جبل أحد يحبنا ونحبه
عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد فقال : [هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وأنا أحرم ما بين لابتيها] وفي رواية [ما بين جبليها] .. صحيح البخاري
عن أنس بن مالك عني النبي صلى الله عليه وسلم : [إن جبل أحد يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة، وعير على ترعة من ترع النار .] سنن ابن ماجة، وهو في التاريخ الكبير للبخاري وقال فيه نظر
وعن جبر بن عمرو بن زيد : [أُحُدٍ جبلٌ يحبنا ونحبُّه ، وهو على بابِ الجنةِ ؛ وعيرٌ يبغضنا ونبغضُه ، وإنَّهُ على بابٍ من أبوابِ النارِ] الطبراني المعجم الأوسط
اطلعت على برنامج مسجل عن جبل أحد عرضته قناة العربي
ومما أذهلني ان هناك من يجاور في سكناه جبل أحد، ويرجو أن يظل مجاورًا له في الآخرة،
لقوله عليه الصلاة والسلام : (جبل أحد يجبنا ونحبه وهو على باب الجنة)
وينسى قوله تعالى : {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات {48} إبراهيم.
وقوله تعالى : {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفًا {105} فيذرها قاعًا صففًا {106} لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا {107} طه.
وأن حجارة الكعبة تنقض حجرًا حجرًا قبل يوم القيامة وهي أعظم عند الله من أحد.
وفي الصحيح عن ابن عباس :[كأني به أسود أفحج يقلعها حجرًا حجرًا] – يعني الكعبة-.
ومرجعية هذا الفهم للنصوص هو فهم الأفعال والأسماء بالمترادفات،
فالحب في المفهوم العام ميل قلبي شديد نحو ذات نالت عنده رضا كبيرًا،
ولكن من حيث الاستعمال؛ فاستعمال مادة "حبب" في ثبات المتقلب المتغير؛
وأما الحَبُّ (بفتح الحاء)؛ فهو ثمار النبات الثابت،
الذي يدوم إلى أمد طويل، قد يصل إلى عشرات السنين،
فثمر النبات من الخضار والفاكهة سريع العطب بعد النضج،
ولا يطول صلاحه إلا قليلاً، إلا إذا عولج وتحول إلى شيء آخر كالمربيات،
ولكنها إطالة لأمد قصير،
: {والحَبُّ ذو العصف والريحان{12} الرحمن
أما الحُبُّ (بضم الحاء)؛ فهو المودة والالتزام الدائم الثابت تجاه من يحب،
قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله {156} البقرة.
وأما الحِبُّ (بكسر الحاء)؛ فهو ثبات الارتباط والاعتماد بين اثنين؛
فزيد بن ثابت حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
كان عبدًا، والعبد يباع ويهدى،
فحرره وتبناه، وقال على مسمع قريش وأقرباء زيد؛
: (زيد مني وأنا منه يرثني وأرثه)،
فصارت بينهما علاقة دائمة ثابتة، وابنه أسامة هو الحِبُّ بن الحِبِّ.
وهو الوحيد الذي ثبت ذكره في قرآن يتلى إلى يوم القيامة،
: {وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ..
فلما قصى زيد منها وطرًا زوجناكها (37) الأحزاب.
وفي غزوة أحد، وبعد هزيمة المسلمين التجؤوا إلى جبل أحد،
فثبتهم الالتجاء إليه، بدلا من اجتياح واجتثاث الكفار لهم،
وثبَّت عليه الصلاة والسلام جبل أحد بأن جعله داخل الحرم النبوي للمدينة،
فليس بين الإنسان وجماد؛ عشق وغزل ووداد؛
صغر ذلك الجماد أم كبر كجبل أحد،
الأمر على خلاف ذلك الفهم الذي قد يظن.
وقد ذكر النبي هذا القول مع جعله للمدينة حرمًا،
كما جعل إبراهيم لمكة حرمًا.
ففي الصحيح عن علي رضي الله عنه :
:[ المدينةُ حرَمٌ ما بينَ عِيرٍ إلى ثَورٍ ، فمَن أَحدَث فيها حدَثًا ، أو آوى مُحدِثًا ، فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمَعينَ ، ...]
فالحب لشيء لما ارتبط به ، وكذلك البغض لشيء لما ارتبط به
المفضلات