إخوتي وأخواتي...
كثير من المتابعين فوجئوا بحصول الرئيس الأمريكي باراك اوباما على جائزة نوبل للسلام بعد مرور تسعة اشهر فقط على توليه منصب رئيس الولايات المتحده الأمريكيه دون مقدمات مسبقه تهيئ العالم لإستقبال الخبر كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات, مما دعا كثير من المتابعين على طرح السؤال التالي: اذا كان الأمر كذلك فماهي إذن معايير الفوز بجائزة نوبل للسلام؟
ببساطه شديده المعيار الرئيسي للفوز بالجائزه هو ان يقدم الشخص الفائز خدمات جليله في خدمة السلام العالمي وخدمات فاعله في خدمة الإنسان ورفاهيته بغض النظر عن جنسته وعقيدته ولونه. فهل حقق الرئيس اوباما شيئآ من هذا؟ وإذا كان الرجل يحاول إظهار نفسه على انه يسعى من اجل بناء سلام عالمي, فهل من المنطقي ان تمنح الجائزه بناءآ على تمنيات السيد الرئيس والتي مازالت نتائجها في حكم الغيب؟ أسئله كثيره في هذا الصدد ولدت عند المراقب الحيادي شكوكآ في مصداقية اللجنه المشرفه على الجائزه ومعاييرها ودوافعها في إختيار زيد من الناس بدلآ من عمرو.
إخوتي وأخواتي...
هل إنعدم رجال السلام او اندثروا في هذا العالم حتى تفتش لجنة جائزة نوبل للسلام عمن تمنحه هذه الجائزة التي مازالت مستمرة سنوياً منذ 108 سنوات على التوالي، الجميع ربما يتفهم أن تُمنح هذه الجائزة لرئيس أميركي أو غير أميركي يقدّم شيئاً ملموساً للبشرية في سبيل سلام يطال الإنسانية جمعاء وليت الرئيس اوباما ان يكون اهلآ لها ويبرهن للعالم انه إستحق هذه الجائزه عن جداره.
اعزائي القراء...
ليس بإستطاعتنا ان نقرأ خطوات الرئيس المستقبليه بشكل واضح, ولكننا بالتأكيد نستطيع ان نقرأ ونقيم كل يوم من اياما لثلاثمأئه المنصرمه والتي خدمها الرئيس في البيت الأبيض والتي على ضوئها منحت اللجنه المؤقره جائزة نوبل للسلام للسيد الرئيس... لو كنت اوباما لرفضت الجائزه بلطف, لماذا؟ لأنها فتحت الباب على مصرعيه لشبهات كثيره أهمها تحقيق مصالح مشبوهة لدول مشبوهة واهمها إسرائيل مغلفة بقشرة رقيقه للحمايه تدعى جائزة نوبل للسلام.
إخوتي وأخواتي...
تأكيدآ لقولي أضرب لكم المثالين التاليين . هل تذكرون هذا الإسم (المونسينيور كارلوس فيليبي بيلو؟) لن أدخلكم في متاهة, إنه أسقف مدينة يدلي في جزيرة تيمور الشرقيه والتي كانت حتى عام 1996 جزءآ من إندنونسيا... ومن اجل فصل هذه الجزيره عن الدولة الأم وضع هذا الرجل تحت الحمايه فمنح جائزة نوبل للسلام مع جوزيه راموس هورتا ممثل المقاومة التيمورية في الخارج. وبعد هذه الحصانه تم تنفيذ مؤامرة إنفصال تيمور الشرقيه عن أمها إندنوسيا.
وهل تذكرون هذا الإسم (ربيعة قدير) لن أطيل عليكم ايضآ إنها سيده مسلمه من سكان إقليم شينغيانغ غربي الصين، أو ما اصطلح على تسميته بتركستان الشرقية ويطلق على الشعب المسلم في الصين الإيغور, هذا الشعب تعرض ومازال يتعرض لأسوأ عملية إجتثاث لجذوره وعقيدته وآخر مجزره تمت بحقه كانت منذ اشهر معدودة فقط .تعرضت هذه السيده المسلمه للإعتقال والسجن والتعذيب مع ابناء شعبها المسلم لمطالبتها بحقوق شعبها وبعد معاناة طويله إستطاعت ان تلحق بزوجها في الولايات المتحده وبالرغم من شهرتها عالميآ وعدالة قضيتها الا انها مازالت وشعبها خارج دائرة الإهتمام العالمي وخارج المجتمع المخملي لجائزة نوبل للسلام .تلاحظون أعزائي انني لم اقترب من تزكية المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني بالحصول على جائزة نوبل للسلام فهذا يدخل في باب المعادلات الرياضيه المستحيلة الحل.
إخوتي وأخواتي...
هنا تكمن المعايير المنحرفه في توزيع جائزة نوبل للسلام فهل ينطبق على السيد باراك أوباما هذه المعايير العرجاء؟ اعتقد ذلك
مع تحياتي
المفضلات