رئيس جامعة غرناطة الحالي يعتذر للأندلسيين المسلمين في شتاتهم
رئيس جامعة غرناطة لمسلمي الأندلس: أعتذر
إمام الليثي
12/11/2009

أربعمائة عام مرت على سقوط غرناطة وطرد المسلمين وتهجيرهم منها، إلا أن ذكرى وجودهم وآثارهم التي تركوها ما زالت تشهد أن طردهم كان أكبر خطأ في تاريخ أوروبا عموما وتاريخ إسبانيا خصوصًا، وهو ما يشهد به المنصفون من أبناء هذه الأرض الذين جاء عدد منهم ليُعلن تبرُّؤَهُ من الفعل السياسي للدولة والكنيسة.
ومن هؤلاء المنصفين الدكتور "فرانسيسكو جونزاليز"، رئيس جامعة غرناطة، وأحد الموقعين على الرسالة شديدة اللهجة التي وجهها عدد من المثقفين والمفكرين الإسبان وطالبوا فيها بالعمل على دعم قضية مسلمي الأندلس، وللانطلاق في اتجاه علاقات إسلامية مسيحية جديدة؛ أهمها تقديم اعتذار عن جرائم الماضي في حق المسلمين، وإعادة الاعتبار التاريخي لهم.
التقينا جونزاليز خلال (الندوة الدولية حول الوجود الإسلامي في الأندلس 28-30 أكتوبر 2009) وكان معه هذا الحديث:
أحمل اعتذارا
س1 - تشارك بقوة في أعمال الندوة الدولية حول الوجود الإسلامي في الأندلس، ما أسباب هذه المشاركة؟
ج1- جئت من إسبانيا حاملا اعتذار أساتذة الجامعات الإسبانية، ومؤكدا أهمية التواصل الحضاري بين بلدنا وبين المغرب تحديدًا والشرق الإسلامي عموما، فلا بد من صيغة جديدة للحوار الحضاري، ولا بد من التعاون الإنساني حتى يستقر العالم، ويتوقف العنف باسم الدين، وتتوقف الدول الكبرى عن محاولة اضطهاد غيرها من الدول، فأنا أحلم بأن تتوقف نبرة العنصرية، سواء عندنا في الغرب أو عندكم في الشرق.
س2- ولكن بعض الدوائر الثقافية في الشرق تنظر إلى الحوار الحضاري بريبة، تحديدا في ظل رفض بابا الفاتيكان اعتبار الدين الإسلامي دينا سماويا؟
ج2- أنا شخصيا أرى أنه ليس من حق أي إنسان أن يستثني الدين الإسلامي من كونه دينا سماويا، وليس من حق إنسان أيا كانت مكانته الدينية أن يحكم على أي دين كونه جاء من السماء أو نشأ من الأرض.
لدي قناعة أن الأديان لا يمكن أن يؤلفها إنسان، ولكن لها وجه ما جاء من السماء قد لا أعرف هذا الوجه، هل هو الله؟ أم ملك من السماء؟ فلا يمكن أن تضع أسسا لدين أو تؤلفه، قد يتغير الدين ويختلف عن اللحظة التي نزل بها، ولكنه لا يمكن أن يكون من مخيلة بشر.
س3- إذن بماذا تفسر الموافقة على الاعتذار لليهود عما حدث من جرائم محاكم التفتيش ضدهم مع استثناء المسلمين، بالرغم من أن الجميع تعرض للاضطهاد، بل إن بعض الروايات تشير إلى تعرض المسلمين لظلم أشد؟
ج3- يجب أن نعرف أن ما وقع من ظلم وطرد لم يقع فقط على المسلمين، بل وقع أيضا على اليهود وبعض الكاثوليك الذين اختلفوا بشكل أو بآخر مع الكنيسة الكاثوليكية، لقد كانت السلطة الدينية للكنيسة في ذلك الوقت متشددة في اتجاه الحفاظ على المسيحية، ولعل التعصب الأعمى كان هو الشيء السائد في ذلك الوقت؛ لذلك كان التعصب الديني من قبل الكنيسة ضد الجميع؛ لذلك لا أعتقد أنه يجب أن تتحسسوا من الاعتذار لليهود.
نقطة ضغط
س4- ليس لدي أي حساسية أو اعتراض؛ إنما أطلب منك تفسيرا، فنحن واليهود أصابنا نفس الأمر وفقا لما تقول، ولكن الحكومة الإسبانية أصدرت اعتذارًا لهم وترفض حتى الآن الاعتذار للمسلمين؟
ج4- لا أستطيع أن أفسّر ما قامت به السلطة، خصوصًا أن إسبانيا الآن لم يعد لديها حساسية مع أي دين، ولكن دعني أقول إنه من الجيد أن تعتذر الحكومة لليهود، ولنجعل هذه نقطة ضغط على الحكومة الإسبانية، نطالبها بالمعاملة بالمثل، وهنا يأتي دور الحكومات العربية والإسلامية، مثل: حكومة المغرب التي تربطها بإسبانيا علاقات وثيقة، لذلك أرى أن يضغط المغرب في هذا الاتجاه، ولا تنسي أننا كمفكرين في إسبانيا نضغط أيضا على حكومتنا لتقدم الاعتذار.
س5- في ضوء ذلك وجهودكم وجهود هذا المؤتمر، كيف تنظر إلى مستقبل المورسكيين الذين يقيمون في إسبانيا؟
ج5- دعني أكن متفائلا، فقيام "خوان كارلوس" بالاعتذار لليهود من أصل أندلسي أرى أنه بداية للاعتذار وإعادة الاعتبار للمورسكيين، فيجب أن يتم ذلك، ولكن علينا أن نستغل سياسة إسبانيا الداعمة لحوار الحضارات والسعي إلى وضع أسس وتثبيتها لتكون منطلقا لهذا التعاون، يجب أن تطرح ورقة المورسيكيين والاعتذار لهم بقوة في أي ملتقى للحوار ترعاه إسبانيا، أعتقد بهذه الطريقة لن يمر وقت طويل حتى نعيد الاعتبار لمسلمي الأندلس.
س6- واضح أنك تمتلك موقفا مساندا وقويا لمسلمي إسبانيا، هل كل مثقفي إسبانيا مع هذا الاتجاه؟
ج6- نسبة كبيرة طبعًا، يكفي أن تعرف أننا سنحتفل قريبا بمرور ألف عام على إنشاء إمارة الأندلس الإسلامية، من ينظر جيدًا سيجد أن المسلمين عاشوا في بلادنا وشكلوا حضارة قوية، وأسهموا في نقل تراث ضخم من الثقافة والعلوم، بل إن الاقتصاد الإسباني وفقا لرؤية العديد من الاقتصاديين اهتز بقوة بعد عملية الطرد التي نعتبرها كمثقفين خطأ آخر من عملية تقدم إسبانيا وجعل شعوب غربية أخرى تتفوق عليها.
المصدر : موقع إسلام أون لاين


http://www.islamonline.net/servlet/S...=1256909799359

http://www.alrabita.info/forum/showthread.php?t=25508