أنظر إلي الشّمس
کيف تمنح الناس ضياءً
وسواءٌ عندها الأبيض والأسود
والشجرة تمنح دون سؤال
عن الهويّة والجنسيّة والدّيانة و...
فهل نحن : أنا وأنت
أقلّ شأناً منها ؟
بل، هل عشنا يوماً
کالشمس ،لا کالشجرة !
أم هل أضئنا بقدر شمعة في الحياة !
أم أظلمنا وظلمنا
وزدنا الظلام ظلاماً ؟
أنظر إليّ ...
ستعرفني
لاتحكم عليّ ،لثيابي أولهجتي أومذهبي
فأنا وُلدتُ مثلک تماماً
ونميتُ مثلک تماماً
وأموتُ مثلک تماماً
وتمضغني ألارض مثلک تماماً
وتطير روحي لتعود من حيث جاءت
مثلک تماماً
أنظر کم أشبهک !
مثلک تماماً ، أمي حوّا و أبي آدم
فأنا أختک ...
إن شئت أم أبيتَ
وليس المذهب الاّ رداءً نرتديه
فهل تراني أستحق الموت ، إن
إختلف ردائي عن ردائک قليلا ؟
فهل تتّخذ من إختلاف آراءنا وأرديتنا
حجة کي تسلک مسلک قابيل ؟
وهل تري الرب مخطیء في منحيّ الحياة ؟
لستُ من قوم لوط ولاعاد ولاثمود
کي يصبُّ الرّب عليَّ عذابه ...
فانا أعشقه
وأفهم نواميس الحياة ...
اتعلّمُ درس الشمس والشجرة ...
وترشدني إليه زنبقة صغيرة
فأسلک درب النّوروأتوحّد مع الکون
وأتلو تراتيل الصّباح
وأسألک إن أرشدتنا الرّسل إلي طريق ٍ آخر!
هل تقراء عنواني وتحكم عليّ
بأنّي ضالة ؟
وما أدريک أنّک المهتدي
راجع قلبک وانظرمافيه
هل ينعم بسلامي وطمأنينتي ؟
أم يملؤه البغض والکراهية ؟
فأنزل عن کاهلک ثقل
أحقاد الأسلاف
ورحّب بي بابتسامة
فأنا أختک ، بنت أمّک
مصيرنا واحد
والرّحمن هوالقاضي
ف .حزباوي
2009 ديسمبر
المفضلات