آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 23 من 23

الموضوع: الشمائل النبوية/د.منى القاسم

  1. #21
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الشمائل النبوية/د.منى القاسم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عز الدين بن محمد الغزاوي مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته

    أخي الأستاذ نبيل الجلبي
    تتبعت خطواتك المباركة ، لأجدك قد عطرت هذا المتصفح
    بالشمائل النبوية الكريمة
    و نورت جنباته بالسيرة العطرة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
    بوركت أخي و بورك عملك المبارك
    و أتابك الله كل الأجر و التواب على هذا العمل القيم

    * صادق مودتي ، أخوك في الله / عز الدين الغزاوي
    * همسة : أعتذر كثيرا على مروري المتأخر
    أخي في الله الحاج عز الدين الغزاوي
    أسعدتني كلماتكم الجميلة ومروركم العطر
    بارك الله بكم أكثر وأكثر
    وجزا الله الكاتبة الدكتورة منى القاسم كل الخير على تنويرنا بهذه الشمائل النبوية الرائعة لخير الأنام سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام


  2. #22
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الشمائل النبوية/د.منى القاسم/القسم العشرون


    الشمائل النبوية

    د.منى القاسم

    القسم العشرون

    صبره وتضحيته صلى الله عليه وسلم


    عن عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني بأشدّ ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال" "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم )"(1).
    وعن عائشة ( رضي الله عنها) زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟ قال: " لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال؛ فسلم علي، ثم قال: يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً (2).
    * * * *
    نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر الرسل دعوةً وبلاغاً وجهاداً، و من ثم كان أكثرهم ابتلاءً وإيذاءً و أعداءً، بل كان الابتلاء حليفه منذ ولادته يتيما فاقداً أباه ثم أمه متنقلاً من حضن إلى حضن، تكلؤه عناية الله، وتحوطه مبرته، حتى أشرقت شمس الدعوة إلى الله تعالى، وحينها اشتد الأذى بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولاقى من قومه وعشيرته وقرابته ما يشيب منه النواصي، ويزلزل الجبال الرواسي!
    لقد نصبوا له العداء، فرموه بكل ما قدروا أن يرموه به من السحر والكهانة والشعر والجنون، وغير ذلك مما درجوا على التفوّه به زوراً وبهتاناً، وهو البراء من ذلك كله، فلازم الصبر الجميل الذي تواتر حضّ الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته به في مواضيع كثيرة من كتابه الحكيم كما في قوله:
    (واصبر وما صبرك إلا بالله) (3) وقوله تعالى:
    (فاعبده واصطبر لعبادته) (4) ،وقوله تعالى:
    (واصبر نفسك من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) (5).
    وما فتئ القرآن الكريم يذبُّ عنه افتراءاتهم، ويدحضُ أباطيلهم، فتبوء أقوالهم بالخيبة والخسران.
    وحتماً.. لشريفُ القدر، العظيم الهمة، الكريم المعدن، لا يقدر على تحمل ذلك؛ فقول الزور والبهتان ينزل على مسامعه وقلبه كالصواعق، فتهد كيانه، وتشغل فؤاده، حيث يعلم براءة نفسه، وعزة أصله، وصدق منطقه، ثم هو بما يمتلكه من إحساس مرهف ورقة مشاعر يضيق صدره بما يقلون، وتتألم نفسه عند سماع تلك الأقوال الباطلة الأفاكة، لاسيما من قومه وقرابته الذين يعرفون أمانته وصدقه كما يعرفون أنفسهم وأبنائهم.

    وظلم ذوي القربي أشدُّ مضاضة ** على النفس من وقع الحسام المهند(6)

    ويعظم البلاء به صلى الله عليه وسلم لعظم جهلهم وتمادي طغيانهم وقسوة قلوبهم، حتى بالغوا في إيذاء الحبيب صلى الله عليه وسلم جسديا ومعنويا – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم – فأُخِذ بتلابيب ثوبه حتى سقط على ركبتيه، ولوي عنقه بالثوب حتى خنق خنقاً شديداً، ووضع سلا الجزور على ظهره الشريف، وهو ساجد لربه تعالى! (7).
    ورمي بالحجر حتى أدميت قدماه، ودبر قتله في مكيدة عظيمة، وشق وجهه، وخرج طريداً من الطائف مهموم القلب حائراً ... يدعو مولاه سبحانه ويشكو إليه ضعف قوته وقلة حيلته، وهوانه على الناس، مناشداً رب المستضعفين مستعيذاً بنور وجهه الذي أشرقت له الظلمات أن ينزل به غضبه، أو يحل به سخطه!
    فيرسل له ربه له ملك الجبال ويراوده أن يطبقها على مكذبيه إن شاء فيجيبه: بل أرجو أ يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً" !
    فعجباً ثم عجباً لصبره الجميل وتحلمه الذي عز عن المثيل!
    صبر.. يستحيل العذاب معه إلى لذة مناجاة، وقرب من مولاه!
    صبر .. يرتقب من زواياه الضيقة وآلامه المبرحة أفقاً رحباً وأملاً ممتدا لأمة توحد الله وتعظم حرماته وتحقق شريعته.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
    (1) صحيح البخاري ج4/ص1814 برقم(7).
    (2) متفق عليه، صحيح البخاري ج/3ص1180 برقم (3059) وصحيح مسلم ج3/ص1420.
    (3) سورة النحل، الآية: (127).
    (4) سورة مريم، الآية: (65).
    (5) سورة الكهف، الآية: (28).
    (6) من قصيدة طرفة بن العبد الكعبي.
    (7) ينظر إلى كاتب هذه المقالة إلى أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة ( 1/440 ) فيه مبحث رائع لصفة الصبر.


  3. #23
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الشمائل النبوية/د.منى القاسم/القسم الحادي والعشرون والأخير/الخاتمة

    الشمائل النبوية

    د.منى القاسم

    الخاتمة

    بعد رحلة سريعة ماتعة في رياض الشمائل النبوية الزاخرة بألوان الجمال, الساحرة بأفانين الأدب الحسان, نقف لنستجلي آثار تلك الشمائل على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وأمته ونقطف بعض ثمارها.

    1- الاستدلال بها على صدق نبوته, واصطفائه للرسالة, والإيمان به, فلم يكن في عصره ومن بعده من داناه في كماله خلقاً وخلقاً, فهو كما وصفه الذي اختاره بقوله تعالى:
    { وإنك لعلى خلق عظيم } ـ ( 1 ).
    وحقيق لمن بلغ من الفضائل غايتها, واستكمل لغايات الأمور آلتها, أن يكون لزعامة العالم مؤهلاً, وللقيام بمصالح الناس موكلاً, ولا غاية بعد النبوة فاختص بها صلى الله عليه وسلم (2).
    وقد حظي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بفضائل وكرامات فاقت غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مصداقاً لقوله تعالى:
    { ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً } (3).

    كيف ترقى رقيك الأنبياء ** يا سماء ما طاولتها سماء ؟!!(4).

    2- تجلي معنى القدوة الحسنة, ففي شمائله الكريمة تطبيق عملي لما أمر الله به من الأخلاق الكريمة والصفات الفاضلة, قال تعالى:
    { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } (5), وتحقيق لمكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحثّ عليها القرآن الكريم, كما قالت عائشة رضي الله عنها في وصفه: "كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه"(6).
    وبذلك عرف أن كمالات خلقه لا تتناهى كما أن معاني القرآن لا تتناهى, وأن التعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر) (7).
    وظل الناس يلمسون طيب شمائله في معاملته لهم, و ولايته عليهم, ومعاشرته ومأكله ومشربه ومدخله ومخرجه وحله وسفره, وسلمه وغزواته وسائر شؤون حياته, ويتأسّى بها من اهتدى.

    3- تحليه بهذه الشمائل الفاضلة, بتوازنها وتكاملها وثباتها وانسجامها يجعل شخصيته معجزة خالدة ! يعز نظيرها في الواقع, إذ هو النبي الذي كملت فيه معاني الإيمان, وآداب الإسلام, ومقام نبوته شامل لكل أنواع الحكمة والعبادة والأدب, جامع لكل خير وعزّ وسؤدد.

    4- أن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مبنية على أصول قطعية الثبوت والدلالة من العلم الإلهي, فلم تنشأ من تجربة أو فلسفة, أو تعليم وتدريب, فشمائله كانت في أصل خلقته واكتملت بعد نبوته بالجود الإلهي والفيض الرباني الذي لم تزل تشرق أنواره في قلبه إلى أن وصل لأعظم غاية وأتمّ نهاية.
    وتلك الشمائل هي وعاء النبوة, وأسُّ الوحي, وجوهر العناية الربانية (8), قال تعالى:
    { وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } (9), وهي قرينة لعلمه الجم الذي دعا ربه أن يزيده منه:
    { وقل رب زدني علما }(10).

    5- محبة النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه وأمته, وتأليف القلوب إليه, وشهادة المنصفين من أعدائه بعظمته وبراءته من أي نقص خلقي.

    شهد الأنام بفضله حتى العدا ** والفضل ما شهدت به الأعداء

    وقد زخرت السيرة النبوية بمواقف متوافرة من حياة الصحابة رضي الله عنهم تدلل على عمق محبتهم, وصدق مودتهم, حتى استرخصوا النفس والمال والولد والأهل فداء له ولدينه, وبادروا لتقديم ما يجب له من الصلاة عليه, والدفاع عنه وتعظيمه, واتباع سنته.

    6- فضيلة التأسي بأخلاقه النبيلة, وسجاياه الكريمة, وأثرها على النفس بهدايتها وزكاتها واطمئنانها, والأسرة بتآلفها ونجاحها واستقامتها, والأمة بصلاحها ونصرها وسعادتها.

    وختاماً.. نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين, غير ضالين ولا مضلين, وأن نكون لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقتدين , وبشمائله ممتثلين, وبالحق عاملين, وفي الجنان منعمين, الله آمين.

    الهوامش:

    (1) سورة القلم الآية: (4).
    (2) أعلام النبوة للبوصيري (2 304)
    (3) سورة الفتح الآية: (2).
    (4) من قصيدة أحمد شوقي.
    (5) سورة الأحزاب الآية: (21).
    (6) والمعنى: العمل به والوقوف عند حدوده والتأديب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته عون المعبود (4/ص154), والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (1/30) وأحمد في مسند من طرق عدة عنها (6/91), (6/163), (216).
    (7) فيض القدير (5/ص 170).
    (8) شمائل المصطفى ص 106
    (9) سورة النساء الآية: (113).
    (10) سورة طه الآية: (114).

    عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •