إلى هذه الدرجة من الحقد ؟؟!!!
اعتقد ليس هناك من مبرر على المستوى الانساني والاخلاقي والوطني والقومي والاسلامي لأن يقام مثل هذا الجدار ليفصل غزة عن عمقها العربي وخاصة أن قطاع غزة يعاني من الحصار، أي مليون ونصف فلسطيني يحدد لهم التنفس وقت ما يشاء االآخرين ووقت ما يريد هؤلاء .
القصة أصبحت مفضوحة للجميع وبأقلام حرة وبمواقف حرة من الاخوة المصريين كتاب ومفكرين وجماهير وان هذا الجدار هو وسيلة من الوسائل الهامة لاخضاع حركة المقاومة الاسلامية حماس لشروط الرباعية لفتح معبر رفح ، هذه الشروط الأمنية السياسية التي ستكلف الأجيال الفلسطيني القادمة ماتكلفه من تدمير للحقوق وتدمير للمنجز المقاوم للمشروع الصهيوني.
محمود عباس في حديث له قال انه مع بناء السور الفولاذي وقالت أجهزة سلطة رام الله انها تؤيد بناء هذا الجدار وهذا السور وضخ المياه حفاظا ً على امن مصر واعتبرت الجهات المتسلطة في رام الله بأن بناء السور هو شأن داخلي مصري ، ونقول هنا أي من الشعب الفلسطيني هو ضد أمن مصر التي هي مفخرة العرب وشعبها هو عروق الحياة للأمة العربية ؟ ، أي من الفلسطينيين يمكن أن يقبل أن يخل بأمن مصر ؟ فمصر هي في القلب وفي الوجدان وهي كما قال الشاعر " ان قدر الإلاه مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي "
ولكن القصة تختلف تماما ً ، انها قصة مليون ونصف محاصر من قبل الدول الامبريالية والصهيونية العالمية ودولة اسرائيل ، انها قصة مأساة ناتجة عن التمسك بالحقوق تقودها فصائل المقاومة ضد التيار المتصهين في سلطة رام الله والأمة العربية ، ولكن ان يصل الحقد إلى هذه الدرجة من التشويه لحفظة القرآن الكريم فإنها طعنة لكل مسلم وللأمة العربية والاسلامية فالمسلم يمكن ان تؤدي به تصلبه في مواقفه إلى أن يعتقد وإلى أن يقتل من أجل حقه وحق اجداده وحق دينه عليه ، ولكن أن تشوه صورة المقاومة الاسلامية بهذه الدرجة السخيفة التي لا تنم إلا عن تيار متصهين يعبث في الشؤون الفلسطينية وفي الاعلام الفلسطيني فهذا أمر يجب عدم السكوت عليه .
بعد حملة التعرية التي انتفضت ضد بناء الجدار في داخل مصر والأمة العربية والاسلامية والدول المتحضرة ،هاهي وسائل الاعلام المتصهينة وعلى رأسها وكالة فلسطين برس للأنباء تضع مبررا ً لبناء الجدار في عملية تحريض واضحة بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري ، فلقد ورد في عددها المؤرخ بتاريخ 31/12/2009 وتحت هذا الرابط
http://www.palpress.ps/arabic/index....hannelID=67714
بأن الانفاق قد استغلت من قبل عصابات لتهريب القاصرات المصريات وهن بناتنا كما هن بنات فلسطين لأغراض مشبوهة ولا اخلاقية مثل تجارة الرقيق .
فهل يمكن أن تصدق مثل هذه الاحداث ؟؟ وهذا السلوك ان تمارسه فئة أو مجموعة أو نظام أو مؤسسة اسلامية تعتمد على الدين والقرآن والسنة منهجا لسلوكها ؟؟؟ ، انه لشيء غريب وحقد دفين على الاسلام والمسلمين ، يمكن ان تحدث مشاكل في الزواج بين تارة واخرى تثير الصحف المصرية عن زواج المصريات بالاخوة الخليجيين وتتحدث عن فشل كثير من هذه الزواجات ، كثير من المجتمعات تعاني من عملية الطلاق وعدم التفاهم بين الأزواج في بداية زواجهم ، فهناك اعلى نسبة للطلاق في مصر وفي فلسطين وفي الاردن وفي أنحاء شتى في الوطن العربي ، فهل كل تلك الزوجات أتن على معبر أنفاق رفح ...؟؟!! انه لشيء غريب ومرعب حقا من هذا السلوك الذي يضع مبررا ً لتجويع مليون ونصف فلسطيني ليس لهم شريان حياة الا تلك الانفاق ، وهل فتحت الحدود بين غزة ورفح واستخدم الفلسطينيين الانفاق ؟ وهل يعتقد هؤلاء أن مليون ونصف فلسطيني سينتظرون موتهم على مائدة الحصار ؟؟ انه لأمر سخيف وحلول غير ناجعة على كل المستويات .
من القذارة ان تستخدم اساليب التجويع لثني الشعب الفلسطيني عن اهدافه ومن القذارة أيضا ً ان تستخدم قضية المعابر من أجل أن يتخلى الفلسطينيين عن حقوقهم التاريخية في فلسطين وعن وجودهم ايضا مقابل اعتراف التيار المتصهين في الساحة الفلسطينية بالضمانات الأمنية لدولة الاحتلال على 82% من اراضي فلسطين ، أليس حقا انها قذارة ؟ ولكن نحن ننظر إلى مصر بأنها الدولة التي تحيي الأمة وتميتها على المستوى القومي والوطني ولكن لا ننظر لمصر ولا نوافق لدور لمصر بأن تقوم بعملية تجويع لمليون ونصف فلسطيني ولا نقبل لهذا التيار القذر في الساحة الفلسطينية ان يشوه صورة المقاومة الفلسطينية بشقيها الاسلامي والوطني ، انهم يرقصون الآن في ذكرى انطلاقتهم على موسيقى هزيمتهم ويرقصون ويتمايلون فرحا ً بتآمرهم على شهداء الأمة شهداء فلسطين واللجنة المركزية وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات ، انها قذارة ما بعدها قذارة عندما يقوم هؤلاء بابتزاز هذا الرئيس المكلوم في روحه حتى وهو عظام في مدفنه ، يتباهون على هزائمهم وفشلهم ، انها حقا مهزلة على نمط بناء الجدار على حدود رفح ، انها قصة التآمر على الأمة وعلى الشعب الفلسطيني ولكن نقول لا ينتظر هؤلاء أن يجلس مليون ونصف فلسطيني متفرجا ً على موته تحت بند الأنفاق والجدار والمعابر .
بقلم/ سميح خلف
المفضلات