بسم الله الرحمن الرحيم


حينما وطأت قدماي هذا العام حرم الجامعة بالمسيلة أعجبتني كثيرا هندسة مبانيها الجميلة ومساحاتها الخضراء الرائعة بورودها الغنـّاء وقلت في نفسي : هنا سأنهل بلا ارتواء من معين أساتذتها الفضلاء ، هنا سأبدأ قصة المجد التي سأحكيها لأبنائي عن سرّ عظيم تمتلكه جامعتنا ورحت ُ أعيش الأماني وأنشد الأغاني بسرور لا مزيد عليه ولم ألبث أن قفلتُ إلى النفس كي أحدّثها بإعجاب و إكبار قائلا : لا بدّ أنّ هذا النشاط الخارجي في الشكل والمظهر يتوازى مع نشاط الأساتذة والموظفين في تسخير الوسائل المادية والمعنوية والعلمية للطلاب حتى إذا انطلقت الدروس حلت الطامّة الكبرى لمظاهر آلمتني كثيرا تحول عن السير الحسن لمناهل العرفان ولست ُ هنا أقف مقام الناقد الهدّام الذي لا همّ له سوى تبيان العيوب بمعاول تجريد المخبوء بل هي وقفة للملاحظات البنـّاءة والتي لا أرجو من ورائها إلا الإصلاح ما استطعت ُ وفي الفؤاد حبّ أكنـّه للجميع .
وفي ما يلي جملة المظاهر التي ستندثر بإذن الواحد الأحد .
• ـ لم يجد المدرّس الجامعي مكانا يضع عليه محفظته فطرحها أرضا وافترشها لأوراقه وظل طول الحصة واقفا يتابع بحث الطلبة ولعمري هذه اهانة لا نقبلها أبدا لشيوخنا وأساتذتنا في العلم .
• ـ كثير من الأساتذة لم يجدوا ما يمسحون به السبورات ما اضطرهم لاستعمال الأوراق المعفرة بأتربة الأرضيات وقد يلجأ أحدهم إلى استعمال يده !
• ـ تنعدم حتى الطباشير وسيلة للشرح لكثير من المدرّسين بل هناك من كتب لنا بأصبعه !
• ـ عدم تصليح الكثير من الكراسي وعجز العديد من القاعات لاستعاب العدد المتزايد للطلبة .
• ـ الغياب الجمّ للأساتذة وتأخرهم كأن الوقت الذي يهدر منا بلا قيمة نحن معشر الطلبة وحينما أتوا وجدوا إضرابا فأضربوا !!
• ـ افتقار بعضهم لمنهجية التدريس وفنونه بل وتعجز ثلة منهم حتى في توجيه الطلبة لكيفية إدارة بحث نموذجي !
• ـ في قسم الآداب لا ينبغي لأيّ مدرّس أن يكثر من استعمال العامية أو يلحن اللغة الفصيحة في كل جملة ثم يلزم الطلاب بقول الفصيح !
هذا غيض من فيض ولن أتحدّث هنا عن عيوب الطلبة فذلك يحتاج إلى مقال طويل وعريض ولكل مقام مقال ، ولكن تحدثت ُعمّن هم قدوتنا ومربونا وأنا لا أدّعي العصمة من الأخطاء فـ :
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها *** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه!
ولكن نتعاون جميعا لدرء المفاسد كي نسمو بجامعتنا إلى منارة تهدي الأمة بأنوارها المتلألئة من سراج العلم . وهذا لسان شعري يرتجل :

لجامعتي تهادى القلب بـِشرا = يزفّ لها من الآفاق بُشرى
هو المجد المؤثـّل مدّ عرشا = يضاهي في البهاء عروش كسرى
أجامعة المسيلة فلتهبّي = إلى العلياء بالطلاّب طـُرّا
وهذا دربك المفروش وردا = إلى العرش الذي يَحْبوكِ فخرا

بقلم : عمر طرافي البوسعادي كلية الآداب ل م د السنة الأولى جامعة المسيلة