أما مسألة بشر هذه فقد سبقك إليها عبد الصبور شاهين وقد قال قبلك هذا الكلام ولكن حججه ما زالت ضعيفة بمنظور المنطق الموجود في القرآن ..
القرآن يصدّق بعضه بعضا .. من هذا المنطلق نحن نفهم آيات الخلق متكاملة ولا نقطع سياق من سياق أو من سياقات لو استعرضت كل آيات الخلق وأردت أن تعرض عليها مسألة بشر هذه لوجدت أن نظريتك تتكسر في أدلة ما ..
ثم إن سؤال الملائكة ربهم ( أتجعل فيها من .... ) لا دليل عليه أن هناك بشر قبل آدم وإنما الصواب أنه دليل على وجود حيوانات مفترسة تأكل بعضها بعضا بمنطق الغلبة فكان سؤال الملائكة لربّها من هذا المنطلق ومن هذا الإجتهاد الذي فهمت به مسألة خلق الخليفة الجديد لذا ردّ صاحب العزة بقوله ( إني أعلم ما لا تعلمون ..) وكان الجديد على الملائكة قول ربنا عز ّ وجل ّ ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) فنطقت الملائكة ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ..) إن خطاب آدم للملائكة وإخبارهم بأسمائهم هو الجديد عند الملائكة بعد أن كانوا مخطئين في ما يريد أن يخلق الله ويضفي عليه لقب خليفة ..إِنَّ تكلّـُـمَ آدم يعني العقلَ هذا الكائن الجديد الذي لم تكن تعرفه قبل آدم في الكائنات الحية ... ألف شكر حبيبي
ثمّ أنظر أيها الفقيه ..
أنت بهذا الطرح تعمّق الجرح الإنساني تريد أن تفصل بين نوعين من الإنسان كما تفصل اليهود في تلمودها .. كلكم من آدم وآدم من تراب ..
المفضلات