آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الكوميديا والسينما العربيه

  1. #1
    (يرجى تصحيح الإيميل ثم إبلاغ الإدارة)
    تاريخ التسجيل
    30/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي الكوميديا والسينما العربيه

    السينما والكوميديا
    --------------------
    الفيلم الكوميدي العربي بين الجد والهزل
    ---------------------------------------
    من عادل امام ودريد لحام الى نجيب الريحاني
    ---------------------------------------
    النكتة كما فسرها علماء النفس والفلاسفة , انما هي محاولة لاعادة التوازن داخل النفس المضطربة القلقة , التي هزتها احداث زعزتها عندما وقعت خارجها ونفذت اليها , قرأت تلك النفس ان تستعيد توازنها بالضحك او الافتعال .
    ويقول ماوتسي تونج فيما يشبه النكتة : " ان خلل التوازن هو القاعدة , والتوازن هو الاستثناء . انظروا الى القمر ! ما هي المدة التي يتوازن فيها ويصبح بدرا ؟ انها ليلة واحدة في الشهر , ثم يبدأ بعدها خلل التوازن " .
    وشرح سيجون فرويد النكتة بقوله :
    " النكتة ضرب من القصد الشعوري , والعلمي يلجأ اليها الانسان , ليعفي نفسة من الواجبات الثقيلة , ويتحلل من الحرج , الذي يوقعه فيه الجد ولوازم العمل .
    ونبي الفطرة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول في حديث هو مقتبس من الذكر الحكيم :
    " روحوا عن النفس , في الحين بعد الحين , فان النفوس اذا كانت عميت " ..
    واستطاع شارلي شابلن ان ينفذ بذكائه اللماح , وعمقه الفلسفي , في النكتة , الناشئة عن الموقف وان يستغلها على احسن ما يكون عليه الاستغلال في السينما .
    والضحك الناشئ عن المفارقات , التقطه نجم الكوميديا في المسرح العربي – نجيب الريحاني – وراح ينسج منه مفارقات ومواقف , بناها على حب الانسان لذاته , وميله الى ان يرى غيره في مازق هو في منجاة منه ومبعدة عنه , وبعده فليكن الطوفان .
    اما الجاحظ فلم يكن يفارقة مجونة , او يغيب عنه بيانه اللطيف , وهو في اقسى الظروف , وتقرر الروايات الادبية ان صديقة الوزير بن الزيات قضى نحبه في " تنور" على يد منافسة قاضي القضاة بن ابى داود فما كان من الجاحظ الا ان هرب , فلما جئ به بعد القبض عليه الى ابن ابي داود ساله :
    - لم هربت : فاجاب : خفت ان اكون ثاني اثنين اذهما في التنور .
    - والله ما علمتك الا متناسيا لنعمة كفورا .
    - خفض عيك فوالله ليكون لك الامر علي , خير من ان يكون لي عليك , ولان اسئ , وتحسن , خير من ان احسن وتسئ وان تعفو عني في حال قدرتك , لاجمل من الانتقام .
    - لنجك الله . ما علمتك الا كثير تزويق الكلام .. جيئوا بحداد ..
    فقال الجاحظ : اعز الله القاضي , ليفك عني , او ليزيدني !
    قال : بل ليفك عنك .
    واتى الحداد , فغمزه اهل المجلس ان يعنف بساق الجاحظ ويطيل امره قليلا , فما كان من الجاحظ الا ان لطمه وقال : اعمل عمل شهر في يوم , واعمل عمل يوم في ساعة , واعمل عمل ساعة في لحظة فان الضرر بساقي وليس بجزع ..
    وانتهت القصة بضحكة عريضة من القاضي القضاة قال على اثرها :
    - اني اثق بظرفه , ولا اثق بدينه ..!!
    وللضحك وجهان : وجه جاد هادف ووجه هازل اجوف ..
    ويقول الكاتب البريطاني , جوزيف اديسون 1672- 1719 في معرض تحبيذه وتقريظه للضحك الراقي , والكوميديا الهادفة في الشكل والمحتوى :
    " ساعرض افكاري على شكل صور محيرة , فالضحك الراقي عندي , انسان , جده الاعلى هو الحق , وقد انجب هذا الحق , ابنا سماه حسن الراي , وهو بدورة انجب الذكاء اللماح , الذي تزوج من امرأة سماها الفرحة فاولدها مولودا اسمه الفكاهة .
    هذه الفكاهة المتعددة الاعراف , نراها , تارة جادة , وتارة نشوانه , وثالثه عابثة , ونراها احيانا في وقار القاضي , واحيانا مرحة كاي مرح , على انها على أي صورة , تثير ضحك من حولها .
    وهناك فكاهة تدعى وتتطاول في ادعائها حتى يصبح في الاذهان انها شبيهة بالفكاهة الاولى الجادة , واليكم شجرة عائلتها :
    يقوم على راس الشجرة , الكذب , ويليه الهراء , ويلي هذا الحمق , والضحك الاجوف , ثم الفكاهة الزائفة . اما اوجه الشبه والخلاف بين الفكاهة الحقة وتلك الفكاهة المزيفة , فتقترب مما يقوم من شبه بين الانسان والفرد , وصفات الفكاهة الزائفة هي الشقلبة , والمحاكاة البلهاء للصالح والطالح , بلا تمييز , والنيل من الجيد والردئ معا .
    ومن شأن الفكاهة الزائفة , انها لا تفرق بين عدو وحبيب منذ ان كان كل همها هو مجرد الاضحاك , ولما كان هذا هو مبلغ جهدها الناصر , فانها تقدم ما تستطيع , لا ما يجب او يحسن تقديمة .
    واذا كانت هذه الفكاهة عاطلة من كل عقل , فانها لا تهدف الى شئ سوى من الخلق او العلم , وانما هي تسير في طريق الغفلة من اجل هذه الغفلة وحدها .
    ومن اجل ذلك , فانها تهاجم الافراد والاشخاص , وتعجز على ان تسمو الى المستوى الذي يسمى بالمبدأ المجرد .
    ويوضح لنا كلام " اديسون " الكثير حول ما يتعلق بالنكتة , وبالذات فن الكوميديا , خاصة ما ورد في حديثه عن الفكاهة الزائفة , والفكاهة الجادة , والفكاهة الحقة , والفكاهة الفارغة المجوفة .. الخ


  2. #2
    (يرجى تصحيح الإيميل ثم إبلاغ الإدارة)
    تاريخ التسجيل
    30/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الكوميديا والسينما العربيه

    فالفكاهة الزائفة تلك التي يتشقلب فيها الكوميديا وكانه البهلوان في حركات غير طبيعية مفتعلة , وهي التي ميزت كل اعمال عبد المنعم مدبولي ومحمد عوض وامين الهنيدي وفؤاد المهندس من الكوميديين المصريين في الستينات .
    اما الفكاهة الحقة التي تبدو طبيعية ومنسجمة مع المواقف الروائي للعمل المسرحي فهي التي تبناها في مصر مجموعة مدرسة المشاغبين , والتي كانت وراء نجاحهم الحقيقي بعد ذلك , خاصة النجم الكوميدي الاول الان " عادل امام " .
    اما الفكاهة الجادة فهي التي قدمتها الينا دريد لحام عبر مسرحياته السياسية الهادفة – ضيعة تشرين – وكاسك ياوطن وغربة – وقد وصلت الى قلوب كل المشاهدين العرب بلا استثناء , لما فيه من نقد واقعي , يرتدي طبيعة المواقف السياسي بشكل مسرحي كوميدي رفيع المستوى .
    - اما البلاء الاعظم الذي ابتلينا به على كبر كما يقولون فهي تلك المسرحيات الهابظة شكلا ومضمونا وتمثيلا , والتي تقدم لنا عبر اجهزة التلفزيون كما السيل المنهمر على الارض الخضراء , مع الاسف الشديد , وهي تلك المسرحيات التلفزيونية التجارية , التي تقدم لنا الفكاهة المجوفة , بمعنى انها لا تضحكنا , ولا تضرنا , ولا تنفعنا ..
    وابطالها كثيرون ومتعددون , ولا يسمح لنا القلم في هذا المجال تناول أي من تلك المجموعات الفنية المتدنية المستوى .
    - ولا تتوقف علاقة الفكاهة بالتمثيل في السينما او المسرح , ب ان ابوابها في الادب , وفي الرسم الكاريكاتيري , واسعة وفعالة ومؤثرة على مختلف مناحيها الهادفة او الضاحكة , واكثر سامي الكاريكاتير شهرة في العالم العربي , صلاح جاهين في الاهرام , وناجى العلى في الاعلام الفلسطيني , وحامد في الاتحاد ... الخ
    - وموضوع الفكاهة متشعب ومتعدد , ويحتاج منا لوقفة اطول بالتاكيد, وبالذات فيما يخص العلاقة بين الفكاهة والادب , سنبحثة بشكل مفصل في وقت لاحق ان شاء الله ..


  3. #3
    (يرجى تصحيح الإيميل ثم إبلاغ الإدارة)
    تاريخ التسجيل
    30/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الكوميديا والسينما العربيه

    الفيلم الكوميدي في السينما العربية
    العلاقة بين الفيلم الكوميدي وبداية السينما ؟

    في كل العالم , نجد ان صناعة السينما , اهتمت بداية بانتاج الافلام الكوميدية التي تضحك الجمهور , حيث كان , " شارلي شايلن " واحدا من العلامات البارزة والمؤسسة في صناعة السينما العالمية عامة , والفيلم الكوميدي خاصة .. وكان " لويس دي فينيس " علامة واضحة في السينما الفرنسية عامة والفيلم الكوميدي خاصة .. و " بيتر سيلرز " في السينما الانجليزية عامة والفيلم الكوميدي خاصة ...!! كما كان " نجيب الريحاني " علامة مؤسسة في السينما العربية عامة واستاذا لا مثيل له في الفيلم الكوميدي خاصة ...!
    وهذا يطرح سؤالا حول العلاقة بين البدائية في صناعة الفيلم السينمائي وبين الفيلم الكوميدي ..؟؟ويجر واءه سؤالا آخر حول الدور الانساني والمجتمعي الذي يلعبه الفيلم الكوميدي في حياتنا امعاصرة بكل تعقيداتها ..؟؟
    وهل الضحك لمجرد الترفيه عن الجمهور هو المهمة الاساسية للفيلم الكوميدي ..؟ وهل ينجح الفيلم الكوميدي القائم اساسا على الضحك لمجررد الضحك ..؟
    اسئلة كثيرة تثار حول طبيعة ودور الفيلم الكوميدي في حياتنا المعاصرة .. خاصة وان السينما العربية ولستة اعوام مضت قبل سنة 1984 , لم يكن لديها ما تقدمه لجمهورها سوى الفيلم الكوميدي , الا فيما ندر من الحالات الخاصة جدا . لدرجة ان جميع النقاد الفنيين اتفقوا على الهبوط الشنيع لمستوى الفيلم العربي , وبسط هذا الكم الرهيب من الاعمال الكوميدية الفجة خلال هذه الفتة .
    وعلى العموم فقد بدات السينما العالمية بالفيلم الصامت , وكانت الكوميديا هي البناء الاساسي لتلك المرحلة حتى شهدت اول فيلم ناطق عالميا في سنة 1927 .
    والسينما العربية عند ولادتها , واكبت الاتجاهات العالمية مع الفيلم الكوميدي ويمكن ان نسجل للكوميديا في السينما العربية تألقها بجواد الفيلم الغنائي ضمن المرحلة الاولى للسينما العربية التي استمرت حتى ظهور المؤسسة العامة للسينما المصرية في اواخر الخمسينات فخففت من كمية الافلام الكوميدية بشكل ملحوظ , حيث تحول نجوم الكوميديا من العمل في السينما الى العمل في المسرح بشكل عام .. !!
    ولكن يبقي والي اجل غير معروف حتي الآن " نجيب الريحاني " الفنان والممثل اكوميدي الملتزم بالكوميديا الهادفة , حيث لا يمكن ان نجد له فيلما سطحيا , ولا ياخذنا الي الضحك الا اذا رافقناه في موقف مؤثر وانفعالي هو ذلك الانسان الطيب الذي يتورط في مقالب يدبرها الآخرون من الاشرار ضده , فينشر بطيبته مواقف مؤثرة وضاحكة , لم يفتعلها بل تفاعل معها , ولم يوجدها , بل اوجدها الموقف نفسه , ولذلك فهو مدرسة .
    اليس هو الاستاذ " حمام " , الذي كان يعلم " ليلى مراد " بنت الباشا في فيلم " غزل البنات " حروف اللغة العربية , واليس هو " سي عمر " الذي وجد نفسه مضطرا لارتداء ثياب العز والجاه , فبدا غير منسجم معها وبها اليس هو مؤسس الكوميديا في المسرح واستاذ لجيل قدير من الفنانين والفنانات ملاوا الساحة الفنية العربية باعمال رائعة من الافلام والمسرحيات .. واذا كنا نري في محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ثنائيا لم يتكرر في عالم الغناء , واذا كنا نري في يوسف وهبي وأمينة رزق ثنائيا لم يتكررفي عالم الدراما , فان ثنائيا كوميديا مثل نجيب الريحاني وماري منيب لم يتكرر في عالم الكوميديا حتي الآن .
    وفي نفس الفترة الزمنية التي احيا نجيب الريحاني الكوميديا الهادفة , ظهر الكوميدي اللبناني " بشاره واكيم "في أفلام عديدة من بطولة بدر لاما او أنور وجدي او يوسف وهبي او حسين صدقي ...!!
    لان النجم الكوميدي كان ضروريا للترفيه عن الناس , لكنه ليس الاساس وهذا يؤكد بان الضحك للضحك , كاساس للعمل السينمائي امر لم يكن مقبولا .
    يستثنى من هذه القائمة اسماعيل يس لانه طور نفسه وتمكن من ادوار البطولة الكوميدية في افلام ما بعد الثورة سنة 1952 مثل اسماعيل يس في الجيش او اسماعيل يس في البوليس الحربي , ونلاحظ ان هذه الادوار حملت في طياتها موقفا اجتماعيا , رمز الى مرحلة وطنية في حياة الشعب المصري , وان اسماعيل لم يكن بطلا لمجرد ان يضحك الناس , بقدر ما كان بطلا يرمز الى عينة من الناس تخاف مخاطر التدريب في معسكرات الجيش , وتخشى الالتحاق في الجندية , فكان الهدف واضحا في ترغيب الناس في العمل في سلك الجندية لخدمة الوطن والامة . حتى الممثل القدير " عبد المنعم مدبولي لم يكن نجما سينمائيا واضحا في مجال الكوميديا , بل ان افضل عمل قدمه للسينما في فيلم " مولود يادنيا " مع محمود يس وعفاف راضي , لم يمت للكوميديا باي صلة , رغم ان " عبد المنعم مدبولي " من العلاقات البارزة في الكوميديا على خشبة المسرح . اما محمد رضا او المعلم عماشة في السينما , فقد بدا حياته بادوار الشر ولم يظهر كوميديا الا في اواخر الستينات واوائل السبعينات , وابرز افلامه التي لاقت استحسانا كثيرا من الجمهور هو فيلم " عماشة في الادغال " الذي اشترك في بطولته فؤاد المهندس وصفاء ابو السعود , ونبيلة السيد ...
    ولا يمكن اعتبار " صفاء ابو السعود " نجمة كوميدية , لان ما كانت تقدمه مع امين الهنيدي او ثلاثي اضواء المسرح او مع محمد رضا في السينما , ادوار الشقاوة والشباب ان كان على خشبة المسرح او في السينما , اما " نبيلة السيد " فقد حاولت ان تقدم ادوارا ساخرة , لكنها فشلت في ان تكون نجمة يمكن الاعتماد على ادائها لخلق المواقف الضاحك وادوارها في " السكرية " او في " خلى بالك من زوزو " نموذج حول امكانياتها الفنية .
    اما فؤاد المهندس الذي اعتبره بعض النقاد تلميذا نجيبا لنجيب الريحاني لم يستطيع الوصول الى مكانة نجيب الريحاني , رغم انه قام ببطولة العديد من الافلام السينمائية , الا ان نجاحة المسرحي غطى على أي نجاح سينمائي له , الا انه تميز في كل ادواره السينمائية بخفة الظل التي لم تفارقه حتى في الفيلم الجاد " ايوب " الماخوذ عن قصة لنجيب محفوظ اخراج هاني لاشين ..!!
    ونفس ما يقال عن فؤاد المهندس يقال عن نصفه الفني الآخر" شويكار".
    وعبد المنعم ابراهيم لم يحدث وان كان بطلا مطلقا في أي عمل فني شارك فيه بل هو دائما المرافق الأنيس لبطل الفيلم ان كان عبد الحليم او فريد الاطرش او رشدي اباظه او غيرهم من نجوم السينما الأوائل , وكانت طريقته المميزة في الاضحاك هي اسلوبه في تناول الطعام والشراب بشراهة ونهم شديدين , في حين كانت طريقة زميله محمد عوض في الاضحاك هي الصراخ بصوت مرتفع , وافتعال حركات غير مالوفة وتنغيم صوته بشكل شاذ , وفي الفترة الاخيرة بدا يظهر في الافلام محاطا بعدد من الحسناوات اللائي يوقعهن في غرامه لاسناده في حركاته المفتعلة التي لا تتناسب مع المواقف في اغلب الاوقات , فلا تكون مضحكة الا فيما ندر من الحالات , وآخر ما قدمه من افلام كان " الغبي وانا " مع نسرين , بينما قدم العام الماضي مسرحية " هات وخد" مع هياتم وحسن يوسف , مكررا نفسه وحركاته ..
    وك هذا يؤكد ان كوميديا الموقف الهادف الى دور انساني او مجتمعي , تحقق الضحك والترفيه عن الناس , افضل مائة مرة من كوميديا تدور حول نفسها بغير موقف اجتماعي , يحدد مواصفات معينة للشخصية الكوميدية , لان عدم تحديد المواصفات الانسانية الاجتماعية لاي شخصية , يجعل المواقف الكوميدية مفتعلة ومرتجلة قد تؤدي الى الاستياء , ولا تؤدي الى الاضحاك ...!!


  4. #4
    (يرجى تصحيح الإيميل ثم إبلاغ الإدارة)
    تاريخ التسجيل
    30/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الكوميديا والسينما العربيه

    ومع اوائل الستينات ظهر في عالم الفن نجوم الكوميديا الذين يتربعون الان على عرش الكوميديا في السينما العربية وهم عادل امام وسمير غانم ودريد لحام .. ولم ياخذ أي من الثلاثة حظه في الشهرة والانتشار الواسع الا مع اوائل السبعينات .
    عادل امام اصبح بطلا مطلقا في السينما بعد النجاح الكبير الذي حققه في مسرحية مدرسة المشاغبين سنة 1972 , ودريد لحام اصبح على كل لسان بعد نجاحه الكبير في مسرحية " ضيعة تشرين " سنة 1975 , بينما بقي سمير غانم بعيدا عن البطولة المطلقة الا ما بعد انتهاء عروض مسرحية " المتزوجون " سنة 1979 ..!!
    وهذا يعني ان نجاح الثلاثة انطلق من نجاحهم المسرحي اساسا مع بعض الاختلافات في ما يختص بنجاحهم السينمائي ..!!
    فقد بدا دريد لحام حياته السينمائية بطلا مطلقا في كل الافلام التي شارك بها وظهر مع صباح في اكثر من فيلم اشهرها " عقد اللولو " الذي شارك في بطولته المطرب فهد بلان ونهاد قلعي وهو النصف الثاني لدريد في المسرح والسينما الذي اشترك معه في كل الافلام السينمائية مع شادية في " خياط السيدات " ومع نادية لطفي في " الرجل المناسب" الذي اشترك في بطولته كمال الشناوي ايضا , وهو من الافلام القليلة الناجحة لدريد لحام , حيث يعالج قضية ازلية في حياتنا الادارية العربية ضمن قاعدة " الرجل المناسب والمكان المناسب " .
    والملاحظ على معظم الاعمال السينمائية التي قامت " دريد لحام " ببطولتها في مرحلة الستينات واوائل السبعينات اعتماده على مشاهير السينما , وهي نقطة ذكية من " دريد لحام " لانتشار افلامه , وهذا الذكاء الفني كان واضحا عند " دريد لحام " في مواكبة الحس القومي للجمهور العربي , باعتماد المسرح السياسي والفيلم السياسي الرمزي حيث قدم برمزية واضحة , اسقاطات سياسية في فيلم " امبراطورية غوار " ثم تقدم مخرجا وممثلا وكاتبا ومنتجا في فيلمه الرائع الاخير "الحدود " الذي يمكن اعتباره من افضل الافلام العربية التي ظهرت في الثمانينات بخلاف الافلام التي حصلت على جوائز النقاد والمهرجانات , وقد سافر به الى مهرجان قرطاج في تونس , حيث التقي هناك " بعادل امام " لاول مرة , تكررت مرة ثانية في زيارة دريد لحام الى القاهرة لعرض فيلمه في مهرجان القاهرة السينمائي سنة 1984 الذي لاقى اعجاب الجمهور والنقاد الى درجة ان النقاد طالبوا باعادة عرض مسرحية " دريد لحام " كاسك يا وطن في مصر .. والتي تلاقي رواجا شديدا بين جمهور الفيديو العربي في مصر الان ...
    وهذا يؤكد حقيقة ثابتة ضمن الوجدان العربي الواحد , بخلاف ما تؤكد على اهمية الفيلم الكوميدي كموقف , ودور , اكثر منه ترفيها واضحاكا بحتا مطلقا .
    كما يوضح على ان البدايات الحقيقية لاي سينما جديدة في العالم اجمع معلقة بالكوميديا كما حدث في مصر , وفي بريطانيا , وفي فرنسا , وفي امريكا , فايضا يمكن ان تعتبر البداية الحقيقية للسينما السورية هي مع دريد لحام ونهاد قلعي في الفيلم الكوميدي .
    وهو نفس ما حدث بالنسبة للسينما اللبنانية , ولو ان السينما اللبنانية اندمجت بالسينما المصرية فانتقلت مباشرة الى الاثارة , حين بدات الاعتماد على نفسها مستقلة عن السينما العربية في القاهرة في اوائل الستينات تقريبا ولا زالت تراوح في نفس الاتجاه حتى الان .
    ولان الاعتماد على الفيلم الكوميدي كمرحلة بدائية في صناعة السينما بشكل عام , فاننا لاحظنا انتقادا قاسيا وعنيفا لاعتماد السينما العربية في الأعوام الستة السابقة سنة 1984 على الفيلم الكوميدي , بشكل يكاد يكون مطلقا , وبقدر ما شارك " سمير غانم " مع ثلاثي اضواء المسرح في افتتاح مسرح كوميدي , فقد شارك في بطولة اسوأ الأفلام العربية التي ظهرت منذ بدايتها وحتى الآن , وخير مثال على ذلك , فيلم "التريللا " مع احمد بدير , وفيلم " احنا بتوع الاسعاف " مع امين الهنيدي , وفيلم " القتيلة رقم 2 " مع شهيرة , وعدد من الأفلام جمعته بالممثلة اللبنانية " ايمان " اشهرها " الجواز للجدعان " والأفلام المقبولة من سمير غانم كانت تعالج قضية ولا تدور في فراغ , مثل "حادي بادي " مع نور وفريد شوقي , ومثل " المنحوس " مع اسعاد يونس , نجمة الكوميديا الأولى بين ممثلات الثمانينات , منذ نجاحها في مسرحية الدخول بالملابس الرسمية , مع الممثلة العظيمة "سهيرالبابلي" التي تبدو الآن في الخط الساخر وكأنها تبعث امجاد الكوميديا النسائية القديمة القديمة بثوب عصري جديد ..
    وهذا كله يوضح ان الكوميديا امر ضروري مرغوب فيه ولكن في السينما , تقنية نحتاج الى موضوع يدور حوله النجم الكوميدي لكي يحقق البسمة بغير افتعال وبغير تكرار ..!!
    لهذا فان يونس شلبي في أفلامه الجادة مثل " برج المدابغ " ومثل "الفرن " كان مضحكا اكثر من ادواره في " رجل في سجن النساء ", وكان مقبولا في فيلم " العسكري شبراوي " المأخوذ عن قصة لها مضمون اجتماعي معين هي قصة " مشوار " .
    فليس من المعقول ان نشاهد سمير غانم في عشرين فيلما كوميديا خلال عامين متتاليين , وهو يؤدي نفس الحركات , ويقول نفس الكلمات , ونضحك نفس الضحكات , فالتكرارية شئ ممل ..!!
    وتلك هي الازمة التي تسببت في النقد الشديد الذي وجه الى السينما المصرية بالذات خلال السنوات الأخيرة السابقة – التكرارية في السيناريو والحوار ضمن الفيلم الكوميدي بالذات .
    لكن الموقف يختلف مع نجم الكوميديا الأول – عادل امام – لماذا ..؟ لأنه بادئ ذي بدء ممثل مقنع من الدرجة الأولى , لديه الامكانية على تقديم السهل الممتنع , ثم لأنه لم يكرر نفسه , فقدم العديد من النماذج الانسانية المختلفة , وعالج الكثير من قضايا المجتمع من خلال شخصيات متعددة شريرة او طيبة او منحرفة او مستقيمة في المجتمع , هكذا كان في احنا بتوع الاتوبيس ورجب فوق صفيح ساخن , وشعبان تحت الصفر , وخلي بالك من جيرانك .. والحريف , والمتسول , والافوكاتو , والمشبوه , وحب في زنزانة .. واخيرا في افلام 1984 حتى لا يطير الدخان , وخلي بالك من عقلك ..
    في كل فيلم تجده مختلفا , وفي نموذج انساني متجدد , وبذكاء يحسد عليه يضع البسمة على الشفاه دائما , لانه اعتمد الكوميديا الهادفة في تشريح النماذج الاجتماعية , وليست قضية " المحامين " حول فيلم "الافوكاتو " بعيدة عن الأذهان .
    ----------------------------------------------------------------------


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •