زياد عبدالوهاب النعيمي
في رحيلك تتباهت المواسم وتعصف على انين ممزوج بشوق ، وأقمارا راحلة الى سمائها ماخطت في سلسبيل المقل احفالا او وصفا من شجون مدثرة في عبق الدمع الوفي ،حين توسدت اناملي بعض سطورك وارتمت بل طارت مغردة بعودة الحلم الى عهده الاولي فاختلطت النفس بعشق رمادي واكتحلت بدمعة وردية وضعتها يوما من الايام تقدمها قربانا لحروف الحزن المتباهية بعشق الاب الراحل جسدا ، ايقنت في النفس حنينا ساق مقلتي نحو هاوية الطريق وتبصرت بالاوهام اعينا ممدودة على هشيم تركه المحبون وغادروا بلا عودة فاقدمت على ان اترك سلامي لسطورك مفتوحة الاذرع متلهفة في حنين ،ليس حزنك أي حزن وينتهي بل محصلة احزان مندثرة تنتظر فيها النفس وقعا كبيرا ولم تتحسب لاناتها ، بل توعدت تحت مقاطيعها سطرا من حشرجة الانسجام والخوف وتوقفت سطورك لتحيي كاتبها دامعة في انين مسبوق بشوق وحب ، حينها نثرت كلماتي فاشتركت سهولها في تلال مخملية عبقة صالت عليها جياد الزمان واتربت محياها فاقترنت بالدمع المزدري والدمع ماكث على سفح الجبال سيولا تخطت سواحل الوديان وصبت على حافة الشاطيء المفارق ، كانه ترك الشمس قبل المغيب وترك مياهه على عجل ورحل تاركا قطراته للدمع والذكرى ومنبثقا نحو السماء يصيح مودعا لن نلتقي الا بعد حين ،فكيف لاتسجد الرمال والدمع اضحى سبيلها وكيف لاتخفت الشمس والماء سافر لدربها وكيف لاتدمع العين والماء فاض من جفنها ، هي خليط من ترنيم الوجود وحزم الامور وحب البقاء وسر الخلود، ابدية التلاقي وعظمة الفراق وحزن ماانتهيت اليه على يقين وماهدت فيه اسلاب الدمع الثكلى بل تحامت بدمع المعزيين حتى انتجت بحرا ادرك في عمقه ان يحمل الف حزن وحزن ويكبت على السعادة في ظلال الشمس المنكسرة فليلها بدا يطول ونورها خفت وبدا بالزوال ، فتهافتت اذرعي لتلقاك محية اللقاء تقشعر من سطورك الفطنة الانيقة وتتدراك خلف اسوار الشمس لتحلق على ابواب السماء فتخلد لك اسما باقيا لن ينتهي وحزنا دائما لايلتئم مهما خففت مواقيت الايام وساعات الرمال ، مهما تراخت الاحزان وصدحت على اسوارها الاف الشطئان
رحلت فينا ومنا ورحل الحب ليقف على ابوابك ينتظر الولوج لدربك ويسطر اهزوجة لاغية في وقع التلاقي ، فخلقت حبا يفوق كل حب الموجودين بل كانك سافرت على عجل وستعود يوما لتفتح الباب وتأخذني طفلا صغيرا تضمني بذراعيك وتقبل خدي المشتاق لحنان يديك ،وتقلب في القلب الف نبضة وتترك النبضات تهدا لمحياك ،وماهدت ثورة القلب المنتفض تستريح حتى تلاطم الحزن من كل الجهات يسجوا بثناياه الرتيبة ويخفق على السطر كلمات ودمع وانتظار .
ماتركت الدمع الا حزينا وماتركت القلب الا اسيرا وماتركت الليل الا طويلا وماتركت الشمس الا بريقا وماتركت النفس الا بائسة متهرئة ذبلة ، وماتركتني ياابي الا مصدوما مثل ما تتلاطم الموج وتصطدم بالحجر فانا كل يوم اصطدم بالحجر اتفطر حزنا واتكسر انحسارا والم ، واعيد تكوين ذاتي على مقاليد اسمك فيعود الحزن ياخذني ويسيطر وانتهي بحزنك اليك باكيا .. فالعظمة ياابتي لايمكن ان تقدر فانت عظيم وتركت حزنا عظيما وحلما كبيرا ورحلت بدون حقيبتك الانيقة ودون ان تحمل قلما كما اتذكر ودون اوراق ،بل بقا قلمك معطاء وورقك ابيض لم تخط عليه الا ماتهوى وتحب ، فاوراقك ستبقى بيضاء كما علمتنا وقلمك سيال وحقيبتك مملؤة بهموم العراق وحزنه ايها العراقي الجميل الاصيل ايها العظيم ترجلت باكرا ورحلت جسدا .. ولكن رحيلك مازال يلهمني في كل حين ويحرك فيا أنامل الإبداع لانك أنت الإبداع .. وصاحب الفضل الاول والاكبر .. انت قدوتي في كل حياتي وياريتني أكون مثلك
حييت ياابتي في كل راحلة ،حييت ياابتي في كل سطر وحيت ياابتي في كل فجر .. حييت في كل دهر فأنت سكن الحب في القلب المتقطر وأنت روح هذه الحياة بالنسبة لي فكيف تغادر الروح وكيف اجلس وحيدا دونك اعدك اني لااقدر ..