آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 32

الموضوع: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

العرض المتطور

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    طوَفان في الطوفان
    لم ينل الطوفان الدراسة الكافية لأسبابه، وأحداثه، ونتائجه؛
    وقادني البحث في بلع الأرض لمياه الطوفان هذه الدراسة قبل أكثر من عشرين عامًا
    وكتبتها قبل الحرب على العراق في عام 1991م .
    ولخصتها في هذه الأبواب:
    - لماذا ارتبط الطوفان باسم نوح عليه السلام؟
    - كيف كان حالة الأرض قبل الطوفان؟
    - كيف تم الاستعداد للحدث العظيم؟
    - دلائل أسماء الآلة التي نجا عليها نوح عليه السلام والمؤمنون
    - كيف بدأ الطوفان..؟
    - كيف انتهى الطوفان..؟
    - كيف بلعت الأرض ماءها ؟
    - وكيف أقلعت السماء.
    - وكيف حافظت الأرض على حجمها بعد أن هدأ التنور؟
    - ما بعد الطوفان (1) تغيير مناخ الأرض
    - ما بعد الطوفان (2) بدو وحضر
    - ما بعد الطوفان (3) تكون البترول
    - جدول بالتغييرات ما بعد الطوفان.

    قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) العنكبوت.
    نوح هو بمنزلة الأب الثاني للبشرية بعد آدم عليهما السلام، وجاء اسمه من التناوح؛ أي التقابل؛ يقال للجبلين إذا تقابلا يتناوحان، وشجرتان تتناوحان، وليس بعد التقابل من تلاقي.
    ولقد قابل نوح عليه السلام بإيمانه ورسالته كفر قومه وشركهم ألف سنة إلا خمسين عاما؛ فكان اسما على مسمى، وهو أول الرسل أولوا العزم.
    نوح عليه السلام هو النبي الوحيد الذي صرح بعمره في القرآن الكريم.
    وكان عمرا طويلا.. بل صراعا طويلا.. بين الإيمان والكفر، كان عليه السلام جادا في دعوتهم.. بكل ترغيب وترهيب.. بكل ما أوتى من أساليب.. وعلى الرغم من مضي السنين وامتداد العمر.. حتى قال له قومه: (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) هود.
    وقال له تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) هود.
    ويرفع نوح عليه السلام تقريرًا إلى الله عز وجل عن المهمة التي وكل بها مئات السنين، شملت معظم السورة المسماة باسمه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14).... إلى أن يختم تقريره...).
    (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) نوح.
    وليس بمستغرب أن تجعل كل آيات سورة نوح عليه السلام عن مسيرته في الدعوة من البداية إلى النهاية، فاسمه دال على طول التناوح مع قومه.
    يكشف هذا التقرير الحكمة من إطالة الله سبحانه وتعالى عمر نوح عليه السلام..
    إطالة لم تتحقق لغيره من البشر..
    تقرير فيه الحكم من بشر على بشر ..
    مشفوع بخبرة المئات من السنين تحققت لفرد واحد من البشر..
    حكم يتعلق بعبودية العباد لرب العباد، التي من أجلها خلق الإنسان وأوجده على هذه الأرض..
    قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) النساء ..
    فيه بيان لما يصلح البشر..
    أيصلحهم إغداق الخيرات عليهم؟ أم يصلحهم الفقر والحرمان؟
    أيصلحهم الاستقرار؟ أم يصلحهم التنقل والترحال؟
    لقد كان في قول نوح عليه السلام: (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) مفتاحا للشيء الكثير.. حديث طويل.. ولبيان ذلك لابد من دراسة ما حدث في الطوفان الأحوال التي سبقته، وما حدث بعده، دراسة مستوفيه للحدث.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/02/2010 الساعة 08:49 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: أسرا تكون الطُوفان وانتهائه

    حالة الأرض قبل الطوفان

    عند تدبر الآيات التي جاء فيها ذكر نوح عليه السلام وقومه، نجد أنها تشير إلى أن الأرض كانت بحالة مختلفة (نوعا ما) عن الحالة التي عليها بعد الطوفان:-
    لم يكن نزول المطر بانتظام، ولم يكن بالكمية الكافية لتكون أراض زراعية خصبة يستقر عليها الناس، ويستدل على ذلك من الآيات التي يبين فيها نوح عليه السلام لقومه فائدة الاستغفار: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) نوح...
    وفي قوله: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) نوح. فذكر-خمسة أصنام يدل على تعدد مناطق سكناهم! (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) نوح.
    ولا مقارنة بتجمع الأصنام. بمكة، لأن منزلة مكة في نفوس العرب سابقة لوجود هذه الأصنام، لذلك أكثروا من وجودها في مكة، وبعضها كان خارج مكة.
    (2) تعرض الأرض لفترات متعاقبة من الجفاف يضطرهم إلى التنقل والترحال والهجرة والتفرق، ويفهم ذلك من الآيات السابقة في ذكرها للأسباب، وكذلك في قوله تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ (42) نوح، وفي قوله تعالى: (وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ (38) هود، دلت الآية على تنقلهم جماعات جماعات.
    (3) توفر الأشجار المعمرة التي لها القدرة على تحمل الجفاف مقارنة مع أشجار الفاكهة والأعشاب والمزروعات.. والتي صنع منها نوح عليه السلام السفينة التي حفظ فيها الجنس البشري وأنواع الحيوانات لحياة ما بعد الطوفان، فلم يأت ذكر بأنه لاقى مشقة في إحضار الأخشاب، وعمل الألواح أو الرحيل في طلبها.
    (4) توفر أجناس الحيوانات بأنواعها في المنطقة التي عاش فيها نوح عليه السلام ويدل هذا على تشابه المناخ على سطح الأرض في ذلك الزمن لأن المعروف حاليا أن بعض الأنواع لا تعيش إلا في بيئات خاصة يندر وجودها في غيرها، وهذا لا ينفي عنها القدرة في العيش في غير مناطقها إذا اضطرت إلى ذلك، وقد يكون تجمعها في المنطقة التي يعيش فيها قوم نوح عليه السلام وأمثالها؛ بسبب سوء الأحوال التي عمت الأرض جميعًا.. و لم يأت في القرآن الكريم ذكر مشقة جمعها، أو الرحيل في طلبها، وذلك لعيشها القريب من نوح عليه السلام.
    ولا بد من الإشارة أن "كل" لا تعني "الجميع"، وأن حمله كان من كل ما استطاع أن يحمله ووصلت إليه يده.
    (5) لم يفتخر قوم نوح بقوتهم أو بكثرة أموالهم وأبنائهم وإنما كان كفرهم وفسقهم حالة خاصة بهم، كانوا لا يرجون ثوابا من الله ولا يخشون عقابا. قال تعالى:
    قال تعالى: (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) الذاريات.
    قال تعالى: (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) النجم.
    (6) دلت الحفريات والمتحجرات ومناجم الفحم أن مناخ المناطق الباردة حاليا كان استوائيا وعاشت فيها نباتات المناطق الحارة.. وهذا ينسجم مع الحالة التي كان يعيش فيها قوم نوح، مع ملاحظة أن تربة المناطق الاستوائية من أفقر أنواع التربة من الأملاح المعدنية، والمواد العضوية التي تخصب التربة، ولذلك لا تحتمل الجفاف طويلا وقلة الأمطار، ونتائجه فيها تكون فظيعة، ولا يعود سبب هذا المناخ الحار لرحيل خط الاستواء إليها ولكن لجو الأرض ووضعها السابق قبل الطوفان.
    هذه حالة الأرض قبل الطوفان.. لا خصب يدوم.. ولا يستمر فيها جفاف.. يصحب ذلك كثرة تنقل أهلها وعدم استقرارهم.. وهذه الحالة.. أبعد ما تكون لصلاح الإنسان، أو تلبية حاجته إلى التمدن والتحضر، وإنشاء حضارات له وزيادة معرفته.. وفي مثل هذه الحالة لا يلجأ الإنسان فيها كثيرا إلى الله بالدعاء.. إذا قل خير أرض أو أجدبت؛ رحل إلى غيرها، وترك الدعاء.. لذلك لم يستقر بأرض، ولم يرتبط بمكان .
    والخير والصلاح للإنسان أن لا يدوم عليه خير.. فيشك بالعذاب، ولا يطول عليه سوء فيتعوده ويقنط من الأجر والثواب.. فصلاح الإنسان أن يعيش بين اليأس والرجاء؛ (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) الأعراف.
    لذلك كانت استجابة قوم نوح عليه السلام استجابة ضعيفة على طول عهدة فيهم ؛ (وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) هود،
    ووصلت استجابتهم إلى انعدام؛ (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ (36) هود،
    وكانت النتيجة دعاء نوح عليه السلام: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) نوح.
    وإذا لم يحدث تغيير جوهـري لحالة الأرض، ووضعها، ومناخها، فلن يكون هناك عبودية خالصة لله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات.
    لذلك كان الطوفان.. وكان هذا التغيير في حالة الأرض.. ووضعت حياة الإنسان وعيشته بين يأس ورجاء.. وضع يتطلبه كمال العبودية لله.. وضع يحسس الإنسان بالحاجة إلى الله.. وضع يدفعه للتفكير في حياة حاضرة وماضية ومستقبل.. وضع جعله يعرف ويعرف ويطلب المزيد.
    الحديث عن الطوفان (ما التنور؟) وما علاقته بالطوفان، (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ (40) هود.
    التنور: بناء صغير من الطين يقترب في شكله من شكل الكرة مجوف من الداخل يوقد بداخله الحطب لصنع الخبز.. ففيه ينضج العجين وينتفخ ويصبح خبزا صالحا للأكل.
    وما أشبه التنور بالكرة الأرضية، وقد ذكر في مختار الصحاح في مادة تنر أن التنور هو وجه الأرض منسوبا لأمير المؤمنين علي بن آبي طالب رضي الله عنه.. ولو كانت الأرض معروفة بشكلها الكروي الذي نعرفه الآن لقال بأن التنور هو الكرة الأرضية نفسها.
    والشبه كبير بينهما في الشكل الخارجي وفي الباطن الممتلئ بالحرارة الملتهبة.. وفارق الحجم كبير.. لكن حجم الأرض أقرب وأنسب لحدث عظيم هو الطوفان.
    ومعنى فار: أي بلغت حرارته أشدها.
    [/SIZE]

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 26/12/2009 الساعة 10:18 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: أسرا تكون الطُوفان وانتهائه

    الاستعداد للحدث العظيم

    ا- أول عمل قام به نوح عليه السلام ومعه المؤمنون هو صناعة السفينة؛ قال تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا (27) المؤمنون.
    2- جمع الأزواج من كل نوع من الحيوانات لحملها في السفينة للحفاظ على جنسها.
    3- إبلاغ المؤمنين للاستعداد ليوم الرحيل والانتقال إلى السفينة.. (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) هود آية 40.
    4- وأخيرا انتقال الجميع إلى ظهر السفينة، معهم الحيوانات التي ستحمل في السفينة، (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) سورة المؤمنون.
    اسم، الآلة التي نجا عليها نوح عليه السلام والمؤمنون:
    ا- السفينة وجاء اسمها من سفن: قشر، وصناعة السفينة تتطلب قشر الخشب لصنع الألواح، وهذا عمل لا يقوم به واحد لصنع سفينة كبيرة؛ بل يحتاج إلى عدد كبير من العاملين، و لم يعمل في صناعة السفينة إلا كل مؤمن؛ لأن بناءها مرتبط بعقيدة ووحي من الله؛ لذلك قال تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) سورة العنكبوت.
    2- الفلك: فلك الرمل وفلك الثدي وفلك الموج: استدار وارتفع عما حوله، ويعظم الارتفاع في الوسط ويخف ويرق وينحني في الأطراف، وهذا هو شكل السفينة الظاهر للعيان، فاسم الفلك دل على شكلها، لذلك جاء التنويه إلى ما في داخلها؛ في قوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) الشعراء.
    3- ذات ألواح ودسر: الألواح هي القطع التي صنعت منها السفينة، والدسر حبال الليف التي شدت بها الألواح؛ فجاءت التسمية دالة على ضعف السفينة في طوفان أمواجه كالجبال.. فكان من بلاغة القرآن أن يقتصر على ذكر نوح عليه السلام لوحده من الناجين: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) القمر.
    4- الجارية: من فعل جري: مر سريعا دون توقف مبتعدًا من مكان إلى آخر، وقد نقلت الجارية ركابها وحملتهم من أرض ما قبل الطوفان إلى أرض ما بعد الطوفان ... من حياة قديمة إلى حياة جديدة ... وهذا الانتقال هو الذي حفظ استمرار الجنس البشري على الأرض من الهلاك والفناء، وحفظ ما يصلح حياتهم، لذلك جاء ذكر الحمل في السفينة لكل البشر؛ (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) الحاقة، أو للمؤمنين خاصة لأنهم همم الذين انتفعوا بهذا الحمل على تباعد أجيالهم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/12/2017 الساعة 08:43 PM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: أسرا تكون الطُوفان وانتهائه

    كيف بدأ الطوفان..؟

    قال تعالى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) الصافات،
    وقال تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) القمر.
    وبدأ الطوفان،
    وقال تعالى: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) هود.
    من المعروف حاليا أن قشرة الأرض اليابسة تتفاوت في سماكتها فهي تقع بين (4- 40) كلم، وأضعفها في قاع المحيطات تصل إلى (4) كلم، وعندما تشتد حرارة الأرض؛ (إذا أخذنا بأن التنور هو الكرة الأرضية)؛ فيؤدي ذلك إلى ضغطها من الداخل على قشرتها الخارجية.
    فأول استجابة ستكون في قيعان المحيطات باندفاع إلى الخارج وتسرب كميات كبيرة من الحرارة إلى مياهها يكون سببا في تبخير كميات عظيمة من المياه تنزل بشكل أعاصير على البر اليابس؛
    قال تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) القمر،
    بينما الضغط سيؤثر على البر بدفع المياه الجوفية بقوة إلى ظهر الأرض؛
    قال تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) القمر، وشاء الله أن يحفظ الكائنات الحية النباتية على الأرض بالغرق. بماء عذب من حرارة التنور أولا وثانيا من ماء البحر المالح.
    وبينما كان البحر يعلو من قاعه رافعا مياهه المالحة، كان الماء العذب يعلو على سطح الأرض حتى غابت الأرض، واختفت الجبال تحت الماء؛
    قال تعالى: (فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) القمر،
    وسيرافق هذا الحدث العظيم زلازل عظيمة أعظم مصادرها قيعان المحيطات التي تعرضت للضغط الهائل من باطن الأرض..
    إن أعظم الأمواج التي عرفها الإنسان هي أمواج (التسونامي) كلمه يابانية، وسببها الزلازل في قيعان المحيطات بارتفاع أو انخفاض أجزاء منها، فتحدث أمواج سريعة جدا ترتفع في داخل المحيط بضعة أقدام حتى إذا وصلت إلى الشواطئ قذفت بسدود مائية يصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار، تدمر بها المدن وتحمل سفن المواني إلى داخل البر كيلومترات عديدة.
    أما الرياح فمهما كانت عاصفة فلا ترفع الأمواج إلا بضعة أمتار..
    قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) هود،
    فدلت الآية أن الأمواج على أطراف الأرض ومندفعة فيها قبل تمام الغرق وبعلو كالجبال.
    وارتفاع الماء حتى يعلو الجبال لا يتم عمليا إذا لم يتم رفع مياه البحار المالحة أيضا بنفس النسبة برفع القاع، أو بماء السماء، وكمية الماء في السماء لا تحقق هذا الارتفاع إذا نزلت كأمطار.
    وكان غرق الأرض بالماء العذب حفظ صلاحية التربة، حفظ البذور وما يتبقى من النباتات لما بعد الطوفان، وشمل الغرق جميع الأرض: (قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) ولذلك لم يهاجر نوح عليه السلام إلى أرض أخرى لا يصلها الطوفان بل أمر بصناعة السفينة.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/12/2017 الساعة 12:26 PM

  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: أسرا تكون الطُوفان وانتهائه

    كيف انتهى الطوفان؟

    قال تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) هود.
    كيف! ستبلع الأرض الماء الذي غطى الأرض بارتفاع كيلو مترات حتى الجبال؟
    وكيف ستفعل أيضًا بالماء الزائد فوق المحيطات، وله نفس الارتفاع وثلاثة أضعاف ما على اليابسة أو أكثر؟
    ولماذا لم يسبق الأمر إلى السماء بأن تقلع قبل الأمر للأرض بالبلع حتى تسهل عليها مهمتها؟
    وهل ستعود الأرض إلى وضعها قبل الطوفان؟
    ولو حدث ذلك فماذا تحقق من الطوفان غير هلاك قوم نوح ومعظم ما على الأرض وكثير مما في البحار؟

    لا شك في أن الأرض بلعت الماء بطريقة أخرى..
    لقد فتحت فمها بكل الاتجاهات واندفعت أطرافها بابتعاد عن مركزها جهة الفضاء نتيجة حتمية لفوران التنور والضغط الهائل من باطنها على قشرتها،
    وامتدت الأرض، وكلما زاد مدها؛ زاد سطحها، وقل ارتفاع الماء على ظهرها.. حتى برزت رؤوس الجبال وأخذت معالم الأرض تعود من جديد،
    وفي حركة أخيرة لهذا المد لإحداث التوازن في قشرة الأرض تندفع القارات أكثر مظهرة المحيطات أكثر عمقا، ومسرِّعة لانحسار الماء عن اليابسة.
    (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ (44) هود، وبذلك انتهى الطوفان.. هذا الحدث العظيم.
    - إن كلمة ابلعي التي جاءت في الآية لتدل على كيفية انتهاء الطوفان؛
    فبلع في اللغة للشيء: جرعه؛
    ويكون هذا الجرع سهلا ولا يؤثر على فاعله.
    فيسمى الرجل الأكول: البلعة لكثرة أكله دون أن يحدث له ضيقًا،
    والبالوعة والبلاعة ثقب يعد لتصريف الماء فلا يظهر عليه عظم على كثرة مرور الماء فيه.
    ويقال: إناء بلوع: واسع يبتلع ما يلقى فيه،
    فيفهم من هذا أن الأمر جاء للأرض للاتساع حتى يضيق ما عليها من الماء الزائد؛ فيرى قليلاً بعد أن أصبح عظيمًا.
    وشيء من الماء سيعود إلى جوفها عبر الشقوق التي حدثت فيها.
    - ويا سماء أقلعي: فكلمة السماء في القرآن أطلقت في عدة مواضع على ما يسمى بالغلاف الغازي،
    أو جزء منه، أو ما قرب منه إلى الأرض؛ الذي يوجد فيه السحب وينزل منه المطر؛
    قال تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) نوح،
    وقال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) سورة النحل،
    وقال تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) الطور.
    وقال تعالى: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) إبراهيم.
    - أما القلع فيفيد خلع الشيء ونزعه من أصله بقوة من غير رجعته إلى مكانه مرة اخرى،
    وأقلع عن العمل: كف عنه دون قصد العودة إليه.
    وقلع السن والضرس: خلعة من مكانة؛ ولا يمكن رده لمكانة مرة أخرى.
    والقلاعة: القطعة التي تنكسر من الصخرة؛ فلا يمكن إعادة لصقها بموضعها.
    ولو أريد الأمر للسماء بالتوقف عن المطر (أقلعي)؛ لما عادت إلى الإمطار أبدا.. ولكن المراد والله أعلم؛ بأن ترحل عن مكانها استجابة لتوسع الأرض إلى الخارج في مكان جديد أبعد عن مركز الأرض، وتم بذلك قلعها،
    ولهذا سبق الأمر بالبلع قبل القلع؛ لأن القلع ترتب على فعل البلع.
    وبفعل الأرض في بلع الماء، وإقلاع السماء، تم نقصان الماء، وذهاب الزائد منه: (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ).
    - (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) لننظر إلى معاني الاستواء الواردة في القران الكريم؛
    قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) الأعلى، أي أتم الخلق وأكمله.
    (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) القصص، تم واكتمل جسمه وعقله.
    (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) فاطر، ليس للأول من تمام الصفات وكمالها ما للثاني.
    (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) المؤمنون، أي تم لكم الصعود عليها واكتمل عددكم فيها، وليست العبرة في أن يكونوا واقفين على ظهر السفينة أو جالسين في بطنها.
    (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)
    الفرقان، أقبل عليها لإتمامها وإكمالها سبع سماوات.
    (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) الزخرف، تفيد الاعتلاء على ظهره وهذا من تمام النعمة وكمالها مقارنة مع من حرم هذه النعمة في سفره أو عمله. فالاستواء في أخص معانيه يفيد التمام والكمال، وهذا يفهم أن الاستواء كان للأرض وليس للسفينة، أي تمت وكملت بعد الطوفان على أحسن وجه (على الجودي) والياء في الجودي ياء النسبة إلى الشيء أي إلى الجود وهو غاية الحسن والكمال والتمام للشيء والمعروف أنه ليس. بمقدور السفينة أن ترسو على جبل وتقف عليه فإن اسم الجبل واضح إذ هو ليس ببحيرة ولا أرض سهلة وصفته معروفه ولو حدث لهذا لتحطمت وهلك من فيها والأمر الطبيعي أن تبقى السفينة في الماء حتى ينتهي الطوفان وتهدأ الأرض. لذلك جاء الأمر بالهبوط من السفينة بعد أربع آيات من الآية السابقة.
    (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/12/2017 الساعة 12:26 PM

  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: أسرا تكون الطُوفان وانتهائه

    كيف امتدت الأرض لبتلع الماء إذا حدث هذا فعلا؟
    وكيف حافظت الأرض على بقاء حجمها بعد المد وقد هدأ التنور؟

    إن الإجابة على هذه الأسئلة يحتاج لبيان الشيء الكثير ليس بالمقدور التكلم عنها في هذه الصفحات القليلة.. ولكن ليطمئن قلب قارئ هذه الأسطر أقول بأنه تعالى أشار إلى مد الأرض ثلاث مرات في القرآن الكريم؛
    قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) الرعد.
    وقال تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) الحجر.
    وقال تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) ق.
    وذكر مع المد إلقاء الراوسي؛ لأن ذلك نتيجة لعملية المد.
    وسيكون هناك مد آخر يوم القيامة (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) الانشقاق، والمد بالنسبة لحالة الأرض وشكلها يفيد المعاني التالية:
    (1) مدها: زودها. مما تحتاجه من باطنها أو من خارجها وهذه حقيقة علميه فحوالي (20) آلف طن من الحديد تأتي الأرض من تساقط الشهب، والأرض تقذف من باطنها المصهورات المليئة بالمعادن والأملاح الصالحة للنبات وللحياة على الأرض.
    (2) مدها: زاد الأرض (البر اليابس) مساحة وهذه أيضا من الحقائق، نضرب مثالا واحدا عليها؛ هو جزيرة العرب كانت معظمها تحت سطح الماء مع بلاد الشام، وانظر الآن كم مساحتها!
    (3) مدها: بسطها وهذه أيضا من الحقائق العلمية فإن العوامل الجوية والكيمائية والميكانيكية والحيوية تعمل على تفتيت الصخور التي هي مادة الأرض، إلى ذرات ناعمة، فتأتي عوامل النقل والترسيب لتبسطها وتفردها على وجه الأرض،
    وإلا لكان وجه الأرض من الخشونة ما لا يستطاع السير عليه.
    (4) مدها: زاد حجمها ويكون هذا بنفشها ونفخها وهذا موضوع عريض لم يأخذ يه من قبل أحد، وفيه حلٌ لجميع المعضلات الجيولوجية، والأسباب الحقيقية لتكون الجبال، وتوزيع القارات ورفعها، وحدوث الزلازل والبراكين... الخ، ومثل هذا حدث في الطوفان كما بينته سابقا.
    وهذا أيضا ما يبينه قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) سورة الأنبياء، فالفتق يفيد- النفش في كل استعمالاته.
    يقال فتق القطن: نفشه، وفتق الثوب: فصل نسيجه فأنتفش.
    والفتاق: أصل الليف الأبيض وانتفاشه معروف.
    والفتاق: الخميرة لأنها تنفش العجين.
    والفتقة: الأرض يصيب المطر ما حولها فيتلبد ولا يصيبها هي فتبقى منفوشة.
    والفتق: انتفاخ في أسفل جدار البطن من بروز جزء الأمعاء.
    فالفتق حدث للأرض وللسماوات بنص الآية.
    وهو عين المعنى الأخير للمد.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/12/2017 الساعة 12:27 PM

  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    كلمة أخيرة...

    إن كان البترول تكون بعد الطوفان أو كان أحد نتائجه،
    فنسأل الله تعالى ألا يكون البترول سببا في تطور جديد وطوفان جديد وألا يختم البترول كبدايته وأن يجنب الله هذه الأمة، وهذه المنطقة شرور ذلك.
    وأن يكون الله تعالى قد ألهمنا الهداية والصواب، وكتب لنا الأجر والثواب.
    قال تعالى: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) الفرقان.

    تعقيب
    في عام 2001م ألقيت خطبتي جمعة عن الطوفان لأنه موضوع طويل
    وخرج بعض المصلين يرددون تسونامي تسونامي .. من أين يأتي أبو مسلم بهذه الأسماء؟!
    وعندما ضرب التسونامي إندونيسيا ... وأصبح لفظ تسونامي على كل لسان
    قالوا هذا اللفظ الذي جاء به أبو مسلم قبل سنوان عندما خطب عن الطوفان

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/12/2017 الساعة 12:30 PM

  8. #8
    هشام نجار
    زائر

    افتراضي رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟


    بارك الله بك اخي أبو مسلم العرابلي
    إن إعتمادكم على الربط العلمي بالإعجاز القرآني وإعطاء مفردات القرآن الكريم المعنى العلمي لها دون الإخلال بالمعنى اللغوي الوارد في قواميس اللغه العربيه هو إجتهاد تشكرون عليه .
    مع خالص مودتي وتقديري


  9. #9
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام نجار مشاهدة المشاركة

    بارك الله بك اخي أبو مسلم العرابلي
    إن إعتمادكم على الربط العلمي بالإعجاز القرآني وإعطاء مفردات القرآن الكريم المعنى العلمي لها دون الإخلال بالمعنى اللغوي الوارد في قواميس اللغه العربيه هو إجتهاد تشكرون عليه .
    مع خالص مودتي وتقديري
    وبارك الله فيكم ولكم أخي المهندس الكريم هشام نجار
    وأشكر لكم تسجيلكم لهذا المرور
    التزامي باللغة وبمنهاج فقه استعمال الجذور أمر لا يحل لي الخروج عنه
    وهو الضابط لصحة القول عندي
    مع مراعاة الأحوال الأخرى المتعلقة بالموضوع
    وجزاكم الله بكل خير وأحسن الله إليكم


  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية هيام ضمره
    تاريخ التسجيل
    26/07/2009
    المشاركات
    377
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    بالتأكيد العقل هو جوهر العلم والمعرفة وركيزة الاستغراق في التفكير والتحليل والربط، فمن ذا يمكنه أن يتقول خطأً أن الإنسان العربي يعاني القصور في أدواته الذهنية.. قد أتقبل ذلك بالنسبة للناحية العلمية والتكنولوجية لأسباب لا يدخل ضمنها العقل العربي وحده في هذا الشأن، بدليل أن العقل العربي أثبت فاعليته وإنتاجه في مختبرات الغرب
    فالموضوع الذي تعرضه سيدي الفاضل أبو مسلم ينم عن تمتعك بعقل فاعل يلتقط العبارة التي تحرك فيه زخم الاستغراق والربط بأسباب الوقائع ونواتجها بدافع الرغبة الجامحة لإثبات تفسير معقول وواقعي يتراكب والحقائق العلمية من ناحية وتوافقها مع النص القرآن بإسهاب مقنع يخضع لاستخدامات أدوات عقلية تغلق الفجوات اغلاقاً محكماً بحيث تكون النتيجة هي أقرب لادراك العقل.. فربطك بين حادثة الطوفان وتكوين النفط فيها من الذكاء القدر العظيم وتوافقها مع النظريات العلمية التي توصل إليها العلماء بناء على تجارب عملية في التحليل المخبري لمركبات النفط وتوقعاتهم في ظروف تكوينه في باطن الأرض
    والشائع أن الأرض عندما تتعرض للارتواء على أعماق بعيدة قد تؤدي لانهيارات وتداعيات في أعماق الأرض حيث الفجوات الكبيرة تنهار وتهبط الأرض هبوطاً قوياً فيقال حينها أن الأرض تشققت وابتلعت ما فوقها وهذا الأمر يكون ممكناً مع حادثة الطوفان والله أعلم
    تستحق الشكر بجدارة عالية سيدي أبو مسلم العرابلي فبحثك جدير بالانتباه من قبل العلماء الأفاضل ودعمه بالمزيد من الأسانيد فما أحوج أمتنا للعقول الفاعلة في الكشف والاكتشاف والتحليل والبرهان والوصول لنتائج واقعية تعتمد العلم وتتبع علاقة القص القرآني بالأحداث الكبيرة التي تسببت بتغييرات على سطح الأرض من ناحية الشكل والتكوين ومن ناحية وجود الانسان نفسه عليها..
    هيام ضمره

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 26/12/2009 الساعة 09:13 AM

  11. #11
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيام ضمره مشاهدة المشاركة
    بالتأكيد العقل هو جوهر العلم والمعرفة وركيزة الاستغراق في التفكير والتحليل والربط، فمن ذا يمكنه أن يتقول خطأً أن الإنسان العربي يعاني القصور في أدواته الذهنية.. قد أتقبل ذلك بالنسبة للناحية العلمية والتكنولوجية لأسباب لا يدخل ضمنها العقل العربي وحده في هذا الشأن، بدليل أن العقل العربي أثبت فاعليته وإنتاجه في مختبرات الغرب
    فالموضوع الذي تعرضه سيدي الفاضل أبو مسلم ينم عن تمتعك بعقل فاعل يلتقط العبارة التي تحرك فيه زخم الاستغراق والربط بأسباب الوقائع ونواتجها بدافع الرغبة الجامحة لإثبات تفسير معقول وواقعي يتراكب والحقائق العلمية من ناحية وتوافقها مع النص القرآن بإسهاب مقنع يخضع لاستخدامات أدوات عقلية تغلق الفجوات اغلاقاً محكماً بحيث تكون النتيجة هي أقرب لادراك العقل.. فربطك بين حادثة الطوفان وتكوين النفط فيها من الذكاء القدر العظيم وتوافقها مع النظريات العلمية التي توصل إليها العلماء بناء على تجارب عملية في التحليل المخبري لمركبات النفط وتوقعاتهم في ظروف تكوينه في باطن الأرض
    والشائع أن الأرض عندما تتعرض للارتواء على أعماق بعيدة قد تؤدي لانهيارات وتداعيات في أعماق الأرض حيث الفجوات الكبيرة تنهار وتهبط الأرض هبوطاً قوياً فيقال حينها أن الأرض تشققت وابتلعت ما فوقها وهذا الأمر يكون ممكناً مع حادثة الطوفان والله أعلم
    تستحق الشكر بجدارة عالية سيدي أبو مسلم العرابلي فبحثك جدير بالانتباه من قبل العلماء الأفاضل ودعمه بالمزيد من الأسانيد فما أحوج أمتنا للعقول الفاعلة في الكشف والاكتشاف والتحليل والبرهان والوصول لنتائج واقعية تعتمد العلم وتتبع علاقة القص القرآني بالأحداث الكبيرة التي تسببت بتغييرات على سطح الأرض من ناحية الشكل والتكوين ومن ناحية وجود الانسان نفسه عليها..
    هيام ضمره
    الأخت الفاضلة الكريمة هيام ضمرة
    أشكر لك قراءتك للموضوع بكل اهتمام وتمحيص
    وجزاك الله بكل خير على ما تفضلت به من كلام طيب بعد تدبر كبير وتفهم جليل
    فبارك الله فيك ولك وأحسن الله إليك
    وزادك الله تعالى من علمه وفضله وإحسانه

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 02/01/2010 الساعة 08:34 AM

  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/12/2009
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    البحث جميل , الله يفتح عليك .


  13. #13
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الحجيلي مشاهدة المشاركة
    البحث جميل , الله يفتح عليك .

    وفتح الله تعالى لكم كل أبواب الخير
    وبارك الله فيكم ولكم في زيارتكم الكريمة


  14. #14
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    22/11/2009
    المشاركات
    169
    معدل تقييم المستوى
    15

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    استادنا الكريم ابو مسلم العرابلي
    سلام الله عليكم
    ربما كا الحق معكم و الصواب يجانبكم في التحليل الدي قمتم به , لكن هنا احتمال آخر لا يختلف في جوهره عن القراءة التي قدمتموها لقضية تكوين البترول من حيث الزمن و أيضا من حيث العوامل الفاعلة فيه . هناك احتمال أن تكون مرحلة انقراض و فناء الديناصورات , هي المرحلة التي تم فيها تكوين البترول , يؤكد العلماء أن ما تم اكتشافه لحد الآن من الهياكل العظمية للدينوصورات على وجه الارض لا يمثل إلا 5 % بالمائة و أن القرن الواحد و العشرين هو قرن اكتشاف عالم الديناصورات بكل أنواعها , العاشبة و اللاحمة , وأن هناك أكثر من 3000 نوع من الديناصورات لم تكتشف بعد , علما أن الكثير منها كان يعيش على النباتات ذات الجذوع و الفروع الضخمة . علما أيضا أن هده الأمة بتعبير القرآن الكريم عاشت مند ملايين من السنين , انقرضت في ظروف غامضة , لا يعلمها العلماء بدقة , لا يعلمون أسبابها , باستثناء احتمال انقراضها فجأة بفعل سقوط نيازك ضخمة على الارض . أقول كل هذا و لا نعترض على رأيك و تفسيرك
    تحياتي وودي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 26/12/2009 الساعة 05:46 PM

  15. #15
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الودغيري محمد مشاهدة المشاركة
    استادنا الكريم ابو مسلم العرابلي
    سلام الله عليكم
    ربما كا الحق معكم و الصواب يجانبكم في التحليل الدي قمتم به , لكن هنا احتمال آخر لا يختلف في جوهره عن القراءة التي قدمتموها لقضية تكوين البترول من حيث الزمن و أيضا من حيث العوامل الفاعلة فيه . هناك احتمال أن تكون مرحلة انقراض و فناء الديناصورات , هي المرحلة التي تم فيها تكوين البترول , يؤكد العلماء أن ما تم اكتشافه لحد الآن من الهياكل العظمية للدينوصورات على وجه الارض لا يمثل إلا 5 % بالمائة و أن القرن الواحد و العشرين هو قرن اكتشاف عالم الديناصورات بكل أنواعها , العاشبة و اللاحمة , وأن هناك أكثر من 3000 نوع من الديناصورات لم تكتشف بعد , علما أن الكثير منها كان يعيش على النباتات ذات الجذوع و الفروع الضخمة . علما أيضا أن هده الأمة بتعبير القرآن الكريم عاشت مند ملايين من السنين , انقرضت في ظروف غامضة , لا يعلمها العلماء بدقة , لا يعلمون أسبابها , باستثناء احتمال انقراضها فجأة بفعل سقوط نيازك ضخمة على الارض . أقول كل هذا و لا نعترض على رأيك و تفسيرك
    تحياتي وودي
    أخي الكريم الود غيري محمد
    بارك الله فيكم ولكم في مروركم الكريم
    آخر جيل من الديناصورات هلك قبل 65 مليون سنة
    وهذه فترة طويلة جدًا ليبقى البترول محفوظًا في مكامنه، مع تعرض الأرض في كل عام إلى مليون زلزال تقريبًا،
    وثانيًا: أن بقايا الديناصورات هي على وجه الأرض، أو مطمورة ببضع أمتار من التراب والصخور، والبترول على أعماق كيلومترات عديدة، وليس فيها مادة عضوية صالحة للتحول إلى بترول، وهياكيها هي عبارة عن ترسبات الأملاح المعدنية التي حلت مكان المواد العضوية.
    ولا ننس أن تعفن المواد العضوية وتحلوها إلى غاز الميثان يكون في أيام وأسابيع قليلة.
    وثالثًا: أن القول عن سبب هلالكها بضرب الأرض بنيزل قطره كيلو متر أو أكثر، وأنه رفع درجة حرارة الأرض، وأنه أشعل الحرائق التي أذهبت المواد العضوية في النبات والحيوان، وما بقي منها لم يتراكم عليه إلا أمتار معدودة، لا يمكن لها أن تحتفظ بتحول المواد إلى بترول لو تحولت طيلة هذه المدة العظيمة من الزمن، والقول بضرب هذا النيزك هو ضرب من التخمين، وفرضية من بين فرائض عدة.
    قول العلماء في أصل البترول: هو من ترسبات مواد دقيقة في قيعان المحيطات، وهناك معرض مخصص للبترول لشركة أرامكو في الظهران يظهر ذلك.
    ولعمق خزانات البترول لا نستطيع أن نأخذ متحجرات من قاعها قد تكون هنا أو هناك للوصول إلى أجوبة شافية.
    واختلاط مواد عضوية قديمة جدًا، ووجودها في طبقات رسوبية تشكلت منذ ملايين السنين هو الذي أبعد العلماء عن ربطه بالطوفان، وليس لديهم من المعلومات عن الطوفات كما بينها القرآن الكريم. مع عدم إيمانهم بالطوفان، أو أنه كان محدودًا لم يعم الأرض كلها ويغرقها.
    وخزانات البترول تتكون في العادة من ثلاث طبقات:
    طبقة مياه في الأسفل، وطبقة بترولية في الوسط، وطبقة غازية في الأعلى، وهذا التقسير يتناسب مع القول بأن البترول أحد نتائج الطوفان،
    فإذا تكون البترول في الظروف العادية؛ فإنه يتوجه إلى الأسفل بفضل ثقله،
    أما الغاز فإنه لا يتوجه معه، ولا يصعب عليه من إيجاد طريق له إلى الأعلى ليخرج منه .
    لكم الشكر أخي الفاضل على طرحكم لوجهة نظر أخرى، وجزاكم الله بكل خير.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/12/2009 الساعة 07:16 AM

  16. #16
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    29/12/2008
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    سيدى الفاضل
    قوم سيدنا نوح قوم كقوم أى نبى فهم كعاد قوم سيدنا هود وكثمود قوم سيدنا صالح وهم كقوم سيدنا لوط
    فهم كانوا يسكنون على جزء من الأرض لا على كل الأرض والقول بأن الطوفان عم جميع الأرض قول
    توراتى لاقول قرآنى ولاتوجد آية واحدة فى كتاب الله تدل على أن الطوفان شمل جميع الأرض
    ولأن المقام مقام تعليق لامقام تحقيق فلا يليق بى إلا الإختصار فارجو منك أن تتمعن فى هذه الآيات
    ( قال إجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم ) يوسف 55 فهل كان سيدنا يوسف على خزائن
    الأرض كل الأرض أم على خزائن أرض مصر؟؟؟؟؟؟!!!!
    (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب
    أليم) هود 48 أريدك أن تتمعن جيدا فى (أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ) فسينكشف لك السر إذا
    تخلصت من فهم ...... لآيات القرآن
    أنظر إلى قول سيدنا شعيب لقومه (ويا قوم لايجرمنكم شقاقى أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو
    قوم هود اوقوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد) هود89 فهؤلاء أقوام متقاربون فى الزمان وتتناقل
    أحاديثهم الركبان ويخوفهم نبيهم بما قد حل بهم ولا يخوفهم إلا بشئ يعرفونه كما يعرفون أبناءهم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/12/2009 الساعة 09:19 AM

  17. #17
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن أنس إسلام مشاهدة المشاركة
    سيدى الفاضل
    قوم سيدنا نوح قوم كقوم أى نبى فهم كعاد قوم سيدنا هود وكثمود قوم سيدنا صالح وهم كقوم سيدنا لوط
    فهم كانوا يسكنون على جزء من الأرض لا على كل الأرض والقول بأن الطوفان عم جميع الأرض قول
    توراتى لا قول قرآنى ولا توجد آية واحدة فى كتاب الله تدل على أن الطوفان شمل جميع الأرض
    ولأن المقام مقام تعليق لا مقام تحقيق فلا يليق بى إلا الإختصار فارجو منك أن تتمعن فى هذه الآيات
    ( قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم ) يوسف 55 فهل كان سيدنا يوسف على خزائن
    الأرض كل الأرض أم على خزائن أرض مصر؟؟؟؟؟؟!!!!
    (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب
    أليم) هود 48 أريدك أن تتمعن جيدا فى (أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ) فسينكشف لك السر إذا
    تخلصت من فهم ...... لآيات القرآن
    أنظر إلى قول سيدنا شعيب لقومه (ويا قوم لا يجرمنكم شقاقى أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو
    قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد) هود89 فهؤلاء أقوام متقاربون في الزمان وتتناقل
    أحاديثهم الركبان ويخوفهم نبيهم بما قد حل بهم ولا يخوفهم إلا بشيء يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
    الأخ الكرم د. أحمد عبد المجيد
    أو الأخ الكريم أيمن أنس إسلام

    رأيت البارحة أنك كنت تعد ردًا على الموضوع
    وتأخر ظهور ردك ونمت قبل أن أراه ..
    وها أنا أراه اليوم، وأرى رد الأخ الكريم الود غيري أحمد عليه.
    ولم تظهر بياناتك البارحة في ملفك .. وظهرت اليوم.
    وتفاجأت أن لك اسمين حتى خطر ببالي؛ هل استعرت أحدهما ؟ أما ما المسألة في هذا الاختلاف؟
    وعندما رأيت أن تخصصك ولادة ونساء أدركت لماذا هان عليك استعمال صبيان في حديثك .. فعذرتك .. وكان ودي ألا يقع مثلكم فيما وقع فيه ... ومن يكتب بحثًا مثل هذا لا يكون تفكيره كما ذكرت..
    أخي الكريم
    لقد قلتم بأن هذا المقام مقام رد وليس مقام تحقيق ... بل هو مقام تحقيق
    ولا تحيلني إلى آيات لأخمن وأتحزر ماذا تريد الوصول إليه .. فعندي فيها كلام كثير...
    فأرجو أن تفصح عن رأيك بقوة وتأتي بحججك وبراهينك كلها .. فمنكم نستفيد.
    وإن كان رأيك فيه قائمًا على الحجة والبرهان ... فلا حرج لدي من أن أكون أول التابعين لكم فيه ..
    وأنا أحيي كل أخ كريم يرد على موضوع لي ردًا علميًا يقوم على الحجة والبرهان ..
    فمن منا أدرك كل العلوم ؟
    ومن منا أحاط بكل شيء عن الموضوع نفسه ؟
    والتذكر والتنبيه والتصحيح حق للمسلم على أخيه المسلم .. كلنا إخوة مسلمون.
    أخي الكريم
    أنا لا أعرف التوراة ولا الإنجيل .. ولا أحل لنفسي الاطلاع عليهما
    فما عندي في كتاب الله يغنيني عنهما
    فما فيهما من خير يريد الله تعالى بقاءه للناس فقد نسخه الله تعالى إلينا بكلامه بأفضل مما ذكر عندهم، وبتفاصيل لم يعرفوها.
    وما عفا الله عنه، ولم تعد الحاجة قائمة إليه؛ فليس هناك من داع للرجوع إليه، وقد أسقط تعالى العمل به،
    وما فيه مما أنكره الله تعالى عليهم، فليس لي حاجة لمعرفته من مصادرهم؟،
    ولقد ألفت كتابًا بعنوان "أحبك أيها المسيح" ولم أستشهد بشيء من كتب أهل الكتاب، وكل ما فيه هو مما ورد في القرآن الكريم .. وهذا لم يجعل للنصارى بابًا للاعتراض علي، وأغضبهم أني لم أذكر ما ورد في كتبهم.
    ومع ذلك .. فمن الذي يقول بأن ما عند أهل الكتاب كله باطل ؟
    فما ورد عندهم وكان صحيحًا عندنا فهو صحيح بتصحيحنا له
    فما عندنا يصحح لهم معلوماتهم ؛ فيثبت ما يثبت، وينفي ما ينفي ...
    فبحثي قائم على كتاب الله .. ولا انظر فيما عندهم .. ولم آت بذكر لما عند أهل الكتاب لأؤيد به رأيي .. ولم أعلم به من قبل .. ولا يهمني العلم به، ولم يخطر ببالي أن أسأل : ماذا يقول أهل الكتاب في ذلك؟ .

    وإن كان التبس عليكم ذكر قوم نوح مع عاد وثمود ومدين .. فليس فيه حجة تخالف قولنا
    بل فيه دليل على أن هؤلاء الأقوام عاشوا في منطقة واحدة
    وليس هلاك قوم نوح بحاجة إلى طوفان يغطي الجبال، ويهلك الحرث والزرع والنسل؛ حتى تكون الحاجة كبيرة لحفظ أجناس الحيوان بحفظ زوجين من كل واحد منها. .. فالأمر أعظم من ذلك..
    وقبل أيام كنا نناقش في جلسة في اتحاد الكتاب؛ هل الطوفان شمل الأرض كلها ؟ أم بقعة منها؟
    فطرحت سؤال : كم يكفي من الوقت لصناعة السفينة؟ شهر ؟ ستة أشهر؟ سنة ؟ سنوات ؟
    فكان التقدير من بعضهم "ثلاث سنين" .. مع غياب الأدوات التي تساعد على صناعتها
    وكم يحتاج الإنسان للانتقال إلى الجانب الآخر من الأرض ليبتعد عن طوفان يعم نصف الأرض فقط ؟
    ستة شهور؟ سنة كاملة؟
    كان الانتقال والرحيل أسهل لهم من صناعة السفينة .. لو كان الطوفان محدودًا ؟
    وأي آلية جعلت الطوفان يعلو الجبال في منطقة ما ولا يعلو المناطق المجاورة لها ؟

    والأرض ذكرت في القرآن في 460 مرة
    تفيد ما يقابل السماء من البر والبحر
    إلا في مواضع محدودة (أرضنا) (أرضكم)
    ولماذا اعتمدت المخصوص وتركت العام المشهور ؟!
    ولم يذكر الله تعالى الأرض في قصة نوح عليه السلام إلا في موضعين؛
    في دعاء نوح عليه السلام : (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) نوح
    ولم يحدد الكافرين من قومه فقط لأن الكافرين في زمنه هم قومه فقط
    ووردت في قوله تعالى : (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ (44) هود.
    وأريد أن أسأل أخي الدكتور الكريم : هل هناك ماء خاص لأرض ما يختلف عن بقية الماء؟!
    هل ابتلعت ماءها فقط وتركت بقية الماء ؟
    لنرى ما عندك أولا ثم يكون للحديث بقية
    وبارك الله فيك ولكم وعليكم في مروركم الكريم على هذا الموضوع

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/12/2009 الساعة 12:47 PM

  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية قميتي بدرالدين
    تاريخ التسجيل
    13/07/2009
    المشاركات
    386
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اعتقد ان هذا الطرح او السؤال جيولوجي بالدرجة الاولى وحسب معلوماتي البسيطة ان البترول نتاج ترسبات وتفسخ الكثير من الكائنات الحية لان الصحراء كانت بحارا في القديم
    ونترك اهل الاختصاص بتنويرنا بالمعلومات الجيولوجية

    اشكرك استاذنا الفاضل على هذا الموضوع

    اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون

    Every successful has a painful story .Every painful story has a successful ending so ,accept the pain and get ready for success

  19. #19
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قميتي بدرالدين مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اعتقد ان هذا الطرح او السؤال جيولوجي بالدرجة الاولى وحسب معلوماتي البسيطة ان البترول نتاج ترسبات وتفسخ الكثير من الكائنات الحية لان الصحراء كانت بحارا في القديم
    ونترك اهل الاختصاص بتنويرنا بالمعلومات الجيولوجية
    اشكرك استاذنا الفاضل على هذا الموضوع
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم أخي قميتي بدر الدين وبارك لكم في مروركم
    مما لا شك فيه؛ أن المعلومات الجيولوجية تساعد في توقع وجود البترول بكثرة أو قلة في أماكن كثيرة،
    والبترول هو موجود في صخور رسوبية بالدرجة الأولى، وهي قادرة على احتواء مواد عضوية في باطنها،
    وتظل التساؤلات في ظروف تكون البترول مستمرة.
    والبترول أو النفط هو عصب الحياة في حياتنا الحالية، والحاجة إليه بلا حدود، ولا يمكن الاستغناء عنه، ومن المقدر أن كتابًا من الله تعالى يذكر فيه؛ أنه لم يفرط فيه من شيء، وهو بيان لكل شيء، وتفصيل كل شيء؛ أن يكون فيه إشارات يستفاد منها في الوصول إلى أبعد مما صرح فيها؛
    من يسمع قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) الأعراف.
    سيفهم بركات من السماء: هي المطر،
    وسيفهم بركات من الأرض : هي النبات والثمار،
    وقد تمتد البركة في التصور لتكون لما يتفجر من الأرض من الماء والينابيع والأنهار،
    وأكثر من ذلك من معادن الحديد والنحاس والذهب والفضة، وغيرذلك،
    والبركة هي من الاستقرار في الأرض ، وأعظمها كثرة وفائدة للناس اليوم هي البترول.
    فعلينا أن نستفيد مما في القرآن بحدود ما يشير إليه؛
    من غير خروج على اللسان العربي الذي نزل فيه القرآن،
    ولا الحديث فيما لا يعقل، ولا القول بما يخالف ما في الكتاب،
    ويظل قول البشر قابلاً للأخذ به، وقابلاً لرده إذا ثبت بطلانه،
    وتبقى نصوص الكتاب ثابتة على ما هي عليه لا يقدر أحد على تغييرها
    والله تعالى أعلم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 26/12/2009 الساعة 08:40 PM

  20. #20
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    22/11/2009
    المشاركات
    169
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: هل البترول أحد نتائج الطوفان؟

    السلام عليكم

    سأرد على هدا الكلام , ريثما اعود الى المنزل ..

    سلامي


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •