الشيطان عدو الأنسان منذ أن سكن الأرض.
وما وجوده وحياته وأهدافه وأعماله إلا لهذا الغرض.
هذه حقيقة سلمت بها قلوبنا,وأمتلأت بها صدورنا.
لكنها رغم طول وجودنا,لم تتسلق لتصل عقولنا.
عزيزي القارئ هذا رأيي وليس رأيك,لكن قبل أن تقول رأيك.
تأمل ملياً ما سأورده لك.
أولاً:
الشيطان ند الأنسان,وهو رمز الباطل والشر والقبح المطلق.
فهل هذا يعني أن الأنسان هو رمز الحق والخير والجمال المطلق.
من خلع على الأنسان هذه القيم,أم هو بنفسه نسب لنفسه تلك الشيم!؟.
ثانياً:
عزيزي القارئ إليك هذه الأحصائية,التي تظهر بجلاء واقع السفسطائية.
هناك ما لا يقل عن 49 دين,و176 مذهب.
7530 ملة,38719 معتقد.
فهل تشك بعد كل هذا أن الأنسان لا يعاني من هلوسات وعقد.
ثالثاً:
إذا أراد أحدهم أن يترك دينه ويتبع ديناًَ جديد,فسوف يتهمه من حوله بأتباع خطوات الشيطان.
وإن ندم وتاب وأناب,أتهمه أصحاب الدين الجديد بأتباع خطوات الشيطان.
فإن ترك الأثنان واعتنق ثالث,أتفقا معاً بأنه سار وراء الشيطان.
وكلما ترك دين واعتتق دين,فهو مر تلو الأخرى يطيع أوامر الشيطان.
وأخيراً قرر صاحبنا أن يؤمن بجميع الأديان,ليتخلص من ذلك الشيطان الملعون.
ساعتها لن يؤاخذه أحد,لأنهم سيسلمون جميعاً بأنه مجنون.
رابعاً:
الشيطان يسكن أماكن اللهو والفساد والأسواق والملاهي الليلة.
ويهرب من المساجد والكنائس ودور العلم والمراكز الثقافية.
فمن الذي يسعى إلى الأخر,هل هو القاتل أم الضحية.
خامساً:
الأنسان حينما يفعل الخير يرده إلى حسن خلقه وعقله الموزون.
أما عندما يرتكب الشر يرمي ذلك على الشيطان الملعون.
سادساً:
الشيطان يهرب من قولت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فهل أستحالت هذه العبارة على ألسنة القوم,حتى نجد الشياطين يدخلون معنا غرف النوم.
سابعاً:
من الملاحظ أن أهداف الشيطان الساذجة.
تتطابق تماماً مع عرائزنا الهائجة.
ثامناً:
الدليل على وجود الشيطان,هو الشر الذي ينتجه الأنسان.
ولا دليلاً أخر إلا في كتب الأديان.
تاسعا:
الجهل يجعل الأنسان عاجزاً عن أدراك ما حوله من أحداث وظواهر.
فيدفعه عجزه إلى التسليم بأن الشيطان شاطر.
أسلافنا كانوا يعتقدون أن المذياع في داخله شيطان يخور.
وهم كانوا يعتقدون أن الأرض محمولة على قرن ثور.
وهم من أحرقوه حياً لمن أخبرهم بأن الأرض تدور.
بحجة أخراج الشيطان من جسده وتنقيت روحه من الشرور.
كم أزاح العلم عبر العصور شياطيناً سادت وقادت أدراك الأنسان المقهور.
عاشرأ:
الأيمان هو منتهى العلم والمعرفة.
والكفر هو منتهى الجهل والخرافة.
فما عساه الشيطان فاعل,أمام مد العلم الشامل.
أخيرأ أقول:
في كتب الأديان هناك أيات كثيرة لا تفسر بمنطوقها.
لأن الله أرادنا أن نتدبر دلالاتها ورموزها.
والأجيال القادمة.
ستقرأ الأيات التي تتحدث عن الشيطان قراءة حضارية.
لأن العقل والعلم والمعرفة سيضحضوا تماماً هذ الخرافة الجاهلية.
اللهم إن كنت قد أخطأت فأنت الذي لا يخطئ.
وإن كنت قد أصبت فأنت الذي يجزئ.
المفضلات