Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 174

الموضوع: 120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

العرض المتطور

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

    حقيقة السماوات كما صورها االقرآن
    كتاب نشر عام 2006م

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السماوات لم تنل بحثًا جادًا لتحديدها
    كل من يتكلم في السماوات أو لم يتكلم لا يدري من أين أخذ مفهوم السماوات،
    هل أخذها من رؤيته ؟ من أهله ؟ من مدرسته؟
    من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة؟
    من الكتب الدينية ؟ من القرآن؟ من محاضرات العلماء؟
    معرفة حقيقة السماوات ليس بالأمر السهل،
    عدد الآيات التي تتطرق لهذا المفهوم كثيرة،
    الربط بينها جميعًا على مفهوم واحد ليس بالأمر السهل،
    لو يقف مفهوم السماوات على آيات القرآن فقط؛ لهان الأمر مع وجود المشقة والتفرع الكثير فيها،
    ولكن هناك أحاديث تدخل بقوة لتسجل حضورها عند البحث في معرفة حقيقة السماوات،
    وهناك قصة الإسراء والمعراج التي لها الحضور الذي لا يمكن تجاهله في تحديد مفهوم السماوات
    قادني حدث في نهاية عام 1976م للبحث في خلق السماوات والأرض واستمر البحث دون توقف
    وكلما انتهيت من أمر تولد غيره .. في سلسلة لا تنتهي ..
    وإنَّ نقض أمر علمي أسهل من ايصال مفهوم جديد لآية يتولد من لغتها يخالف ما ألفه الناس.
    وبعد خمسة عشر عامًا تقريبًا (1991م) أصبح مفهوم السماوات لدي واضحًا ويقينيًا،
    بأنها لا تزيد عن 120كم بناء على الوصف الذي جاء لها في القرآن مع هامش من الاحتياط في هذا التحديد
    وأن النجوم والقمر والشمس هي خارجة حدود السماوات في الآفاق،
    ولم يوقفني إلا آية واحدة: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) الصافات،
    وتركت البحث أكثر من شهر عام 1990م
    وقلت في نفسي: أن تسأل الله عز وجل في كل صلاة أن يجعلك من الهداة المهتدين، وألا يجعلك من الضالين المضلين .. وهذه الآية تناقض ما توصلت إليه.
    ورجعت مرة أخرى إلى نفسي وقلت: أنت تتبع منهجًا في البحث ..
    فلماذا تتخلى عن هذا المنهج مع هذه الآية؟
    فرجعت مرة أخرى لمواصلة البحث بعد دراسة سبب تسمية الدنيا بالدنيا، ومتى يوصف الشيء بالزينة، فكان دراستها داعمًا لما توصلت إليه من قبل ..

    البحث في خلق السماوات والأرض؛ يحتاج إلى فقه عال في اللغة، ومعلومات واسعة فيما يتعلق بالسماوات والأرض
    وقد تأخرت عن نشر الكتاب الأول "حقيقة السماوات كما صورها القرآن نور وهدى من الرحمن"
    خمسة عشر سنة أخرى أخذا بالاحتياط مما قد يظهر ويبطل ما توصلت إليه .. إلى أن اطمأن قلبي
    وأعطيته إخوة يراجعون لغة الكتاب .. وللأسف فإنهم ينشغلون بما ورد في الكتاب على حساب التدقيق اللغوي
    حتى قال لي مدرسي في الثانوية الأستاذ بكر ذياب والذي صار بعد ذلك مديرًا ثم موجهًا للغة العربية،
    منهجك هذا إذا أخذ به فيجب مراجعة اللغة العربية كلها ويقصد؛ (فقه استعمال الجذور الذي تعرف به سبب تسمية المسميات) ، وقد راجع كتابي هذا (حقيقة السماوات) وكتابي "أحبك أيها المسيح"
    وقال: أعانك الله على نشر الكتاب ومما ستلاقيه ...
    وقال لي أحد الدكتاترة الذي اطلع على كتابي: كنت سأرد عليك بكتب ... فلما جلست معك صرت مقتنعًا بـ 90% من الكتاب.
    وقل آخر لا اعتراض لي على ما في الكتاب؛ فقد ناقشت كل شيء، ولم تهمل شيئًا، ولم يبق شيء دون تناول،
    ولكني ألفت مفاهيم معينة عن السماوات من صغري، ثم جئت تنقضها لي ... فليس من السهل أن أتخلى عنها ، وأسلم لك بما تقول بسهولة ،
    فأنا أحتاج إلى ثلاثين سنة أخرى مثلك ؛ إما أن أنقض رأيك أو أتبعك على ما أنت فيه ..
    هذان الاثنان أولدا في نفسي أن المكتوب لا يوصل الفكرة مباشرة كما يوصلها السمع،
    وما ان ينتقل القارئ إلى باب جديد حتى ينسى ما ورد في الباب السابق ...
    وأن من سيخالفك هو يدافع عما ألفه، وليس لأنه مقتنع بالمخالفة...
    ولذلك لا بد من الشجاعة في النشر
    فالعلم أمانة .. والتبليغ امانة

    ولقد فهمت من تجربتي مع العلوم لماذا حمل الإنسان الأمانة وهو جاهل بما يترتب عليها من تحمل تبعات هذا الحمل.
    نحن ننفق المال والوقت ونفقد من الصحة لنتعلم؛ فإذا حصلنا على العلم صار تعليمه وإبلاغة والعمل به أمانة نحاسب عليها،
    وقد طلب مني الأخ مجذوب العيد المشراوي أن أفتح باب مفهوم السماء والسماوات في القرآن
    وأنه لا أحد يجرؤ على فتح الباب .. ومعه حق في ذلك .. وليس ذلك بالأمر السهل والهين.

    ولولا أن لي كتابًا في ذلك، واهتمام منذ أربع وثلاثين سنة تقريبًا؛ لما أقدمت على هذا الموضوع،
    وباشرت في الأمس واليوم بتحويل الآيات الواردة في الكتاب بالرسم العثماني إلى الرسم الإملائي حتى يتقبله الإنترنت
    - ومن المصادفات أن الأستاذ بكر ذياب الذي راجع كتابي؛ توفي قبل ليلتين، وشاركت في الصلاة عليه، والدفن قبل أمس ...يرحمه الله تعالى رحمة واسعة .. وكان مثالا للخلق الحسن بشهادة الجمع الغفير الذي شارك في الصلاة والجنازة، وقد أم الناس في الصلاة عليه ابنه أسامة وهو شاب ملتزم خلوق مثل أبيه وكان بارًا به.
    أرجو من الإخوة أن يسألوا ويناقشوا ما ورد في الكتاب كما يشاءون
    ولكن بعد تنزيل أكثر من 112 بابًا منه
    فرب سائل يريد أن يسأل سؤالاً، أو يرى مخالفة لفكرة تعود عليها في بداية الكتاب؛ يجد الإجابة عليها متأخرة في باب آخر
    وأنا أرحب بكل رأي، جاد ووجهة نظر مبنية على علم وفهم وتدبر للمكتوب وما يعرض.
    وتنزيل المواضيع قد يحتاج إلى ثلاثة أيام .. وسأحاول تقليل المدة ما استطعت .
    فعليكم بالصبر مع حسن القراءة والتدبر
    اكتمل تنزيل الموضوع
    ويفتح الآن باب النقاش والتعليق عليه

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/08/2016 الساعة 12:04 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش

    حقيقة السموات
    كما صورها القرآن الكريم
    نور وهدى من الرحمن
    بداية الرحلة العلمية
    مع السموات والأرض
    من بداية الخلق
    إلى أحداث يوم القيامة


    (الكتاب الأول)

    أبو مسلم
    عبد المجيد العرابلي
    796030391/00962

    Email:amoia2007@yahoo.com
    قال تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) الكهف
    الإهداء
    إلى كل من يؤمن أن الله تعالى لم يفرط في الكتاب من شيء
    إلى كل من يؤمن أن القرآن فيه تفصيل كل شيء
    إلى كل من يؤمن أن القرآن فيه علم من كل شيء
    أهدي هذه الدراسة
    حقيقة السموات كما صورها القرآن
    نور وهدى من الرحمن
    الكتاب الأول في الرحلة العلمية
    مع السماوات والأرض
    من بداية الخلق
    إلى أحداث يوم القيامة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    محتويا ت الكتاب
    الموضوع الصفحة
    1. المقدمة 11
    2. المسيرة التي لم تتم 15
    3. تعريف السماء في اللغة 15
    4. أنرى سماء واحدة ؟ أم نرى السموات جميعها ؟ 17
    5. المرور بآيات السموات 20
    6. التفكير في خلق السموات 20
    7. السموات شفافة لا يحجب بعضها بعضًا 21
    8. الرزق من السموات ، وليس من سماء واحدة فقط 22
    9. لم تأت "من" التبعيضية مع السموات إلا في آيتي الرزق 23
    10. خزائن السموات والأرض 24
    11. وفي السماء رزقكم وما توعدون 25
    12. تسخير ما في السموات 27
    13. ارتباط السموات بالأرض في 179 موضعًا 28
    14. عرض الأمانة على السموات 29
    15. فساد السموات 30
    16. هل خلقت السموات من العدم؟ 31
    17. تقديم السموات على الأرض والأرض على السموات 34
    18. مادة السماء التي خلقت منها 35
    19. السموات ليست أجرامًا صلبة وليست مجموعة أجرام 36
    20. لون السماء 36
    21. تسمية السماء بالغلاف الغازي وبالغلاف الجوي 37
    22. فطر السموات 38
    23. لا حياة دون سموات 40
    24. فتق الله للسموات 41
    25. توسيع الله للسماء 43
    26. بناء السموات 44
    27. السماء سقف محفوظ 46
    28. سمك السماء 47
    29. رفع السماء 48
    30. ظلال من في السموات 50
    31. حبة خردل في السموات 52
    32. يخرج الخبء من السموات 53
    33. أسباب السموات 54
    34. لمس السماء 55
    35. مسك السماء من الوقوع على الأرض 59
    36. مدة خلق السموات 60
    37. تقدير اليوم من أيام خلق السموات والأرض 62
    38. أيهما أقدم الشمس والقمر أم السموات والأرض؟ 64
    39. من أين تبدأ السماء ؟ 65
    40. حدود السموات 66
    41. هل الأجرام والكواكب والنجوم داخل السموات أو خارجها 67
    42. "له ما في السموات والأرض" هل تشمل الكواكب والنجوم 68
    43. أقطار السموات 72
    44. أي شيء يثقبه النجم الثاقب ؟ 75
    45. وسع كرسيه السموات والأرض 77
    46. عدد السموات 79
    47. كيف نحدد عدد السموات 81
    48. هل السموات كل الغازات التي تحيط بالأرض أو هي جزء منها 84
    49. تكون السماء من سبع طبقات 85
    50. تكون السماء من سبع طرائق 86
    51. السموات سبع شداد 87
    52. حبك السماء 88
    53. الحركة في السماء 89
    54. العروج في السماء 90
    55. الارتقاء في السماء 92
    56. التصعد في السماء 93
    57. سلمًا في السماء 94
    58. إمساك الله الطير في جو السماء 96
    59. طيران الإنسان في السماء 98
    60. الهبوط بالمظلات من السماء 100
    61. النفاذ من أقطار السموات 101
    62. النـزول من السماء 102
    63. الخرور من السماء 103
    64. جو السماء 105
    65. السحاب في السماء 106
    66. جبال في السماء 107
    67. بكاء السماء والأرض 110
    68. والسماء ذات الرجع 112
    69. إرسال السماء مدرارًا 113
    70. إسقاط السماء كسفًا 114
    71. ما بين السموات وما بين السموات والأرض 117
    72. لا يجتمع ذكر الليل والنهار أو الشمس والقمر مع قوله (ما بينهما) في آية واحدة 119
    73. بث الدواب في السموات والأرض 21
    74. من الأحاديث التي شوشت فهم السموات وسعتها ؛ ما بين كل سماء وسماء خمسمائة عام 128
    75. أطت السماء وحق لها أن تئط 133
    76. الأرض والسموات في الكرسي كحلقة في فلاة 135
    77. عرض الجنة عرض السموات والأرض 135
    78. زوال السموات والأرض 138
    79. مقاليد السموات والأرض 138
    80. السماء ذات البروج 140
    81. حقيقة الفضاء 141
    82. كيف ينير القمر السموات السبع ؟ 142
    83. كيف يرى قوم نوح عليه السلام أن السماء سبعًا طباقًا 143
    84. تزيين السماء الدنيا 144
    85. الآفاق هي الاسم لما فوق السموات 152
    86. الآفاق لا لون لها 153
    87. لماذا لم يتحدث القرآن عن خلق الكون ؟ 155
    88. هل يصح تسمية الكتب المنـزلة من الله بالكتب السماوية ؟ 156
    89. أين أبواب السماء ؟ 160
    90. الحدود التي ينتهي عندها غزو الفضاء 162
    91. لماذا تحتاج كلمات الله من المداد بقدر ماء البحر وسبعة أمثاله وأكثر من ذلك ؟ 163
    92. وما أنتم معجزين في الأرض ولا في السماء 164
    93. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع 165
    94. هل توجد مخلوقات أخرى في الكون ؟ 166
    95. بديع السموات والأرض 167
    96. الأرض هي مركز السموات وليست مركز الكون 168
    97. مابين السماء والأرض فيما يراه الناظر 169
    98. الإسراء والمعراج وحقيقة السموات 169
    99. تهيئة جسد النبي لرحلة الإسراء والمعراج 171
    100. الدابة التي ركبها النبي في الإسراء والمعراج 173
    101. رؤية الأنبياء في السموات 178
    102. العروج إلى السماء الدنيا 180
    103. رؤية النيل والفرات في السماء 182
    104. مكان سدرة المنتهى من السماء 184
    105. مكان البيت المعمور من السماء 186
    106. الاستواء إلى السماء وعلى العرش 188
    107. سؤال الجارية: أين الله؟ 196
    108. معية الله مع خلقه 198
    109. نزول الله إلى السماء الدنيا 203

    110. اتجاه البحث الغربي العلماني للكون 211
    111. الخاتمة 213
    112. المراجع 214


  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش

    1.

    المقدمة
    بسم الله الرحمن الرجيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أحمد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين0
    لقد أنعم الله تعالى على هذه الأمة بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنـزيل من حكيم حميد، حافظ ومصحح لذكرى الأولين، ومقوم لحياة القائمين، ومشرع لهم ما يصلح حياتهم في دنياهم وآخرتهم، ومنبئ بما سيكون من أمور الغيب، لينجو من نجا عن بينة ويهلك من هلك عن بينة0
    لقد بين سبحانه وتعالى في طيات الكتاب العزيز أمورًا عن السموات والأرض بوصف صادق، فيه لطف شديد، من بداية الخلق يوم كان عرشه سبحانه وتعالى على الماء، إلى النفخة الثانية التي تبدأ بعدها حياة جديدة إما في شقاء وإما في نعيم0
    ومن أساليب القرآن الكريم توزيع الأحداث التي كانت، والتي ستكون في آياته، ونثرها في سور عديدة من القرآن بأسلوب عجيب يأتي فيه على كل التفاصيل، وما علينا بعد ذلك إلا أن نجمعها وننسقها؛ لنخرج في ديباجة جميلة من تلك الدرر المنثورة فوق ديباجة نثرها0
    السموات من أوائل الأشياء التي يجب علينا أن نعرفها، ونتعرف عليها، وهي موضوع كتابنا "حقيقة السموات"؛ فبدون تحديد هذه الحقيقة سنضع الآيات في غير مواضعها، ونظن أننا قد أحسنا صنعًا0
    السماء بزرقتها المألوفة، وما يظهر فيها ليلاً من قمر ونجوم، أو نهارًا من شمس وسحب وطيور، من أوائل الأمور التي يتعرف عليها الإنسان في حياته0
    ومع بداية إدراكه للأمور في طفولته يتعرف على اسمها باللغة التي ينطق بها قومه، ويستطيع تمييزها، ويلاحظ شدة ارتفاعها، وانحناءها، ليغيب امتدادها دائمًا خلف الأفق عند أطراف الأرض التي يعيش عليها0
    ثم يكون لديه علم بعد ذلك بأن الله خلق سبع سموات وليست سماء واحدة 00
    فهل السماء التي نراها هي سبع سموات؟، أو أنا لا نرى منها إلا السماء الدنيا أو الأولى فقط؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين بقية السموات؟ وهل السموات هي الكون؟ أو هي جزء من الكون؟
    فما هي حقيقة السموات؟

    تعال بنا نتعرف على السماء والسموات من كتاب الله، نمر في طريق بحثنا على كل أوصاف السموات في القرآن، وما تعلق بها، فلعل نظرتنا إليها تكون أكثر تحديدًا وصدقًا0 وهل سنحتفظ بالمفاهيم السابقة عنها، وما تلقيناه منذ صغرنا عن الآباء والأجداد والأهل خاصة، وعن المجتمع عامة، بعد بيان الله لحقيقتها؟ فهو تعالى الأعلم بحقيقتها قبل نزول القرآن وبعد نزوله، وهو العليم الذي فوق كل ذي علم، وما أوتينا من العلم إلى قليلاً0
    إنني، بوصفي مسلمًا قبل كل شيء، يجب علي كما يجب على كل مسلم، قبل الحديث في هذا المجال، أن أجعل تقوى الله بين عيني فيما أتكلم به، فليس هذا حديثًا أدبيًا، ولا كراسًا علميًا أسجل فيه ملاحظاتي وما بدا لي في هذا الأمر00 وأن يكون كلامي في السماء يطابق قول الله تعالى فيما جاء في القرآن أولاً بعد طول البحث والتمحيص، لأن كلام الله هو المرجع الحق في هذا الأمر، لأن الله هو الشاهد على غيب الماضي والحاضر والمستقبل، وشهادة الله هي النور الذي يوجهنا، ويقومنا، ويصحح لنا معلوماتنا، فما نجهله أكثر بكثير من القليل الذي نعلمه0
    يقول تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) الكهف0
    فلما كثر اهتمام المسلمين وأنا واحد منهم بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والسنة النبوية، في أبوابه الكثيرة ومنها علوم الفلك والكون بعد غزو الإنسان للفضاء، وازدادت معلوماته باطراد، فكانت معرفة السماء كما صورها القرآن الكريم هي المطلب الأول الذي يضبط الفكر من الجنوح قبل عمل الفكر في الإعجاز العلمي الذي زاد آيات القرآن بيانًا وتلألؤًا فات السابقين من سلف هذه الأمة0
    وكل ما في هذه الدراسة هو اعتقادي في هذا الباب، والدين الذي أدين به، وأرجو به وجه الله، وليس هو ترويجًا لأفكار جمعتها عن الآخرين، بل هو بحث قائم أحفظ فيه نفسي وأخوتي في الإيمان، فإن أحسنت فيه فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان0
    وكل من عمل في علم، يحب أن يرى نور علمه منتشرًا بين الناس، في حياته، وليس بعد موته إن قدر لعلمه أن يحفظ، وينتشر من بعده، وألا يدفن جهده الذي قضى فيه جل شبابه، وألا ينسى بموته، وألا يكون شديد التفاؤل بأن يلقى علمه الرواج والانتشار بسرعة التي يأملها، وتتوق لها نفسه، مهما بلغت ثقة الخاصة به، وحتى لو كانت نظرتهم إليه نظرة إلى عبقري، أو أينشتاين في هذه الأمة، أو مجددًا تتمنى الأمة أن يولد فيها، ليجدد لها دينها وشبابها وحياتها، وأنى لأحد أن يبلغ هذه المنـزلة في أمة مرت عليها سلسلة من الهزائم والنكبات المحبطة لعزيمة كبارها وصغارها، وفقدت الثقة عند أكثر أفرادها 00 لكن لا يأس يستمر، ولا وضع يبقى على حاله0
    ومما شجعني على إخراج هذا الكتاب في حقيقة السموات ما لمسته من حاجة الناس إلى إجابات للتساؤلات التي تجول في أنفسهم في بحث يتصف بالشمولية من غير إطالة، يريح الناس، ويكون فيه الإجابة التي يقتنع بها العقل، وتطمئن بها النفس بما يوافق كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه السلام، ولا يعارضهما في شيء لا يمكن التوفيق فيه بينهما، بعد أن رأيت أثر مواد هذا البحث فيهم سواء في الخطب أو المحاضرات التي ألقيتها، حتى سئلت بصراحة أين نجد الكتاب المتخصص في ذلك 000
    فعزمت على جعل ما ألقيته وتمت لي دراسته في هذا الأمر، وقضيت فيه الشطر الأخير من حياتي؛ كتابًا يبين حقيقة السموات كما صورها القرآن، ويوطئ لكتاب ثانٍ في حقيقة خلق السموات والأرض، يكشف سر الحالة التي أفضت إليها الأرض والسموات، وكتاب ثالث في حال السموات والأرض يوم القيامة، والتغييرات التي ستحدث لهما، بنظرة علمية يدعم فيها البحث العلمي الإيمان الغيبي 00متوكلاً في كل ذلك على الله وحده 00 فالله تعالى هو ولي التوفيق، وهو سبحانه وتعالى ، نعم المولى ونعم الوكيل0
    أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي


  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش


    2- المسيرة التي لم تتم
    من الأمور التي أثرت على مسيرة تقدم الأمة، بعد الجهود العظيمة التي بذلتها في سبيل تدوين لغتها، وتقعيد القواعد لها؛ من وضع قواعد للنحو، والصرف، والبلاغة، والبيان، ثم جمع اللغة في معاجم وقواميس نظمت على أساس الجذور، فجمعت حول كل جذر مشتقاته، والمبنيات التي بنيت منه 000 وتوقف العمل عند ذلك0
    وكان الواجب إكمال السير في هذا الدرب، فبعد ربط المشتقات بالجذور كان الواجب أن توضع معان للجذور تبين سبب كل اشتقاق، وبناء منها، وتبين وتفسر سبب تسمية جميع المسميات 00 ولكن الاختلافات بين المدارس اللغوية في أصل اللغة وبدايتها سواء أكان من الأفعال أم من المصادر ؟ هو من الأسباب التي صرفت الأمة عن جدية البحث في ذلك، ولم تجعل ذلك هدفًا ومطلبًا تشد الرحال للوصول إليه0
    وكان الواجب من إتمام المسيرة، وكشف الغطاء عن معاني الجذور، للكشف بعد ذلك عن معاني الحروف الهجائية، ليكون هذا الكشف قاعدة تسير عليه كل الشعوب والأمم، في دراستها للغاتها، تبعًا لجهد العرب فيه 00 لكن الأمر المؤسف أنه لم تتم هذه المسيرة، ولو وقفت على آثارها لوجدتها وخيمة0


  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش


    3- تعريف السماء في اللغة

    في بداية الحديث لا بد لنا من معرفة سبب تسمية السماء بهذا الاسم، ويعرف سبب التسمية من دراسة الجذر الذي اشتق الاسم منه، فبعد معرفة ما يدور عليه الجذر يقدر سبب التسمية، فالسماء من مادة سمو، وهي مادة للدوام، فالسماء سميت بالسماء لدوامها، وليس لارتفاعها كما هو معروف ومشهور، وإن كانت صفة العلو موجودة فيها، وثابتة لها في معظمها(لأن بعض السماء وبسماكة عدة كيلومترات تكون أسفل الواقف على رأس جبل مرتفع)، إلا أن التسمية لم تأت من ذلك .. فأنت إن كنت في طرف البر ثم تعمقت فيه قليلاً اختفى عنك البحر، وإذا دخلت البحر وتعمقت فيه غاب عنك البر، لكن السماء هي الدائمة معك، أينما كنت في أي بقعة في البر أو البحر، أو كنت في أقطاب الأرض، فهي لا تغيب عن ناظريك أبدًا ليلاً أو نهارًا0
    ومن هذه المادة: الاسم، فالاسم يدوم بعد ذهاب صاحبه أو غيابه، فعندما أذكر لك آدم عليه السلام، فإنك تعي ما أقول، مع أنه عليه السلام قد مات قبل آلاف من السنين، فإن كان جسده قد غاب بالموت فإن اسمه قد دام بين الناس0
    وقد سمَّى العربي الجورب الغليظ من الصوف وغيره الذي كان يلبسه الصياد لصيد الظباء في حر الظهيرة بالمسماة، من نفس مادة "سمو"، لأنه بهذا الجورب يستطيع أن يديم ملاحقة الظبي حتى يقبض عليه، لا يخشى حر الرمال، ولا صلابة الحصى، ولا وخز الأشواك، ولا خروج رجله منه أن تقطع ملاحقته للفريسة، ودون أن يحدث صوتًا وضجة تنبه الصيد قبل الوصول إليه0
    فمعرفة أن سبب تسمية السماء جاء من الديمومة لا من العلو مهم جدًا لفهم السماء، فمتى انتهت الديمومة فيها انتهت السماء، وفي الديمومة شمول لصفة العلو التي فيها أيضًا، لأن علوها أيضًا دائم فوق كل بقعة من الأرض0
    ويجب كذلك أن تعرف أن هناك رأيًا لأهل اللغة أن لفظ السماء، وإن كان يدل على مفرد، ففي حقيقته هو جمع سماءة 00كما أن لفظ مائة مفرد وجمعه مئات، لكنه يتكون في حقيقته من عشرات وآحاد، وأن الدينار مفرد له أجزاؤه من العشرات والآحاد، والقوم هو اسم مفرد يدل على جمع كبير من الناس0
    قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة، فقوله تعالى فسواهن دل على أن لفظ سماء يدل على الجمع أيضًا0


  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش


    4- أنرى سماء واحدة أم جميع السموات ؟

    إذا نظرنا إلى صفحة السماء فلا نرى إلا سماء واحدة زرقاء في النهار، تطير فيها أنواع من الطيور على ارتفاعات متفاوتة، وتسبح فيها قطع من السحاب، ونرى نـزول المطر منها في الشتاء، وتطلع الشمس فيها كل يوم ثم تغيب، ويظهر القمر فيها ليلاً، وعددًا لا يحصى من النجوم بالعين المجردة، وبعد تمكن الإنسان من صناعة المناظير، وتواصلت زيادته لأحجامها وقدراتها، رأى نجومًا اكثر مما لا يدركه البصر المجرد، ووجد السماء مرصوصة بالنجوم 00 فهل كل ما نراه في سماء واحدة أم في عدة سموات؟0
    لو أخذنا بظاهر الآية الكريمة: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) الصافات – التي سيكون لها باب خاص في هذا الكتاب – دون تدبر فيها لمعرفة حقيقة وصف الله عز وجل في هذه الآية، فكل ما نراه هو في السماء الدنيا على اعتبار أن السماء الدنيا هي السماء الأولى القريبة منا 00 إذا كان الأمر كذلك فأين باقي السموات السبع؟ 00 هل تقع تحت حسنا ؟ فماذا يقول تعالى في كتابه ؟
    انظر إلى قوله تعالى في هذه الآيات ودلالتها القطعية في رؤية السموات وأنها في محل نظرنا:
    • : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) إبراهيم0
    • : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99) الإسراء0
    • : (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام0
    • : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف0
    (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) لقمان0
    • : (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) الرعد0
    • : (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) يونس0
    • : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ (18) الحج0
    • : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (41) النور0
    • : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (20) لقمان0
    • : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) المؤمنون0
    ففي هذه الآيات ما دل على أن السموات هي في محل الرؤية والنظر، وفي الآيات التالية أن السموات آيات في محل العبرة والتفكر، لأولي الألباب، والمؤمنين، وأهل الفكر، وأصحاب العقول، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت السموات موضع النظر والرؤية أيضًا0
    • : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) آل عمران0
    • : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران0
    • : (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) الروم0
    • : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (38) الزمر0
    • : (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) الشورى0
    • : (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) الجاثية0
    فماذا بعد هذه الآيات هل ما نراه سماء واحدة أم سموات ؟ وهل الذي جعله الله آية دالة عليه سبحانه وتعالى للمؤمنين ولأولي الألباب ولقوم يوقنون سماء واحدة أم سموات؟ وهل التفكير فيما يقع عليه حسنا في سماء واحدة أم سموات ؟
    فالآيات بينت بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يقع تحت حسنا هي السموات كلها، لا سماء واحدة منها فقط، فنحن نرى السموات، ونرى آياتها، ونعلم الكثير مما فيها، وأننا نستطيع التفكير فيها0
    فمن قال بعد هذه الآيات، والآيات التي سنذكرها في مواضعها، أننا لا نرى إلا سماء واحدة هي السماء الدنيا فقط، فقد خالف منطوق عشرات الآيات ومفهومها، وخالف كتاب الله، وأنكر ما جاء فيه مخالفة يخشى عليه بعدها، ونعيذ بالله كل مؤمن من ذلك، اتباعًا منه للهوى، أو لما ألف من أفكار لم تبنَ على علم مستند على فقه في كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه0


  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    28- سمك السماء

    قال تعالى عن السماء: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) النازعات0
    سمك السماء هو ما بين حديها، ورفع سمكها يكون بزيادة فيها من نفس مكوناتها، أو تغيير حالها بفتقها وانتفاشها، فيقل ضغطها، ويزداد حجمها، ويرتفع بذلك أعلاها0
    والسمْك: سقف البيت وهو من أعلاه إلى أسفله وقامة كل شيء، والسامك: العالي المرتفع0
    والسمَك: الحوت وفي صفته أنه يستطيع الحركة فيتفلت في داخل الماء من أعلاه إلى أسفله0
    ورفع سمك السماء هو زيادة اتساعها بزيادة مادتها، وفتقها، فيصبح أعلاها أكثر ارتفاعًا من قبل، فتسهل الحركة فيها، فهذا من تسوية الله الخالق للسماء، وإتمامه بهذا الرفع لأعلاها0
    وأرشدت هذه الآية كما أرشد غيرها من الآيات التي ذكرت فيها السماء إلى أن السماء مادة متماسكة متصلة، فلا تباعد بين أجزائها ولا مكوناتها0
    ورفع سمك السماء هو عين الفتق، وعين توسع السماء، فكل آية في وصف السماء تسلط على جانب من الجوانب الدالة على حقيقة السموات بما في هذا الوصف من خصائص يتميز بها0


  8. #8
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    29- رفع السماء

    الرفع: زيادة تعطى للشيء، أو تحصل فيه، فتعلو بها ذاته كرفع قواعد الكعبة بزيادة البناء عليها، والقواعد في محلها في قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة0
    أو يعلو بها قدره ومنـزلته على غيره من الناس كما في:
    قوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف0
    وكقوله تعالى في رفع بعض الأنبياء على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (253) البقرة0
    وكقوله تعالى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) مريم0
    وكقوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح0
    والشيء المرفوع لا بد له من شيء يرفعه من جنسه، كما في حجارة البناء، أو بخاصية يتفضل بها على غيره من مال أو علم أو كرامة من الله، أو بقدرة من الله كرفع الطور فوق الوجهاء الذين اختارهم موسى عليه السلام من بني إسرائيل، وطلبوا رؤية الله عز وجل؛
    قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة0
    وقد بين تعالى رفعه للسماء في عدد من الآيات 00في مجال الاعتبار والتفكر في رفع الله للسماء، وهذا يدل على أنها لم تكن مرفوعة في أول أمرها وبداية خلقها، كما في قوله تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) الغاشية0
    وفي مجال إتمامها وإكمالها بتسويتها كما في قوله تعالى: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) النازعات0
    وفي مجال بيان وضع السماء على حال تصلح للميزان كما في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) الرحمن0
    فعمل الميزان يتأثر بالضغط الجوي للسموات، فكلما زاد الضغط الجوي على الأشياء تسلسل خروج الأشياء عن الوزن لتغير حالها مع وزن الهواء، فإذا نقصت كثافتها عن كثافة الهواء طفت وارتفعت في الهواء، كما يحصل للمناطيد وكما هو الحال في الماء الذي يمتنع فيه وزن ما يطفو عليه كالفواكه والخشب ويتعطل معها عمل الميزان0
    وفي مجال كيفية ارتفاع السماء كما جاء في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) الرعد0
    يحتمل فهم رفع السماء بغير عمد بالصيغة التي جاءت في الآية أن السماء رفعت بغير عمد، أو أن السماء رفعت بعمد لا ترى 00 أي أن هاء الضمير في ترونها إما تعود إلى السموات أو تعود إلى الأعمدة 00ووضع المعنى في صيغ لتحتمل أكثر من معنى، وهذا من أساليب القرآن الكريم التي تميز بها كتاب الله0
    والمعنيان مقصودان، وبهما يفهم رفع السماء 00 ذلك أن السماء رفعت، ولا بد من شيء يرفعها، ويبقيها على اتصال بالقواعد التي بنيت عليها وهي الأرض، فكانت أعمدتها من نفسها، ونفس السماء مكون من غاز لا يرى فكذلك أعمدتها لا ترى0
    وثانيًا أن الأعمدة التي رفعت السماء لا تباعد بينها، وهي في حال اتصال والتصاق بينها كقطعة واحدة مشكلة طبقات يرفع بعضها بعضًا كما ترفع طبقات البناء بعضها بعضًا 00 ولو تباعدت الأعمدة عن بعضها لأمكن التفريق بينها وتمييزها0
    فعلى هذا تكون السماء قد رفعت بعمد، ولكن رفعها بحالة غير رفع العمد للخباء أو سقوف الأبنية، فهي قد رفعت نفسها بنفسها، فكانت كل سماء عمدًا لما فوقها من السموات0
    وهناك أكثر من رفع للسماء لا صورة للعمد فيها؛ بزيادة مادتها بما يعرج فيها مما يخرج من الأرض من غازات وأبخرة البراكين وغيرها فيرفع سمكها0
    ورفعٌ بسبب تغير قوة قبض الأرض على السماء بجاذبيتها، فتتحلل السماء من بعض هذه القبضة، فيعلو حدها الأعلى، ويرتفع سمكها، وتصبح أكثر فتقًا0
    كل ذلك مما يحتمله نص الآية والله تعالى أعلم0


  9. #9
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    30- ظلال من في السموات

    الظلال: جمع الظل، وهو الظلمة الخفيفة من بقية ظلام الليل التي تستمر على يسار الأشياء القائمة الثابتة إلى الظهيرة، والتي لا يضربها ضوء الشمس بعد طلوعها0
    ولهذا السبب سمي الظل بالظل لاستمراره بعد طلوع الشمس، ولا يسمى بعد الظهر بالظل، بل يسمى بالفيء؛ لأنه يفيء أي يعود إلى المواضع التي ضربتها الشمس في أول النهار0
    أما ظل الإنسان فهو دائم ومستمر معه في النهار غير مرتبط بأول النهار أو آخره لصريح قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15) الرعد0
    فهو ظل في أول النهار، وظل في آخر النهار، وذلك لأن الإنسان متحرك لا يثبت في مكان إلا لحاجة أو سبب0
    والظل مرتبط بالشمس ارتباطًا لا انفكاك منه، وهي الدليل عليه، وسبب هذا الظل هو دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس، فيحدث من ذلك الحركة الظاهرية للشمس، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) الفرقان0
    وآية الرعد بينت أن موضع الساجدين هو السموات والأرض، حيث يكون لهم فيهما ظلال في الغدو والآصال، فدل هذا البيان على أن السموات والأرض يحدث فيهما ظل النهار 00 ومن المعلوم علميًا الآن أن الشمس ترى عند أطراف حدود المجموعة الشمسية كأي نجم آخر، ليس لها هذا الضوء الذي نراه، ولا الظل الذي نشاهده 00 وهذه الآية كأخواتها اللواتي يتحدد بهن مفهوم السموات0
    وأمر آخر قبل الانتقال من الحديث عن شهادة هذه الآية في بيان حقيقة السموات نتساءل عن المقصود بظلالهم 00 ظل كل إنسان هو الذي يتبعه أينما ذهب تحت ضوء الشمس 00 أهو المقصود في الآية ؟ أم غيره ؟ أم هو مع غيره ؟0
    منطوق الآية يقول أن الظل المعروف هو المقصود0
    ولما كان الظل تابعًا فمن المعقول المقبول أن يراد بالظل كل تابع يتبع غيره فيكون معه أيضًا في السجود، لأن السادة والعبيد والرئيس والمرؤوس وكل شيء يخضع لله، ويسجد له، فلا يخرج عن أحكام الله وسننه التي وضعها في الكون0
    فعلى هذا الاتساع في المعنى يكون كل حاكم ومحكوم، وآمر ومأمور، لا يمتنع من السجود لله ولو في سنن الله في الكون دون شرعه0


  10. #10
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    31- حبة خردل في السموات
    قال تعالى في وصية لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) لقمان
    الخردل نبات أرضي معروف، وله حب صغير 00والله سبحانه وتعالى لا يضيع عنده ولا يغيب عنه مثقال حبة من خردل، ولو كانت هذه الحبة، على صغرها، في بطن صخرة قد أغلقت عليها منذ زمن بعيد، قبل أن تتحول إلى صخرة صلدة، أو كانت في داخل الأرض على اتساعها، أو في السموات على ارتفاعها واتساعها، يعلمها سبحانه وتعالى ، ويأتي بها0
    والأماكن التي يحتمل وجود حبة الخردل فيها هي إما في صخرة من الصخور، وكثير من الصخور هي رسوبية قد احتوت على بذور نباتات عديدة، وإما في الأرض، فتكون حبة الخردل على وجهها، أو بين ترابها، وإما في السموات، قد رفعتها فيها رياح أو زوابع أو أعاصير0
    ولا يشطط بنا الخيال في حبة الخردل التي هي من نبات حي من نباتات الأرض، الذي لا يوجد إلا على الأرض لنجعلها في القمر أو المريخ 00 السموات هي السموات التي ارتبطت بالأرض لا بغيرها، وطوقتها من كل الجهات فأطبقت عليها بشدة، وهذه الآية هي إحدى شواهد القرآن التي تبين حقيقة السموات0


  11. #11
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    23- لا حياة دون سموات

    السموات مصدر تنفس الإنسان، ومصدر الضغط الذي يحفظ دم الإنسان في عروقه، وهي الحافظ له من شدة الحر ومن شدة البرد، وهي الحافظ له من الشهب والنيازك والأشعة الضارة، وهي محل حركة الإنسان والحيوان والطير والنبات، ونموها جميعًا، وهي مصدر الماء الذي لا حياة بدونه0
    انظر إلى قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر0
    الملائكة حاملو العرش يستغفرون للمؤمنين خاصة، بأن يرحمهم الله، ويغفر لهم، ويقيهم عذاب الجحيم يوم القيامة، فهذا استغفار من الملائكة للذين آمنوا يوم القيامة، أو في الحياة الدنيا 00 فإن كان الاستغفار في الحياة الدنيا فإن العرش وحملته في مكان بعيد خارج السموات لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، ولم يأت ذكر للسموات في هذه الآية0
    وانظر إلى قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) الشورى0
    الملائكة في هذه الآية التي ذكر فيها تفطر السموات تستغفر لمن في الأرض بغير تحديد؛ لأن السموات إذا تفطرت انعدمت الحياة، ووقع الهلاك على جميع الناس؛ مؤمنهم وكافرهم بلا استثناء، فكان الاستغفار لأهل الأرض جميعًا0
    ودلالة هذه الآية على شدة قرب السموات من الأرض، وأثرهن في صلاح الحياة عليها، وأنه لا حياة في الأرض بدون سموات، وليس بدون سماء واحدة0


  12. #12
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    24- فتق الله للسموات

    قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء0
    لم يجهل العرب لغتهم، ولم يجهلوا معنى الرتق بأنه شدة الالتصاق، وأن الفتق هو النفش في جميع مشتقات الجذر؛ فمنه الفتاق اسم للخميرة التي تنفش العجين، ولليف الذي يستخدم في الاستحمام لانتفاشه، والفتق الذي يصيب الإنسان فيضعف الجلد وينتفش باندفاع شيء من الباطن إلى الخارج فيه، أو في الصفاق، وفتق الصوف والقطن هو نفشهما 00 كل ذلك لم يجدوا له رابطًا لفهم الآية لغياب كثير من معلومات عصرنا عنهم، فلا كروية للأرض، ولا جاذبية، ولا تصور لها بأنها سابحة في الفضاء، ولا معرفة بتمدد الأجرام، ولا انفجارها إذا عظم هذا التمدد0
    فماذا لو كانت غازات السماء مسيَّلة في أحوال كانت سابقة للأرض بسبب قوة جاذبية الأرض، وانخفاض الحرارة، ثم تبخرت بعد ذلك، وأصبحت غازًا ؟0 فكل سم3 من الماء يتحول إلى 800سم3 من البخار، وقس على ذلك التحول الكبير الذي يحدث في بقية الغازات المكونة للسموات 00 أليس هذا هو عين الفتق للسموات ؟0
    الحديث عن فتق السموات له مقدمات عديدة ليس هذا الكتاب محل الحديث عنها 00 لكن الآية تشير إلى شدة الارتباط والاتصال بين السموات والأرض، فقد كانتا رتقًا واحدًا وليس رتقين اثنين، وأن السموات كلها مع الأرض كانت رتقًا، وليس سماء واحدة0
    أما الفتق فكان لكل واحدة منهما، فتميزت السموات عن الأرض بطبيعتها الغازية أو البخارية التي خالفت فيها طبيعة الأرض الصخرية أو الترابية مع اختلاط الماء معها أو عليها0
    في التفسير جاء فهم الفتق على أن الأرض لم تكن تنبت ففتقت بالنبات، وأن السماء لم تكن تمطر ففتقت بالمطر منسوبًا إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا التفسير له جانب من المعنى اللغوي، وشيء منه، فلو بقيت الأرض صلبة كالصخر لما استطاع النبات أن ينبت، ويمد جذوره فيها، ولو بقيت السماء رتقًا مع الأرض لما تبخر الماء فيها، ولما أمطرت السماء، فكلما زاد ضغط الهواء انخفضت درجة الإشباع فيها0
    الفتق والرتق له مع غيره حديث طويل أوسع بكثير مما ذكر، ولكن محله ليس في هذا الكتاب الذي أردنا فيه بيان حقيقة السموات، وتحديدها لا الحديث عن كيفية خلقها 00 ونسأله تعالى أن يعيننا على إخراج كتاب ثان يعقب هذا الكتاب، في كيفية خلق السموات والأرض كما صورها القرآن الكريم 0


  13. #13
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    25- توسيع الله سبحانه وتعالى للسماء


    قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات0
    السموات واسعة ولكن ليست كل شيء، قال تعالى:
    : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) البقرة0
    وقال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة0
    فما مفهوم سعة السماء ؟0
    سعة الشيء هو مقدار ما يحتمله الشيء ويوضع فيه أو عليه وما زاد على ذلك خرج عنه، فسعة الكوب مقدار ما يحتمله من الماء أو الشراب، وسعة الغرفة مقدار ما تحتمله من الداخلين فيها للجلوس أو النوم أو الوقوف حسب ما جعلت لأجله 00 فلكل شيء سعة وحدود ينتهي عندها 000 وما بين الأشياء من تباعد لا يعد سعة؛ لأن هذه الأشياء وإن كثرت، لا تحصر ما بينها إلا إذا اتصل بعضها ببعض 0
    والحالة التي عليها الكون أنه يتكون من عدد يصعب تحديده من الأجرام بكل مسمياتها، في حالة تباعد بعضها عن بعض وهي سائرة في تباعد أشد، دل عليه انحراف طيف الضوء إلى الأحمر 00 وهذا التباعد لا يسمى سعة؛ لأنه يفقد شروطه، وهو باق على تباعده0
    فاتساع السماء محدود، وهو متعلق بما نطلق عليه بالغلاف الغازي 00 وأي تغيير في حجم الأرض وقوة جاذبيتها سيؤثر في سعتها، وهي في الحقيقة تتسع، وإن كانت سعتها قليلة قياسًا على ضخامة أحجام ما في الكون من شموس وأجرام، فإن سعتها ستكون كبيرة مع أحداث يوم القيامة، وسيضعفها ذلك، ويجعلها واهية ومنفطرة ومنشقة ومفتحة الأبواب على الأوصاف التي وصفت بها السماء يوم القيامة0
    وإنزال مفهوم آية الذاريات على تباعد الكون وجعله اتساعًا فيها لا يجاري ولا يماشي دقة اختيار ألفاظ القرآن، ومراعاة لأصل اشتقاقها، ناهيك عن أن السماء والسموات مع الأرض هي جزء من الكون وليسا الكون كله0
    ولكن يمكن النظر إلى ما حدث أو يحدث للأرض والسموات، فنقيس عليه، ونسترشد به لفهم ما في الكون، لا على أنه هو المقصود، والله تعالى أعلم 0


  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية الباحثة وديعة عمراني
    تاريخ التسجيل
    21/11/2009
    المشاركات
    141
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
    متابعون معكم ( باذن الله ) هذا الطرح الخير ، وان كان بمقدوركم نشر رابط خاص لتحميل الكتاب كاملاً ( لاستعجال الدراسة ) اكون لكم من الشاكرين .
    جزاكم الله عنا وعن الاسلام كل خير
    تعقيب : فضيلة الشيخ أبو مسلم العرابلي
    لا أرغب بأن اقطع عنكم سلسلة تنزيل باقي اجزاء وأبواب هذا الكتاب القيم ، ولكن دوماً فضولي وتطفلي يسبق قلمي ، أرغب فقط بتوجيه سؤال بسيط لشخصكم الفاضل ( آمل من خلاله كشف بعض الغموض؟ )
    السؤال : نحن طبعا نعيش فقط فوق سطح هته الكرة الأرضية ( فوق قشرة بسيطة رقيقة لا تقارن بشي مقارنة مع باقي سمك كل الكرة الأرضية ) ، وسؤالي ؟ هل نستطيع رؤية كل طبقات هذه الكرة الأرضية التي نعيش فوقها ( وأقصد بالرؤيا الرؤيا العينية دون حاجة لاستعمال الأجهزة العلمية وغيرها .. ) .
    وجزاكم الله كل خير لردكم وسعة صدركم

    التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني ; 06/01/2010 الساعة 07:56 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي]
    مرتبة العلـــــــــــــــــــم أعلــــــــــــــــى المراتــــــــــــب
    http://recherchecoronique.blogspot.com/

  15. #15
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    26- بناء السموات

    من الآيات التي أشارت إلى أن السماء والسموات هي بناء قائم؛
    قال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) البقرة0
    : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) غافر0
    : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) ق
    : (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات0
    : (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) النبأ0
    : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) النازعات0
    : (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) الشمس0
    لا يكون الشيء بناء حتى تكون له قاعدة يستند عليها، وأن يركب بعضه بعضًا فيكون له امتداد إلى أعلى، ويشد بعضه بعضًا0
    قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) الصف0
    : (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) الزمر0
    فكيف نفهم من ذلك بناء السماء ؟0
    السماء تلازم الأرض، وليس هناك شيء فاصل بينها وبين الأرض؛ فهي مرتكزة على الأرض، وضاغطة عليها بما يسمى بالضغط الجوي الذي يزداد قوة كلما زاد عمود الهواء على المكان 0000 وقد دل الضغط على أن أجزاء السماء يركب بعضها على بعض، ويؤثر فيه، ويضغطه باتجاه الأرض 00 فدل هذا على ارتكاز أعلاه واعتماده على أسفله، فبذلك تكون السماء على هذا الحال بناء، ويكون لها ارتفاع مقدر0
    وثانيًا أن هدف البناء هو الحماية والإيواء، والسموات تحقق لنا ذلك؛ فهي حامية وحافظة لأنفسنا وما كان سببًا في استمرار حياتنا مما خلق الله من حيوان ونبات0


  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية الباحثة وديعة عمراني
    تاريخ التسجيل
    21/11/2009
    المشاركات
    141
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحثة وديعة عمراني مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته

    لا أرغب بأن اقطع عنكم سلسلة تنزيل باقي اجزاء وأبواب هذا الكتاب القيم ، ولكن دوماً فضولي وتطفلي يسبق قلمي ، أرغب فقط بتوجيه سؤال بسيط لشخصكم الفاضل ( آمل من خلاله كشف بعض الغموض؟ )
    السؤال : نحن طبعا نعيش فقط فوق سطح هته الكرة الأرضية ( فوق قشرة بسيطة رقيقة لا تقارن بشي مقارنة مع باقي سمك كل الكرة الأرضية ) ، وسؤالي ؟ هل نستطيع رؤية كل طبقات هذه الكرة الأرضية التي نعيش فوقها ( وأقصد بالرؤيا الرؤيا العينية دون حاجة لاستعمال الأجهزة العلمية وغيرها .. ) .
    وجزاكم الله كل خير لردكم وسعة صدركم
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    بارك الله لكم وفيكم لهذا الطرح القيم ، ندرس كل كلمة ومعنى وحقيقة حملته صفحاته
    ونعود اليكم لطرح أي أمر استشكل علينا ، والى حين ذلك ، أتمنى لو نسمع منكم توضيحا وردكم الخير على ما سبق واستشكل لدينا
    وجزاكم الله عنا كل خير

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي]
    مرتبة العلـــــــــــــــــــم أعلــــــــــــــــى المراتــــــــــــب
    http://recherchecoronique.blogspot.com/

  17. #17
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    91- لماذا تحتاج كلمات الله من المداد بأكثر من ماء البحر وسبعة أمثاله وأكثر من ذلك ؟
    قال تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف0
    وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان0
    قد تبين من رصد الكواكب والنجوم التي ترى عبر السماء بالمراصد الفلكية الضخمة، وبتلسكوب (هالي) الذي يدور في الفضاء أن عدد النجوم كم هائل، ففي الكون المرئي أكثر من مائة ألف مليون مجرة، وفي كل مجرة من مائة إلى ثلاثمائة ألف مليون نجم 00 وما الأرض في الكون إلا كحبة رمل من رمال شواطئ البحار في الكرة الأرضية 000 ولو مثلنا حجم الأرض بحبة حمص ووازنا كل أجرام الكون بحجم الأرض، ومثلناها كذلك بحبات حمص لغطت وجه الأرض 00 ثم نظرنا بعد ذلك إلى الآية الأولى التي افترضت تحول البحر إلى مداد، وإلى الآية الثانية التي افترضت تحول البحر ومن بعده سبعة أبحر إلى مداد للأقلام التي صنعت من جميع أشجار الأرض ما نفدت كلمات الله0
    فعمّ إذن ستتحدث كلمات الله ؟ هل عن الأرض وأهلها ؟ الجواب سيكون لا 00 فالأرض وما عليها لا تحتاج كل هذا الحبر أو المداد بلفظ الآية0
    فعمّ إذن ؟ إنها ستتحدث عن ملك الله الواسع 00 عن كل هذا الكون المترامي الأطراف وما فيه 00 وعن علم الله الواسع 00 وعما لا نعرف ولا يصل علمنا لمعرفته 00 فسبحان الله عدد ملكه ومداد كلماته وزنة عرشه0


  18. #18
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    92- وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء


    قال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) الشورى0
    وقال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) العنكبوت0
    تبين آية الشورى أن الناس لن يعجزوا الله في الأرض 00 فللأرض حدود تنحصر فيها، وإن لم تكن الأرض معروفة بكل بقاعها وقاراتها وجزرها حين نزول القرآن00 فأين يفرون من الله ؟0
    وكذلك لم يكن للإنسان عمل في السماء بعيدًا عن وجه الأرض 00 فجاءت آية العنكبوت مبينة أن الناس لن يعجزوا الله في الأرض وكذلك لن يعجزوه في السماء بعيدًا عن الأرض لقوله تعالى "ولا في السماء"0
    فآية العنكبوت أنبأت بما سيكون عليه الإنسان من استعمال السماء 00 فقد جاء هذا الزمان الذي رأينا فيه استعمال الإنسان للسماء بكثافة 00 مليون إنسان يوميًا يركب الطائرات التي تتنقل في أرجاء الأرض عبر السماء وأصبح لها خطوط لسيرها في الجو كما للمواصلات الأخرى خطوط على وجه الأرض0
    وبلوغ الإنسان القدرة على الانتقال في السموات، والنفاذ إلى الفضاء، لن يعطيه ذلك أن يكون معجزًا لله 00 وما يحمل معه إلا قليلا يبقيه قي السماء لساعات عديدة، يرجع بعدها مضطرًا إلى الأرض للتزود منها بكل ما يحتاجه00 فأين المفر؟ 00 وسبحان الله علام الغيوب الذي أبلغنا بلطف فيما كان وما يكون 00 وصدق الله العظيم الذي قال عن كتابه 00(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة0


  19. #19
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    93- وأنا كنا نقعد منا مقاعد للسمع

    قال تعالى: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) الجن0
    إذا كانت السماء من مادة غازية فكيف تقعد الجن فيها ؟!0
    وهل القعود يشترط فيه أن يكون على مكان صلب ؟0
    لفظ القعود يراد به ترك العمل والرغبة فيه؛ بسبب الشعور بالعجز حقيقة، أو لكبر السن، أو خوار الهمة، أو التفرغ لأمر آخر وانتظاره:
    قال تعالى: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) الأعراف0
    قال تعالى: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة0
    قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) الإسراء0
    فقعود الجن في السماء لاستراق السمع هو التفرغ له، وترك ما دون ذلك، أو الانشغال بغيره، حتى يحين الوقت الذي يتمكنون فيه من استراق السمع، بالكيفية التي تمكنهم من فعل ذلك0


  20. #20
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    94- هل توجد مـخلوقات أخرى في الكون ؟

    تبين لنا من كل الأدلة والآيات التي مرت معنا في هذا الكتاب أن الحديث كان عن السموات والأرض والحياة التي فيهما، وبث الدواب فيهما، ولا يتعلق إلا بهذه الأرض، وما لحق بها من السموات التي أحاطت بالأرض مشكلة هذه الأغلفة الغازية0
    وقد تبين لنا أن الأجرام السيارة التي تدور حول الشمس لا يصلح منها شيء للحياة، ولا لسكنى الإنسان فيها، ولا حتى الذباب والبعوض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر 00 وفوق ذلك أنه لو كانت هذه الأجرام صالحة للحياة فإن طريق الوصول إليها طريق طويل0
    وللوصول إلى الأجرام الأقرب التي تتشكل منها المجموعة الشمسية يكون الإنسان قد خسر الكثير من وزنه وقدرته، ووهنت عظامه قبل أن يصلها، لأنه لن يصلها إلا بعد شهور أو سنين طويلة تكون قواه قد أنهكت، وقد يصل إلى درجة من الإنهاك والعجز، فيفشل في مهمته0
    هذا بالنسبة لأجرام تعد شديدة القرب من الأرض، فكيف بالوصول إلى سائر الكون ؟، بل يحتاج للوصول إلى أقرب النجوم إلينا إلى آلاف السنين إن كان حوله أجرام باردة غير مشتعلة تصلح للحياة 00 أي إنسان سيعيش آلاف السنين! إنه سينشئ له ذرية في هذا الدرب البعيد لتواصل رحلتها عنه بعد هلاكه لو قدر له أن يفعل ذلك، فإذا كان فقدان الجاذبية يوهن العظام، فإن تكون الأجنة بدون جاذبية يشوهها تشويهًا كبيرًا، ولم ينشر عن التجارب في الفضاء على تكون الأجنة حتى لا تصاب البشرية بصدمة كبيرة، فيوجد رأي عام ضد أبحاث الفضاء والسفر في الفضاء في رحلات طويلة0
    والحقيقة القائمة أننا لم نجد، ولن نجد، غير الأرض مكانًا صالحًا للحياة، ولن نستطيع أن نعرف إن كان هناك حياة أخرى على جرم آخر في الكون0
    وأهم من هذا وذاك أن القرآن لم يحدثنا عن أي حياة غير حياة البشر التي نعرفها، وهي سائرة إلى فناء، لتكون بعدها الحياة الآخرة، فمن أراد الخلود فعند الله الخلود 00 والسبيل إليه الإيمان بالله والعمل برضاه0
    : (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) الواقعة0
    : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت0
    : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) النجم0


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •