سأكتـــبُ بالنِّصَـــالِ قصَـــائِدي!
*شعــر: هــلال الفــارع
على أَطلالِ أَوْطانٍ مُصَادَرَةٍ،
تَعِيشُ فَدَاحَةَ الصَّمَمِ
تَسِيرُ قَوافِلُ الأَغرَابِ صَوبَ قَوائِمِ الْجَوْعَى،
فَيُوقِفُهَا نُبَاحُ أصَاغِرِ الأَعرَابِ والْحَشَمِ
فَتُرْجِئُ غَزَّةُ الثَّكْلَى تَسَاقُطَهَا،
وَتُخْفِضُ جَذْوَةَ الأَوْهَامِ، والْحُلُمِ
وَتَعْلُو في الْمَضَارِبِ نَبْرَةُ الصَّنَمِ
***
سَأَكتُبُ كُلَّ ما يُوحي بِهِ قَلَمي
وما سَيَنِزُّ مِنْ غَضَبِي،
وَمِنْ ألَمِي
سَأَمْلأُ هذهِ الصَّفَحَاتِ بِالصَّفَعَاتِ،
والْحَانَاتِ بالطَّعَناتِ،
والضِّحْكَاتِ بِاللُّجُمِ
سَأَرْوِي قِصَّةَ الْجُدْرَانِ والْخِذْلانِ والإذْعَانِ والسَّخَمِ
على أَسْمَاعِ كُلِّ مُضَيَّعٍ،
جاشَتْ مَرَاجِلُهُ
بمِرْجَلِ هذهِ الأوطانِ، والْخِيَمِ
سأكتُبُ بالنِّصَالِ على السُّطورِ قَصَائِدي،
وأَخُطُّ بالسِّكِّينِ شِعرًا قاسِيًا حُرًّا،
يُصَفِّقُ ظامئًا كَدَمِي
سَأكْتُبُ:
إِنَّ هَذِي الأرضَ
- كُلَّ الأرضِ -
نَهبُ عِصابَةٍ مَخْزُوقَةِ الذِّمَمِ
وَوَقْفُ لُعَابِ أَنْظِمَةٍ،
بِرَسْمِ الْبَيْعِ والإفْلاسِ والْهَرَمِ
تَجُوسُ خِلالَنَا،
وَتُشيعُ فينا خَوْفَنَا،
وثَقَافَةَ الْغَنَمِ
وَتُهْلِكُ حَرْثَنا،
وَتُصِيبُ فينا نَسْلَنَا
بِالْجُبْنِ والسَّقَمِ
فَيَغْدُو كالنِّعَاجِ بِيَومِ تِلْقَاءٍ وَمُصْطَدَمِ
سَأَفْضَحُ كُلَّ مَسْتُورٍ،
وَأُوقِظُ كُلَّ مَقْهُورٍ،
وَكُلَّ مُلَغَّمٍ بالسُّخْطِ والْوَرَمِ
سَأُعْلِنُ بَيْنَ أَيْدِي النَّاسِ أَنَّ خَلاصَهُمْ
في سُنَّةِ " الزَّيْدِيِّ "؛
في إطْلاقَةِ الْقَدَمِ
ولا فَرْقٌ،
فَغَازٍ آثِمٌ وَقِحٌ،
كَبَاغٍ تَافِهٍ يَمْضِي إلى أُذَنَيْهِ في التُّخَمِ
***
سَأَكْتُبُ كُلَّ ما يُوحِي بِهِ حُلُمِي
بِدُونِ تَرَدُّدٍ،
وَبِغَيْرِ خَوفٍ مِنْ صَلافَةِ صَوْلَجَانٍ،
أو صَفَاقَةِ جَوْقَةِ الأَزْلامِ والْخَدَمِ
وَلَيْسَ لَدَيَّ ما أَخْشَاهُ،
إِنَّ الْعَيْشَ دُونَ كَرَامَةٍ
ضَرْبٌ مِنَ الإلْحَادِ والإِسْفَافِ والْعَدَمِ
وَإِنَّ الشِّعْرَ - دونَ قَضِيَّةٍ - مَعْنَاهُ
نَحْرُ الْحَرْفِ في أَغْرَاضِهِ الْحُرُمِ !!
المفضلات