Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي - الصفحة 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 174

الموضوع: 120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

  1. #21
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    19- السموات ليست أجرامًا صلبة ولا مجموعة أجرام


    السموات بطبيعتها الغازية لا توصف بأنها جرم من الأجرام، ولا هي مجموعة الأجرام في الكون، بل هي غازات مرتبطة بالأرض مشكلة غلافًا يحيط بها، وطرفها البعيد الذي تنتهي فيه ليس ببعيد عن وجه الأرض 00 وكل مسألة نصل إليها، ونعرضها تزيد حقيقة السموات جلاء ووضوحًا 00 ولن ندع شيئًا يجلي هذه الحقيقة أو يزيل غموض فهم السموات أو يشوش فهم السموات في آيات القرآن، أو الأحاديث النبوية، إلا سنتطرق إليه إن شاء الله تعالى، حتى لا يبقى في النفوس فهم خاطئ لها، يظن أصحابه أنه يعارض هذه الحقيقة للسموات كما صورها القرآن الكريم0


  2. #22
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    20- لون السماء

    السماء خليط من مجموعة من الغازات الشديدة الشفافية بحيث لا تحجب من الضوء الذي يمر منها إلا النـزر اليسير، وهي تحجب من أشعة الشمس الضارة منها التي لا ترى بالعين المجردة، والتي تمكن الإنسان من معرفتها بعد التقدم العلمي في العصر الحديث0
    ومن الأشعة التي تأتي مباشرة من الشمس ما يتشتت في جو السماء، أو مما ينعكس عن وجه الأرض، فيظهر هذا التشتت في السماء بلون أزرق0
    ولا يصل هذا التشتت للضوء إلى مستوى الرؤية حتى يكون في سماكة كبيرة من السماء على خلفية سوداء للفضاء 00 فما بيننا وبين الجبال من السماء لا نرى له زرقة، وما بيننا وبين السحب من السماء لا نرى له زرقة 00 والخط الذي بيننا وبين الشمس في النهار، أو القمر في الليل لا نرى فيه زرقة0
    لقد تصور السابقون أن السماء جسم صلب يسد الأفق حول الأرض 00 بل إن رؤية النجوم في بعض الحضارات هي رؤية للنار خلف فتحات وشقوق في جسم السماء 00 أين هذا من تصوير القرآن للسماء؟! لم يأت العلم إلا مبينًا دقة الوصف القرآني وصدقه كما يبينه هذا الكتاب بكل أبوابه0


  3. #23
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    21- تسمية السماء بالغلاف الغازي وبالغلاف الجوي

    السماء اسم وضعه العرب، وعرف بينهم قبل نزول القرآن الكريم، وهو من صميم لغتهم، ولم يعرفوا للسماء اسمًا آخر يغلب على اسمها، وقد سموا ما يأتي منها كالمطر بالسماء كقول شاعرهم:
    إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابًا
    وجعلوا ما واجه السماء بالسماء وما واجه الأرض بالأرض فوصفوا ظهر الدابة بالسماء وبطنها بالأرض0
    وقد بينا أن سبب تسمية السماء بهذا الاسم لديمومة رؤيتها في كل مكان من الأرض، وديمومة ارتفاعها كذلك0
    وبعد النهضة العلمية الواسعة في كل المجالات في العصور الأخيرة تبين أن السماء تتكون من مجموعة من الغازات، ولفظ غاز هو لفظ أجنبي غير عربي للمادة في حالة البخار؛ أي بعد تبخر المادة وتحولها من الحالة السائلة أو الصلبة إلى الغازية 00 أخذت السماء وصفًا لها بالغلاف الغازي ، ووصفها بالغازي وصف لحالة المادة التي تتكون منها، ووصفها بالغلاف لإحاطتها للأرض وتغليفها لها من جميع جهاتها 00 فغلب هذا الوصف في الوسط العلمي على اسم السماء حتى أصبح التعامل مع السماء التي هي اسمها الأصلي على أنها الغلاف الغازي، وأن لفظ السماء أشمل من ذلك؛ أي يشمل الكون بما فيه من نجوم وكواكب وشمس وقمر، والغلاف الغازي للأرض الذي كان لا يسمى إلا بالسماء0
    وكذلك سميت السماء بالغلاف الجوي عند الحديث عن التقلبات التي تحدث فيه0
    وإخراج الاسم عن مضمونه وصرفه إلى غير واقعه يزل بالأقدام، والعقول، والأقلام، فيُتكلم في كتاب الله بما لا يصح ولا ينبغي -أعاذنا الله تعالى من ذلك- فيجب الحذر من جعل السماء والغلاف الغازي شيئين مختلفين، وأنهما ليسا شيئًا واحدًا يتصف بصفتين أو أن له اسمين 00 فننكر لأجل ذلك أن السماء هي عين الغلاف الغازي المحيط بالأرض0


  4. #24
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    22- فطر الله تعالى للسموات
    ذكر فطر السموات في عدة آيات منها؛ قال تعالى:
    (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر0
    (قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) الأنبياء0
    (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام0
    بين تعالى أنه فاطر السموات في آيات عديدة؛ أي خالقهن، كما هو في التفاسير، ولكن فطر السموات له خصوصية فوق معنى الخلق؛ ففطر الشيء جعله ينفتح وينشق، ويمتد إلى الخارج، فقد كانت قدما رسول الله صلى الله عليه السلام تتفطر من طول القيام في الليل والضغط عليهما، والفطور هو الطعام الذي يفتح له المرء فمه في الصباح بعد طول إغلاق في الليل أو بعد طول صيام في النهار0
    قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) الأنعام0
    وقد فطر الله سبحانه وتعالى السموات والأرض، فجعلهما تنفتحان أمام ما يدخل فيهما، ويغلقان عليه، فلا يبقى الطريق مفتوحًا بعد دخول الشيء فيهما، ولولا هذه الحالة التي عليها السموات والأرض ما استطاع الإنسان الحركة على الأرض، ولا الانتفاع بهما، ولما طار طير في السماء0
    وقد قال تعالى في خلق السموات والأرض: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد
    وفطور السموات لا يطول ولا يثبت لطبيعة مادة السموات الغازية وإطباق بعضها على بعض قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) الملك0
    أما يوم القيامة فهي واهية ضعيفة يزيد امتدادها في الفضاء ما يسمح للداخل إليها من الداخل والخارج بسهولة0
    قال تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) الانفطار0
    وقال تعالى: (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) المزمل0
    ولطبيعتها الغازية فهي في محاولة دائمة للتفلت لولا قبض الأرض لها بقوة جاذبيتها، ويزيد هذا التفلت قوة إذا كانت هناك معصية لله، وإشراك به؛ لأنه تعالى لم يخلق السموات والأرض إلا ليعبد الإنس والجن الله فيهما0
    قال تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) مريم0
    وقال تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) الشورى0
    يتبع غدًا إن شاء الله تعالى بقية الموضوع ...


  5. #25
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    23- لا حياة دون سموات

    السموات مصدر تنفس الإنسان، ومصدر الضغط الذي يحفظ دم الإنسان في عروقه، وهي الحافظ له من شدة الحر ومن شدة البرد، وهي الحافظ له من الشهب والنيازك والأشعة الضارة، وهي محل حركة الإنسان والحيوان والطير والنبات، ونموها جميعًا، وهي مصدر الماء الذي لا حياة بدونه0
    انظر إلى قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر0
    الملائكة حاملو العرش يستغفرون للمؤمنين خاصة، بأن يرحمهم الله، ويغفر لهم، ويقيهم عذاب الجحيم يوم القيامة، فهذا استغفار من الملائكة للذين آمنوا يوم القيامة، أو في الحياة الدنيا 00 فإن كان الاستغفار في الحياة الدنيا فإن العرش وحملته في مكان بعيد خارج السموات لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، ولم يأت ذكر للسموات في هذه الآية0
    وانظر إلى قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) الشورى0
    الملائكة في هذه الآية التي ذكر فيها تفطر السموات تستغفر لمن في الأرض بغير تحديد؛ لأن السموات إذا تفطرت انعدمت الحياة، ووقع الهلاك على جميع الناس؛ مؤمنهم وكافرهم بلا استثناء، فكان الاستغفار لأهل الأرض جميعًا0
    ودلالة هذه الآية على شدة قرب السموات من الأرض، وأثرهن في صلاح الحياة عليها، وأنه لا حياة في الأرض بدون سموات، وليس بدون سماء واحدة0


  6. #26
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    24- فتق الله للسموات

    قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء0
    لم يجهل العرب لغتهم، ولم يجهلوا معنى الرتق بأنه شدة الالتصاق، وأن الفتق هو النفش في جميع مشتقات الجذر؛ فمنه الفتاق اسم للخميرة التي تنفش العجين، ولليف الذي يستخدم في الاستحمام لانتفاشه، والفتق الذي يصيب الإنسان فيضعف الجلد وينتفش باندفاع شيء من الباطن إلى الخارج فيه، أو في الصفاق، وفتق الصوف والقطن هو نفشهما 00 كل ذلك لم يجدوا له رابطًا لفهم الآية لغياب كثير من معلومات عصرنا عنهم، فلا كروية للأرض، ولا جاذبية، ولا تصور لها بأنها سابحة في الفضاء، ولا معرفة بتمدد الأجرام، ولا انفجارها إذا عظم هذا التمدد0
    فماذا لو كانت غازات السماء مسيَّلة في أحوال كانت سابقة للأرض بسبب قوة جاذبية الأرض، وانخفاض الحرارة، ثم تبخرت بعد ذلك، وأصبحت غازًا ؟0 فكل سم3 من الماء يتحول إلى 800سم3 من البخار، وقس على ذلك التحول الكبير الذي يحدث في بقية الغازات المكونة للسموات 00 أليس هذا هو عين الفتق للسموات ؟0
    الحديث عن فتق السموات له مقدمات عديدة ليس هذا الكتاب محل الحديث عنها 00 لكن الآية تشير إلى شدة الارتباط والاتصال بين السموات والأرض، فقد كانتا رتقًا واحدًا وليس رتقين اثنين، وأن السموات كلها مع الأرض كانت رتقًا، وليس سماء واحدة0
    أما الفتق فكان لكل واحدة منهما، فتميزت السموات عن الأرض بطبيعتها الغازية أو البخارية التي خالفت فيها طبيعة الأرض الصخرية أو الترابية مع اختلاط الماء معها أو عليها0
    في التفسير جاء فهم الفتق على أن الأرض لم تكن تنبت ففتقت بالنبات، وأن السماء لم تكن تمطر ففتقت بالمطر منسوبًا إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا التفسير له جانب من المعنى اللغوي، وشيء منه، فلو بقيت الأرض صلبة كالصخر لما استطاع النبات أن ينبت، ويمد جذوره فيها، ولو بقيت السماء رتقًا مع الأرض لما تبخر الماء فيها، ولما أمطرت السماء، فكلما زاد ضغط الهواء انخفضت درجة الإشباع فيها0
    الفتق والرتق له مع غيره حديث طويل أوسع بكثير مما ذكر، ولكن محله ليس في هذا الكتاب الذي أردنا فيه بيان حقيقة السموات، وتحديدها لا الحديث عن كيفية خلقها 00 ونسأله تعالى أن يعيننا على إخراج كتاب ثان يعقب هذا الكتاب، في كيفية خلق السموات والأرض كما صورها القرآن الكريم 0


  7. #27
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    25- توسيع الله سبحانه وتعالى للسماء


    قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات0
    السموات واسعة ولكن ليست كل شيء، قال تعالى:
    : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) البقرة0
    وقال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة0
    فما مفهوم سعة السماء ؟0
    سعة الشيء هو مقدار ما يحتمله الشيء ويوضع فيه أو عليه وما زاد على ذلك خرج عنه، فسعة الكوب مقدار ما يحتمله من الماء أو الشراب، وسعة الغرفة مقدار ما تحتمله من الداخلين فيها للجلوس أو النوم أو الوقوف حسب ما جعلت لأجله 00 فلكل شيء سعة وحدود ينتهي عندها 000 وما بين الأشياء من تباعد لا يعد سعة؛ لأن هذه الأشياء وإن كثرت، لا تحصر ما بينها إلا إذا اتصل بعضها ببعض 0
    والحالة التي عليها الكون أنه يتكون من عدد يصعب تحديده من الأجرام بكل مسمياتها، في حالة تباعد بعضها عن بعض وهي سائرة في تباعد أشد، دل عليه انحراف طيف الضوء إلى الأحمر 00 وهذا التباعد لا يسمى سعة؛ لأنه يفقد شروطه، وهو باق على تباعده0
    فاتساع السماء محدود، وهو متعلق بما نطلق عليه بالغلاف الغازي 00 وأي تغيير في حجم الأرض وقوة جاذبيتها سيؤثر في سعتها، وهي في الحقيقة تتسع، وإن كانت سعتها قليلة قياسًا على ضخامة أحجام ما في الكون من شموس وأجرام، فإن سعتها ستكون كبيرة مع أحداث يوم القيامة، وسيضعفها ذلك، ويجعلها واهية ومنفطرة ومنشقة ومفتحة الأبواب على الأوصاف التي وصفت بها السماء يوم القيامة0
    وإنزال مفهوم آية الذاريات على تباعد الكون وجعله اتساعًا فيها لا يجاري ولا يماشي دقة اختيار ألفاظ القرآن، ومراعاة لأصل اشتقاقها، ناهيك عن أن السماء والسموات مع الأرض هي جزء من الكون وليسا الكون كله0
    ولكن يمكن النظر إلى ما حدث أو يحدث للأرض والسموات، فنقيس عليه، ونسترشد به لفهم ما في الكون، لا على أنه هو المقصود، والله تعالى أعلم 0


  8. #28
    عـضــو الصورة الرمزية الباحثة وديعة عمراني
    تاريخ التسجيل
    21/11/2009
    المشاركات
    141
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
    متابعون معكم ( باذن الله ) هذا الطرح الخير ، وان كان بمقدوركم نشر رابط خاص لتحميل الكتاب كاملاً ( لاستعجال الدراسة ) اكون لكم من الشاكرين .
    جزاكم الله عنا وعن الاسلام كل خير
    تعقيب : فضيلة الشيخ أبو مسلم العرابلي
    لا أرغب بأن اقطع عنكم سلسلة تنزيل باقي اجزاء وأبواب هذا الكتاب القيم ، ولكن دوماً فضولي وتطفلي يسبق قلمي ، أرغب فقط بتوجيه سؤال بسيط لشخصكم الفاضل ( آمل من خلاله كشف بعض الغموض؟ )
    السؤال : نحن طبعا نعيش فقط فوق سطح هته الكرة الأرضية ( فوق قشرة بسيطة رقيقة لا تقارن بشي مقارنة مع باقي سمك كل الكرة الأرضية ) ، وسؤالي ؟ هل نستطيع رؤية كل طبقات هذه الكرة الأرضية التي نعيش فوقها ( وأقصد بالرؤيا الرؤيا العينية دون حاجة لاستعمال الأجهزة العلمية وغيرها .. ) .
    وجزاكم الله كل خير لردكم وسعة صدركم

    التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني ; 06/01/2010 الساعة 07:56 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي]
    مرتبة العلـــــــــــــــــــم أعلــــــــــــــــى المراتــــــــــــب
    http://recherchecoronique.blogspot.com/

  9. #29
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    26- بناء السموات

    من الآيات التي أشارت إلى أن السماء والسموات هي بناء قائم؛
    قال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) البقرة0
    : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) غافر0
    : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) ق
    : (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات0
    : (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) النبأ0
    : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) النازعات0
    : (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) الشمس0
    لا يكون الشيء بناء حتى تكون له قاعدة يستند عليها، وأن يركب بعضه بعضًا فيكون له امتداد إلى أعلى، ويشد بعضه بعضًا0
    قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) الصف0
    : (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) الزمر0
    فكيف نفهم من ذلك بناء السماء ؟0
    السماء تلازم الأرض، وليس هناك شيء فاصل بينها وبين الأرض؛ فهي مرتكزة على الأرض، وضاغطة عليها بما يسمى بالضغط الجوي الذي يزداد قوة كلما زاد عمود الهواء على المكان 0000 وقد دل الضغط على أن أجزاء السماء يركب بعضها على بعض، ويؤثر فيه، ويضغطه باتجاه الأرض 00 فدل هذا على ارتكاز أعلاه واعتماده على أسفله، فبذلك تكون السماء على هذا الحال بناء، ويكون لها ارتفاع مقدر0
    وثانيًا أن هدف البناء هو الحماية والإيواء، والسموات تحقق لنا ذلك؛ فهي حامية وحافظة لأنفسنا وما كان سببًا في استمرار حياتنا مما خلق الله من حيوان ونبات0


  10. #30
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    27- السماء سقف محفوظ

    السقف لا يكون إلا على بناء، والسقف لا يكون معلقًا في الفضاء بدون أعمدة وركائز يعتمد عليها، وقد بينت آية الزخرف التالية أن السقوف كانت للبيوت المبنية؛
    قال تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) الزخرف0
    وبينت آية النحل التالية أنه لما ذهب البناء خر السقف ولم يثبت مكانه؛
    قال تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) النحل0
    وبينت آية الطور أن السقف الذي أقسم به الله سبحانه مرفوع، والرفع زيادة في الشيء المرفوع تبقيه على اتصاله بما تحته، كما سيأتي الحديث عنه لاحقًا0
    قال تعالى مقسمًا بالسماء: (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) الطور0
    أما آية الأنبياء فقد جعلت السماء هي السقف نفسه، ولما كان السقف يحتاج إلى بناء يقوم عليه والبناء بحاجة إلى السقف كانت السماء هي البناء كما بينته آيات أخرى وهي السقف أيضًا في آن واحد فالسقف جزء من البناء يمكننا من المرور تحته والسكنى تحته كذلك السماء، فنحن نتحرك فيها وهي محيطة بنا، فهي لنا البناء، وهي لنا السقف، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) الأنبياء0
    وقد وصفت السماء في هذه الآية بأنها محفوظة، وليست حافظة، فهو تنبيه آخر يبينه الله لنا أن السماء كونها بناء، وكونها سقفًا كان بفعل قوة جاذبية الأرض التي أمسكت هذه الغازات، ومنعتها من التفلت والانتشار، فتجمعت فوق الأرض، فكانت بناء، وكانت سقفًا، وحفظت أيضًا بمجال الأرض المغناطيسي الذي يصد عنها الجسيمات والأشعة الضارة، وبحفظها بهاتين حفظت أجسامنا وما فيه حياتنا، وحمتنا مما يضرب الأرض من شهب وغيرها، فسبحان الله العليم الحكيم !0
    وأكثر أجزاء السماء حفظًا لنا مما يأتينا من فوقنا هي الأجزاء العليا من السماء فكانت هي السقف لما تحتها0


  11. #31
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    28- سمك السماء

    قال تعالى عن السماء: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) النازعات0
    سمك السماء هو ما بين حديها، ورفع سمكها يكون بزيادة فيها من نفس مكوناتها، أو تغيير حالها بفتقها وانتفاشها، فيقل ضغطها، ويزداد حجمها، ويرتفع بذلك أعلاها0
    والسمْك: سقف البيت وهو من أعلاه إلى أسفله وقامة كل شيء، والسامك: العالي المرتفع0
    والسمَك: الحوت وفي صفته أنه يستطيع الحركة فيتفلت في داخل الماء من أعلاه إلى أسفله0
    ورفع سمك السماء هو زيادة اتساعها بزيادة مادتها، وفتقها، فيصبح أعلاها أكثر ارتفاعًا من قبل، فتسهل الحركة فيها، فهذا من تسوية الله الخالق للسماء، وإتمامه بهذا الرفع لأعلاها0
    وأرشدت هذه الآية كما أرشد غيرها من الآيات التي ذكرت فيها السماء إلى أن السماء مادة متماسكة متصلة، فلا تباعد بين أجزائها ولا مكوناتها0
    ورفع سمك السماء هو عين الفتق، وعين توسع السماء، فكل آية في وصف السماء تسلط على جانب من الجوانب الدالة على حقيقة السموات بما في هذا الوصف من خصائص يتميز بها0


  12. #32
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    29- رفع السماء

    الرفع: زيادة تعطى للشيء، أو تحصل فيه، فتعلو بها ذاته كرفع قواعد الكعبة بزيادة البناء عليها، والقواعد في محلها في قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة0
    أو يعلو بها قدره ومنـزلته على غيره من الناس كما في:
    قوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف0
    وكقوله تعالى في رفع بعض الأنبياء على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (253) البقرة0
    وكقوله تعالى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) مريم0
    وكقوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح0
    والشيء المرفوع لا بد له من شيء يرفعه من جنسه، كما في حجارة البناء، أو بخاصية يتفضل بها على غيره من مال أو علم أو كرامة من الله، أو بقدرة من الله كرفع الطور فوق الوجهاء الذين اختارهم موسى عليه السلام من بني إسرائيل، وطلبوا رؤية الله عز وجل؛
    قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة0
    وقد بين تعالى رفعه للسماء في عدد من الآيات 00في مجال الاعتبار والتفكر في رفع الله للسماء، وهذا يدل على أنها لم تكن مرفوعة في أول أمرها وبداية خلقها، كما في قوله تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) الغاشية0
    وفي مجال إتمامها وإكمالها بتسويتها كما في قوله تعالى: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) النازعات0
    وفي مجال بيان وضع السماء على حال تصلح للميزان كما في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) الرحمن0
    فعمل الميزان يتأثر بالضغط الجوي للسموات، فكلما زاد الضغط الجوي على الأشياء تسلسل خروج الأشياء عن الوزن لتغير حالها مع وزن الهواء، فإذا نقصت كثافتها عن كثافة الهواء طفت وارتفعت في الهواء، كما يحصل للمناطيد وكما هو الحال في الماء الذي يمتنع فيه وزن ما يطفو عليه كالفواكه والخشب ويتعطل معها عمل الميزان0
    وفي مجال كيفية ارتفاع السماء كما جاء في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) الرعد0
    يحتمل فهم رفع السماء بغير عمد بالصيغة التي جاءت في الآية أن السماء رفعت بغير عمد، أو أن السماء رفعت بعمد لا ترى 00 أي أن هاء الضمير في ترونها إما تعود إلى السموات أو تعود إلى الأعمدة 00ووضع المعنى في صيغ لتحتمل أكثر من معنى، وهذا من أساليب القرآن الكريم التي تميز بها كتاب الله0
    والمعنيان مقصودان، وبهما يفهم رفع السماء 00 ذلك أن السماء رفعت، ولا بد من شيء يرفعها، ويبقيها على اتصال بالقواعد التي بنيت عليها وهي الأرض، فكانت أعمدتها من نفسها، ونفس السماء مكون من غاز لا يرى فكذلك أعمدتها لا ترى0
    وثانيًا أن الأعمدة التي رفعت السماء لا تباعد بينها، وهي في حال اتصال والتصاق بينها كقطعة واحدة مشكلة طبقات يرفع بعضها بعضًا كما ترفع طبقات البناء بعضها بعضًا 00 ولو تباعدت الأعمدة عن بعضها لأمكن التفريق بينها وتمييزها0
    فعلى هذا تكون السماء قد رفعت بعمد، ولكن رفعها بحالة غير رفع العمد للخباء أو سقوف الأبنية، فهي قد رفعت نفسها بنفسها، فكانت كل سماء عمدًا لما فوقها من السموات0
    وهناك أكثر من رفع للسماء لا صورة للعمد فيها؛ بزيادة مادتها بما يعرج فيها مما يخرج من الأرض من غازات وأبخرة البراكين وغيرها فيرفع سمكها0
    ورفعٌ بسبب تغير قوة قبض الأرض على السماء بجاذبيتها، فتتحلل السماء من بعض هذه القبضة، فيعلو حدها الأعلى، ويرتفع سمكها، وتصبح أكثر فتقًا0
    كل ذلك مما يحتمله نص الآية والله تعالى أعلم0


  13. #33
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    30- ظلال من في السموات

    الظلال: جمع الظل، وهو الظلمة الخفيفة من بقية ظلام الليل التي تستمر على يسار الأشياء القائمة الثابتة إلى الظهيرة، والتي لا يضربها ضوء الشمس بعد طلوعها0
    ولهذا السبب سمي الظل بالظل لاستمراره بعد طلوع الشمس، ولا يسمى بعد الظهر بالظل، بل يسمى بالفيء؛ لأنه يفيء أي يعود إلى المواضع التي ضربتها الشمس في أول النهار0
    أما ظل الإنسان فهو دائم ومستمر معه في النهار غير مرتبط بأول النهار أو آخره لصريح قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15) الرعد0
    فهو ظل في أول النهار، وظل في آخر النهار، وذلك لأن الإنسان متحرك لا يثبت في مكان إلا لحاجة أو سبب0
    والظل مرتبط بالشمس ارتباطًا لا انفكاك منه، وهي الدليل عليه، وسبب هذا الظل هو دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس، فيحدث من ذلك الحركة الظاهرية للشمس، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) الفرقان0
    وآية الرعد بينت أن موضع الساجدين هو السموات والأرض، حيث يكون لهم فيهما ظلال في الغدو والآصال، فدل هذا البيان على أن السموات والأرض يحدث فيهما ظل النهار 00 ومن المعلوم علميًا الآن أن الشمس ترى عند أطراف حدود المجموعة الشمسية كأي نجم آخر، ليس لها هذا الضوء الذي نراه، ولا الظل الذي نشاهده 00 وهذه الآية كأخواتها اللواتي يتحدد بهن مفهوم السموات0
    وأمر آخر قبل الانتقال من الحديث عن شهادة هذه الآية في بيان حقيقة السموات نتساءل عن المقصود بظلالهم 00 ظل كل إنسان هو الذي يتبعه أينما ذهب تحت ضوء الشمس 00 أهو المقصود في الآية ؟ أم غيره ؟ أم هو مع غيره ؟0
    منطوق الآية يقول أن الظل المعروف هو المقصود0
    ولما كان الظل تابعًا فمن المعقول المقبول أن يراد بالظل كل تابع يتبع غيره فيكون معه أيضًا في السجود، لأن السادة والعبيد والرئيس والمرؤوس وكل شيء يخضع لله، ويسجد له، فلا يخرج عن أحكام الله وسننه التي وضعها في الكون0
    فعلى هذا الاتساع في المعنى يكون كل حاكم ومحكوم، وآمر ومأمور، لا يمتنع من السجود لله ولو في سنن الله في الكون دون شرعه0


  14. #34
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    31- حبة خردل في السموات
    قال تعالى في وصية لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) لقمان
    الخردل نبات أرضي معروف، وله حب صغير 00والله سبحانه وتعالى لا يضيع عنده ولا يغيب عنه مثقال حبة من خردل، ولو كانت هذه الحبة، على صغرها، في بطن صخرة قد أغلقت عليها منذ زمن بعيد، قبل أن تتحول إلى صخرة صلدة، أو كانت في داخل الأرض على اتساعها، أو في السموات على ارتفاعها واتساعها، يعلمها سبحانه وتعالى ، ويأتي بها0
    والأماكن التي يحتمل وجود حبة الخردل فيها هي إما في صخرة من الصخور، وكثير من الصخور هي رسوبية قد احتوت على بذور نباتات عديدة، وإما في الأرض، فتكون حبة الخردل على وجهها، أو بين ترابها، وإما في السموات، قد رفعتها فيها رياح أو زوابع أو أعاصير0
    ولا يشطط بنا الخيال في حبة الخردل التي هي من نبات حي من نباتات الأرض، الذي لا يوجد إلا على الأرض لنجعلها في القمر أو المريخ 00 السموات هي السموات التي ارتبطت بالأرض لا بغيرها، وطوقتها من كل الجهات فأطبقت عليها بشدة، وهذه الآية هي إحدى شواهد القرآن التي تبين حقيقة السموات0


  15. #35
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    32- يخرج الخبء في السموات والأرض


    وهذه شهادة أخرى من الشهادات جاءت في قوله تعالى من سورة النمل:
    (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) النمل0
    الخبء: المستور، وإخراج الخبء في السموات غير إخراجه من السموات؛ لأن إخراجه من السموات يعنى جعله في غيرها، أما إخراجه فيها فهو إظهار له فيها بعد ستره، فهذه شهادة أخرى من القرآن على شدة التقارب بين السموات والأرض من طير يتنقل بينهما، ويبحث عن الخبايا فيهما0
    كيف يخرج الخبء في السموات، والسموات شديدة الشفافية لا تخفي في باطنها شيئًا ؟!0
    الجواب على ذلك كان فيما وصل إليه العلم، وتقدم فيه من يوم اكتشاف المناظير والمجاهر، فصنع الإنسان مجاهر عظيمة التكبير، أظهرت ما خفي في الأرض والسموات من مخلوقات في منتهى الصغر من أنواع البكتيريا والفيروسات، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولا حتى في مجاهر ضعيفة القدرة في التكبير 00 وهذا الخبء بأنواعه كان مستورًا زمنًا طويلاً حتى أتاح الله من العلوم ما يكشف عنه مصداقًا وبيانًا لما في هذه الآية، ولأمور كثيرة في آيات الكتاب العزيز0
    ومثل ما في السموات من خبء يصل أعداده بالآلاف المؤلفة في م3 ؟ أو حتى في سم3، ودون ذلك بكثير يوجد أيضًا مثله في الأرض، ولكن الأرض تستطيع أن تستر في طياتها مثل ما في السموات من الخبء، وأكبر من ذلك، مما لا يرى لطبيعة الأرض المكونة من المواد الصلبة غير الشفافة القادرة على ستر وإخفاء ما تحتها وما بينها0
    أما إخراج هذا الشيء في السموات فيكون له تأثيره في الإنسان والكائنات الحية، فيسبب الأمراض التي كانت لا يعرف سببها من قبل، أو التي لم تكن معروفة، ولم يصابوا بها من قبل0


  16. #36
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    33- أسباب السموات

    قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) غافر0
    الأسباب: جمع سبب، وهو ما يصل بك إلى الشيء، وبلوغه من حبال أو طرق ومسالك وغير ذلك0
    لم يكن في طلب فرعون من هامان أن يبني له صرحًا ليبلغ الطرق التي توصله إلى السموات بالجمع لا الإفراد إلا سخف تصور فرعون لله عز وجل، كأنه سبحانه وتعالى في مكان يحصره، ويريد فرعون أن يصل إليه 00 فلو كان الأمر كذلك فكيف وصل إليه موسى عليه السلام وهو لا يملك الوسائل التي يملكها فرعون في زمانه ؟ وكيف علم بوجوده ؟0
    يقر فرعون في قوله بأن السماء سموات، كما أقرت العرب في آيات عديدة دون تحديد عددها أن الذي خلق السموات هو الله: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) العنكبوت0
    فكيف لهم معرفة أن السماء سموات ؟0
    لعل في جواب فرعون الإجابة 00 فقوله أسباب السموات أي أنه يرى فيها اختلاف طرق السحب، منها ما علا، ومنها ما انخفض، ومنها ما اشتد علوه، وتنوعها بين البيضاء الخفيفة، وبين السوداء الماطرة، واختلاف اتجاهاتها، واختلافها في السرعة، فيمر بعضها فوق بعض0
    ويرى الإنسان كذلك الاختلاف بين سماء باردة فوق الجبال، وسماء حارة فوق المنخفضات، واختلاف المطر النازل منهما، فيقدر من ذلك بأن السماء هي عدة سموات0
    وقد يكون ذلك من فرعون اتباعًا لرد موسى سبحانه وتعالى على سؤاله وإقرارًا منه: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) الشعراء0


  17. #37
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    34- لمس السماء

    اللمس: طلب الشيء، أو طلب ما فيه، كان في ذلك اتصال واحتكاك بالشيء أو لم يكن، وعلى ذلك جاء قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) الحديد 00 التمسوا نورًا أي اطلبوا نورًا آخر غير نور المؤمنين والمؤمنات0 00 ومن ذلك:
    قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا (43) النساء0
    وكذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا (6) المائدة0
    فلامستم النساء التي جاءت في الآيتين كناية عن الجماع الذي فيه طلب تحقيق الشهوة عندهن، وهو من الألفاظ التي يعلمنا الله تعالى فيها أدب القول بالكناية عما لا يحسن التصريح به، وفعل لامس من أفعال المشاركة الذي يكون فيه طرفان يشتركان بنفس الفعل على السواء في أكثر هذه الأفعال، وقد يأتي هذا الفعل لرغبة عند طرف واحد دون الآخر، وفي ذلك ما يعلل سبب القراءة الأخرى للآية (أو لمستم النساء)0
    ومن فسر الملامسة وهي إصابة الجلد والاحتكاك به بالمصافحة، أو لأي سبب آخر، فإن كان الأمر كذلك فهل حكم الطهارة من الجنابة هو نفس حكم الطهارة من الجماع؟00 الجنابة تكون من الجماع ومن الاحتلام والأخيرة في السفر هي الأقرب 0 وقد يحتمل الأمر الاثنين معًا وإن كان الأمر الأول هو الأكثر وضوحًا ويتماشى مع المعنى الجذري للمس0
    قال تعالى: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) الجن0
    لمس السماء هو طلب ما فيها من الأخبار، وقد كانت الجن تسترق السمع لتسمع ما قدِمت به الملائكة من الله لتبلغه الملائكة الموكلين بالناس وبالأرض وما عليها 00 وقد كان ذلك قبل نزول الوحي بالقرآن0
    والسماء ليست جسمًا صلبًا فيكون لمسها، أي طلب معرفتها، بوضع اليد عليها، وليست السماء سائلا فتوضع اليد فيها طلبًا لمعرفة ما هي عليه أو معرفة ما فيها 00 ولكنها غاز أو بخار انعدمت رؤيته لشدة شفافيته، ولا يرى حتى يتحول عن حالته الغازية إلى السائلة أو الصلبة0
    والسماء هي على الحال التي هي عليها من يوم أن خلقها الله سبحانه وتعالى وسواها سبع سموات0
    وهذه الآية تفهم وتفسر على ضوء باقي الآيات التي كشفت عن حقيقة السموات بالجمع والإفراد0
    وقد ورد موضع خامس وأخير من مادة "لمس" فيه إعجاز يحسن الوقوف عليه في قوله تعالى:
    (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) الأنعام0
    لو نزل تعالى كتابًا مقروءًا معجزًا للبشر على النبي صلى الله عليه السلام لما أنزله مكتوبًا على الأشياء التي لم يعرف العرب غيرها من ألواح العظام والحجر وسعف النخل والجلد، وهو تعالى يعلم أن البشر سيصنعون الورق، وسيجيدون صناعته، وسيكتبون كتبهم بوسائل عديدة وأجهزة يطورونها جيلاً بعد جيل؛ لحفظ كتاباتهم، حتى يصلوا من التطور إلى كتابة الكتب، وخزنها بكميات لم يخطر على بال أحد من قبل بالأجهزة التي تسمى بالكمبيوتر على مساحة لم تكن تتسع لكتابة الفاتحة في زمن نزول القرآن0
    وقد وصف تعالى إنزال هذا الكتاب البديل في قرطاس، والقرطاس هو ما يوضع فيه جزء من بعض الشيء المبيع، ففي القرطاس يوضع كمية صغيرة تؤخذ من وعاء أو كيس كبير للسكر أو الرز أو العدس أو أي حبوب أو مواد أخرى لا يستطيع المشتري أن يشتري كامل الكيس أو ما في الصندوق 00 ففي القراطيس ينقص مقادير ضئيلة من الشيء المبيع ليسهل على المشتري ويمكنه من شرائها حسب مقدرته 00 ويحتفظ البائع بالباقي لمن يأتي بعده للشراء0
    وبفهم سبب استعمال القرطاس وتسميته، نستطيع فهم الكتاب عندما يكون في قرطاس، فبعضه يعرض للاطلاع عليه، ويحفظ بالباقي لحين الطلب والاستعمال0
    لكن كيف يطلب ما في الكتاب الذي في القرطاس ؟0
    يطلب ما في الكتاب الموضوع في القرطاس باللمس باليد كما بينته الآية 00 وهذه الصورة أو الطريقة هي طريقة استخدام الحاسوب أو الكمبيوتر، وطلب كل ما وضع فيه من معلومات يكون عن طريق لوحة المفاتيح، واليوم تطور الأمر بالاستغناء عن لوحة المفاتيح البارزة بمفاتيح تستعمل عن طريق اللمس فقط 00 هكذا سيكون التعامل مع هذا الكتاب0
    فماذا لو رأى العرب في زمن النبي صلى الله عليه السلام (كمبيوتر)، ورأوا خروج الكتابات والصور وتبدلها ؟ 00 لذهلوا مما يرون، ولقالوا كما بينته الآية: (لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) لأن الأمر فوق قدرتهم على تعليل ما يرون في ذلك الزمان0
    أما لمس أي كتاب في زمن الرسول صلى الله عليه السلام فلا يؤدي إلى القول: (إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)، فظاهر هذه الآية أن الكتاب محفوظ بغير ما تعرفه العرب في زمن نزول القرآن0
    وقد عرب العرب كلمة كمبيوتر بالحاسوب وهذه التسمية لا تفيد إلا القيام بعمليات الحساب والتقدير، لكن الكمبيوتر لا يقوم بهذا العمل فقط، لكن له أعمال كثيرة متنوعة كتنوع حاجات الناس0
    ولو كان هذا الجهاز من صنع العرب لما وجدوا له اسمًا شاملاً أفضل من تسميته بالمُقَرطِس أو المُقَرطَس أو القرطاس، لأن هذه حقيقته حيث أنه يجزئ له كل ما يدخله؛ ليسهل استرجاعه فيخرج ويظهر لنا ما نطلبه منه وهو قليل مما عنده، ويظل الباقي مخفيًا ومحفوظًا فيه للحاجة، أو عند الطلب0
    وفي هذه الآية إشارة لما لم يعرف في زمن نزول القرآن، وفيها تصديق لقوله تعال: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ (38) الأنعام0


  18. #38
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    35- مسك السماء من الوقوع على الأرض


    قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) الحج0
    مسك الله تعالى للسماء هو حفظها في مكانها، ومنع إرسالها إلا بإذنه أن تقع على الأرض 00 ومعنى أن تقع على الأرض أن تثبت عليها، وليس المعنى أن تسقط عليها، فهذا المفهوم الدارج عند الناس أن معنى الوقوع هو عين السقوط لا يوافق حقيقة السموات0 ولم يبين أهل القواميس الفارق بينهما0
    مادة وقع كلها في استعمال القرآن واللغة يفيد الثبات ولذلك نقول مثبتين صحة ما نقول "في الواقع أن الأمر كذا " ووقع الحق: ثبت، والواقعة من أسماء يوم القيامة لثبات قدومها وتحققه، والأمثلة على ذلك في القرآن كثيرة0
    وكذلك ليس هناك فاصل بين السماء والأرض من غير جنس السماء أو الأرض حتى تسقط السماء على الأرض، فبداية السماء هو من وجه الأرض0
    ولما كانت السماء في الحالة الغازية فإنها في حركة دائمة ونحن نحس بالاختناق عندما تتوقف حركة الهواء0
    والسماء لا تثبت على الأرض إلا في حالة تحول مكوناتها إلى سوائل أو مواد صلبة، وكل مكوناتها قابلة للتحول إلى ذلك، وهو مشاهد لدينا عندما يتحول بخار الماء إلى مطر أو برد ينـزل على الأرض 00 لذلك قال تعالى "إلا بإذنه" وهذا يكون بعد إذنه تعالى
    00 وكل مكونات السماء تتحول بالضغط والتبريد إلى سائل، ولو شاء الله تعالى لغير حال الأرض بزيادة قوة جاذبيتها فيزداد تبعًا لذلك ضغط السماء، ويخفض الله درجة حرارتها بتبريد حرارة الشمس، أو بالصورة التي يشاؤها الله عز وجل فتتحول كل مكوناتها إلى سوائل أو مواد صلبة تثبت على الأرض ولا تفارقها، فسبحان من مسك السماء من الوقوع على الأرض، وجعلها غازًا متحركًا؛ لتصلح الحياة بهذه الحركة منها0
    وقد يكون الثبات بعد سقوط، لهذا فسر أحيانًا الوقوع بالسقوط، لأن الساقط يثبت على الأرض بعد أن يهوي إما ميتًا، وإما محطمًا، والمطر والبرد الساقط يثبت على الأرض لفترة قصيرة أو قد تطول، ويظل المعنى الأصح لقوله تعالى: (أن تقع السماء على الأرض)، والموافق لاستعمال مادة "وقع" في القرآن هو: أن تثبت على الأرض بتوقف حركة الهواء، أو تحول غازاتها إلى سوائل أو مواد صلبة تثبت على وجهها0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 09:07 AM

  19. #39
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    36- مدة خلق السموات

    بين الله تعالى أن خلق السموات والأرض تم في ستة أيام في مواضع عديدة في القرآن الكريم؛
    كقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) ق0
    وبين تعالى أن خلق الأرض كان في يومين، ثم أتم خلقها بتقدير الأقوات فيها في أربعة أيام، وأتم خلق السموات بتسويتها في يومين، فتم خلقهما في ستة أيام:
    قال تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت0
    وهذا التفصيل الذي أراده تعالى في هذه الآيات له عدة فوائد منها:-
    • أن الخلق تدرج في هذه الأيام الستة على التفصيل الذي ذكر0
    • أن خلق الأرض كان في يومين0
    • أن تقدير الأقوات بدأ مع اليوم الأول وانتهى في اليوم الرابع، فدخلت الأيام الأولى في الأيام الأربعة0
    • أن تسوية السموات كانت في آخر يومين0
    • أن خلق السموات بدأ من أول يوم، وانتهى في آخر يوم، فتم خلق السموات في ستة أيام0
    • هذا التفصيل يبين لنا سر تقديم خلق السموات على خلق الأرض إلا السموات العلى، التي ذكر خلقها بعد خلق الأرض0
    : (تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) طه0
    • أن مجموع أيام خلق السموات والأرض هو ستة أيام0
    • أن هذا التفصيل لبيان تتابع أيام خلق السموات والأرض، ولم تكن أيامًا متباعدة دخلت بينها أخرى0
    • أن الأيام لها عدد، واليوم من أول النهار إلى آخره، وبين كل يومين ليلة، والفاصل بين أيام الدنيا هي الليالي، وأيام خلق السموات والأرض تحتاج إلى فواصل بينها أيضًا حتى لا تعد يومًا واحدًا0
    • الفاصل بين الأيام الأربعة الأولى عن اليومين الأخيرين، كما ترشد إليه الآيات هو الدخان، ويقدر عليها باقي الأيام لشبه الظلام الذي يحدثه الدخان بظلام الليل0
    • أنه من أراد حساب زمن خلق السموات فعليه ألا ينسى الفواصل بين الأيام الستة حتى يصح تسميتها وتقسيمها إلى ستة أيام، وإلا كان حكمها يومًا واحدًا بطول ستة أيام0
    • أن طول أيام الخلق أو عددها لم يكن إلا لحكمة أرادها الله ولم يكن عن مشقة خلقها0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 09:07 AM

  20. #40
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة


    37- تقدير اليوم من أيام خلق السموات والأرض

    اليوم هو وقت من الأوقات يتواصل فيه الصحو والإفاقة مع العمل أو بدونه تكون له بداية وقد يكون له نهاية، أو لا تعرف نهايته إلا عند الخروج منه0
    فاليوم الآخر يوم له بداية وليس له نهاية0
    واليوم من أيام الأرض هو من طلوع الشمس إلى غروبها فيتبعه ليل، ثم بعد الليل يبدأ يوم آخر مثله 00 ويختلف عدد ساعات اليوم في الصيف عنه في الشتاء، وساعة ابتدائه وساعة انتهائه0
    هذا مفهوم اليوم في الأرض، ثم صار الاستعمال لليوم بمعنى الليل والنهار؛ لأن الإنسان يحصي ساعات النهار، ولا يحصي ساعات الليل، وهو يغط في نومه ليفيق على اليوم التالي، فأصبح اليوم في العرف الحديث أربعًا وعشرين ساعة0
    هذا اليوم على الأرض، أما في الأجرام الأخرى من المجموعة الشمسية فهو بين (بضع ساعات) كما هو الحال في زحل وأورانوس، و (243) يومًا من أيام الأرض كما هو الحال في الزهرة0
    فالأيام تختلف من جرم إلى جرم، ومن مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان، فاليوم في أقطاب الأرض ستة أشهر، وفي خط الاستواء يكاد يتكافأ النهار (اليوم) مع الليل في معظم السنة في حدود اثنتي عشرة ساعة0
    وقد بين تعالى أن عروج الأمر وحده إليه يكون في يوم مقداره ألف سنة0
    قال تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة، ووصول الأمر إلى الله عز وجل إما يكون بحمل الملائكة له، وإما يرسل إرسالاً بسرعة الضوء بطريقة مشابهة لما فتحه للبشر في تطوير وسائل اتصالاتهم0
    وأن عروج الملائكة مع الروح إليه يكون في خمسين ألف سنة قال تعالى:
    (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج0
    وفي هذا بيان لعظم الروح، حيث تثقل على الملائكة، فيحتاجون إلى خمسين ضعفًا من الزمن اللازم للعروج بها إلى الله، أو أن الروح لا تحتمل سرعة الملائكة، فيترفقون بها فيكون هذا التأخير الشديد في زمن الوصول إن أريد بالروح أرواح البشر بعد قبضها، غير التفسير الوارد بأن الروح هو جبريل عليه السلام0
    وفي الحج يقول تعالى:
    (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج0
    ففي هذه الآية يبين تعالى أنه يعد للناس بالأيام، واليوم عنده ألف سنة، والناس يستعجلون، فدنيا الواحد منهم دون عشر هذا اليوم، ولا يصل إليه إلا العدد الضئيل منهم0
    فهل مقدار هذا اليوم المقدر بألف سنة هو المعتبر في قياس الأيام السابقة والأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض؟ أو أن هذا اليوم هو اليوم المطلق الذي يرتبط بعمل فيه؟0
    لقد رأينا اختلاف الأيام مع رفع الأمر إلى الله ورأينا اختلاف الأيام مع وجود الروح مع الملائكة 00 فهل يكون يوم الخلق يساوي أحدهما؟ أم أنه أطول أو أقصر من أحدهما ؟0
    يرجع تقدير اليوم من أيام خلق السموات والأرض إلى الله تعالى، فقد يكون كل يوم يساوي ألف سنة أي أن الله قد خلق السموات والأرض في ستة آلاف سنة 00 أو يكون في ثلاثمائة وخمسين ألف سنة 00 أو يكون في أكثر من ذلك بكثير، أو أقل من ذلك، والله تعالى أعلم0
    هذا في حساب الأيام التي كان فيها خلق لهما، فماذا عن حساب الفواصل بين الأيام ؟0
    علينا ألا ننسى أن الخلق تغيير في الصفات لا الإيجاد من العدم، فالسموات والأرض أصبحتا في حالة وصفة غير اللتين كانتا عليهما قبل الخلق0
    فالخلق طرأ عليهما في زمن قريب أو بعيد 00 فأصبحت الأرض تقبل الماء بين أجزائها، وتقبل إنبات النبات من تربتها، ولم تكن على ذلك من قبل 00 وأن السموات كانتا مادة صلبة كالبرد، أو سائلا كالماء، ثم أصبحت غازًا وبخارًا يحيط بالأرض، ويعمها بإطباق من جميع جوانبها، فيقبل احتواء بخار الماء ثم يسقطه مطرًا إذا تجمع وثقل فيه0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 09:07 AM

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •