تحت راية الرسول
د. أحمد عبد المجيد
العالم الحق ينتصر للحق لا لنفسه ... العالم الحق يعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال .
كتب أحد الأساتذة مقالا عن طوفان سيدنا نوح وذكر فيه أن الطوفان قد عمّ الكرة الأرضية بأسرها وهذا هو الفهم السائد بين عامة الناس إلا الأقلين وأنا منهم
وكتبت إليه هذا التعليق المختصر المفيد :-
قوم سيدنا نوح قوم كقوم أى نبى فهم كعاد قوم سيدنا هود وكثمود قوم سيدنا صالح وهم كقوم سيدنا لوط فهم كانوا يسكنون على جزء من الأرض لا على كل الأرض والقول بأن الطوفان عم جميع الأرض قول تورانى لا قول قرآنى ولا توجد آية واحدة فى كتاب الله تدل على أن الطوفان شمل جميع الأرض ولأن المقام مقام تعليق لا مقام تحقيق فلا يليق بى إلا الاختصار فأرجو منك أن تتمعن فى هذه الآيات :
( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف55 فهل كان سيدنا يوسف على خزائن الأرض كل الأرض أم على خزائن أرض مصر ؟؟؟!!!
( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) هود 48 أريدك أن تتمعن جيدا فى (أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ) فسينكشف لك السر إذا تخلصت من فهم الصبيان لآيات لقرآن أنظر إلى قول سيدنا شعيب لقومه (وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ) هود 89 فهؤلاء أقوام متقاربون فى الزمان وتتناقل أحاديثهم الركبان ويخوفهم نبيهم بما قد حلّ بهم ولا يخوفهم إلا بشئ يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .
هذا هو الرد الذى أرسلته لصاحب المقال فهل ترون فيه يا معشر المسلمين ما يخرج صاحبه من الدين ؟؟!!!!! عجبا لعقول تزعم أنها من أهل العلم ثم هى ترى الأمور حسب أهوائها ولا ترى الأشياء كما هى .. ومن أفضل الأدعية " اللهم أرنا الأشياء كما هى " والعقول البشرية أربعة أنواع بالنسبة لحقائق الأشياء :- النوع الأول هو جحد الحقائق والعلم بها والنوع الثانى هو قول المتجاهلين اللاأدرية الواقفة الذين يقولون : لا ندرى هل ثم حقيقة وعلم أم لا ؟؟! والنوع الثالث قول من يجعل الحقائق تتبع الأهواء والعقائد والنوع الرابع هو من يرى الأشياء كما هى وهو أعلى الأنواع وأرقاها .
والهدف من كل ما أكتبه لك أخى المسلم هو أن أجعل عقلك من هذا النوع الرابع ثم تنطلق أنت بعد ذلك تنقد وتنقض وتقبل وترفض على علم وعلى بصيرة مردداً قوله تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف 108 والنوع الأول كافر لا خطر منه على الإسلام , والنوع الثانى همل رعاع لا خطر منهم على الإسلام , والنوع الثالث وما أدراك ما النوع الثالث هو الطامة الكبرى والمصيبة العظمى منه نشأت فرق الضلال وقد أطحنا بفرقتين منهم واحدة بمقال " وقفات مع القاديانية " والأخرى بمقال " وقفات مع الشيعة " ............
د/ أحمد عبد المجيد
Afeel.2007@yahoo.com
المفضلات