فن الإقناع في إستعمال الخداع


أيها الإخوه والأخوات
عام ٢٠١٠ سيقتحم حياتنا قريبآ وبهذه المناسبه احببت ان اكتب لكم موضوعآ ساخرآ ولكن هامآ يتعلق بفن الإقناع في إستعمال الخداع كفاكم الله شره, فلقد صار مع الأسف سمة العصر في الإقناع.
جميعنا يتعرض يوميآ له سواءآ عن طريق الأقنيه التلفزيونيه او الهواتف النقاله بكميراتها الشغاله، ينقلون كل مايتصيدوه إلى الكومبيوتر ليقوموا بعملية التزوير والخداع, فإن كانوا من هواة خراب البيوت أشعلوا النار فيها وإن كانوا من محترفي السياسه فإن مخابراتهم قادره على جعل الوطني خائنآ.. والخائن شريفآ.. والديكتاتوري ديموقراطيآ ..والمختلس نظيفآ.. وقن الدجاج مفاعلآ ذريآ.. وكلها تعتمد على تقنيات حديثه يعرضونها أمامك بشكل ممتع وجذاب، تقول لنفسك ( والله يا إبن الناس باين معهم حق , باين كنت مخطئ قبل مشاهدة هذا البرنامج..!) وحتى تستمتعوا أكثر إليكم هذه القصه التي جرت معي شخصيآ.
قضينا إحدى إجازاتنا في أورلندو/ فلوريدا نستمتع بتكنولوجيا المتعه في دزني لاند.
حضرنا أحد العروض وكان لفن السينما في إستوديوهات يونيفرسال، وقف المخرج على المسرح أمام مئات من المتفرجين يشرح لنا عن كيفية صناعة الفلم وما يجري عليه من مونتاج وخدع تتناسب مع موضوع الفلم ثم طلب مشاهدآ ليجري عليه مثالآ حيآ وكنت في مقدمة المشاهدين فاختارني لأصعد إلى المسرح، جلست معه على طاوله نتكلم في أي موضوع والكاميرا تصورنا بينما قدم لنا أحد رجاله كأسين من عصير البرتقال ، إستمر المشهد الكلامي العادي عشرة دقائق كقوله: ماهو إسمك.. في اي ولايه تقيم..ماذا تعمل ...؟ , ثم نزلت إلى مقعدي وبعد فتره تحضيريه قصيره عرض السيد المخرج على شاشه سينمائيه سكوب وبالألوان المشهد التالي:أنا وممثلة الإغراء مارلين مونرو في مشهد غرامي كل الكلام الذي تكلمته مع المخرج تحول إلى كلمات رقيقه وبصوتي وكانت السيده مونرو تبادلني كلمات الغزل بأحسن منها, ووراءنا كان البحر الأزرق الجميل مما أضفى على الجلسه رومانسيه حالمه وسط ضحك الحضور واستمتاعهم.
قلت لنفسي: الحمد لله أن زوجتي كانت معي والحمد لله أن الست مونرو قد شبعت موتآ, فلولا ذلك، لكنت الآن في المحاكم أخوض غمار معركة حاميه أدافع فيها عن نفسي أمام زوجتي والتي ستطلقني بالتلات، ومحامي رايح ومحامي جاي، وفلوس متل الكدب تهدر، وخربان بيت, الا أن ربنا ستر حيث كان كل شيئ امامها، ومع كل هذا وذاك وبعد خروجنا من المسرح سألتني زوجتي وبشكل جاد
لا...تكون فعلتها عن حقيقه ياهشام ؟
أيها الإخوه والأخوات
إذا كان هذا ما حصل معي فكيف سأصدق حيل والاعيب وخدع مخابرات الدول الكبرى والصغرى العربيه منها والأعجميه ومنها قصة القبض على الرئيس المرحوم صدام حسين وخدعة المصنع المتنقل في صحراء العراق والذي قيل بانه كان ينتج الغازات السامه،وأقسم السيد باول وزير خارجية بوش أنذاك بأغلظ الإيمان على ذلك داعمآ خطابه أمام مجلس الأمن بصور الأقمار الصناعيه، ثم تبين بعد ذلك كله أن هذه المنشأه لم تكن سوى خيمة راعي يقوم بتوليد عنزته فيها وأن الدخان المنبعث من الخيمه ليس غازآ سامآ بل هو ناتج عن حرق بعض الحطب ليتدفئ عليها الرجل , ولاادري كيف لم يستطع سيادة الوزير المبجل وكان رئيسآ سابقآ للأركان الجيش الأمريكي ان يفرق بين دخان الحطب وغاز الخردل السام والأمثله كثيره وتتكرر يوميآ امامنا.
إنها مأساة بجد وحكامنا هم اول من يستورد هذه التكنولوجيا ليطبقوها على شعوبهم ليسلبوا منها إرادة التفكير والإبداع
وأخيرآ إذا أردتم أيها الإخوه والأخوات معرفة صدق الخبر من كذبه، فابحثوا دومآ عن المستفيد من وراء هذه الخدع, وأستمتعوا بمشاهدة الخدعه, وارموها بعد ذلك وراء ظهوركم، وكل خدعة وأنتم سالمون.
مع تحياتي