ملامح من نظرية العروض العربي

تعريف الشعر:
يمكن تعريف الشعر بأنه فن الكلام الموقع على نسق معين. ومن الواضح أن هذا التعريف قد بني استنادا إلى تعريف ابن سينا للإيقاع في قوله : "الإيقاع هو تقدير ما لزمان النقرات، فإذا اتفق أن كانت النقرات منغمة كان الإيقاع لحنيا. وإن اتفق أن كانت النقرات محدثة للحروف المنتظم منها كلام كان الإيقاع شعريا، وهو بنفسه إيقاع مطلقاً". وتعبير "النقرات المحدثة للحروف" هنا ضروري جدا للتفريق بين حدي الشعر والنثر؛ فالكلام النثري إذا جاء موافقا في نسق مقاطعه اللغوية لنسق شعري معين لا يعني خروجه من حد النثر ودخوله في باب الشعر ما لم يقصد الشاعر إلى ذلك قصدا عبر عملية إعادة شحنه بالتيار الإيقاعي لقصيدته التي يزمع إدخاله فيها . مثال ذلك أن من يستمع إلى الآية الكريمة التي تقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" لن يجد في تلاوتها أية صلة لها بالشعر، ومع ذلك فقد أقدم بعض الشعراء على إدراجها مع أبيات من بحر الرمل. والأمر نفسه ينطبق على ما يعرف بالتداخل في الأوزان ، إذ أن هناك في الغالب أبياتا يمكن إنشادها على إيقاعين وزنيين مختلفين كالرجز والكامل مثلا. والخلاصة أننا في نظرنا إلى عروض الشعر يجب أن نفرق في التحليل بين مستويين اثنين، الأول هو المستوى اللغوي الصوتي وهو ما يمكن التعبير عنه بالمقاطع اللغوية، والثاني هو المستوى الإيقاعي الذي يتمثل بالنقرات وقد أسماها الخليل الأسباب والأوتاد.
المقاطع اللغوية:أنواعها، ونسق تواليها ، وأشكالها:
يتألف النظام الصوتي للعربية من أربع وثلاثين وحدة صوتية موزعة على النحو التالي:
1- الحركات القصيرة : وهي الفتحة والضمة والكسرة .
2- الحركات الطويلة: وهي ألف المد وواوه وياؤه كما في نحو نار ونور ونير.
3- أنصاف الحركات: وهي الواو والياء لغير المد كما في نحو وجد ويجد وحوض وبيت.
4- الصوامت : وهي تشمل باقي الأصوات كالهمزة والباء والتاء ..إلخ.
وتتوالى الأصوات في العربية بحيث يراعى فيها ما يلي:
1- عدم البدء بحركة أو بصامتين متواليين.
2- عدم توالي ثلاثة صوامت.
3- عدم الوقف على حركة قصيرة.
وفي العربية ثلاثة أشكال من المقاطع هي :
1- المقطع القصير ويتألف من صامت فحركة قصيرة (ص ح) نحو بـِ ، بـُ ، بـَ .
2- المقطع الطويل وهو نوعان: مغلق، ويتألف من صامت فحركة قصيرة فصامت ( ص ح ص ) نحو قد ، أو ، لم . ومفتوح ، ويتألف من صامت فحركة طويلة ( ص ح ح ) نحو ما ، ذو ، لي .
3- المقطع المديد: ويتألف بزيادة صامت على المقطع الطويل بنوعيه نحو باب ، بيت ، نهر ، بالوقف على هذه الكلمات .
النقرات الإيقاعية :
وهي في الشعر النقرات المحدثة للحروف، وربما كانت هذه النقرات التي تسمى الأسباب والأوتاد خصيصة تميز بها العروض العربي عن غيره من أعاريض الأمم الأخرى حتى تلك التي تندرج مثله في إطار الكم كالعروض اليوناني واللاتيني مثلا .
ففي حين يمكن التعرف على وزن الشعر اليوناني بالنظر إلى توالي مقاطعه القصيرة والطويلة في نسق معين تحكمه مزدوجة (المقطع الطويل = مقطعين قصيرين) نجد أن ذلك يصعب اتباعه في الشعر العربي لأننا نجد مواضع فيه لا تسمح بالتغيير في طول المقطع ومواضع أخرى يمكن فيها للمقطع الطويل أن يحل محله مقطع قصير واحد.
لذلك كان افتراض السبب والوتد في النظام الإيقاعي الخليلي وجعلهما مصطلحين لنوعين مختلفين من النقرات الإيقاعية ضروريا لإحكام وصف الأوزان العروضية
والتعرف على القوانين التي تحكم حركة تغير مقاطعها اللغوية من بيت لآخر في القصيدة.
وينقسم السبب، حسب نوع حركته الإيقاعية، إلى نوعين، نوع يسمى السبب الخفيف وفيه تتراوح الحركة الإيقاعية بين حالتي القبض والبسط . ونوع يسمى السبب الثقيل وتتراوح حركته بين حالتي الفصل والوصل . أما القبض فهو تلك الحالة التي يكون عليها السبب حين لا يمكن التعبير عنه إلا بمقطع قصير ، وأما البسط فإنه يشير إلى حركة يمتد فيها زمن النطق بالمقطع بحيث يلزم التعبير عنه بالمقطع الطويل وحده. فإذا وقع هذا السبب في آخر النسق أمكن له، ضمن شروط معينة، أن يزداد في البسط مما يعني إمكانية التعبير عنه بالمقطع المديد.
وأما الفصل والوصل في السبب الثقيل فهما الحالتان اللتان يزداد فيهما زمن نقرة السبب إلى درجة تجعل من الممكن انقسامهاالى نقرتين منفصلتين تتمثلان لغويا في شكل مقطعين قصيرين؛ وهذان بدورهما يساويان زمن مقطع طويل واحد يمكن له أن يحل محلهما، وهو ما يعبر عنه بحالة الوصل.
وأما الوتد فنقرتان متواليتان بلا سكتة بينهما مع كون زمن النقرة الأولى معادلا لنصف زمن الثانية وهو ما يعبر عنه بتوالي مقطعين قصير فطويل مع إمكان إحلال المقطع المديد محل الطويل في بعض نهايات الأنساق.
الأنساق الإيقاعية:
مثلما تدور الكواكب حول الشمس ، والإلكترونات حول النواة في مدارات ثابتة ضمن قوانين فلكية وفيزيائية معينة تكشف عما لهذه الحركة من إيقاع محدد ، كذلك فإن الأنساق الإيقاعية في الشعر تدور بوحداتها السبب- وتدية في القصيدة عبر توالي الأبيات وتكرارها المنتظم محققة إيقاعا محسوسا يمكن تمييزه بالسمع والتفريق بين أنواعه المختلفة. ومن الطريف أن بعض الباحثين ربط بين عدد الدوائر التي ابتكرها الخليل ضمن نظامه العروضي وبين عدد الكواكب في النظام الشمسي آنذاك، ومع ذلك فإن أية مقارنة بين الوحدات الإيقاعية من جهة، وبين مكونات الذرة أو الأجرام السماوية، من جهة أخرى ، لا تتعدى النية في محاولة التمثيل وبيان وجوه الشبه لا غير.
وأما الأنساق الإيقاعية التي عليها مدار الشعر كله فتبلغ حسب تقديرنا تسعة أنساق يتألف أقصرها من عنصر واحد هو السبب ( س ) وأطولها من تسعة عناصر من الأسباب والأوتاد ( س ، و ). فإذا أجرينا على هذه الأنساق التسعة عملية التدوير permutation فإن عدد ما ينتج عن هذه العملية من أنساق يصل إلى خمسة وأربعين نسقا ، منها ما هو مستعمل ومنها ما هو مهمل، تماما كما هو الحال في عملية تقليب جذور الكلمات .
وفيما يلي قائمة الأنساق الإيقاعية:
1- س
2- و س
3- و س س
4- و س س س
5- و س و س س
6- و س و س س س
7- و س و س س و س
8- و س و س س و س س
9- و س و س س و س س س
ومن الممكن استخراج الأنساق التي تدور مع كل نسق منها من خلال النظر إلى رقمه في القائمة ورقمه في النسق الذي ينتمي إليه. ففي النسق الأول نسق واحد لاغير هو(1-1) س . وفي النسق الثاني نسقان هما(2-1) و س ، (2-2) س و . وفي النسق الثالث ثلاثة أنساق هي: ( 3-1) و س س،( 3-2) س س و،( 3-3) س و س، ...وهكذا .
المعمار الإيقاعي للبيت:
عرف الشعر العربي، خلال مسيرته الطويلة منذ ما يزيد على خمسة عشر قرنا، شكلين رئيسين مختلفين للبيت الشعري وذلك لاختلاف هندسة بناء البيت من شكل لآخر. وأقدم هذه الشكلين، لا ريب، هو ما أطلق عليه العرب في الجاهلية اسم الرجز، ومنه قول تميم في تلبيتها:
لبَّيكَ لولا أنّ بـَكراً دونـَكا
يشكُرُكَ الناسُ ويَكفِرونَكا
ما زالَ منـّا عَثَجٌ يـأتـونَكا
وقولهم من شعر الحرب:
أقـدِم قُـدَيدَ لا تكُن خَنوســا
لأطعَنَـنَّ طَـعـنةً قَـلـوســـا
ذاتَ رَشاشٍ تَزَعُ الخَميسا
مَن لا يُقاتِل لا يكُن رَئيسا
وقول أم سعد بن معاذ:
وَيلُ امِّ سَعدٍ سَعدا
صَــرامةً وجِـــدّا
وســـؤدداً ومجدا
وفارســـاً مُعِـــدّا
سُـــدّ بــه مَسـَـدّا
ولقد أطلق الخليل على هذا الشكل من البيت اسم "المشطور"، إذا كان مؤلفا من ثلاثة أنساق ( تفعيلات)، كما في المثالين الأولين ، فإذا كان من تفعيلتين سماه "المنهوك". ونحن نرى أن يتم الاقتصار على تسمية هذا البيت بالمشطور، وفيه يرد النسق الإيقاعي مفردا أو مكررا عددا من المرات بلا توقف حتى يبلغ نهايته بالوقف التام . وتتميز في هذا النوع منطقتان إيقاعيتان هما الحشو والضرب. والضرب هو آخر تشكيل سببي ووتد في البيت، وأما الحشو فهو من أول النسق حتى ما يسبق الضرب من عناصر سببية ووتدية.
ولم يقتصر هذا الشكل على البحور الثلاثة التي ذكرها الخليل وهي الرجز والسريع والمنسرح بل نجده في الهزج كقول امرئ القيس:
لِمَن زُحــلوفة زُلُّ
بها الـعينانِ تنـهَلُّ
ينادي الآخِرَ الأُلُّ
ألا حُـلّوا ألا حُـلّو
ويبدو أن الشعراء منذ القدم استطابوا النظم على هذا الشكل، ولم يقصروه على الأغراض التي كانوا يرتجزون القول فيها؛ بل انطلقوا إلى آفاق أوسع بدافع من تطور الموسيقى والغناء فابتكروا نوعا من الأبيات المشطورة يسمى "المسمط" نحو ما ينسب إلى امرئ القيس قوله :
ومُستَلئمٍ كَشّفتُ بالرُمحِ ذَيلَهُ
أقَمتُ بعَضبٍ ذي شَقائقَ مَيلَهُ
فَجَعتُ به في مُلتقى الكَرّ خَيلَهُ
تَرَكتُ عِتاقَ الطَيرِ تحجِل حَولَهُ
كأنّ على سِرباله نَضحَ جِربالِ
ولقد تعددت أشكال هذا المسط واختلفت باختلاف عدد أبياته وأنواع ضروبه وقوافيه، غير أنها كلها لم تخرج عن نمط البيت المشطور الذي عرف عند العرب بالرجز.
ثم نشأ بعد ذلك شكل أكثر تطورا وصلة بالموسيقى هو الموشح ، وسواء كان هذا الموشح على وزن من أوزان العرب القديمة أو على نوع مستحدث جديد فهو يجري على نمط البيت المشطور نحو قول ابن زهر من الرمل:
أيّها الساقي إليكَ المُشتَكى
قد دَعوناكَ وإن لم تسمعِ
ونديمٍ هِمتُ في غُرّتهِ
وشربتُ الراحَ من راحتهِ
كلما استيقظَ من سكرتهِ
جذبَ الزِقّ إليه واتّكا
وسقاني أربعاً في أربعِ
وأخيرا استحدث الشعراء نوعا من الشعر المشطور يختلف في كل بيت منه عدد الأنساق، وهو المعروف في زماننا بشعر التفعيلة.
وأما الشكل الرئيس الثاني من الأبيات فهو المزدوج الشطر، حيث يسمى الشطر الأول صدرا والثاني عجزا. وينتهي الصدر بمنطقة إيقاعية تسمى العروض وهي آخر تشكيل سببي ووتد في الصدر، وتكون الوقفة عنده قصيرة يستأنف بعدها الشطر الثاني حتى يصل إلى الوقف التام في الضرب.
وقد استحدث هذا الشكل بتكرار الشطر في البيت وتجنب الوقف التام في عروضه، وأصبح بذلك ملائما لتطويل النظم في قصائد وجد فيها الشعراء بغيتهم من التعبير عن أغراض كثيرة لم يقترب منها الرجز الذي ظل منذ نشأته مقتصرا على عدد محدود من الأغراض ذات الطابع الشعبي أو الحياتي اليومي . ومما يدل على عمق الاختلاف بين فئتي الرجز والقصيد أن صفة الشاعر كانت لا تطلق إلا على ناظم القصيدة بينما كان يطلق على الآخر صفة الراجز. وممن برعوا منذ القدم في الفنين معا الشاعر الراجز الأغلب العجلي، وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام، فحين استنشده المغيرة بن شعبة شعره أجاب :
أرجزاً تريد أم قصيدا
لقد سألتَ هيناً موجودا
فتراه إذن قد فرق بين الرجز والقصيد . ولا يغرنك إطلاق الخليل بن أحمد اسم الرجز على وزن من أوزان الشعر، وإن كان هذا الوزن من أكثر الأوزان التي استخدمها فن الرجز القديم، فلعله لهذا السبب أختصه الخليل باسم هذا الفن العريق.
القافية :
القافية هي جزء أساسي في تشكيل البنية الإيقاعية للشعر العربي بحيث يعد أي إهمال لها إخلالا ملحوظا بهذه البنية، ولذلك وجدنا الشعراء الذين لا يطيقون النظم على قافية واحدة يحرصون على وجود هذه القافية عبر التنويع الذي ربما أحدث تأثيرا موسيقيا أكثر فعالية من تأثير القافية الموحدة.
والقافية هي صوت الروي وما قد يليه من أصوات مع نوع الصوت الذي يسبقه، ولنسمه – توسعا في المصطلح –الردف . وهذا الردف إذا كان حركة قصيرة وكان ثاني صوت يسبقه ألف مد، التزم هذان الصوتان بعينهما ، وليس بنوعهما فقط ، وتسمى هذه الألف ألف التأسيس.
وقديما قال الفارابي في حديث له عن التقفية: " وكثير منهم يشترطون فيها مع ذلك تساوي نهايات أجزائها، وذلك إما أن تكون حروفا واحدة بأعيانها ، أو حروفا ينطق بها في أزمان متساوية".
القوانين الإيقاعية للنظم :
بالنظر إلى قائمة الأنساق الإيقاعية نلاحظ أن الأسباب لا ترد إلا في أحد التشكيلات الثلاثة التالية :
- التشكيل الأحادي : وهو سبب لا يليه سبب مثله.
- والتشكيل الثنائي : وهو سببان متجاوران لا يليهما سبب آخر.
- والتشكيل الثلاثي : وهو ثلاثة أسباب متجاورة ، وهذا هو الحد الأقصى لتوالي الأسباب.
ويتخذ السبب في حركته إحدى الحالات التالية:
1- حالة حرية الحركة بين القبض والبسط، وهو ما أطلق عليه بلوخ Bloch المقطع المحايد ، حيث يكون مرة مقطعا قصيرا ومرة مقطعا طويلا.
2- حالة التزام البسط، أي يتخذ المقطع الطويل دائما.
3- حالة التزام القبض، أي يتخذ المقطع القصير فقط.
4- حالة تثقيل السبب، وهذه الحالة تمثل اختلافا بينا عن رؤية الخليل للسبب الثقيل الذي ينظر إليه على أنه وحدة أصيلة من وحدات البناء العروضي، وأما في هذا المنهاج فنعتبر السبب الثقيل صورة من صور السبب تنشأ بسبب من الزحاف ، ولكنه زحاف من نوع ملتزم يقوم دوره بالعمل على التنويع في الأوزان واشتقاق أشكال جديدة منها، كما اشتق الكامل من الرجز ومن السريع، وكذلك الوافر من الهزج .
وأما الوتد فحركته ثابتة في نقرتيه القصيرة فالطويلة ، ما لم يتعرض للبتر في الضرب فيفقد مقطعه القصير.
وأما القوانين التي تحكم حركة السبب فهي ما يلي:
أولا : في التشكيل الأحادي:
1- في الحشو:
يكون السبب حر الحركة قبضا وبسطا.
وذلك نحو أسباب المتقارب والمتدارك مثلا.
2- في العروض:
يلتزم السبب إحدى حالتي البسط والقبض. وهو يلتزم البسط إذا كان أول
سبب يسبقه حر الحركة ، نحو عروض السريع الأولى، وعروض المديد
الثانية مثلا.
وهو يلتزم القبض إذا كان أول سبب يسبقه ملتزما البسط ، نحو عروض
السريع الثانية، والبسيط، والمنسرح، وعروض المديد الثالثة .
3- في الضرب :
لا تختلف حركة السبب الأحادي في الضرب عنها في العروض إلا إذا تعرض الوتد، بعده، للبتر . وفي هذه الحالة فإنه يلتزم البسط كما يلاحظ من ضربي البسيط والمنسرح لعروضيهما الذي أشرنا إليهما أعلاه .
ثانيا : التشكيل الثنائي
1- في الحشو :
والقاعدة العامة التي تحكم التشكيل الثنائي في الحشو هي أنه لا يجوز قبض السببين معا، ويجوز بسطهما معا. وكذلك يمتنع قبض السبب الأول إذا وقع التشكيل بين وتدين، ويمتنع قبض السبب الثاني ما لم يكن أول سبب يليه من بعده ملتزما البسط.
والبحر الوحيد المستثنى من هذه القاعدة هو بحر الرجز.
2- في العروض :
يلتزم السبب الأول البسط وبذلك يكون السبب الثاني حر الحركة قبضا وبسطا، وذلك نحو عروض الرمل ومجزوء البسيط. ويمكن، إن لم يؤد الأمر إلى توالي ثلاثة أوتاد مجموعة ، أن يلتزم السبب الأول القبض نحو عروض الطويل .
3- في الضرب :
ولا تختلف حركة هذا التشكيل في الضرب عنها في العروض إلا بالتزام البسط في السبب الثاني لأنه لا يوقف على متحرك .
ثالثا : التشكيل الثلاثي
1- في الحشو :
يلتزم السببان الأول والثالث البسط، ويكون السبب الثاني حر الحركة مع الميل إلى القبض أكثر من البسط ، وذلك كما يلاحظ في الخفيف والمنسرح . وأما في قصار البحور ، كالمضارع والمقتضب ، فيكون التزام قبض هذا السبب مطلقا.
2- في العروض والضرب:
يلتزم السببان الأول والثالث البسط مع قبض الثاني كما يلاحظ في مجزوء الخفيف.
سليمان أبو ستة