آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: د. محمد أبو الأنوار

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. حسين علي محمد
    تاريخ التسجيل
    03/12/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي د. محمد أبو الأنوار

    د. محمد أبو الأنوار
    .....................

    ـ أ. د. محمد أبو الأنوار محمد علي (1932 ـ 2009م).
    - فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي (بالاشتراك) عام 1415هـ/1995م.
    موضوع الجائزة: الدراسات التي تناولت أعلام الأدب العربي الحديث.
    - ولد في مصر عام 1351هـ1932م.
    - حصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1960م، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1966م، والدكتوراه عام 1971م من الجامعة نفسها.
    - التحق بالعمل الاكاديمي منذ تخرجه، وتدرج في المناصب حتى أصبح أستاذا للأدب العربي في قسم الدراسات الأدبية في كلية دار العلوم في عام 1980م وتبوأ رئاسة القسم عام 1985م.
    - عمل لأعوام عدة في تدريس الأدب العربي في جامعات مصر والسودان والمملكة العربية السعودية وظل يبذل نشاطاً فكرياً وثقافيا في بلاده مثل عضويته في العديد من اللجان العلمية والثقافية والأدبية.
    - عضو مؤسس في اتحاد الكتاب بمصر فضلاً عن مشاركته العميقة في المنتديات واللقاءات والوسائط الإعلامية المختلفة.
    - نشر أكثر من عشرة كتب تناولت الأدب العربي القديم والحديث، علاوة على العديد من البحوث العلمية والمقالات الأدبية.
    - من أبرز اعماله بحوثه في الأدب العربي الحديث، وخاصة في كتابه القيم (مصطفى لطفي المنفلوطي: حياته وأدبه) الذي يقع في ثلاثة أجزاء تناول فيه شخصيه أدبية فذة، لها أثرها في الأدب العربي المعاصر، فجاء عمله إسهاماً جاداً يتسم بالموضوعية والتقصي والدقة في توثيق النصوص ودراستها.
    ومن كتبه التي كان يعتز بها: (الحوار الأدبي حول الشعر)، وهو رستانه للدكتوراه (1971م) عن المعارك الأدبية التي دارت حول الشعر وقضاياه الفنية في مصر من عام (1900 ـ 1950م)، وتناول الكتاب بالشرح والتحليل جميع المعارك التي دارت على صفحات الصحف (أو في الكتب)، ومنها معارك العقاد والمازني مع أعلام المحافظين مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.
    ...
    كان من كتاب مجلة "الهلال" في عقد السبعينيات من القرن الماضي، وهو العقد الذي شهد نشاطاته في الندوات الأدبية في دار الأدباء بشارع القصر العيني.


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. حسين علي محمد
    تاريخ التسجيل
    03/12/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: د. محمد أبو الأنوار

    قراءة في كتاب «الحوار الأدبي حول الشعر»
    للدكتور محمد أبي الأنوار*

    بقلم: أ.د. حسين علي محمد
    .................................

    ظل هذا الكتاب على مكتبي ثمانية أشهر، أقرأ بعض فصوله وأطويه، ثم أرجع إليه من جديد، أقرأ وأُسجِّل. وعندما أردت أن أسجل عنه "قطرة ندى" وقفت متحيراً أمام أمواجه ولآلئه!
    أما الكتاب فهو "الحوار الأدبي حول الشعر وقضاياه الموضوعية ودلالاته اللغوية وآثاره الفنية من بداية القرن العشرين إلى قيام الحرب العالمية الثانية"، والمؤلف هو الأستاذ الدكتور محمد أبو الأنوار، الأستاذ بكلية دار العلوم.
    وقد بذل المؤلف جهداً كبيراً في دراسة العصر وآثاره الأدبية والفنية الخاصة بنظرية الشعر. يقول في المقدمة:
    "ودراسة تاريخ الأدب في عصر من العصور إنما هي دراسة للعصر في شتى أبعاده، ذلك أن الأدب ليس بمعزل عن الحياة، في شتى أبعادها وأدق خلجاتها.
    ولم يكتف بقراءة الدواوين والكتب والدراسات التاريخية والنقدية والاجتماعية التي ظهرت في تلك الفترة، بل رجع إلى الدوريات. ويقول في ذلك: "وقد بلغ من حبي لهذا العمل أنني ألفت كل صعوباته وتصادقت معها، وعرفت كيف أصل إلى أضابير الدوريات في مخازنها على نحو يُشبه فك الألغاز والأحاجي، وقد أيقنت أن صلة المؤرخ الحديث بالدوريات ضرورة لا مفر منها، وهي بطبيعتها كنز جوّاد، من أي النواحي أتيته أعطاك، وقد أمدني ذلك كله بنوع من المعرفة، كان يؤدي في أبسط حالاته إلى تصويب كثير من المعارف الجزئية التي توارث الباحثون أخذها عن بعضهم دون تمحيصهما بالرجوع إلى الدوريات، لأن في هذا الرجوع مشقة باهظة التكاليف".
    وتقع الدراسة في أربعة أبواب: الباب الأول يدرس عوامل النمو الفكري والتحول الاجتماعي وأثرها في الصراع الأدبي من بداية العصر الحديث إلى قيام الحرب العالمية الثانية في فصلين، الأول يدرس حتى قيام الحرب العالمية الأولى، والثاني يدرس من الحرب العالمية الثانية.
    ومن أهم المباحث التي يتوقف أمامها القارئ وهو يقرر "ما أشبه اليوم بالبارحة" المبحث الذي عنونه المؤلف ب"تأثير الكيد السياسي في الحياة الأدبية (ص ص86-96)، فهذا المبحث يرينا صورة للأجواء الفاسدة التي كان على عمالقة الأدب العربي ـ كالعقاد ـ أن يُعانوا منها مُعاناةً شديدة، وهم يبدعون ويكتبون متألمين. ومما يكشف عنه البحث وثائق عن تأثير السياسة في الأدب بأقلام الرافعي والعقاد وغيرهما. بل إن مجلة "أبولو" التي توهجت بالعطاء في بداية الثلث الثاني من هذا القرن عانت من حريق العراك السياسي، الذي تسلل في شراسة إلى الأدب.
    أما الباب الثاني فيدور حول الحوار أو العراك الأدبي من مطلع القرن العشرين إلى نهاية معركة الديوان، ومن أهم ما يُظهره هذا الفصل دور المازني الناقد. يقول الدكتور محمد أبو الأنوار: "بعد أن أخرج شكري ديوانه الثاني سنة 1913م، وقبل أن يُخرج المازني ديوانه الأول في نهاية العام نفسه كان قد فُتِح باب العراك الأدبي مع الجبهة المُحافظة أو القديمة ـ كما حلا لهم أن يسموها آنذاك إذ حمل على الشاعر حافظ إبراهيم حملةَ ساخنة، واتخذه نموذجاً للاتجاه القديم كله، وقارن بينه وبين شكري واتخذه نموذجاً للاتجاه الجديد كله، ثم يُصدر كتابه الهام "الشعر غاياته ووسائطه"، وقد دفع المازني وظيفته الحكومية ثمناً لهذا الهجوم الجريء، لأنه أغضب رؤساءه الذين كانوا يحوطون أولئك الشعراء برعايتهم ومودتهم، فاستقال من عمله بالمدارس الأميرية، ومضى كالإعصار لا يلوي على شيء.
    وقد أيّده العقاد في هجمته على الشعراء التقليديين، ويُحلل الدكتور أبو الأنوار معركة الديوان: دوافعها وأهدافها من خلال مواقف النقاد والصحافة الأدبية. وإن الإنسان ليأسى حينما يقرأ المعارك الأدبية بين المازني وشكري، وقد تتبّعها المؤلف تتبعاً دقيقاً من خلال صحف "عكاظ"، و"السفور"، و"المقطم"، و"البيان" … وغيرها.
    ...................................
    * نشر في «الوطن» (عُمان) في 20/11/1983م في عمود «قطرة ندى» الذي كان يكتبه المؤلف.


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. حسين علي محمد
    تاريخ التسجيل
    03/12/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: د. محمد أبو الأنوار

    محمد أبو الأنوار‏..‏ وداعا

    شعر‏:‏ فولاذ عبدالله الأنور
    .........................

    رافقتك السلامة‏,‏
    حيث حللت‏,‏
    وطاب لك الملكوت‏,‏
    وأقطعك الله من ملكه ما يشاء‏.‏

    ......‏

    رافقتك السلامة‏,‏
    فالوجهاء لهم أفق غير وجهتنا‏,‏
    ولنا نحن قائلة الصيف‏,‏
    أو زمهرير الشتاء

    ......‏

    ظللتك الغمامة
    إن لم تكن أنت أنت؟
    فمن سيكون إذن صاحب التاج‏,‏
    والناس قد شيعوك‏,‏
    بلا ظلل في العراء‏!‏

    ......‏

    ظللتك الغمامة‏,‏
    ليس لغير خطاك الصعود‏,‏
    علي درج الظل‏,‏
    أو عرصات المواعيد‏,‏
    ليس لغير ابتسامتك الملكية‏,‏
    جائزة في السماء‏.‏

    ......‏

    يا معلم‏,‏
    حط غيابك كالطير مغتربا‏,‏
    فوق شرفة هذا المساء‏.‏
    وعلي الرف ضاء كتابك‏,‏
    لولاه‏,‏
    ما غمس الشعر ريشته في المداد‏,‏
    وخط حروف الهجاء‏.‏

    ......‏

    يا معلم‏,‏
    هل للمريدين بعدك إلا الأسي‏.‏
    في الصباح‏,‏
    وثرثرة في العشي ومختتم بالبكاء

    ......‏

    فقدتك العشيرة‏.‏
    برحيلك يضطرب الجمع‏,‏
    تصحو القلوب التي صدئت‏,‏
    في السنين الأخيرة‏.‏

    ......‏

    زمن تاه منا ومنك يعود‏,‏
    لولاه‏,‏
    ما غمس الشعر ريشته في المداد‏,‏
    وخط حروف الهجاء‏.‏

    ......‏

    زمن تاه منا ومنك يعود‏,‏
    ويحتد عود التلاميذ‏,‏
    يرتج قسم الدراسات‏,‏
    تخرج دار العلوم تلملم خيمتها‏,‏
    من بلاط السرايات
    عائدة لتراب المنيرة

    ......‏

    المنيرة‏.‏
    هل نعد ثلاثين عاما مضت‏,‏
    تري أم نعد ثلاثين ألف ظهيرة؟
    زمن تاه منا ومنك يعود‏,‏
    كأن لم يكن مر دهر طويل‏,‏
    كأن لم يكن درس الباب والسور‏,‏
    والغرف الخشبية‏,‏
    والسقف العاليات‏,‏
    وعيدانها الصندلية‏,‏
    والشرفات الأثيرة‏.‏
    زمن تاه منا ومنك‏,‏
    يعود كما كان حيا‏,‏
    وترجع دار العلوم لموقعها‏,‏
    في المكان القديم‏,‏
    ومنزلها في القلوب الغفيرة‏.‏

    ......‏

    رافقتك السلامة‏.‏

    الأهرام في 4 - 9 - 2009


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. حسين علي محمد
    تاريخ التسجيل
    03/12/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: د. محمد أبو الأنوار

    جهود العلامة شوقى ضيف ومنهجه في كتابه الوجيز في تفسير القرآن الكريم (1 ـ 2)

    بقلم: الأستاذ الدكتور محمد أبو الأنوار
    .................................

    مدخـل :
    إن الاشتغال بدراسة النص القرآني الكريم علم خاص يحتاج إلى أدوات خاصة ، وإلى ممارسة تنشأ عنها خبرة بل ملكة .
    وهناك بحوث ودراسات علمية واسعة حول العلوم والثقافات والأدوات التي يحتاج إليها مفسر النص القرآني الكريم ، وتعريف واسع بمصادر التفسير،وبالأمور التى علي المفسر أن يتجنبها،وتحديد لقواعد ورؤى الترجيح للرأى وهناك مؤلفات معترف بمنزلتها وقيمتها فى علم التفسير .
    والأصل العام أن القراءة فى كتب التفسير التراثية والإفادة منها علم خاص يتميز فيه خواص الخواص. وقد رأينا أساتذة متخصصين فى علم التفسير يقعون فى أخطاء فادحة نبـه إليها صراحة أئمة التفسير من القدماء.
    ومن أبرز العلماء الذين تكلموا فى علم التفسير وتبعاته ، وعللوا لاختلاف المفسرين ما قدمه العلامة ابن تيمية ، وما بذله أئمة العلماء فى مباحث علوم القرآن .( انظر: دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قتيبة . أ.د محمد السيد الجليند، وانظر:التفسير والمفسرون. أ.د محمد حسين الذهبي، وانظر : طبقات المفسرين للحافظ شمس الدين الداوودي ، وانظر : البرهان فى علوم القرآن للزركشي ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ، ومناهل العرفان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني 000 وانظر تعليق عبد القاهر الجرجاني حول من يتعاطى التفسير بغير علم : دلائل الإعجاز(ص 304 ـ 305 ) تحقـيـق محمـود محمـد شاكـر ط .الخانجي 1984م) .
    ومعلوم أن علم التفسير مر بمراحل وأدوار :
    المرحلة الأولي : تبدأ من التفسير فى عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، ثم عصر الصحابة ، ثم التابعين ، ثم تأتى مرحلة عصور التدوين التى عرف فيها أئمة لكل منهم دوره ومنهجه وطريقته ، وظلت موصولة إلى عصرنا الذي نحياه .وضمت التفاسير ـ منذ القدم ـ اتجاهات مذهبية، كالسنة والشيعة باختلاف عقائد أصحابها،والخوارج، والصوفية، وتفسير الفقهاء ومن أشهرهم القرطبي، ثم التفسير العلمي عند القدماء كالإمام الغزالي ، والجلال السيوطي وغيرهما، ثم عند المحدثين، ومن أشهرهم الشيخ طنطاوى جوهري، ثم تفاسير إلحادية تناول بعضها بالعرض والتحليل فضيلة المرحوم الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي ، في مؤلفه القيم " التفسير والمفسرون " وكذلك عرّف فضيلته بالتفاسير الأدبية الاجتماعية فى العصر الحديث ، وشيخ هذا الاتجاه الإمام محمد عبده ومن والاه على طريقته ، ثم الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي ، وقد ظهرت في الساحة بعد هؤلاء تفاسير متعددة لكل منها قيمته فى اتجاهه .
    وتتمثل جهود أستاذنا العلامة الأستاذ الدكتور شوقي ضيف في تفسيره:"الوجيز في تفسير القرآن الكريم" ( غرة رجب 1415هـ= 1995م ) ، وكان قد صدر له قبل ذلك تفسير"سورة الرحمن"،وسور قصار( 1390 هـ ) ، وبعد هذا الأخير صدر له عمل كبير القدر هو تحقيق كتاب" السبعة فى القراءات ". لابن مجاهد : أحمد بن موسى التميمي أبو بكر مجاهد ( 245هـ = 859م : 324هـ = 936م ) وصدر هذا التحقيق عام ( 140 هـ = 1988م).
    وتحقيق هذا الكتاب عمل جليل، وإذاعته فضل مشهود ، ونفع لا ينقطع مداه، وتيسير لعلم تجب العناية به ، والحفاظ عليه ، فمقامه تقنين وتثبيت الحفظ لكتاب الله قراءةً ونطقًا ، والكتاب إلى جانب ذلك سجل الأصوات العربية في قواعد نطقها ومخارج حروفها كما هى مقررة فى كتابها المعجز الخالد " القرآن الكريم".
    والجهد المبذول في هوامش الكتاب يمثل موسوعة علميه في التأصيل له والتعريف بأعلامه ، وتيسير الفهم لسياقاته المتعددة وضبطها، وهو جهد شديد الصبر واسع العطاء. والمقدمة بين يدى الكتاب غزيرة العلم واسعة النظرة دقيقة العرض فى التعريف والتأصيل لابن مجاهد .
    ولايبعد عن مجال فهم القرآن ودراسته كتابه الممتع الذى صدر حديثًا ( يناير 2000م ) وهو" محمد خاتم المرسلين " .
    ويشرفني أن أشير بين يدى هذه الدراسة إلى أنني لم أتناول هذا البحث من فراغ، فقد شغلت نفسي دائما بالنظر والدراسة في فهم النص القرآني الكريم منذ صغري قبل دخولي الجامعة طالبًا مبتدئاً، وكان أول نشر لمقالاتي فى ذلك عام 1969م ، وقد عنيت بنشر سلسلة خاصة تحت عنوان: "من أسرار الإعجاز فى الأسلوب القرآني الكريم" وما زلت أتابعها كلما تيسر الوقت والجهد، سعيًا إلى نشر مؤلف فى ذلك.
    وقد تيسر لى بصفة رسمية أن أقوم لأعوام متتالية بتدريس مادة "دراسات أدبية ولغوية من القرآن الكريم" بقسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى ، وفرحت بغير حدود لقيامي بهذا الواجب المشرف ، واقتنيت لذلك مكتبة كبيرة وافية ، وكانت هذه المادة مقررة أيضا على طلاب كليات الشريعة ، وأصول الدين إلى جانب الكليات الأخرى بالجامعة باعتبارها مقرراً اختياريًا، وقد لاقت بحمد الله رواجًا كبيراً لدى الطلاب.
    وما أن جاءت فرصة الاحتفاء والتكريم لأستاذنا العلامة الأستاذ الدكتور شوقى ضيف حتى وجدتني للوهلة الأولي أخـتار هذا البحث من بين عطائه المترامى الأطراف.
    على أنى أشهد أن منجم الجواهر النادرة ، ومحيط العطاء من المعارف الذى لا ساحل له في العربية بفروعها ، والدراسات الإسلامية بشتى مجالاتها ، إنما هو في أمهات كتب التفسير وعلوم القرآن بل إن فيها ماليس في الكتب المتخصصة في علومها ، ولا سيما ما يتصل بالدراسات النحوية واللغوية والبلاغية التي تقود إلى فقه أنواع الدلالة وضروب الإيحاء بما فيها المستوى الإشاري في اللغة وآدابها .
    أبرز خطوط منهجه فى دراسة النص القرآني الكريم فى كتابه: "الوجيز" .
    يبدأ عمله فى التفسير بتعريف أهم موضوعات كل سورة ، في تركيز ووضوح بارزين .
    ويتضح في جهده استقصاؤه للتفاسير الكبرى ، وتجنبه لسرد آراء المفسرين ، وكذلك عدم النص على آراء النحوية والبلاغية في الصيغ القرآنية، وكذلك القراءات وأسباب النزول ، حيث لكل فن من ذلك كتبه المطولة ، وعدم النص على ذلك لا يعنى التخلي عن الإفادة منها ، وتحرير المراد في ضوء مباحثها ، التي تقود إلى دقة الفهم ، وتحرير المعنى الذي يقتضيه السياق في فهم النص القرآني الكريم .
    وكذلك يتجنب تمامًا الإسرائيليات في موضوعات قصص الأنبياء ، ويرى أنه يجب تجنبها تمامًا من التراث التفسيري .
    وكذلك نحَّى عن هذا التفسير ما قاله غلاة التشيع والتصوف ، لأن منهجهم لا يوافق الأصول العلمية التي يجب اتباعها في تأويل الآيات طبقًا لمقاييس علوم القرآن وقواعد علم الأصول .
    ويلاحظ علي منهجه أنه فى تفسيره " سورة الرحمن وسور قصار" كان يبسط القول ويتوسع في عرض مادته ، ولكنه فى تفسيره"الوجيز" كان يعمد إلى الإيجاز الثرىّ الواضح ، والمستوعب لأطراف أهم ما يقال .
    عناصر إضافته:
    يتضح لمن يتأمل أعمال أستاذنا في هذا المقام أنها تقوم علي فقه وبصر بأسرار العربية في شتى مجالاتها ، ومعرفة عميقة بأبعاد الدراسات الإسلامية في شتى فروعها، وفى القلب منها المعرفة الدقيقة بمباحث علوم القرآن الكريم . وقد كان لزاد سيادته الوافر الواسع في ذلك كله آثاره الكبرى فيما قدم فى دراساته للنص القرآني ، وهذا مما يؤكد مقولتى دائمًا : بأن الثقافة العربية الإسلامية طائر لا ينهض إلا بجناحين : هما الدراسات العربية العميقة ، والدراسات الإسلامية المدققة الواسعة معًا ، وبغير ذلك يكب هذا الطائر على الثرى ، إذا كان باحثًا في العربية وحدها دون ثقافة إسلامية واسعة ، أو كان باحثًا في الدراسات الإسلامية دون ثقافة عربية واسعة .
    وقد أبدع أستاذنا العلامة شوقي ضيف في مجالين بارزين نتيجة زاده العلمي الخاص بهذين الرافدين .
    الأول منهما :
    أسلوبه في الأخذ والانتقاء من مصادر التفسير الكبرى ، فعند التحري والنظر فى هذه المصادر نجد أن ما اختاره ، أو ارتضاه منها ، أدخله في نسيج فهمه الخاص ، ولم ينقله نصًّا بل يعرض ما يرضاه منه بعد أن يصبح مادة داخل إطار فهمه ورؤيته ونسيجًا فى لحمة عرضه وتحليله ، وهو في الوقت ذاته ينسب ما يرضاه من آراء ورؤى العلماء لأصحابها علي نحو من القدرة الفائقة علي الفحص والتحري في الاختيار وفى طريقة التقديم الجديـد : عرضًا وتحليلاً ورؤية .
    والآخر منهما :
    الوصول إلى لفتات ورؤى يتميز بها، وهي كثيرة وافرة ، وإن كان قد وصفها في مقدمة "الوجيز" بانها قليلة في الحين بعد الحين ، ويرى الباحث المتأمل في دراساته للنص القرآني الكريم : الفهم المدقق ، والبصر المتألق ، والاستيعاب الذي يحفل بشوارد الأسرار واللفتات ، في وجازة شديدة الوضوح وسهولة سخية العطـاء كل ذلك مع النظـرة الواسعة الشاملـة في الاستبصار بفهم القرآن بالقرآن ، ومع وضوح الثقافـة العصرية في الفهم والعرض والتحليل، وعلى سبيـل المثال تتبعـه المتميز لما يتصل بتكريم العقل، ومنزلة العلم، وإلى جانـب ذلك كله وضـوح آثار التطور العلمي في الدراسات العربية والإسلاميـة .
    والآن ننتقل من التنظير إلى التطبيق، ومن الوصف إلى التجسيد ، فيما يتصل بلب لباب منهجه فى الأخذ المبتدع، وفى إضافة اللفتات والرؤى التى يتسم بها اجتهاده ، وتتنوع فيها بصائره :
    المثال الأول :
    نتوقف مع الآية السابعة من سورة البقرة : " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غِشاوةٌ ولهم عذاب عظيم " .
    وسوف نقف مع الآية الكريمة في معنى " الختم " فقط : في الكشاف للزمخشري ( 467هـ ـ 538هـ ): نجد أنه ذكر في تفسير معنى "الختم " باعتباره مجازًا ، وفي تعليل إسناده إلى الله تعالي خمسة وجوه (1/26ـ28 ) .
    ثم يأتي الفخر الرازى ( 544 هـ ـ 604هـ ) : فيذكر جملة مسائل ، وفي المسألة الثانية عشرة منها وجوه في فهم معنى"الختم"(1/ 54 وما بعد).
    ثم يأتي القرطبي ( ت 671هـ ) فينص على أن أهل المعاني قالوا في وصف الله تعالي قلوب الكفار عشرة أوصاف منها : الختم والطبع والضيق والمرض والريَّن والموت والغشاوة .. إلخ ، وهو مبحث سبق إليه الفخر الرازي ، وأيد كل معنى منها بآية من القرآن الكريم .
    ثم وضح القرطبي : أن "الختم" يكون محسوسًا في المعاني السابقة ويكون معنى كما في الآية الكريمة معنا . فالختم على القلوب : عدم الوعي عن الحق سبحانه .
    وأنت واجد في هذه الرحلة الطويلة الدقيقة في جنبات هذه التفاسير ونظائرها غزارة المواد العلمية والفكرية ورؤى التحليل الذكي الدقيق المعجب ، بما يؤكد أن جهود هؤلاء الأئمة كانت وما تزال وستظل تمثل قيمة علمية هائلة مترامية الأطراف لا حدود لعطائها ووجوه الإفادة منها والتعلّم عليها .
    وفي ضوء العرض السابق فإن اللفتة البارعة المركزة التي قدمها أستاذنا العلامة شوقي ضيف تبقى لها خصوصية في تشخيصها وطريقة عرضها : إنه تبصرَّ كل هذه الينابيع ، وأحاط بأبعادها وروّى رؤاه بزادها ، ولكن زاده من العلم بالعربية وأسرارها ، والدراسات الإسلامية بسعتها ودقتها ، جعله يفهم المعنى من شتى وجوهه ، ويبتدع فيه حتى يخرج سويًّا على هذا النحو الذي استوى فيه المعنى مرضيا شديد الشفافية والغزارة، وهو قوله في " الوجيز " ص8 " : " الختم فى الآية تمثيل لتصميم الكفار على كفرهم ، وعدم إصغائهم للهدى واتباعه ، وإسناد "الختم " إلى الله للدلالة على أنه لايزول عنهم لتماديهم في الكفر ، فهذا التمادي سببه لا نتيجته " (أى سبب الختم ) .
    ثم يضيف ما هو من منهجه وهو الاستبصار بالقرآن في كل رؤية، حيث يقول : " والقرآن يكرر أن الإنسان ينال جزاءه ثوابًا وعقابًا حسب اختياره لعقيدته وأعماله، كما في قوله تعالى : " قل يأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ، ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها وما أنا عليكم بوكيل " ( يونس 108 ) .
    وهو في هذا الاستشهاد القرآني الأخير استغنى عن ألوان من التأويل في مناقشة المعتزلة وغيرهم في القول بخلق أفعال العباد ( الفخر الرازى 1/54 - 55 ) .
    والعناصر الآنفة في استبصار المعنى والكشف عن زواياه المهمة ، لا تجدها بهذه الدقة وذلك الإيجاز الذى يفيض بالوضوح ، فى المباحث المطولة التي تراجعها في الأمهات السابقة، في عشرات الصفحات ، وعديد من المباحث على أهميتها وجلالها مادمنا بسبيل تيسير فهم القرآن لمن يطلب فهمه في دقة وسهولة ووضوح .
    وأقرب نص لدى الزمخشرى يتناول فكرة التمثيل في معنى الختم عبارته التي تحتاج إلى مزيد بيان يوضحها ويسهل فهمها ،( وقد وضعته بين أقواس فيها )وهى قوله(1/26) : " وأما التمثيل ( فإنه) حيث لم يستنفعوا ( بالجوارح ) في الأغراض الدينية التي كُلِّفوها وخلقوا من أجلها ( كانوا كأنما ) ضرب حجاب بينها وبين الاستنفاع بها ( والحجاب عبر عنه ) بالختم والتغطية " .
    وأقرب نص يمس فكرة السبب والنتيجة في القول الآنف الذكر عند العلاّمة شوقي ضيف هو عبارة الفخر الرازي ، الثقيلة التبعة في الفهم والعرض والتحليل حيث يقول " فإنه سبحانه لما حكم عليهم بأنهم لايؤمنون ( يقصد الإشارة إلى الآية السابقة على الآية التي معنا ) وهي قوله تعالى : "إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون "( 6ـ البقرة ) ذكر عقبه ما يجرى مجرى السبب الموجب له ، لأن العلم بالعلة يفيد العلم بالمعلول ، والعلم بالمعلول لا يكمل إلا إذا استُفيد من العلم بالعلة ، فهذا قول من أضاف جميع المحدثات إلى الله تعالي " ، ثم ينتقل الفخر الرازى إلى محاورة المعتزلة فيما قالوه فى هذا السياق ( 1/55 ) .
    وواضح أشـد الوضـوح أن القارئ لا يجد فى هذا العرض والتحليل للفخر الرازي ما يأخذ بيده إلى ما قاله شوقي ضيف ، وما أن تصل إلى المعنى الواضح فيما كتبه وقدمه حتى تجد الرؤية محكمة بين يديك ، وتحس أنك ظفرت بالجوهر المراد في السياق ، وفي الوقت نفسه وضحت لك المعالجة للقضايا الكبرى التي سكت عنها شوقي ضيف كالجبر والاختيار ، وضروب التحليلات المجازية من استعارة وتمثيل لدى الزمخشرى ، والتحليلات العقلية الجدلية لدى الفخر الرازي .
    ومع ذلك كله فإنني أؤكد مرات ومرات أنني لست فى هذه المقارنات أقلل بحال من الأحوال مما حوته وقدمته الأمهات الكبرى في تفسير القرآن الكريم ـ فحاشا لله أن أضل هذا الضلال ـ فهي كنز العطاء المتصل، ومحيط المعرفة بغير ساحل، بل هي الطريق الذي يصل بنا إلى ما بعده ، والمعلم الذي نتتلمذ عليه بكل فخر لنا ، وكثيـراً مـا نتعثـر دون الارتفاع إليهم .
    وإنما القصد أن هذه الأمهات في عطائها لا يحتملها إلا باحث متخصص موهوب ، وهو يخرج منها بعطاء واسع المدى من التحليلات والمناقشات والرؤى ، ويعز عليه أن يعرض ما أخذ منها من ذاكرته بل هو محتاج عند مجرد عرضه للتعريف بـه إلى كلام خصيصًا لذلك ، يطول مداه وتثقل تبعته .
    وبعد هذا الاحتراس الواجب أقول : إنك تجد بسهولة براعة الفهم ودقته ، وسلامة العرض وجدته فيما أضافتْه المحاور الموجزة الواضحة لدى العلامة شوقي ضيف في فهم "الختم " فى الآية الكريمة .
    وهذه السمات عندي آية من آيات عطاء القرآن في كل عصر وجيل فهولا ينفد عطاؤه مهما اتسع ما قيل من قبل في محاولة فهمه ، وهذه آية من آيات عطاء القـرآن الكـريم الموصول المدى إلى أن تقوم الساعة.
    (يتبع)


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. حسين علي محمد
    تاريخ التسجيل
    03/12/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: د. محمد أبو الأنوار

    جهود العلامة شوقى ضيف ومنهجه في كتابه الوجيز في تفسير القرآن الكريم (2 ـ 2)

    بقلم: الأستاذ الدكتور محمد أبو الأنوار
    .................................


    المثال الثانى :
    نتوقف فيه عند النظر لدى كبار المفسرين في معنى سجود الملائكة لآدم فى قوله تعالي : "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " ( 34 ـ البقرة )
    نجد الفخر الرازي قد أطال وأفاض في تتبع الموضوعات ودقائقها، وقد راجعته قراءة ومتابعة من الآية التاسعة والعشرين ، وهي قوله تعالى : " هو الذي خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شىء عليم " ( 29 ـ البقرة ) إلى آخر ما كتبه في الآية الرابعة والثلاثين التي معنا الآن . والمواد العلمية عنده تستغرق من صفحات الفخر الرازي على كبرها ودقة حروفها اثنتين وتسعين صحيفة .
    ورجعت إلى جوهر الفكرة التي دققها صاحب الكشاف في سياق الآية الكريمة : " وعلَّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " ( 31 ـ البقرة )
    يقول الزمخشرى : " ثم عرضهم أى عرض المسميات 000 ـ على الملائكة ـ وإنما استنبأهم وقد علم عجزهم عن الإنباء على سبيل التبكيت ( إن كنتم صادقين ) يعني في زعمكم أني أستخلف فى الأرض مفسدين سفاكين للدماء ، إرادة للرد عليهم وأن فيمن يستخلفه من الفوائد العلمية التي هي أصول الفوائد كلها ما يستأهلون لأجله أن يستخلفوا ، فأراهم بذلك وبين لهم بعض ما أجمل من ذكر المصالح في استخلافهم في قوله تعالى :"إنى أعلم مالا تعلمون " وقوله تعالي : " ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض" استحضار لقوله لهم : " إني أعلم مالا تعلمون " إلا أنه جاء على وجه أبسط من ذلك وأشرح " ( الكشاف1/62)
    والمحـور المقابـل لما ذكره الزمخشرى عند الفخر الرازي في مباحثه المطولة هو قوله في سطور قليلة : " اعلم أن هذا هو النعمة الرابعة من النعم العامة على جميع البشر ، وهو أنه سبحانه وتعالى جعل أبانا آدم مسجود الملائكة ، وذلك لأنه تعالى ذكر تخصيص آدم بالخلافة أولاً ، ثم تخصيصه بالعلم الكثير ثانيًا ، ثم بلوغه في العلم إلى أن صارت الملائكة عاجزين عن بلوغ درجته في العلم " (الفخر الرازي 2/230 ) .
    وجاء أستاذنا العلامة شوقي ضيف بعد استيعابه لهذا العطاء العلمي الواسع ، واستطاع بنفاذ بصيرته ، وزاده العلمي أن يستخرج رؤية شديدة الوضوح والإحاطة عميقة الدلالة تأخذ بحجز ما ترامي من أطراف القول وتضيف إليه بالبصيرة النافذة والرؤية الجامعة حيث يقول : " والله جل شأنه بأمره الملائكة السجود لآدم جعل منزلة علم آدم بالأسماء فوق منزلة تسبيح الملائكة بحمده، مما يرفع مكانة العلم وهو ما جعل الإسلام يعانق العلم في جميع عصوره" ( الوجيز ص 16).
    إن قيمة المعرفة الجامعة المستبصرة أنها تهدي إلى براعة التشخيص الذي يستوعب أطراف المعاني ويعتصر رحيق الدلالات والإيحاءات، ويأتي في وضوح جامع، وإيجاز على القيمة مفعم الغزارة .
    وكما قلت في شرح منهج العلاّمة شوقى ضيف إنه يتوقف كثيرًا أمام عناية القرآن الكريم بالعلم ، وما أكثر السياقات التي ذكرها في ذلك . وهذا أثر من آثار ثقافة العصر المتميزة .
    المثال الثالث :
    وفيه نتوقف مع الآية الكريمة "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبَيْنَ أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " (72 ـ الأحزاب )
    يقول العلامة شوقي ضيف : "عرض الأمانة علي السموات والأرض والجبال تصوير لعدم قابليتها جميعًا لحمل هذه الأمانة العظمى لبيان ثقلها، وأن أعظم ما في الوجود لا يستطيع تحمُّلها 000 "( الوجيز ص760 )
    وهذه العبارات الدقيقة أحاطت بتحليلات كثيرة لدى المفسرين لا سيما ما قاله الزمخشري من المجاز في هذا المقام، وقد أطال في ضرب الأمثلة ، وتحليلها على المستويات التعبيرية التي اختارها لبيان أن الكلام تمثيل .
    من ذلك قول الزمخشرى: إن عرض الأمانة على الجماد وإباءه وإشفاقَه محالٌ في نفسه غيرُ مستقيم، فكيف صحّ بناءُ التمثيل على المحال ، أما أن يناظر الزمخشرى بين الأساليب – التعبيرية – المستخدمة فى لغة العرب باعتبار أن القرآن نزل بلسان عربى مبين فهذا مباح له . وقد نص على ذلك حيث قال : " وما جاء القرآن إلا على طرقهم وأساليبهم " ( الكشاف 3/249 ) .
    وما مثالُ هذا إلا أن تشبّه شيئًا والمشبَّه به غيرُ معقول 0000 " (*) (الكشاف 3/249 )
    وقد شرح العلامة الزمخشري ذلك فقال: "المُمثّل به في الآية ، وفي قولهم ( يعني فى المثل العربي ) : "لو قيل للشحم أين تذهب لقال : أُسوّي العوج " (ثم يقول الزمخشري) : "وتصور مقالة الشحم محالٌ، ولكن الغرض أن السِّمن فـي الحيوان مما يُحسن قبيحه، كما أن العُجْفَ مما يُقبح حَسَنه فصوَّر أثر السِّمن فيه تصويرًا هو أوقع فى نفس السامع، وهى آنس، وله أقبل، وعلى حقيقته أوقف، وكذلك تصويرُ عِظَم الأمانة، وصعوبة أمرها، وثقل حملها والوفاء بها " (3/249)
    ثم يمضي ليقول المُمَثّل به فى الآية وفى المثل العربي : " مفروض والمفروضات تُتَخيل فى الذهن كما المحققات ( وهنا ) مُثّلت حال التكليف فى صعوبته ، وثقلِ مَحْمله بحالِه المفروضة لو عُرِضت علي السماوات والأرض والجبال لأبَيْنَ أن يَحْملِنها وأشفقن منها "( 3/249ـ250) فإذا قست هذا التحليل على سعة علمه ومَرْمى تدقيقاته بعبارة تفسير " الوجيز " الآنفة الذكر في صدر الكلام للعلاّمة شوقي ضيف وهي : " عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال تصوير لعدم قابليتها جميعًا لحمل هذه الأمانة العظمى لبيان ثقلها، وأن أعظم ما في الوجود لا يستطيع حماها (ص706 ) لوجدت المعنى هنا أشد وضوحًا وتركيزًا وسهولة ، وهو في الوقت نفسه وفّي بعناصر القول عند الزمخشرى على تعدد مراميه ، ولم يُحْترس على شئ منه ، كما فعلنا في الهامش على عبارة الزمخشري الآنفة هناك .
    ثم يمضي " الوجيز " مستوعبًا أهم وأبرز ما قيل قبله في الفخر الرازى ( 25/235 ) وفى القرطبي (14/253 ) ومن قبلهما الزمخشري (3/249 ) ليقول : " واختلف المفسرون فى تفسير الأمانة، فقيل: هي التكاليف الشرعية، وقيل : هى الصلاة، وقيل : هى طاعة الله، وقيل الإيمان، وقيل : العقل، ويمكن أن تكون الإيمان، أي توحيد الله وعبادتُه ، وبذلك جاء الرسلُ جميعًا ، ودائما كانت كثرة أقوامهم تكذبهم ، ولا تعتنقه 000 وأَولي في رأيي (أي رأي العلامة شوقى ضيف) أن يكون المراد بالأمانة العقـل الـذي يميـز الإنسان من سائر المخلوقات ، والذي من شأنه أن يهديه إلى طريق الهدى ، وبه تكونت أطوار الحياة الإنسانية ، وكل ما يتصل بالإنسان من حضارة وعلوم، وهو ـ أي العقل ـ الذى يميز الإنسان من الجبال وجميع الجمادات والكائنات 000 إذ يتيح له أن يفكر حرًّا فى كل شىء ـ عقيدة وغير عقيدة ـ ويختار ما يؤمن به أو يعمله بعد أناة ورؤَّية عقلية 000 " (ص706 )
    ولاشك أن الاحتفاء بالعقل هو احتفاء بالعلم لأن العقل آلته ووعاؤه ، وبغير العلم هو آلة معطلة إلا من هوامش الأمور .
    وإذا كانت الإحاطة والارتواء من معارف السابقين والأخذ منها فى ضوء معرفة علمية ذات بصيرة فيما تضيف وتحلل تتضح في هذا العرض، وذلك التحليل، فإن أثر الثقافة الحديثة المعاصرة واضحة أشد الوضوح في هذا الفهم وذلك التحليل؛ حيث اعتبارات العقل بزاده العلمي الممتد إلى آفاق المستقبل .
    وهكذا تصبح اللفتاتُ الجديدة ثمرة الثقافة العصرية، وثمرة الشخصية التي أبدعتها بما لها من خصائص ومميزات تتسم بها .
    المثال الرابع :
    مع سورة الفلق :
    " قل أعوذ برب الفلق " .عند تتبع هذه الآية الكريمة في أوسع التفاسير عرضًا وتحليلاً ، وهو التفسير الكبير للفخر الرازي نجد أن المسائل والوجوه التي ذكرت حول هذه الآية بلغت اثنتين وثلاثين مسألة ووجهًا ، وبعد استيعابها نقف أمام ما كتبه العلامة شوقي ضيف فنرى كيف تعامل مع هذه المسائل والوجوه :
    " قل " يا محمد وهو خطاب يشمل أمته، " أعوذ " ألجأ إلى واق ، يقال: عاذ إلى فلان وبفلان ."برب أضواء الصباح فتكتسح الظلام كما تكتسح جنود الخير الشرور المحيطة بالإنسان" ( الوجيز ص1047)
    فهو هنا تجاوز المباحث الخاصة بالكشف عن ربط السورة وما بعدها بمعاني سورة "الإخلاص" قبلها، لأن هذه الوجوه محاولة استبصار ، وتجاوز كذلك المباحث الخاصة بأسباب النزول ، وجدل المعتزلة حولها ( الفخر الرازى: 32/186-188) ، ثم تجاوز وجوه التعليل فى معنى الاستعاذة وفوائدها فى قوله تعالى :" قل أعوذ " ( الفخر الرازي : 32/188-189 ، ونظم الدرر للبقاعي 22/406-408): واتجه إلى الأصل العام في الفهم اللغوي للنص الذي يشمل المعاني التي قالها المفسرون، وكشف عن وجه الخطاب فى خصوصه وعمومه، وأنه يشمل أمة محمد صلي الله عليه وسلم . (*)
    ثم قـال : (الفلـق):الصبـح وربه الله . فاستغرق في ذلك جملة مباحث منها ثمانية وجوه في التعليل لتفسير (الفلق) بالصبح ، ثم قال : (وربه هو الله ) فاستغرق بذلك خمسة وجوه للتعليـل لاختيـار لفظ (الرب) دون لفظ (الله) فى هذا السياق.
    ثم استغرق في السياق معنى : أن فالق الصبح هو رب الخلق والإيجاد فهو رب جميع الكائنات ، وما الصبح إلارمز قوي وصورة باهرة في استغراق معنى مطلق الخلق والإيجاد ، وهنا استوعب ثلاثة وجوه من التعليل دون أن يرد شيئًا منها (راجع : الفخر الرازي 32/190-192 )
    ثم نأتي للآية الثانية وهى قوله تعالى : " من شر ما خلق "
    وقد أدار علماء التفسير فى المطولات لاسيما الفخر الرازي جدلاً عقليا يردون فيه على من ينفقون ، ومن ينسبون خلق الشر إلى الله تعالي ، وهو جدل لا يخدم جوهر الدلالة بقدر ما يثير مباحث كلامية( الفخر الرازى : 32/192-193) .
    ويأتي العلامة شوقي ضيف فيترك هذه المسائل الشائكة ، والتي لاتوافق فطرة الإيمان ، وإنما أثارها بعض الملاحدة كما وصفهم بذلك الفخر الرازي .
    وأستاذنا شوقي ضيف إذ يتجنب مسائل الحوار في ذلك يورد ما لم تورده بعض كتب التفسير الكبرى حيث يقول : " يلاحظ : ابن قيم الجوزية : أن الله أضاف الشر في الآية إلى المخلوقات ، فالشر لايتصل بخلقه ، فخلقه يتنزه عن كل شر،إنما يتصل بمخلوقاته000". وهو في ذلك سد بابًا لجدل واسع . (الوجيز ص1047) ثم نأتي إلى قوله تعالى: " ومن شر غاسق إذا وقب "
    فيتجاوز أقوال المفسرين التي هي عند الحصر سبعة أقوال ليعزز المعنى الذي يستوعبها فيقول : " ومن شر غاسق إذا وقب، أي ليل إذا اشتد ظلامه ، لما يكون فيه من السبـاع والهوامِّ واللصوص000 "
    ويرجح بدقة العلماء قائلا : "ولعل هذا الرأي أكثر سدادًا " ( الوجيز ص 1047 ) .
    ولا يخفى في هذا السياق : أن الظلام أشد أعوان العدو على الإنسان، والظلام كما هو حلكة السواد فإنه يشمل مجازاً ـ عندي ـ الجهل والتعمية عن كثير مما ينتفع به حذرًا، فيؤتى الحذر من مأمنه ، وقد راجعت ( نظم الدرر للبقاعى 22/410 ) في ذلك فإذا به يقول : "ومن شر غاسق، أى مظلم 000 سواء كان أصلاً في الظلام حسيًّا أو معنويًّا 000 ". وهذا كلام يعزز فكرة المجاز في فهم الظلام .
    هنا ( في الوجيز ) تتجلى ـ كما سبق في الآيات السابقة ـ خاصية عرض اللباب النافع لأصول المعاني المبسوطة في مسائل ووجوه لدى كبار المفسرين كالزمخشري ، والفخر الرازي ، ثم الشيخ محمد عبده ـ مع وضوح النظرة القرآنية الشاملة للموضوع قيد النظر والتحليل ( أعني في الوجيز )
    يقول أستاذنا العلامة شوقي ضيف في وجازة ووضوح واستيعاب: " أخذ بعض المفسرين بظاهر الآية فقال : إن النفاثات هن النساء الساحرات اللاتي ينفثن أو ينفخن في عُقد خيط راقيات عليه من يردن إيذاءه، والسحر إنما هو تمويه بالتخاييل كمن يرى السراب من بعيد فيخاله ماءً ، وإذا كان جل شأنه ذكره ( أي: السحر) بسورة البقرة ، فإنه يحكى بذلك عقيدة المخاطبين . وحاول الزمخشرى أن ينفي عن الآية فكرة السحر، إما بأن المراد بالنفاثات في العقد : الكيّادات، أخذاً مما جاء في وصف النساء بقصة يوسف من قوله تعالى : " إن كيدكن عظيم " (28/يوسف ) . وذهب الشيخ محمد عبده في تفسير الآية : إلى أن المراد بالنفاثات : النمّامات ، المقطِّعات لروابط الأسرة بنميمتهنّ ، فشبَّههُنّ الله بأولئك الساحرات المشعوذات000" (الوجيز ص1047 ) ، (وراجع للمقابلة: الكشاف 4/244، والشيخ محمد عبده في تفسير جزء " عمَّ " ص 181 ـ 182 ط أولى1322هـ)
    والعلاّمة شوقي ضيف على منهجه في الوجازة الشافية لم يتوسع في عرض لطائف الشيخ محمد عبده، ومن أطراف توليدات وتنبيهات الإمام محمد عبده قوله : " وماذا علينا لو فهمنا من السحر الذي يفرق بين المرء وزوجه تلك الطرق الدقيقة( يعني النميمة ) التي تصرف الزوج عن زوجته والزوجة عن زوجها ، وهل يبعد أن يكون مثل هذه الطرق مما يتُعلم وتُطلب له الأساتذة ، ونحن نرى أن كُتبًا ألِّفت ودروسا تُلقى لتعليم أساليب التفريق بين الناس لمن يريد أن يكون من عمال السياسة في بعض الحكومات ، وقد يكون ذكر المرء وزوجه من قبيل التمثيل ، وإظهار الأمر في أقبح صورة 000 وسياق الآية لايأباه " ( تفسير جزء " عمَّ " ص 183 ط أولى ) .
    وهكذا نرى في " الوجيز " لأستاذنا شوقي ضيف سعة الإحاطة ودقة الفهم وبراعة العرض ولطف الإشارة المختارة ، طبقًا للمنهج الذي قرره في مقدمة تفسيره للقرآن الكريم ونرى استيعابًا لما سبقه وهضمًا للجوهر الذي يراه منه ، مع إضافات إليه في جدة عرض وإخراج مستقلين مميزين .
    ثم نصل إلى الآية الخامسة والأخيرة في هذه السورة :
    " ومن شر حاسد إذا حسد "
    بالرجوع إلى جامع البيان لابن جرير الطبري (ت 310 هـ) ثم إلى الكشاف للزمخشري ( 467هـ ـ 538 هـ ) والفخر الرازي في التفسير الكبير( 544هـ ـ 604هـ) والقرطبي ( ت 671هـ ) ثم نظم الدرر للبقاعي ( ت 885هـ ) ثم روح المعاني للألوسي( 1217هـ ـ 1270هـ ) وتفسير جزء " عمَّ " للشيخ محمد عبده ( 1266هـ _ 1849 ـ 1323هـ 1905 ) ثم للوجيز في تفسير القرآن الكريم للعلامة شوقي ضيف - تبين لي أن أوفي وأجمع ما قيل بعد القرطبي يوجد عند الشيخ محمد عبده ، وعند الدكتور شوقي ضيف على النحو التالي :
    يقول الشيخ محمد عبده : "الحاسد الذي يتمنى زوال نعمة محسوده ولا يرضى أن تجدد له نعمة، وهو إذا حسد أنفذ حسده وحققه بالسعي والجدّ فى إزالة نعمة من يحسده ـ من أشد خلق الله أذى ، ومن أخفاهم حيلة ، وأدقهم وسيلة . وليس في طاقة محسوده إرضاؤه بوجه من الوجوه، ولا في استطاعته الوقوف على ما يدبره من المكايد ، فلا ملجأ منه إلا إلى الله وحده 000 " (تفسير جزء عمَّ " ص 184 ) ويأتي(الوجيز) ليقول : " الحسد تمني الشخص زوال نعمة الآخرين ، وهو أول ذنب جسيم عُصِى الله به في السماء والأرض . أما في السماء فحسد إبليسُ آدمَ حسدًا منعه من السجود له حين أمره ربه ، فطرده من الجنة ، وكتب عليه اللعنة إلى يوم الدين . وأما في الأرض فحسدُ قابيل لأخيه هابيل حسدًا أدّاه إلى قتله ، فكان أول من سَنَّ القتل في الأرض بسبب الحسد،وفي الحديث النبوي :"الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارالحطب"(الوجيزص1047 )
    والإشارة إلى حسد إبليس لآدم، وقابيل لهابيل أصلها موجود في القرطبي ، ولكن ليس بهذا العرض الوافي، مما يؤكد أن تفسير ( الوجيز) من القواعد المرعية فيه النظرة الشاملة للموضوعات في القرآن الكريم، وقد اتضح لنا ذلك في سياقات متعددة رصد هذا البحث بعضها بعناية.
    وهكذا يبقى اختيار ( الوجيز ) وعرضه لمادته مُتَّسمًا بالإحاطة والعمق والإضافة علي وجازته ، وسهولته ، وتميّز طريقته في العرض الخاص به .
    * * *
    * شيخ العربية وحامي حماها ، وقائد سدنتها ، وفرسان مسيرتها : الاحتفال بكم من الكمالات التي يشرُف بها من يشارك فيها .
    * ياشيخنا الجليل لقد اتخذتم سُلم العلم مَرْقيً، ومدرجة البحث ملاذًا محببًا، ونبل الغاية وطهر المقصد زادًا .
    فأعلى الله منزلتك ، ورفع مقامك عليا في تاريخ العربية والإسلام، مع الأعلام المرموقين من أئمة العلم والدرس في تاريخ هذه الأمة .
    * شيخنا الجليل العلامة شوقي ضيف: تهنئةً لك بما قدمت ، ودعاء لك بطول العمر ووفرة العطاء .
    ورضى الله عنك وأرضاك دائمًا .
    محمد أبو الأنوار
    الأستاذ المتفرغ بكلية دار العلوم
    بجامعة القاهرة
    ...........................
    (*) قال البقاعى ( ت 885 هـ ) فى نظم الدرر ( 22/407 ) : " قل أى لكل من يبلغه القول من جميع الخلائق ، تعليمًا لهم وأمرًا ، فإنهم كلهم مربون مقهورون لا نجاة لهم فى شىء من الضرر إلا بعصمته سبحانه وتعالى ، فعلى كل منهم أن يفزع أول ما تصيبه المصيبة إلى مولاه القادر على كشفها تصحيحًا لتوكله ، فإنه يرتقى بذلك إلى حال الرضا بمر القضاء ، ولا يأخذ فى الاعتماد على جلادته ، وتدبيره بحوله وقوته ، فإنه يشتد أسفه ، ولا يرد عنه شيئًا " .
    (*)هنا ملاحظة لابدّ من إيرادها ، ذلك أن قول العلامة الزمخشرى فى هذا النص : " إن عرض الأمانة على الجماد وإباءه محال فى نفسه غير مستقيم ، فكيف صحّ بناء التمثيل على المحال 000 " ( 3/249 ) هذا الكلام منه يستدعى شيئًا من الاستدراك عليه ، وضرورة التنبيه إليه ، وهو أن ما يتصل بفعْل الله وقوله لا يُناظر فى طبيعته وقوانينه فعلَ البشر وأقوالهم . فإذا أخبر الله ـ تعالى ـ أنه عرض على السموات والأرض والجبال 00 فليس فى وسعنا سوى الإيمان والتسليم بما أخبر به عن ذاته وفعله- سبحانه- وليس من حقنا ولا فى وسعنا القاصر المحدود أن نقف على كيفيّة العرض منه تعالى ، والإباء منها فالإيمان بالعرض والتسليم بوقوعه واجبٌ والسؤال عن كيفيته حمىً ليس من حقنا ولا فى مقدورنا الوصول إليه ، لأنه غيب الله الذى استأثر به .


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. حسين علي محمد
    تاريخ التسجيل
    03/12/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: د. محمد أبو الأنوار

    إضافات:
    ...........

    * أحد أساتذة الأدب العربي وتاريخه المرموقين، في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.
    * وُلد بفاقوس محافظة الشرقية.
    * انتدب مستشارًا ثقافيًا لجامعة القاهرة 1980م، كما انتدب للعمل أمين لجنة التراث بالمجلس الأعلى للثقافةـ وعضو لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس، كما عمل عضوًا بلجنة تأليف الكتب والمناهج ولجنة المناهج والتربية الدينية بوزارة التربية والتعليم، وهو عضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لجنة التراث.
    * من مؤلفاته في حقل الدراسات الأدبية:
    1- قراءة في الشعر العربي الحديث.
    2- الشعر العباسي.
    3- الشعر الجاهلي.
    4- من قضايا الأدب الجاهلي
    *له مقالات في حوليات: كلية دار العلوم، وجذور، والهلال ... وغيرها لم تُجمع في كتب.
    * له نشاطات جامعية عديدة، رأس اتحاد طلاب الكلية عدة أعوام، وأسهم في تنشيط فعالية العمل الثقافي بين الطلاب في مجالات مختلفة، وحاضر في كليات أخرى، وتولَّى تدريس مادة الأدب واللغة لطلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة، ومعهد الدراسات العربية (دراسات عليا)، وبعض الجامعات الأخرى، بالإضافة إلى مساهماته في مؤتمرات وندوات محلية وعربية عن الأدب والتراث والأصالة والمعاصرة.
    * عمل عدة أعوام أستاذًا للدراسات العليا لمادة الأدب في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •