أضع بين يديكم إخوتي هذه السلسلة لأذكر بالمكانة العالية لأرض فلسطين المباركة حيث مر عدد كبير من الأنبياء، فمنهم من ولد بها ومنهم من عاش بها ومنهم من مر بها ومنهم من مات فيها، وقد بين الله تعالى ذلك في عدة مواضع في كتابه العزيز
حيث قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الاسراء:1)
وقال تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء:71)، قال ابن كثير: بلاد الشام،
وقوله تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾(الأنبياء:81)، قال ابن كثير:بلاد الشام،
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً﴾، قال ابن عباس : القرى التي باركنا فيها هي بيت المقدس،
وقال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام: ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾، قال الزجاج : المقدسة: الطاهرة، وقيل سماها المقدسة، لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكناً للأنبياء والمؤمنين، قال الكلبي: الأرض المقدسة هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقال قتادة : هي الشام كلها.
ولا تهمني دقة المعلومات والأخبار والأحداث التي سأنقلها إليكم (رغم اني حاولت الاعتماد على مصادر موثوقة)، بقدر ما يهمني أن أنقل إليكم قدر ومكانة تلك الأرض الطاهرة عند الأنبياء والمرسلين، وحتى يزيد عشقنا وحبنا لذلك البلد الطاهر وبالخصوص لأقدس موضع فيه ألا وهو المسجد الأقصى الذي بناه عدد من الأنبياء وأم فيه رسولنا الحبيب الأنبياء والمرسلين جميعا، فلا يوجد مكان في الأرض اجتمعت فيه كل الرسل غيره.
وإني لأعلم أن هذه البقعة المباركة وهذا المكان المقدس يحتلان مكانا رفيعا ومكانة عظيمة ويسكنان مكان القلب عند كل مسلم، فذلك المكان من الأمكنة التي تشد إليها الرحال وهو كان قبلة لصلاتنا قبل أن نخالف اليهود، لكن القلوب غفلت عنه قليلا فوجب التذكير.
فاللهم أعني على التوفيق في هذه السلسلة، هذا وما كان من توفيق أو سداد فمن الله تعالى وما كان من زلل أو خطا فمني ومن الشيطان، اللهم أعذنا منه أجمعين.
المفضلات