السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت عنوان هذا المسرد فلم يتسنى لي فهم المعنى المقصود به كلمة ( عقيدة ) فالعقائد هي الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكون يقيناً عند أصحابها، لا يمازجها ريب ولا يخالطها شك.
وكلمة عقيدة في اللغة مأخوذة من مادة (عقد) ومدارها على اللزوم والتأكد والاستيثاق، ففي القرآن : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذاكم بما عقدتم الأيمن ) وتعقيد الأيمان إنما يكون بقصد القلب وعزمه . ويُقال (عقد الحبل) أي : شدّ بعضه ببعض ، والاعتقاد : من العقد وهو الربط والشد ، يقال: اعتقدت كذا ، يعني : جزمت به في قلبي ، فهو حكم الذهن الجازم .
والعقيدة في الشّرع هي : أمور علمية إيمانية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه ويؤمن بها إيمانا جازما دون شكّ ولا ريب ولا تردّد ، لأن الله أخبره بها بطريق كتابه ، أو بطريق وحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
وأصول العقائد التي أمرنا الله باعتقادها هي المذكورة في قوله تعالى : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ، وحددها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور بقوله : ( الإيمان : أن تؤمن بالله، وملائكته ، وكتابه ، ولقائه ، ورسله ، وتؤمن بالبعث الآخر ) .
فحسب فهمي فإن العقيدة بالنسبة لنا كمسلمين هي الإيمان الجازم بربوبية الله تعالى وألوهيته وأسمائه وصيفاته وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وسائر ماثبت من أمور الغيب وأصول الدين , وما أجمع عليه السلف ,
والتسليم التام لله في الأمر والحكم والطاعة والإتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم .
وهذا من شأنه أن يجعلنا نفرق بين العقيدة كحكم لا يقبل الشك فيه لدى معتقده وبين , الفكر أو المبدأ الوضعي ( البشري )
الذي نجده في الإصطلاح يندرج ضمن الأمور التي يسعى العقل الى تصديقها وتسعى النفس الى الإطمئنان اليها دون أن
تكون يقينا ثابتا .
من هذا المنطلق أرى أن نبتعد عن مسألة تأليه الإنسان وإضفاء صفة الربوبية عليه , لمافي ذلك من إثم ومغالاة , لأنه في
الأخير بشر معرّض لأن يخطيء ويصيب .
المفضلات