المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيزر محمد منيب علوان
شاعت ترجمة as بكاف التشبيه في كل المواضع مع أن as تأتي في بعض المواضع في اللغة الانكليزية للإثبات وليس للتشبيه.
مثال ذلك: (John works as a translator in the ministry)
الترجمة الخطأ: يعمل جون كمترجم في الوزارة .
الترجمة الصحيحة: يعمل جون مترجماً في الوزارة .
فالحل بسيط. أما قرار مجمع اللغة العربية, فقد اجتهذوا, لكن أظن أن اجتهادهم ليس صحيحاً لأنه ليس هناك من داع لإدخال شيء غريب إلى لغة العرب خاصةً إذا انتفى السبب.
فالجملة: (فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟) يجب أن تكون (فكيف نعتمد هكذا كتابة مرجعيةً للترجمة والمعلومات اللفظية؟)
والله أعلم
ــــــــــــــــــ
الأخ الكريم شيزر
سرّتني كثيرًا هذه المداخلة، وأحزنتني في آن..!
سرتني من حيث كونها خوضًا في بحر اللغة، واستمطارًا للمعرفة،
وأحزنتني من وجهين:
الأول؛ من حيث تأخّري في الرد عليها، إلى الحد الذي جعل الأخ المعتصم يعيد الصرخة بالعارفين لإفادته، وما كان هذا التأخر - والله - إلا لأنني لم أطّلع على المسألة إلا الآن.
والثاني؛ من حيث خروج صاحبها بها إلى الحكم بمقدار المعرفة، دونما استقصاء، أو على الأقل دون القول " ربما يكون كذا "!!
لقد أصدرت يا أخي حكمًا قاطعًا على عدم جواز القول:
( فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟)
وقطعت بأن الصواب والحق أن نقول:
( فكيف نعتمد هكذا كتابة مرجعيةً للترجمة والمعلومات اللفظية؟) علمًا بأن السؤال في الأصل قائم حول" هكذا " وليس حول الكاف في كلمة " مرجعية "!!
واسمح لي هنا بالتدخل - في حدود معرفتي - وفي اعتراضك على استخدام الكاف مقرونة بالاسم كما وردت في نصّي، لأوضّح الآتي:
تستخدم الكاف في التعبير اللغوي، بحيث يمكن تخريجها في عدة أوجه، كل وجه يحمل معنًى خاصًا يمليه السياق، وهذه الأوجه هي:
1- أن تأتي للتشبيه - وهو الأصل في استخدامها - فنقول: شيزر كالأسد، وهذا الشيء كذاك....إلخ.
2- أن تأتي للتعليل، وبيان السبب، مؤكده قوله تعالى:" واذكروه كما هداكم " أي لسبب هدايته لكم، وقوله عزّ وجلّ:" ويْ كأنه لا يفلح الكافرون" وفي ذلك تعجب لعدم فلاح الكفار. وتكون الكاف في مثل هذين الموضعين حرف جرّ بمعنى اللام.
3- أن تأتي بمعنى " على "، مثل قولك: كن كما أنت، أي اثبت على ما أنت عليه.
4- أن تأتي للتوكيد - وهنا مربط الفرس الذي أنكرته -
وتكون الكاف في هذا الاستخدام زائدة في الإعراب، مؤكّدة في المعنى:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"ليس كمثله شيء" فهل لك أن تقول: يجب أن تكون الآية- والعياذ بالله- ليس مثله شيء؟!!!!!!!!!!!!
وللتأكيد التاريخي القديم أيضًا على هذا الاستخدام في غير القرآن الكريم ما ورد في رجز العرب يصف الخيل الضّوامر:
" لواحقُ الأقرابِ فيها كالمقَق"
5- أن تأتي اسمًا بمعنى " مِثلٍ " ومنه قول الشاعر:
أتنتهونَ؟ ولن ينهى ذوي شطط كالطَّعنِ يذهب فيه الزيت والفُتُلُ
ومنه قول أبي الطّيّب:
وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ومَن لك بالحرّ الذي يحفظ اليدا
6- أن تأتي اسمًا للضرورة، ومن العلماء من خص ورودها اسمًا بالشعر دون غيره، وذهب غيرهم إلى جوازمجيئها اسمًافي الشعر والنثر، ومن هؤلاء الأخفش، والفارسي أبي علي، وابن مالك، وغيرهم. ويشهد لهم على ذلك قوله تعالى - عن لسان السيد المسيح عليه السلام - في سورة عمران:
" أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله" أي مثلَ الطير، فالكاف هنا اسم بمعنى مثل وإعرابها:( اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول به للفعل أخلق. ويكون الضمير في (فيه) عائدًا على هذه الكاف الاسمية، لأن مدلولها هنا على التذكير، وهو" مِثل ".
والله أعلم,
وتحية لكم جميعًا.
المفضلات