جدار الكراهة

[عبد الرحيم لبوزيدي]

مع تزامن احتفال الشعب الفلسطيني بذكرى المحرقة الاليمة التي عرفتها غزة ابى الضمير العالمي الحر ممثلا في النائب البرلماني جلاوي الا ان يسير قافلة اخرى باتجاه غزة للتخفيف على اهلها من وطاة الحصار الذي ضربه عليها العدو الصهيوني الغادر بمعية النظام المصري المفرط في الثوابت الوطنية للشعب المصري ،وبخصوص هذا الموضوع ،يؤسفنا جدا ان نتحدث عن انفسنا تحدث العدو عن عدوه،كما يؤسفنا ان يشمت بنا اعداؤنا وهم يتابعون غسيلنا ،لانريد للاخوة في مصر الا مزيدا من الرفعة والتقدم والتالق ،ولانريد للمصر الا زعامة الدول العربية كما عهد لها بذلك من قبل عامة الدول العربية ،لانريد لمصر مكانة مشينة في محيطها الجغرافي او مرتبة متدنية في موقعها السياسي ،فابطال مصر الكنانة سطروا ملاحم وانتصارات بحروف من نور ،وترك السابقون من افراد الجيش المصري بطولات لاولادهم واحفادهم حري بهم الافتخار بها امام اعدائهم،وحق عليهم ان يعملوا على تاسيس توجه جماعي لترسيخ هذه الامور في صدور الاجيال المتعاقبة ،لكن لما نجد صوتا يغرد خارج السرب نصاب بنكسة تؤلم الراس وتهز الشعور ،وتضرب الماضي في صفر ،وهذا مالانريده للشعب المصري وجيشه البطل الذي لقن الاعداء دروسا في اقتحام القلاع ،وتسطير البطولات .لقد ابان المصريون عن حبهم لفلسطين وشعبها منذ نكبة 48 واختلط الدم المصري بالدم الفلسطيني في معارك مشتركة مع من وصفهم القرآن الكريم باعداء الانبياء وقتلتهم ،كما عبروا عن توجههم في التعامل مع عدو الامة الاول في حرب 73،وفي كل سنة يحتفل المصريون بذكرى حرب اكتوبروانتصارهم الباهر على العدو الصهيوني ،غير ان القيادة المصرية في الوقت الراهن ابت الا ان تخذل الاجداد ،وتقبر ما سطروه من ملاحم وما ابانوا عنه من حبهم لفلسطين واهلها ،فلم يكتف المسؤول المصري بتشديد الحصار ايام حرب غزة وربما التخابر مع من فرطوا في الثوابت الفلسطينية ،فعمد الى اغلاق جميع المعابر تاركا اهل غزة يواجهون مصيرهم ،فما كان من هؤلاء الابطال الا ان ابتكروا آليات البقاء على قيد الحياة ،وعدم الركون الى واقع الحال ،فحفروا وثقبوا الارض ووصلوا من خلال الانفاق الى السوق المصرية ،ووجدوا في الرجل المصري العادي خير معين ،وخير مساهم ومتعاون معهم لتجاوز نكبة الحصار بالشكل الذي وجدوه الى جانبه في نكبة النزوح. وبالرغم من ان المسؤول المصري قد ضيق على الفلسطيني المتسلل الى مصر لضمان دواء ورغيف لاولاده ،فضرب وسجن وعذب واهين خاصة اذا ما ثبت انتماؤه لحماس وربما اغتياله بدم بارد ،كما حدث لاخ سامي ابو زهري الا ان المسؤول في غزة كان يتعامل مع هذه الحوادث ببرودةدم ،ظنا منه ان المصلحة تقضي بعدم قطع حبل الوصال مع النظام المصري ،خوفا من اغلاق هذه الرئة الوحيدة التي تتنفس منها غزة ،فيصبر على المه ويمسك على قلبه ،ويشد على جراحه ،ظنا منه ان ذلك سيعجل بادراك المسؤول المصري ان الحصار الذي يضربه على غزة حصار ظالم،فيعمل على رفعه،فمضت الايام والاسابيع بل ومضت الشهور والسنوات ،فلم يتغير من الامر شيئ،دون علم من احد ان النظام المصري بهذه السياسة يكسب الوقت ،ويخطط لما هو اعظم ايلاما للشعب اللسطيني وقيادته في غزة ،سعيا من هذا النظام الى تمريغ انف حماس واجبارها على القبول بجميع ما يعتبره النظام المصري صحيحا،وما هي الا ايام حتى اعلن احد ى صحف العدو ان مصر تبني جدارا فولاذيا تحت الارض مصمم بشكل يجعل التسرب الى مصري من قبل مهربي السلع الغذائية الى غزة مستحيلا،ولما سئل احد المسؤولين عن ما تم الاعلان عنه لم يرد ان ينفي او يؤكد ،قائلا سنتطرق لذلك في الوقت المناسب ،فحل الموعد وكشف النظام عن انيابه ليقول للعالم انني مصمم على تجويع اهل غزة ،مصمم على تركيع حماس وجرها الى تقديم الولاء الى عدوتها اسرائيل ،مصمم على تركيع القيادة في غزة على الاقرار بشروط الرباعية الدولية ،مصمم على اعانة عباس وزمرته للرجوع الى غزة رجوع الابطال ،مصمم على تحقيق مالم تتمكن اسرائيل من تحقيقه في حرب الفرقان،هكذا لسان حال النظام المصري ،وذلك توجهه،كل ذلك بمساعدة امريكية فالصفائح الفولادية من صنع امريكي ،وتنفيذ العمل باشراف مهندسين مصريين وامريكيين ولما لا اسرائيليين. اننا كمتتبعين نناشد الضمائر الحية في مصر العروبة مصر الكنانة سواء في صفوف الجيش او في الوسط السياسي ازالة ظلم الحصار على جيرانهم في غزة ،واعتقد ان هذه الخطوات التي يخطوها النظام المصري لاتخدمه في شيئا ،ولربما ستعمل على الاسراع في تشكيل راي جماعي سيعمل من اجل انقاد تاريخ مصر ،والعمل على المحافظة على رمزيتها داخل المجموعة العربية والاسلامية ،والتعجيل باسقاط رموز العمالة والفساد في مصر.