عودة الظل من الغياب .......... ترجمة ظل رمادي لمحمد حسين بزي

[زهره بورشبان]

بنده يوسف
زهره پورشبان

دمنا يباح إذا نبوح ....

القطعة الشعرية " ظلُّ رمادي " للشاعر محمد حسين بزي تعبر عن إبداعه الشعري والمعرفي ؛ ففيها يفض مركزيات كثيراً ما أعطاها الشعراء سلطة على النص الشعري فهمشت وتسلطت على صورةالآخر

فاللون الرمادي هو بالفعل لون الظل ، وهو تدرج لون يبدأ من الأبيض حتى الأسود ، فالظل تابع للمعكوس منه ، ولكن " بزي " يفض هذه المركزية ليجعل منه ظل أحادي بحيادية لون ، مثله مثل الأبيض والأسود فى إستقلاليته فنراه يرسمه بشكل يعبر عن كيانه المستقل حتى أنه ينتفض على التهميش الذى طالما أصابه داخل النصوص الشعرية ، فهو يتمرد و يتجاوز ويتقدم بخطوات على المعكوس منه ، ويخرج من دائرة التهميش إلى الحضور ليطل من عينه ويلتف بحطامه

. ظلُّ رمادي جاوزني
بضعَ خطواتٍ مشاني
أطلَّ من عيني
تكثفَ بحُطامي

والتجسيد لــ اللامحسوس ، والتجريد لــ الملموس يعبر عن نوع من فض سلطة المفردة ، وخروجها من ظاهرية المعنى لفضاء التأويل ، فالقطعة تفيض بمبادلات بين المعاني والمفردات ، فالكيان يملاً بكأس ، وهنا بزي يبادل الدور بأن الكأس هو من يملأ بكيان ، والأنفاس تكتب ، والكلمات تحبس ، والحروف تنسج صمتاً ، والصوت يخاطب إليه وليس به ، وهو ينطق بناطقه

. هنا كتبتُ آخرَ أنفاسي
هنا حبستُ آخرَ كلماتي
هنا نسجتُ بالحروفِ صمتي
هنا صرختُ بصوتي

وكل هذه المبادلات لم تحرم النص بديع مايختزن من معنى ومدلول ، بل أعطت للنص مساحة أرحب فى التأويل ليكون هناك فيض فيما يحمله من قيم معرفية وفلسفية لاتخضع لظاهرية الدلالة ، ولتظل الكلمات مراقد أسرار لتبوح كل مرة بسر متجدد .

ظلّ رمادي

ظلُّ رمادي جاوزني
بضعَ خطواتٍ مشاني
أطلَّ من عيني
تكثفَ بحُطامي ..

بالأمسِ ناولَني آخرُ خِلاني
كأسَ عشقٍ
مملوءةً بكياني
وكانَ فاضََ بدني
وبقيَّ قلبي أسيراً، كسيراً، ظامِي ..

ما الحياةُ إلاَّ عربدة سكّيرٍ
ونشوة فانِ !
ما الحياةُ إلاَّ ترابٌ مفروشٌ
وترابٌ يمشي
وترابٌ أمامي

هنا كتبتُ آخرَ أنفاسي
هنا حبستُ آخرَ كلماتي
هنا نسجتُ بالحروفِ صمتي
هنا صرختُ بصوتي
اصمتْ ..
اصمتْ ..
لا تنطقني
قد تخدشُ وحدتي
وُتبعثرُ حطامي
هنا.. سأتوحَّدُ بوحدتي
هنا.. سأغادرُ كلامي.

سايه ي خاكستري

سايه ي خاكستري فراتر از من قدم نهاد
چندين گام
مرا قدم به قدم برد
از چشم من نظاره كرد
تكه تكه ى وجودم را فرا گرفت

ديروز آخرين دوستم مرا
جامي از عشق نوشانيد
كه سرشار از وجودم بود
و در جسمم لبريز شد
و قلبم در بند ماند، شكسته و عطشناك

زندگي نيست جز عياشي ميخواره
و مستي گذرا
زندگي خاك گسترده ايست
و غباري رونده
و گردي در مقابلم

اينجا آخرين نفسهايم را نگاشتم
اينجا آخرين سخنانم را زنداني كردم
اينجا با كلمات سكوتم را بافتم
اينجا بر صدايم خروشيدم
خاموش باش ....
آرام .....
مرا به زبان نياور
كه تنهاييم را مي خراشي
و تكه تكه وجودم را پراكنده مي كني
اينجا.... با تنهاييم يكي مي شوم
اينجا ......سخنم را ترك خواهم گفت
.................................................. .....