المركز السوداني للتطوير يقيم مهرجانه الثقافي الثالث
بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب السودانيين ممثلا بالأستاذ د. الفاتح حمدتو، والفنان المبدع نادر خضر، وعدد من الفنانين الشباب المقيمين بالمملكة المتحدة، أقام المركز السوداني للتطوير ببرنغهام- المملكة المتحدة مهرجانه الثقافي الثالث مساء السبت 5 ديسمبر 2009، والذي يأتي احتفالا بمناسبة افتتاح المكتبة الثقافية الدائمة للمركز، وبعيدي الأضحى المبارك والميلاد المجيد.
افتتح المهرجان بكلمة رئيس المركز السيد/ عبد الكريم سليمان عبد الكريم، حيث رحّب بالوفد الزائر، وأعرب عن أسمى آيات العرفان والتقدير لمساهمتهم في المهرجان الثقافي الثالث الذي يعقده المركز، كما رحب أيضا بالفنانين الشباب والطاقم الإعلامي وبجميع الحضور الكرام الذي قدموا من شتى أرجاء المملكة المتحدة.. إلخ، وشكر تكبدهم عناء السفر والمجئ، وأوضح في كلمة قصيرة الدور المهم الذي يضطلع به المركز السوداني للتطوير في تفعيل النشاط الاجتماعي والرياضي، وإثراء الواقع الثقافي للجالية السودانية المقيمة في مدينة برمنغهام وضواحيها، وأشار إلى أن هذا المهرجان قد أصبح نواة للارتقاء بالحياة الفكرية والثقافية للسودانيين في المهجر.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مدير المركز يتوسط عددا من المحتفى بهم
كما رحب السكرتير العام للمركز السوداني للتطوير السيد/ معتصم الحارث الضوّي في كلمة مقتضبة باللغة الإنكليزية بالحضور الكريم، وأوضح أن افتتاح المكتبة الثقافية ليس إلا ثمرة للجهود المضنية التي بذلها أعضاء المركز للارتقاء بخدماته، وأن المركز يطمح لتحقيق أهداف عديدة، والتي يعمل الجميع على إنجازها ضمن خطة مرحلية مدروسة بعناية.
افتتح الأستاذ الشاعر بشرى مبارك، عضو المكتب التنفيذي في الجالية السودانية ببون- ألمانيا، الأمسية الشعرية بقصيدة "العيلفون.. المدينة التي يحبها النيل" والتي نالت استحسان الحضور.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الأستاذ الشاعر بشرى مبارك
ثم ألقى الشاعر الأحوازي الأستاذ طه الياسين نبذة تعريفية عن قضية الأحواز السليبة، اتبعها بقصيدتين عن حب الوطن، ولاقت القصيدتان ترحيبا بالغا من الحفل الكريم.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الأستاذ الشاعر طه الياسين
أعقب ذلك إلقاء لقصيدة "حِجوة" للأستاذ الشاعر عبد السلام ساتي تقدم به السيد/ معتصم الحارث الضوّي، والذي أشار إلى أن ظروفا قاهرة منعت الأستاذ ساتي من المشاركة بالحضور، ولكنه وافق مشكورا على تقديم هذه القصيدة العامية الجميلة بالنيابة عنه:
وين راحت أيام ما كنا
جنب الحله نسك القمري
ونطلع فوق أسوار المشتل
نشاغل الحارس في بستانو
ونجري نسابق في المستقبل
نعوم في النيل الراقد..هامد
نرش الحر بي موية الجدول
ثم قدّم عريف الحفل تعريفا بالأستاذ الكبير الشاعر الفاتح حمدتو، وجاء في التقديم للسيرة الذاتية لهذا الشاعر المطبوع متعدد المواهب أنه: الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والُكتّاب السودانيين، وعضو اتحاد شعراء الأغنية السودانية، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي، وعضو المجلس الاستشاري لمنبر الزعيم الأزهري. حائز على زمالة المحاسبين من المملكة المتحدة، ورئيس مجلس إدارة إحدى كبرى الشركات التجارية بالسودان، والمستشار الاقتصادي لبعض البيوتات التجارية الخاصة. حائز على الدكتوراة الفخرية من الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب. شاعر ملهم يكتب بالفصحى واللهجة المحكية، في الشعر القومي والعاطفي والغنائي، ومُلحن، وكاتب مقالات صحفية. مثّل السودان بالعديد من المحاضرات والندوات في منابر إقليمية وعالمية.
من دواوينه: "هل زمان الحزن جاء" بالفصحى. أما "سر الغنا" و"بانوراما أم درمان" ديوان قومي في عشق الوطن؛ فهما باللهجة العامية. إضافة إلى "حرس الخليفة" بالفصحى الذي سيصدر في مطلع سنة 2010.
استهل الأستاذ الشاعر الفاتح حمدتو بإلقاء التحية على الحضور الكرام في مقطوعة شعرية اشتهر بها، وتقديم الشكر للمركز السوداني للتطوير، وأضاف تعريفا بالاتحاد العام للأدباء والكُتّاب السودانيين، وقال إن تزويد المركز السوداني للتطوير بهذه المجموعة المنتقاة من الكتب -والتي تشكل نواة لإنشاء مكتبة ضخمة في المستقبل- يأتي انطلاقا من إيمانهم العميق في الاتحاد بضرورة دعم كافة النشاطات الثقافية داخل وخارج الوطن، والتعاون مع كافة الكيانات الثقافية والاجتماعية لنشر رسالة الأدب والثقافة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الأستاذ الشاعر د. الفاتح حمدتو
افتتح الأستاذ الفاتح حمدتو إلقائه بقصيدة "أطيب الصُلاّح" التي ألقاها لأول مرة في منتدى أصيلة بالمغرب، وذلك في الاحتفالية التي أقامها المنتدى في أغسطس 2009 تأبينا للراحل المقيم الأستاذ الطيب صالح، وأتبعها بقصيدة "خربشات على حائط البُراق"، وكلا القصيدتين في ديوان "حرس الخليفة" الذي سيصدر في يناير المقبل.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
جاء في قصيدة "خربشات على حائط البُراق":
لو أملِكُ ناصية القولِ
لسللتُ يراعي من غمده
وفتحتُ منافذَ أوردتي
وكتبتُ لأجلكِ يا قدسي
بدمي يا مهد عروبتِنا
بدمي يا مصدر عزتِنا
بدمي يا عطرا مازَجَ أخيلتي
وتدفقَ ألقا في حِسّي
فأنا يا قدسُ مشتاقٌ
لأُصلّي عند المحراب
فالخَاتمُ قد صلّى نفلا
عندَ الإسراءِ إلى الأقصى
قبل المعراجِ إلى الكُرسي
ثم ألقى الأستاذ الشاعر الفاتح حمدتو قصيدتي "لمسة شوق"، و"معنى الغربة" من ديوان "سِر الغُنا". ثم جاءت الخاتمة بملحمة "بانوراما أم درمان"، وقد وصفها الأستاذ حمدتو قائلا: توثّقُ القصيدة لرموز أم درمان من الشخصيات العامة ولأحيائها القديمة، وعن الفن والرياضة و السياسة والصوفية في مرابعها الغنّاء، فأم درمان هي البوتقة التي انصهرت فيها كل الأعراق والأجناس.
سلام للرقدو في البكري
أمان في شرفي من بدري
تروح أرواحنا ما بندري
وريدتك في العضام تسري
محبة شديدة يا أم درمان
التهبت أكف الحاضرين تصفيقا حادا صاحب كل مقاطع هذه الملحمة الوطنية الرائعة، وكانت بالفعل خير ختام للأمسية الشعرية.
أعقب ذلك افتتاح المكتبة الثقافية للمركز، وقد لقي هذا الحدث تغطية من تلفزيون السودان، وقناة الشروق أيضا، فلهما التقدير والعرفان.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
افتتح الفنان الشاب طارق البنا الفقرات الغنائية بأغنية "لو داير تسيبنا" للراحل المقيم إبراهيم عوض، ثم أتبعها بمجموعة من الأغاني الراقية زادت من حنين الحضور للوطن البعيد هناك.. كنجمة صبح.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الفنان طارق البنا
أما الفنان فهد خليفة، فكما عوّدنا على انتقائية عالية في الأغاني، فقد استطاع التحليق بالحضور على جناح الوتر واللحن الجميل.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الفنان فهد خليفة
بعد فاصل قصير للاستراحة، اشتعلت هتافات الحضور مدوّية ترحيبا بالفنان المبدع الأستاذ نادر خضر، والذي ساهم بتجرد في إثراء المهرجان الثقافي الثالث للمركز السوداني للتطوير. جدير بالذكر أن هذه هي الزيارة الثانية للفنان الكبير نادر خضر إلى بريطانيا للمشاركة في فعاليات المركز السوداني للتطوير، فله أسمى آيات العرفان والتقدير.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الأستاذ الفنان نادر خضر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
تخلل فقرات البرنامج توزيع للشهادات التقديرية على الجهات والأشخاص الذين أسهموا في نجاح المهرجان الثقافي الثالث للمركز السوداني للتطوير، وعلى رأسهم الأستاذ د. الفاتح حمدتو، والأستاذ الفنان نادر خضر، والأستاذ طارق البنا، والأستاذ فهد خليفة، إضافة إلى عدد من الشخصيات الأخرى، فلهم جميعا العرفان والشكر العميق.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
توزيع الشهادات التقديرية
رصدت الكاميرا ردود أفعال الحضور، حيث أعرب الجميع عن رضاهم بما حققه المهرجان الثقافي الثالث للمركز السوداني للتطوير من نجاح باهر، وإسباغ جو من الفرحة والحبور بينهم. كما أعلنوا تمنياتهم بأن تتطور هذه التظاهرة الثقافية إلى أسبوع ثقافي سنوي جامع يحتضن كافة المبدعين في أرض المهجر.
لمسات خارج التغطية:
- حرص المركز على تدريب بعض الشباب والشابات في مجال الإعداد للفعالية، والتقديم لفقراتها المختلفة، وذلك انطلاقا من إيمان القائمين عليه بضرورة نقل تجربة العمل العام إلى الأجيال الصاعدة.
- شاركت الأستاذة منى آدم الإعلامية المعروفة -مشكورة- مساهمة فاعلة في تغطية المهرجان، وأجرت العديد من اللقاءات المتلفزة.
- استمرت الفعالية من الساعة السادسة مساء، وحتى الثانية عشرة منتصف الليل في جو من الحبور والسرور.
- تقاطر الحضور من كافة أرجاء المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا والنرويج وغيرها من الدول الأوروبية.
- للتواصل مع المركز السوداني للتطوير- برمنغهام:
عبر البريد الإلكتروني: sudanesedc@googlemail.com
عبر البريد: Sudanese Development Centre
1 Piers Road, Handsworth
Birmingham, B21 OUY
West Midlands
UK