السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* الموضوع : مشاهد و ارتسامات ... من حمى منى / اليوم العاشر من ذي الحجة 1430 هجرية
1- من منى ... تواصل بالصوت و الصورة :
بعد الوقوف بعرفات ، و المبيت بمزدلفة توجهت جموع الحجاج إلى منى
سيبدئون يومهم بنحر أضاحيهم ، ثم رمي الجمرات
إنه يوم النحر ، حيث يتقرب ضيوف الرحمان بأضاحيهم إلى الله عز و جل
و بعدما جمعوا الحصيات من مزدلفة ، سيشرعون في رمي الجمرات
كانت البهجة و السرور بادية على ملامح الحجاج ، و كيف لا ،و قد أتموا المناسك بوقوفهم بعرفات فغفر الله ذنوبهم
كانت عدسات الكاميرات المنتشرة على طول المسارات التي يقطعها الحجاج ، تواكبهم و تسجل حركاتهم
لقد أثار فضولي مجموعة من الحجاج ، الذين كانت أعينهم على أعين الكاميرات و الهواتف النقالة في أيديهم
لقد تمكنوا من إيصال تحاياهم إلى الأهل و الأحباب ، بأصواتهم عبر الهواتف النقالة ، و صورهم بواسطة كاميرات البعثات التلفزية
نعم لقد اجتمعت الصورة بالصوت ، فاكتمل التواصل ليضفي على الحجاج فرحا و سرورا عارمين


2- نقل الأحمال ... بكل الوسائل :
و أنت تتتبع حركة الحجاج في عدة مواقع من منى ، كنت ترصد هذا الجمع الغفير الذي جاء من كل مكان
و رغم قرب انتهاء المناسك ، لا يزال كل حاج و حاجة يحملان بعضا من الأغراض
لقد استرعى انتباهي حاج قوي البنية ، و قد استعمل كل ما لديه لحمل الأثقال
حمل في يده اليمنى كيسا ، و في يده اليسرى كيسا آخر ، أما الحقيبة فقد وضع معصمها على رأسه حتى يتمكن من حمل الأثقال الثلاثة ، با له من حامل بارع ، كان الله في عونه


3- توقف أمام الكاميرا ... لتحية للأهل :
منذ الصباح الباكر و الحجاج ينفرون من مزدلفة إلى منى
بغيتهم إتمام المناسك بالنحر و الرجم
و بين الحين و الآخر ، كان الحجاج يتوقفون أمام عدسة الكاميرا كي توصل صورهم إلى العالم
نعم ، يتوقف الحاج و الحاجة و يبعثون إشارات بأيديهم تعبر عن سلامتهم
تتكرر المواقف و تتجلى الوقفات لتعطي صورة واضحة و مكتملة على فرح منقطع النظير
و قد يتسبب هذا التوقف في عرقلة حركة السير ، مما كان يدفع الحراس إلى التدخل
هناك حضور واضح و مكثف لكل الفئات و الأنواع من رجال الأمن و الساهرين على الحج
و قد كان المصورون يجتهدون كي يسلطوا عدسات كاميراتهم على : أطفال و رضع ، شيوخ و عجزة بل
و بعض ذوي الاحتياجات الخاصة و الكل منتشي بإتمام المناسك
يا لها من نعمة كبرى ، و فوز عظيم و قد أتم الله مقاصدهم و بلغ سعيهم بتواجدهم بحمى الأراضي المقدسة

4- صور و مشاهد ... تثلج القلب :
كثر هم الوالدين الذين اصطحبوا معهم أبناءهم
و رغم ما قيل قبل الشروع في مناسك الحج هذه السنة ، و رغم النهي عن اصطحاب الأبناء كان هناك حضور مكثف للأطفال و كذلك الرضع
و كما هي العادة ، فإن عناية الوالدين بأبناءهم هنا بحمى منى ، فاق اهتمامهم بهم في ديارهم
لقد أثار فضولي تواجد رضع ، لم تتجاوز أعمارهم بضعة شهور
ترى ، هل أصاب والديهم حينما غامروا و أحضروهم إلى حمى البقاع المقدسة ؟
ألا يجدر بنا أن نحضر العقل قبل العاطفة في مواقف كهذه ؟
ألا نلقي بفلذات أكبادنا إلى التهلكة بأفعالنا هذه ؟

لا أبحث عن إجابات ، بل أريد أن ألفت اهتمام الكبار لبعض الخروقات التي قد يهلك فيه الصغار
فحذاري ...! حذاري ...!


* أيها الأخوة الأباجل ، الذين سيعطرون بمرورهم متصفحي هذا
أتمنى لكم قراءة طيبة ، و متابعة قيمة
و عيدكم مبارك سعيد

* صادق مودتي / عز الدين الغزاوي