يسرني جدًا أن ألتقي بكم أخواتي وإخوتي هنا في هذا المنتدى الخاص، لمناقشة أمر في غاية الأهمية، وأعني به وضع الجمعية بشكل عام، وشأن قيادتها على وجه الخصوص.
ويحزنني جدًا في الوقت نفسه هذا النزف الذي لا يتوقف لأعضاء بارزين في واتا، ولأخوات وإخوة لنا نحلّهم، ونحبهم.. نراهم يغادروننا وفي أنفسهم غصّة، وفي قلوبنا حزن عميق،,آخرهم الأخ بسام نزال، ولا نملك لنا ولهم من الأمر شيئًا، لأنه ليس في واتا نظام إداري جماعي يمكن العودة والاحتكام إليه، وربما كنا نحن السبب في ذلك، حين تركنا الحمل كله على أكتاف عامر العظم، وتركنا القرار كله لعامر العظم، وعامر العظم إنسان قبل كل شيء، له حدود في طاقته، ولديه رؤيته الخاصة، التي قد لا تتفق مع رؤى الآخرين بالضرورة.
إن إحجامنا عن القيام بواجباتنا، هو من جعل الأمور تنحو بنا هذا المنحى الخطير، الذي بدأ حصاده الأخطر، والمتمثل في الاستقالات والانسحابات والحظر، يأتي أُكُلَه، ويفتح أعيننا على بيادر واسعة من المخاوف، وعلى آفاق شاسعة من المجهول.
إن كثيرًا من المعارك التي تخوضها واتا ليست معاركها، وإن كثيرًا من القضايا التي تُثار إنما تعود على واتا وأهلها بالدمار، برغم نبل الهموم التي تحملها، وصدق مشاعر طرحها.
وعليه، فإنني - وبعد التفاهم الجاد مع الأخ عامر العظم رئيس الجمعية - أضع بين أيديكم اقتراحًا بتشكيل إدارة جماعية لواتا، تحرص في المقام الأول على مواصلة المسيرة، وردم الهوّة التي اتسعت بينها وبين كثير من المساقات، مثلما تحرص على أن تقوم بواجبها على الوجه الأكمل، ولا يتقدم لعضويتها إلا من هو واثق من قدرته الإدارية، ومن قدراته على العمل والمتابعة.
حين نلقي باللائمة على عامر العظم، ونقول إنه يمضي بنا إلى المجهول، وينفرد بالقرار، فإننا ننسى، بل نتناسى تقاعسنا عن معاونة عامر العظم في تحمل المسؤولية، والعمل المخلص معه لمصلحة الجمعية، بل إن نقدنا السلبي متقدم بدرجات كبيرة عن عملنا الميداني.
وانطلاقًا من هذا الواقع، ورغبة من الأخ عامر، والكثير من الأعضاء، وفي مقدمتهم الإداريين الحريصين على مصلحة الجمعية، فقد تقرر تشكيل هذه القيادة، بحيث يتم تشكيلها بالترشح والانتخاب، وموافقة اللجنة التي تشرف على هذه الانتخابات، والتي ستكون برئاسة الأخ بسام نزال، وهذه دعوة مني صريحة له ليعود عن استقالته، ويباشر دوره الحقيقي في القيادة، وأول هذا الدور رئاسة هذه اللجنة.
لقد تحدثت مع الأخ عامر في هذه الأمور مطولاً، وشعرت، بل تيقنت من حرصه على وجود مثل هذه القيادة، التي ستكون مسؤوله أولاً وأخيرًا عن القرارات المصيرية للجمعية من قبول أعضاء، وحظرهم، وإجازة موضوعات، وردها، .. إلى غير ذلك من المهام المسؤولة، بحيث لا توجد سلطة أعلى من سلطة هذه القيادة يمكنها أن تقيد حركتها، أو تكف يدها عن هذه المسؤوليات، ولكي يكون الأمر واضحًا وصريحًا، أقول: لن يكون هناك أي مجال لرئيس الجمعية في إلغاء القرارات التي تصدر عن هذه القيادة، أو فرض القرارات والموضوعات عليها، أو إلغائها، أو شطب أي عضو من أعضائها، أو الدخول في تضاد معها، إلا في نطاق إبداء الرأي، وعرض الفكرة،و سيكون ذلك كله خاضعًا للنظام الداخلي للجمعية، والذي أهيب بالمتخصصين المعاونة على وضعه، لمناقشته وإقراره.
مع التحية لكم جميعًا.

ـــــــــــــــــــــ
ملاحظة:
أرجو من أخي عامر رئيس الجمعية التداخل هنا، وإبداء الرأي،
مع التحية.