباط لدى الكثير من الباحثين العرب الجادين هو أن إنتاجهم العلمي بدلا من الاستفادة منه وتطبيقه على أرض الواقع، ينتهي إلى رفوف المخازن والمستودعات. مقترحات للإصلاح أن حل إشكالية البحث العلمي في العالم العربي لا يمكن أن يتم في يوم وليلة، نظرا لضخامة المشكلة، ولكن من الممكن اتخاذ عدد من الخطوات التي قد تساهم في دفع البحث العلمي للأمام, ومن أهمها أن يكون البحث العلمي من أولوياتنا السياسية والوطنية، وأن يستشعر الجميع أهميته سواء على مستوى السلطة أو الشعب, وإن تقدمنا وتطورنا مرهون بمقدار ما نصرفه على العلم والعلماء، ونوفر الدعم المعنوي والمادي لهم في مهمتهم, بدءا بتحسين أوضاع الباحثين العرب المادية، وتفريغهم بالكامل لمهمة البحث العلمي، وتوفير الدعم المالي المناسب لأبحاثهم. تخصيص جزء من ميزانية الجامعات للبحث العلمي، وتسهيل أمور التواصل بين الباحثين والعلماء في هذه الجامعات, ليس على مستوى البلد الواحد فقط، بل على مستوى القطر العربي، بل وحتى على المستوى الدولي، حتى يتم تبادل الخبرات بشكل مناسب مما سيسهم دون شك في تطوير البحث العلمي. ومن الحلول التي قد تساعد في تحسين نوعية البحوث وملاءمتها للواقع، أن توجد هناك قناة للاتصال بين المؤسسات الحكومية والخاصة من جهة، ومراكز الأبحاث في الجامعات من جهة أخرى، بحيث تمرر هذه المؤسسات احتياجاتها البحثية لمراكز الأبحاث، وتتولى في نفس الوقت توفير جزء من الدعم المالي لهذه الأبحاث باعتبارها المستفيدة منها، والقطاع الخاص بالذات يجب أن لا يستخسر أي أموال يدفعها في مقابل البحث العلمي، لأنه لو أحسن الاستفادة من هذه الأبحاث في تطوير أعماله، فسوف يجني أضعاف أضعاف ما خسره فيها، كما هو حاصل في الدول المتطورة. جامعاتنا وهدر طاقاتناويرى المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية الدكتور زيد بن محمد الروماني أن المشكلة تكمن بداية في بعض الجامعات والكليات والأقسام العلمية والباحثين الذين لا يحسنون اختيار موضوعات الماجستير والدكتوراه وإيلائها العناية الفائقة بل المهم لديهم تسجيل الموضوع أيا كان، واختيار الموضوع المستهلك غير المفيد عمليا وتطبيقيا هو السبب الأساس في حفظه بعد الانتهاء منه في الأدراج وعدم الاستفادة من نتائجه وتوصياته. أن لدى الجامعات أبحاثا ودراسات ومشروعات قدمها ومازال يقدمها طلاب المرحلة الجامعية غاية في الأهمية، بعضها دراسات وصفية نظرية، وبعضها الآخر مشروعات عملية تطبيقية، لكن وصفها بالبحوث الطلابية جعل مآلها الرمي والإتلاف بعد رصد الدرجات وهذا بالطبع هدر للطاقات والجهود والمواهب والإبداع. أن يخضع مبدأ تسجيل موضوعات رسائل الماجستير والدكتوراه للجنة مركزية تضبط هذه الموضوعات بأوليات المجتمع وحاجة سوق العمل واهتمامات الأمة، مع العناية الفائقة بالدراسات التطبيقية الواقعية على مؤسسات وإدارات ووزارات ونشاطات الدولة، وأن تتولى لجنة إعلامية خاصة بالجامعات نشر نتاج هذه الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه) عبر الوسائل الإعلامية التقليدية والتقنية، وأن تقوم الجامعات عبر عمادات الدراسات العليا بإعداد كتب دورية تشتمل على موضوعات الماجستير والدكتوراه وملخصات لها تنشر وتوزع ويتم تداولها مع الجامعات ومراكز البحث ومعاهد التدريب".مراكز لخدمة المجتمع
أن المشكلة تتمثل في عدم الارتباط بين البحث العلمي في الجامعات وبين احتياجات المجتمع نتيجة غياب الآليات المنظمة للعلاقة بين البحث العلمي والمجتمع مما يهدر جانبا مهما من الثروة الوطنية ويجعل الدراسات العليا تتم في موضوعات بعيدة تماما عن احتياجات المجتمع، ويؤكد السجيني أن منظمات الأعمال لا تتعامل بشكل عملي وعلمي مع المشاكل التي تواجهها وليس لديها تحديد لاحتياجاتها من البحوث والتطوير، رغم أن الجامعات السعودية تمنح عشرات الدرجات العلمية كل عام دون أن يرتبط ذلك بتحقيق التنمية الشاملة، يقول "نحن نحتاج إلى إيجاد آلية للربط بين مجتمع الأعمال والجامعات، أو من خلال ربط الغرف التجارية الصناعية كممثل لمجتمع الأعمال مع الجامعات، وكذلك من خلال إنشاء الجامعات لمراكز تسمى "مراكز خدمة المجتمع" تتولى بحث مختلف المشاكل التي يعاني منها المجتمع بقطاعاته المختلفة، وتكون لديها قاعدة بيانات بالبحوث السابقة والبحوث الحالية المسجلة في الجامعات السعودية، كما يمكنها تحديد موضوعات مقترحة للبحث يمكن طرحها على طلاب الدراسات العليا لتكون موضوعات لدراسة الماجستير أو الدكتوراه، وتتولى مراكز خدمة المجتمع تحقيق الارتباط المفقود بين البحث العلمي الأكاديمي والمجتمع".ونظرا لأن التدريب العملي جزء رئيسي من المقررات الدراسية في مختلف الكليات، يقترح السجيني أن يتم تدريب عملي للخريجين الراغبين في اختيار موضوعات لبحوث الماجستير والدكتوراه لمدة ستة أشهر مثلا في جهة ذات علاقة بالتخصص، حتى يقف الخريج على الواقع العملي، ومن ثم يدون ملاحظاته ثم يختار موضوعا يواجه مشكلة حقيقية، ويوجد حلا لها بما يسهم في الربط بين البحث العلمي والمجتمع، ويحول دون تحول الدراسات العليا إلى مجرد حصول على الدرجة دون أي إمكانية للتطبيق ودونما استفادة للمجتمع. "يمكن لمركز خدمة المجتمع أن يتابع تنفيذ الدراسات التي تمت إجازتها من حيث تحويل التوصيات التي وصل إليها الباحث إلى برامج تنفيذية ومساعدة الجهات ذات العلاقة في التطبيق والإشراف على التنفيذ، وبحث أهم المعوقات التي تحول دون تنفيذ هذه التوصيات والتي قد تحتاج إلى تعديل في الأنظمة أو الطرق المستخدمة، وبحيث لا تتحول الدراسات العليا إلى مجرد الحصول على الدرجة العلمية، ويتحول البحث إلى كتاب ضمن كتب أخرى تضمها المكتبات، ولكن تتحول نتائج الدراسات إلى برامج عمل تدفع عجلة التطوير والتنمية الشاملة بما يعظم من الفائدة الاقتصادية ويجعل من هذه الدراسات دعامات للتقدم والتطوير".
ويقترح السجيني أن تتكفل بعض الجهات بجانب من تكلفة الدراسة أو توفر المعامل للطالب أو أماكن للتجارب التشغيلية بما يحقق التلاحم المطلوب ما بين الدراسات العليا واحتياجات المجتمع. وعن كيفية الاستفادة من البحوث والدراسات الجامعية وتحويلها إلى مشاريع وخطط تخدم المجتمع الإسلامي. فيقول رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي: "ينقسم البحث العلمي إلى قسمين:
أولاً: البحوث البحتة, وتهتم بدراسة قضايا علمية أساسية. تساعد على تطوير مناهج الدراسة والبحث والتطبيق في مراحل أخرى, وهذا النوع من البحث يهتم به أساساً الباحثون الأكاديميون وتموله الحكومات.
ثانياً: البحوث التطبيقية وتهدف في الغالب إلى تطوير منتجات أو عمليات إنتاجية قابلة للتطبيق في المدى القصير أو المتوسط, وتحظى مثل هذه الأبحاث بالاهتمام والتمويل من الحكومات والقطاع الخاص. مشيراً إلى أن الأبحاث الجامعية في معظم الدول النامية بما فيها الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تعاني من شح الموارد المالية المخصصة لها, إضافة إلى العوائق التي تواجه الباحثين في معظم الدول النامية منها صعوبة النشر وارتفاع تكلفته. ويرى الدكتور علي أن أفضل وسيلة لجعل البحوث الجامعية تجد طريقها إلى التطبيق في الواقع العملي هو أن تكون منبثقة من حاجيات محددة تطرحها مؤسسات المجتمع المختلفة فتسعى الأبحاث إلى إيجاد حلول مناسبة لها. فالباحث في المجال العلمي ينبغي أن تكون أبحاثه منصبة على معالجة مشكلات محددة تطرحها عليه الصناعات المحلية فيعمل معها جنباً إلى جنب لإيجاد الحل المناسب. وكذلك على الباحث الاقتصادي أن يسخر أبحاثه لمعالجة القضايا الاقتصادية المطروحة على المجتمع ومؤسساته وينسق معها في كل مراحل البحث للوصول إلى نتائج محددة وملموسة. وعن الدور الذي يمكن أن يضطلع به البنك الإسلامي للتنمية في هذا الصدد قال رئيس البنك الإسلامي للتنمية: ينصب اهتمام البنك على دعم الباحثين من الدول الأعضاء في المجالات العلمية وفي مجال الاقتصاد والصيرفة الإسلامية. وفي هذا الصدد أنشأ البنك برنامجاً لدعم الباحثين الشباب في الدول الأعضاء في المجالات العلمية, بالتعاون مع الأمانة العامة للكومستيك وهي اللجنة الدائمة للتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس العلوم والتكنولوجيا برئاسة الباكستان. ويحرص البنك, عند اختيار المستفيدين من هذا البرنامج على أن تكون موضوعات البحث التي يختارونها ذات صلة بواقع عملي تسعى لمعالجته. كما أن البنك يقدم منحاً دراسية للباحثين المتميزين, في مجالات التقنية المتطورة, ليتابعوا أبحاثهم في جامعات مرموقة في الدول الصناعية مشترطاً عليهم أن يعودوا لخدمة المؤسسات البحثية التي ينتمون إليها في الدول الأعضاء.
نشأة البحث العلمي:
يرتبط البحث العلمي في تاريخه العتيق بمحاولة الإنسان الدائبة للمعرفة وفهم الكون الذي يعيش فيه، وقد ظلت الرغبة في المعرفة ملازمة للإنسان منذ المراحل الأولى لتطور الحضارة.. وعندما حمل المسلمون العرب شعلة الحضارة الفكرية للإنسان، ووضعوها في مكانها السليم، كان هذا إيذاناً ببدء العصر العلمي القائم على المنهج السليم في البحث، فقد تجاوز الفكر العربي الإسلامي الحدود التقليدية للتفكير اليوناني، وأضاف العلماء العرب المسلمون إلى الفكر الإنساني منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة والتجريب، بجانب التّأمل العقلي، كما اهتموا بالتحديد الكمي واستعانوا بالأدوات العلمية في القياس. وفي العصور الوسطى بينما كانت أوروبا غارقة في ظلام الجهل كان الفكر العربي الإسلامي يفجر في نقلة تاريخية كبرى ينابيع المعرفة. ثم نقل الغربُ التراثَ الإسلامي، وأضاف إليه إضافات جديدة حتى اكتملت الصورة وظهرت معالم الأسلوب العلمي السليم، في إطار عام يشمل مناهج البحث المختلفة وطرائقه في مختلف العلوم، التطبيقية والإنسانية(1). فقد تمثل المسلمون المنهجية في بحوثهم ودراساتهم في مختلف جوانب المعرفة.. والمنهجية التي اختطوها لأنفسهم تلتقي كثيراً بمناهج البحث الموضوعي في عصرنا، وشهد بذلك بعض المستشرقين الذين كتبوا مؤلفات يشيدون فيها بما يتمتع به العلماء المسلمون من براعة فائقة في منهج البحث والتأليف، ويبدو ذلك واضحاً في كتاب (مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي) للمستشرق (فرانتر روزنتال) (2). ويذكر (الصباب،1413) أن (الدراسات المقارنة للمنهج العلمي الحديث والمنهج الذي سار عليه المسلمون في مجال علوم الطبيعة والكون أثبتت أن المنهج العلمي الحديث وأسلوب التفكير المنطقي قد توفر لدى علماء المسلمين في بحوثهم واكتشافاتهم في مجال الطب والكيمياء والصيدلة وعلوم الكون وبقية فروع العلم التطبيقي) (3). وهكذا يتبيَّن للباحث: إسلامية وعربية البحث العلمي من حيث النشأة والبداية والسبق.
مفهوم البحث العلمي:
ليس من اليسير أن نحصر كل التعريفات التي أُطلقت على مفهوم (البحث العلمي)، حيث تعددت تلك التعريفات وتنوعت، تبعاً لأهدافه ومجالاته ومناهجه، لكن معظم تلك التعريفات تلتقي حول التأكيد على دراسة مشكلة ما بقصد حلها، وفقاً لقواعد علمية دقيقة، وهذا يعطي نوعاً من الوحدة بين البحوث العلمية رغم اختلاف حياديتها وتعدد أنواعها.. وقد تناول العديد من الباحثين مفهوم البحث العلمي، كما اختلفت مداخلهم وتباينت اتجاهاتهم حول هذا المفهوم، فكل واحد منهم قد نظر إليه من زاويته الخاصة وحسب ميوله أو قناعته العلمية.. وعند تناول مصطلح (البحث العلمي) يُلاحظ أنه يتكون من كلمتين هما: (البحث) و(العلمي). أما البحث لغوياً فهو مصدر الفعل الماضي (بَحَثَ) ومعناه:(تتبع، سأل، تحرى، تقصى، حاول، طلب (وبهذا يكون معنى البحث هو: طلب وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور، وهو يتطلب التنقيب والتفكير والتأمل، وصولاً إلى شيء يريد الباحث الوصول إليه(4). أما العلمي: فهي كلمة منسوبة إلى العلم، والعلم(Science): يعني المعرفة والدراية وإدراك الحقائق.؟ والعلم في طبيعته (طريقة تفكير وطريقة بحث أكثر مما هو طائفة من القوانين الثابتة).. وهو منهج أكثر مما هو مادة للبحث فهو (منهج لبحث كل العالم الأمبريقي المتأثر بتجربة الإنسان وخبرته) (5). أما العلم في منهجه فهو: (المعرفة المنسقة التي تنشأ من الملاحظة والتجريب، وأما في غايته فهو الذي يتم بهدف تحديد طبيعة وأصول الظواهر التي تخضع للملاحظة والدراسة، فهدفه صوغ القوانين لأنه ليس بحثاً يجد في طلب الحقيقة العظمى النهائية، وإنما هو فقط أسلوب في التحليل يسمح للعالم بالوصول إلى قضايا مصاغة صوغاً دقيقاً) (6). ويذكر (رشوان، 1989) بأن العلم لا يصلح أن نطلق عليه علماً إلا إذا توفرت فيه الشروط الأساسية التالية:
1 وجود طائفة متميزة من الظواهر يتخذها العلم موضوعاً للدراسة والبحث.
2 خضوع هذه المجموعة من الظواهر لمنهج البحث العلمي.
3 الوصول في ضوء مناهج البحث إلى مجموعة من القوانين العلمية.
ويضيف (كورمانوف، 1983) قائلاً: إن (العلم إما أن يكون نظرياً أو تطبيقياً فالنظري يتوجه إلى شرح للواقع، والتطبيقي يتوجه إلى التأثير في الواقع ولا غاية نفعية للعلم النظري، أما التطبيقي فينظر إلى اعتبارات المردود المادي والربح) (7). وعبارة البحث العلمي مصطلح مترجم عن اللغة الإنجليزية (Scientific Research)، فالبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمية، والطريقة العلمية تعتمد على الأساليب المنظمة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وتكوين الفرضيات(8).
ومن أشهر تعريفات البحث العلمي: ما ذكره (خضر، 1989)، وهو أنه (عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى (الباحث) من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى (موضوع البحث) باتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث)، بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى (نتائج البحث) (9).. ويؤكد هذا التعريف على عدة أبعاد أهمها حاجة البحث العلمي من الباحث إلى التفكير العلمي المنظم، وتحديد موضوع البحث واتباع منهج منظم، والحصول على نتائج صالحة للتعميم، ومن ثمَّ حل المشكلات. وقد ذكر (بدر، 1977) أن البحث العلمي هو (استقصاء منظم يهدف إلى إضافة معارف يمكن التحقق من صحتها عن طريق الاختبار العلمي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها) (10). وهذا التعريف يضيف للأبعاد السابقة التي أشار إليها (خضر) بأن الهدف من التفكير المنظم هو إضافة معارف يمكن التحقق من صحتها بالاختبار العلمي. ويعرفه (عناية، 1984) بأنه (التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة معلومات جديدة لها) (11). أما (بدوي، 1968) فقد عرَّف البحث العلمي بأنه (الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقائق في العلوم بوساطة طائفة من القواعد العامة، تهيمن على سير العقل وتحديد عملياته، حتى يصل إلى نتيجة معلومة أسبابها، وما يناسبها من حلول وذلك بطريقة محايدة غير متحيزة للمشكلة) (12) . كما أورد (رشوان، 1989) تعريفاً للبحث العلمي، هو: (أنه طريقة أو منهج معين لفحص الوقائع وهو يقوم على مجموعة من المعايير والمقاييس تسهم في نمو المعرفة، ويتحقق البحث حين تخضع حقائقه للتحليل والمنطق والتجربة والإحصاء، مما يساعد على نمو النظرية) (13). وهذا التعريف يحدد للبحث العلمي معايير يتم في ضوئها إخضاع الحقائق للتحليل والمنطق والتجربة والإحصاء. ويذكر (عاقل، 1410هـ) تعريفاً للبحث العلمي بأنه (البحث النظامي المضبوط والخبري في المقولات الافتراضية عن العلاقات المتصورة بين الحوادث الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية) (14). ويؤكد هذا التعريف الجانب الإعلامي، حيث لا يقتصر الباحث في بحثه على انتهاج أسلوب منظم ومضبوط في جمع المعلومات وتحليلها والوصول من خلالها إلى إثبات صحة المعلومات بل إنه يسعى إلى نشر ما توصل إليه من نتائج.. أما (فان دالين، 1977م) فيعرِّف البحث العلمي بأنه (المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلة التي تؤرق البشرية) (15).. وأما (العواودة، 2002) فتعرّف البحث العلمي ببساطة شديدة بأنه: (وسيلة للدراسة يمكن بوساطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة، وذلك عن طريق الاستقصاء الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها، والتي تتصل بهذه المشكلة المحددة) (16).. ومن خلال العرض السابق لبعض تعريفات البحث العلمي يمكن القول: إن كل تعريف منها تناوله من زاوية معينة، فالبعض أبرز جانب الأهداف والبعض الثاني أبرز جانب الوظائف، والبعض الثالث أبرز جانب الأهمية أو جانب الخصائص، ولكنها في مجملها تعطي صورة واضحة لمفهوم البحث العلمي. ويري الكاتب أنه من خلال العرض السابق لمفهوم البحث العلمي يمكن استخلاص التعريف التالي: وهو: إن البحث العلمي حزمة من الطرائق والخطوات المنظمة والمتكاملة تستخدم في تحليل وفحص معلومات قديمة، بهدف التوصل إلى نتائج جديدة، وهذه الطرائق تختلف باختلاف أهداف البحث العلمي ووظائفه وخصائصه وأساليبه. خطوات البحث العلمي: وبناءً على التعريفات السابقة، يتبيَّن بشكل بديهي أن البحث العلمي يتألف من مجموعة خطوات تتمثَّل في الشعور بالمشكلة أو بسؤال يحيِّر الباحث، فيضع لها حلولاً محتملة، هي الفروض، ثم تأتي بعد ذلك الخطوة التالية: وهي اختبار صحة الفروض، والوصول إلى نتيجة محددة، ومن الطبيعي أن يتخلل هذه الخطوات الرئيسة عدة خطوات إجرائية، مثل تحديد المشكلة، وجمع البيانات التي تساعد في اختيار الفروض المناسبة، وكذلك البيانات التي تستخدم في اختيار الفروض، والوصول إلى تعميمات، واستخدام هذه التعميمات تطبيقياً.. وهكذا يسير البحث العلمي على شكل خطوات أو مراحل، لكي تزداد عملياته وضوحاً، إلا أن هذه الخطوات لا تسير باستمرار، بنفس التتابع، ولا تؤخذ بطريقة جامدة، كما أنها ليست بالضرورة مراحل فكرية منفصلة، فقد يحدث كثيراً من التداخل بينها، وقد يتردد الباحث بين هذه الخطوات عدة مرات، كذلك قد تتطلب بعض المراحل جهداً ضئيلاً، بينما يستغرق البعض الآخر وقتاً أطول.. وهكذا يقوم استخدام هذه الخطوات على أساس من المرونة والوظيفية.. وتختلف مناهج البحث من حيث طريقتها، في اختبار صحة الفروض، ويعتمد ذلك على طبيعة وميدان المشكلة موضع البحث، فقد يصلح المنهج التجريبي في دراسة مشكلة لا يصلح فيها المنهج التاريخي أو دراسة الحالة.. وهكذا.. وكثيراً ما تفرض مشكلة البحث المنهج الذي يستخدمه الباحث. واختلاف المنهج لا يرجع فقط إلى طبيعة وميدان المشكلة، بل أيضاً إلى إمكانات البحث المتاحة، فقد يصلح أكثر من منهج في دراسة بحثية معينة، ومع ذلك تحدد الظروف المتاحة أو القائمة المنهج الذي يختاره الباحث (17).. المهم أن أي منهج من مناهج البحث يقوم على خطوات علمية متكاملة، ومتفقة مع الأسلوب العلمي العام الذي يحكم أي منهج من مناهج البحث.. تعدد مناهج البحث العلمي: ترجمة كلمة منهج باللغة الإنجليزية: Method ونظائرها في اللغات الأوروبية ترجع إلى أصل يوناني يعني: البحث أو النظر أو المعرفة. والمعنى الاشتقاقي لها يدل على الطريقة أو المنهج الذي يؤدي إلى الغرض المطلوب (18).. ويرى (عسيلان، 2004): أننا في غنى عن مثل هذه الإحالة فالكلمة شائعة ومتوفرة في معاجم اللغة العربية وتعني الطريق الواضح (19).. وفي ابتداء عصر النهضة الأوروبية أخذت الكلمة مدلولاً اصطلاحياً، يعني أنها: طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم بقدر الإمكان(20).. ويحدد أصحاب المنطق الحديث (المنهج) بأنه: (فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين، وإما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين) (21). وبهذا يكون هناك اتجاهان للمنهج من حيث اختلاف الهدف، أحدهما يكشف عن الحقيقة، ويُسمى منهج التحليل، والثاني يُسمى منهج التصنيف.. وعلى العموم فتصنيف مناهج البحث، يعتمد عادة على معيار ما، حتى يتفادى الخلط والتشويش. وعادة تختلف التقسيمات بين المصنفين لأي موضوع، وتتنوع التصنيفات للموضوع الواحد، فإذا نظرنا إلى مناهج البحث من حيث العمليات العقلية، التي توجهها، أو تسير على أسسها، أمكننا القول إن هناك ثلاثة أنواع من المناهج: النوع الأول: المنهج الاستدلالي أو الاستنباطي: وفيه يربط العقل بين المقدمات والنتائج، أو بين الأشياء وعللها، على أساس المنطق العقلي، والتأمل الذهني، فهو يبدأ بالكليات ليصل منها إلى الجزئيات. والنوع الثاني: هو المنهج الاستقرائي: وهو على عكس سابقه، يبدأ بالجزئيات ليصل منها إلى قوانين عامة، ويعتمد على التحقق بالملاحظة المنظمة الخاضعة للتجريب والتحكم في المتغيرات المختلفة.. والنوع الثالث: هو المنهج ألاستردادي: فيعتمد على عملية استرداد ما كان في الماضي ليتحقق من مجرى الأحداث، ولتحليل القوى والمشكلات التي صاغت الحاضر.. فإذا أردنا تصنيف مناهج البحث استناداً إلى أسلوب الإجراء، وأهم الوسائل التي يستخدمها الباحث، نجد أن هناك المنهج التجريبي وهو الذي يعتمد على إجراء التجارب تحت شروط معينة، ومنهج المسح الذي يعتمد على جمع البيانات ميدانياً، بوسائل متعددة، ويتضمن الدراسة الكشفية والوصفية والتحليلية، ومنهج دراسة الحالة، وينصب على دراسة وحدة معينة، فرداً كان أو وحدة اجتماعية، ويرتبط باختبارات ومقاييس خاصة، والمنهج التاريخي، ويعتمد على الوثائق والمخلفات الحضارية المختلفة(22).. والجدير بالذكر أن المنهج التاريخي يُعد أبسط المناهج استعمالاً كطريقة بحث إن لم يكن أساسها، وفي نفس الوقت أهمها من حيث التطبيق (23). وهكذا تتعدد مناهج البحث العلمي بتعدد المشارب والمذاهب والإمكانيات أيضاً.
هوامش:
1 انظر: محمد زيان عمر، البحث العلمي، مناهجه وتقنياته، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002):، ص10.
2 عبد الله عبد الرحيم عسيلان: لمحات في منهج البحث الموضوعي، مقال على الإنترنت، بتاريخ 282005.
3 عبد الرحمن عبد الله أحمد المقبول: البحث التربوي أهميته, وممارسته، ومعوقاته، لدى المشرف من وجهة نظر المشرفين التربويين بمنطقة الباحة، خطة بحث منشورة على الإنترنت بتاريخ 482005.
4 انظر: ابن منظور: لسان العرب(15 مجلد)، بيروت: دار صادر، ط1 (د. ت) ج 2، ص،114 والفيروز آبادي: القاموس المحيط،(د. ت)، ص 211.
5 http:www. ghamid. netvbshowthrea php?t=12932 بتاريخ: 88 2005.
6 المصدر السابق.
7 المصدر السابق.
8 المصدر السابق.
9 المصدر السابق.
10 المصدر السابق.
11 المصدر السابق.
12 المصدر السابق.
13 المصدر السابق.
14 المصدر السابق.
15 المصدر السابق.
16 أمل سالم العواودة: خطوات البحث العلمي (دورة تدريب المتطوعين على المسح الميداني)، (الجامعة الأردنية، مكتب خدمة المجتمع،2002)، ص. 2.
17 انظر: محمد زيان عمر، البحث العلمي، مناهجه وتقنياته، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002) ص 48، 49. وانظر: ريي هيمان، طبيعة البحث السيكولوجي، ترجمة: عبد الرحمن عيسوي، (القاهرة: دار الشروق، ط1، 1989): ص 31 وما بعدها.
18 انظر: محمد زيان عمر، البحث العلمي، مناهجه وتقنياته، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002) ص48.
19 انظر: ابن منظور: لسان العرب(2283)، والفيروزآبادي: القاموس المحيط (266)، وتاج العروس (1526)، والفيومي: المصباح المنير(2 627).
20 عبد الله عبد الرحيم عسيلان: لمحات في منهج البحث الموضوعي، مقال منشور على الإنترنت، بتاريخ 482005.
21 عبد الرحمن بدوي: مناهج البحث العلمي، ص 4.
22 انظر: محمد زيان عمر، البحث العلمي، مناهجه وتقنياته، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002)، ص 49، 48.
23 رشدي فكار، لمحات عن منهجية الحوار والتحدي الإعجازي للإسلام في هذا العصر، (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1982) ص13.