المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العيد دوان
وعليكم السلام عليكم ...
أخي كاظم،
لك أن تنعت ما سأقوله بما شئت فانا أرى فيك من الجد والتبصر ما يجعلني أطلق سراح قريحتي فأصارحك أكثر مما سبق. كونك عراقي من الجنوب يخول لك أن تكون أكثر دراية مني في شأن العراق وأهله وما يحيط به. ولكن هل ورد في كلامي ما يرد "الادعاء" أن النظام الإيراني خطر مستقبلي على العراق وعلى وحدته الترابية؟ فأين تكمن أهمية "التصديق بان الخطر الإيراني على العراق يأخذ ارجحية"؟؟ وهل هذا يهم القضية العراقية في ظل الاحتلال العالمي للعراق؟ فأنت العراقي من حقك أن ترى في التواجد الإيراني تواجدا أجنبيا. أما أنا فأراه (ودائما في الظروف الحالية) تواجدا إنقاذيا حتى يثبت العكس ولن يتم ذلك إلا بعد خروج المحتل الأمريكي الأوربي. حينذاك ستظهر إيران على حقيقتها وحينذاك ستنقلب الموازين لا محالة.
الذي أريد أن أصل إليه هو أن إيران في الوقت الحالي بإمكانها أن تقنع أكثر من طرف، عراقيا وعالميا، أنها تساعد المستضعفين ضد أعدائهم وبذلك تنال كل العطف والدعم من جميع الأطراف المحبة لهذا المبدأ بما في ذلك العراقيين والإيرانيين أنفسهم. أما إذا خرج الأمريكان وبقيت هناك إيران عارية فلا أظن أنهم سيجدون نفس الدعم، بل سينقلب عليهم حتى الشيعة العراقيون وما بالك الإيرانيون الذين سيلاحظون أن أموالهم تبذر في سبيل قضية ليس لهم فيها باع.
خلاصة الرأي أن أية محاولة لتعرية أهداف إيران الإستراتيجية وأطماعها محاولة لا بد أن تبوء بالفشل لأن ما تدعيه من تقديم العون، مجسد في الميدان بغض النظر عن نواياها في التوسع والهيمنة والتأثير في مستقبل المنطقة. هذه الأمور لا تظهر في الوقت الحالي، وإن ظهرت فبدون تأثير. تأثيرها سيكون حادا عندما تزول أسباب تواجدها. حينذاك ستكون المقاومة أشد عنفا مما هي عليه الآن ضد الأمريكان.
ولقد حدثت نفس الظاهرة في تلك المنطقة التي تدعى الصحراء الغربية على صغر حجم الصورة. لما كانت تحت الاحتلال الاسباني كان الشعب هناك يرى الجزائريين إخوانا لهم جاؤوا من أجل إنقاذه وكذلك شأن المغاربة على اختلاف طبيعة التواجد. ولما خرج الإسبان، تغير موقف الصحراويين ولن أزيد على هذا لأن الموضوع ذو شجون.
وفيما يخص ذكري للديكتاتورية وما شابه ذلك في سياق محدد، فلا أحد يستطيع أن يقنعني من العالمين أن النظام العراقي كان ديمقراطيا في يوم من الأيام، ولو أن هذا لا يهمني الآن. أما ما استفاد منه "آلاف من المعدمين والفقراء أبناء الريف والعمال من بعثات في بريطانيا وفرنسا وأمريكا وكندا وألمانيا وروسيا وغيرها" كما ذكرت، فلا يغني من الحق شيئا. أنا شخصيا نتاج نظام هواري بومدين رحمه الله، والذي كان ديكتاتوريا، والذي نحبه في الجزائر ولنا أسبابنا ومبرراتنا. معظمنا اليوم يعرف أنه كان كذلك ولكننا بفضله تعلمنا وعرفنا الدنيا. فلا ينبغي أن نخلط الأمور.
أما قولك "وما اتمناه لك كأخ أن يفتح الله عليك فتحا آخر لا لتحارب به إيران بل أن تقول لها ...أنت تتمددين على حسابنا". فهذا حق تجد معانيه في ثنايا مختلف تعقيباتي ولا يحتاج لا إلى فتح ولا حتى إلى أقل من تصريح لآخر قائد إيراني حول هذا الموضوع. إيران فعلا تسعى إلى ربح مجالات أوسع لتكريس هيمنتها خاصة وانها مقبلة على امتلاك ناصية الطاقة النووية. ثم هل في الدنيا كلها من ينكر، إلا جهلا أن إيران لو وجدت الطريق مفتوحا لاستولت على العالم أجمع وما بالك العراق بما نعرفه ما نعرفه جميعا في حقبة من الحقب؟
أظن أني الآن أكثر وضوحا..
تحيات العيد دوان الجزائري.
السلام عليكم اخي الحبيب ..ورعاك الله ..
يقينا اني اغوص في اعماق موقفك وافهمه كما تتمنى او اكثر قليلا. لنقل اننا
نتفق على الاستراتيج مع بعض الاختلاف في التكتيك وما انا بمبتئس لذلك بل يسعدني كثيرا .
بل واجد في مداخلاتك ابعادا فكرية جديدة تستفز بي روح الارتقاء ...
ان كنت تتحدث عن اولويات التحرير وتوجيه البنادق فانها وبعون الله موجهة الى صدر العدو الامريكي وعليك ان تطمئن تماما الى هذا ..وحديثنا عن ايران ومشروعها هو لتنوير الناس الذين ما زالوا واقعين بهذا القدر او ذاك في دوائر ظل لاتتيح الرؤيا الواضحة والتمييزبين العلاقات الدينية او الاثنية وبين السياسة ومدخلاتها ومخرجاتها ...
واليقين انني لن اتحاور معك في هذا الموضوع ولن نعطيه فرصة الاكل من جرف لقاءنا المهم جدا في تقديري .وارجو ان تتفهم موقف اخوتك الذين يتعايشون مع دعم ايراني واسع يتسبب في انهار دم وخسائر مادية هائلة في اليمن والعراق جراء الهيجان الايراني لمشروعها القومي تحت ظروف القهر المعروفة التي يمر بها كلا البلدين...فايران وفق ما نراه بام العين انها خطر الان وليس غدا وانا اقصد هنا ايران النظام وليس ايران الشعب
اما موضوع الدكتاتورية ...فانا ايضا اتفهم مقاصدك...
غير اني حين اضع بين يديك ويدي اخوتي العرب انجازات التنمية العراقية العملاقة
بين عام 1968- 2003 والتي نقلت العراق بحلوها ومرها , بالواضح وغير الواضح , بما هو صحيح بالمطلق او بما هو صحيح نسبيا ..نقلته الى بلد من نوع اخر في كل روافد الحياة ...
لا امية
تعليم وتعليم عالي لكل الشعب مجانا
صحة وخدمات لكل الشعب مجانا
بناء وعمران في كل مجالات الخدمات
لابطالة ..نهائيا
صناعة مدنية وعسكرية متطورة وموضوعه على طريق النماء
امكانيات اقتصادية راقية
وغير ذلك الكثير ...الا انه لم يكن مقترنا بتداول للسلطة ..ولم يكن هناك ديمقراطية انجليزية ولا فرنسية
بمعناها الليبرالي ...
لن اطيل عليك ...غير اني ملزم ان اقول لك ..لاتصدق سيدي فانت حر ..غير ان قيادة العراق كانت تعمل تحت شعار امرهم شورى بينهم ..وشاورهم بالامر ...
وكان عندنا انتخابات نقابات وانتخاب برلمان وانتخابات مجلسين تشريعي وتنفيذي في كردستان
نعم لم تكن ديمقراطية بالقياسات الانجليزية والفرنسية ..غير انها كانت ملامح طريق يرسم بهدؤ وثبات ..ومع سلوك ذاك الطريق كانت هناك الاف العقبات والعوائق من الداخل والحارج
كان مشروعا له احبابه وله اعداءه
وقد استطاع اعداءه بمعونة الديمقراطية الغربية التي تقيس عليها ان تذبحه
ونحن لانستطيع ان نؤمن بديمقراطية قطعت رقابنا بالجوع وبالسيوف ؟
وحتى لو اردت وقبلت ان تكون الديمقراطية التي تقيس عليها دكتاتوريت عند بومدين وصدام حسين
فلن يكون امامي في هذا المقام الا ان اقول لك ....لايمكنني ان اقبل تلك الديمقراطية تماما كما لايمكنك ان تغادرها ..
عهدا من اخوتك اسود العراق ان نطرد الاحتلال الامريكي ..ونكشف عورة الفرس وخطورة مشروعهم القائم والذي ينفذ الان .
المفضلات