مسرحيه مرثيه فلسطينيه
تُختَتم مسرحية «مرثية فلسطينية»، في مشهدها الأخير، بحوار يدور على لسان الشاعر الراحل (لم يكن قد توفي بعد)، محمود درويش وأحد المحاصرين في مخيم جنين في تلك المعركة البطولية التي خاضها أبناء المخيم العُزَّل العام2003 انتهت بتدمير إسرائيل للمخيم وجرفه، بسؤال المحاصر لدرويش عن آخر نكتة سمعها، ليرد الأخير عليه «أنا اتصل بك للاطمئنان عليك، وأنت تسألني عن آخر نكتة»، فقال له المحاصر بين الأنقاض: «طالما سأموت، فلأمت وأنا ضاحك»..
« مرثية فلسطينية»، عمل مسرحي تقدمه فرقة المسرح الوطني الفلسطيني في لبنان، تجمع، الى اللغة الفلسطينية المحكية، رمزية الأقدار التي واكبت الشعب الفلسطيني في لجوئه وشتاته ومراحل من تاريخه، تحكي مواجهات لما انتهت بعد مع محتل إسرائيلي غاصب لأرضه، وظالم لشعبه. مسرحية توجهت لمعاناة أهل المخيمات،ونقلت أفكارهم، وأبقت على مشاعرهم الوطنية قيد التحفز.
الفرقة التي تضم عشرين عضوا، يتمحور دور البطولة فيها حول شخصية الحكواتي(يقوم بدور البطولة الممثل القدير عبد عسقول)، الذي يحكي ويحكي ويحكي على امتداد ستة فصول من تاريخ الشعب الفلسطيني ومآسيه..
يبدأ الحكواتي باستحضار الذاكرة حول ثورة 1936 كواحدة من ثورات رفض الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وأولئك الشهداء الذين شكلوا منارة البدايات، الى مرحلة نكبة 1948 ومشهد المجازر التي أودت بتهجير شعب أعزل من دياره الى شتات الأرض، وما حملوه من رموز عودتهم بما يدل على ملكية حقهم بالعودة، فكان المفتاح رفيق دربهم، وشتى أنواع الفنون الدالة على تراثهم العريق وشخصيتهم الوطنية، الى إنطلاقة ثورتهم في الكفاح المسلح العام 1965 وما أكدته في ترسيخ وبلورة الشخصية الوطنية المؤسساتية الفلسطينية، الى أيضا مرحلة الحصار تحت الحصار في الداخل ( مرحلة ما بعد أوسلو) والتي انتهت باستشهاد مؤسس الثورة الرئيس ياسر عرفات، ليكون مشهد اختتام مسرحية «مرثية فلسطينية» بالمكالمة المعبرة بين درويش وذاك الشهيد المحاصر في جنين.
منقول
المفضلات