أبرئ نفسي من تقلباتك
أبرئ نفسي من تقلباتك
هيام فؤاد ضمره
ثار الروعُ إذ أرهقه النوى
عَصَفَ بتماديه الخراب وجاشت في العقل غواربه
تأتيك الصور بلا ألوان
يعبؤها صقيعاً مستحثاً
في آتيات الفراق
تباعدٌ في غير مؤتلف
ليثوي الرمق على وقع الأذى
ويخوض بالحلق شاربه
فلا القلبُ قلبٌ والظنون شغافه
ولا الصدرُ صدرٌ والقسوة علائقه
فكيف يعصفُ بك النوحُ
وتثورُ حولك خلائقه
فلله كيف أصبح الحقل أجرداً
وجف الغدير على الخطوب
لتوحش بالوجع سحائبه
كيف ضاقت سماؤك
وتغيبت أقمار الليل
وتنَحّتْ شمسٌ وأسقطت مرابطه
فلا تُسدد رماح الوهم نحوي
ولا تغافل مؤتلفي
ولا تنحت بأظفارك عجائبه
فلا هكذا يرد الجود
وإن راع القلب تداعياته
فليس صحيحاً أن تتداعى مناقبه
ما منع التعقل أوجال
تخوض بالأقدام أوحالٌ تراوغه
فهدئ من روعك
فلطيب خاطرك وديعة
ولعتابك مرفأ تواكبه
فلستُ من طوى الليل على سجيته
وأغار بحلك الإظلام
لتبتلع حرقة جلائبه
وترتحل شرور بين أيادي الشك
لا تطفئ وجيعك الكؤود ولا تخاطبه
ها أنت تقامر ثانية وثالثة
والفشل بالانتظار يُخاتله
فلا تراهن على صرامة
وتطلق خيولك دون السرج
ودون ايماءات توجه كتائبه
تنقش على رمال الشاطئ أمنيات
تتآمر على خطفها أولى الموجات
وعلى نافذة العبور تجاذبه
ألست الذي ينافح للعلياء
يطلق بمداد الابداع
معزوفات الحمى
يطوح بألباب الأتقياء
ويسكن روع عوائله
فهل تراه اللسان أعياه الغناء
وصوته الطروب يستحضره
ليت شعري كيف تغيّب الصدح
وغامت في سماءاتي حواضره
فإذا الحياة تعج بصواخب
وإذا الممات يستحضر موارده
طوبى للحظات الود
وما اعتراها من همس الشجون
متبوعة بمصائر تنهي سواجمه
رد مع اقتباس
المفضلات