آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 174

الموضوع: 120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

  1. #61
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    58- مسك الله الطير في جو السماء

    قال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) النحل0
    المسك الحفظ في المكان بكل معانيه، واستعمالات جذره، ولذلك سمي الجلد الذي يصنع منه قرب الماء أو اللبن وغير ذلك بالمَسك 00 فمسك الطير في السماء له أكثر من دلالة:
    حفظ أجساد الطيور من السقوط بما وهب الله لها من الأجنحة، تحفظها في جو السماء من السقوط دون إرادتها، مما يجعل ذلك سببًا في هلاكها0
    أن الله يحفظها في جو شديد البرودة في السماء من التجمد0
    أن تحفظ عروقها من التفجر والنـزف فبعض الطيور يبلغ ارتفاعًا يزيد على 11كلم، وهذا الارتفاع لا يستطيع الإنسان أن يتحمل فيه قلة الضغط، وانخفاض الحرارة، ونقصان نسبة الأكسجين في الهواء0
    لذلك جاء لفظ المسك دون غيره؛ لما فيه من حفظ حرارة الطير، ودمه، وقدرته على التنفس0
    وبين تعالى في آية النحل المذكورة أن الطير مسخرات في جو السماء 00 فما وجه تسخير الطيور في جو السماء ؟0
    بعد أن فتح الله تعالى من العلوم الكثيرة على البشرية التي مكنت العلماء من متابعة الطيور في رحلتها تبين أن الطيور:
    تعمل على نقل البذور مسافات بعيدة لتنمو في بلاد أخرى أو قارات أخرى0
    تكون طبقات من السماد في المناطق والجزر والمستوطنات تفيد الحياة النباتية0
    أنها غذاء لبعض الحيوانات في المناطق التي تهاجر إليها، فتعمل على الحفاظ على استمرار نوعها0
    كما أنها تتغذى على بعض الأنواع من الحشرات والزواحف والبرمائيات، فتساهم في توازن طبيعي في الأرض في المناطق التي تسكنها أو تهاجر إليها0

    وذكر الجو في التسخير له أثره في التسخير؛ فجو السماء هو باطنها في حال الاضطراب وعدم الاستقرار، وهذا يساعد الطيور في رحلاتها الطويلة لتقلل من الطاقة في طيرانها الذي تقطع فيه آلاف الكيلو مترات، فتركب تيارات الهواء ومساراتها في حال ارتفاعها واندفاعها0
    وفي سورة الملك يقول تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) الملك0
    في هذه الآية يؤكد تعالى مسكه للطيور؛ أي حفظه لها في السماء0
    وفي هذه الآية لم يأت بلفظ السماء ولا بلفظ الجو 00 ولكن ذكر أن الطيور فوق الناس، فدل على أنها في السماء، وليست ساكنة على الأرض، وهن صافات أي واقفات بانتظام في السماء، أو يقبضن أجنحتهن ليحافظن على ارتفاعهن أو تحركهن في السماء، فلما دلت الآية على مشقة الطيران التي لا تمكن الطائر من البقاء طويلاً في طيرانه لم تذكر السماء التي لفظها يدل على الديمومة والبقاء، ولم يذكر جو السماء لسكون السماء الذي دفع الطيور لتقبض أجنحتها وترفرف في السماء فوق رؤوس الناس 00فهذه الآية تعلقت في أنواع من الطيور غير المهاجرة، والله تعالى أعلم وللحديث توسع عند الحديث عن جو السماء0


  2. #62
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    59- طيران الإنسان في السماء

    قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام0
    يبين الله تعالى أن جميع دواب الأرض والطيور هي أمم مثل الناس، ومعنى أن كل نوع أو جنس منها أمة أنها تتبع نفسها، وتعمل لأجل ذاتها، وهو الملاحظ في تصرفات جميع الدواب والطيور0
    ليس حديثنا عن أنواع الدواب والطيور وسلوكهن هو موضوع كتابنا 00 إنما كان استشهادنا بهذه الآية لإشارة عجيبة جاءت فيها ألا وهي قوله تعالى: ( ولا طائر يطير بجناحيه ) 00 فنحن على علم ويقين أن كل ما يسمى بطائر لا يطير إلا بجناحيه 00 فلماذا جاء ذكر الجناحين ؟0
    جناحا الطير هما اللذان يمكنان الطائر من الطيران، فلولا دفع الطائر للهواء بجناحيه بقوة مرات كثيرة لما ارتفع الطير في السماء، فالجناحان هما مصدر قوة الطائر اللذان وهبهما الله تعالى له للسير في السماء، والانتقال خلالها إلى الأماكن القريبة أو البعيدة0
    الطيور أجناس، وأنواع من الكائنات الحية التي تعيش على هذه الأرض، وتتكاثر وتحافظ على نوعها 00 وهي أمم مثلنا كما صرحت بذلك الآية0
    لكن هناك طيور أخرى لها أجنحة لكنها ليست أممًا مثلنا، ولا مثل الطيور وتستطيع أن تطير بأفضل من الطيور وأسرع منها، وتبلغ ما لا تستطيعه الطيور0
    هذه الطيور هي الطائرات المعدنية الصناعية؛ فهي تطير، ولكن ليس بقوة جناحيها إنما تطير بقوة دفع محركاتها ونفاثاتها، وما الأجنحة إلا للمساعدة على الطيران والاتزان 00 لهذا ميز الله تعالى الطير الحي الذي يطير بجناحيه عن هذه المخترعات التي شابهت الطيور وليست منها 00 إنها لفتة لطيفة لما يكون عليه الحال في المستقبل 00 وقد كان 00 وأصبحت هذه الطائرات التي لا تطير بجناحيها تعد بالعشرات بل بمئات الآلاف ويسافر في بطنها مئات الملايين في كل عام0


  3. #63
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    60- الهبوط بالمظلات من السماء

    قال تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحج0
    هذه آية أخرى تشير بلطف كبير إلى أحداث ستحدث في المستقبل في الأرض وفي السماء بعد زمن طويل من نزول القرآن0
    ومعنى الآية في التفاسير أنه من كان يظن أن الله سبحانه وتعالى لن ينصر نبيه، أو ينصره هو، فليطلب حيلة توصله إلى السماء لأنها الجهة التي يأتي منها النصر، أو فليمدد بحبل إلى سقف بيته لأن سقف كل بيت سماؤه، ثم ليقطع عن الأرض فيخنق نفسه أو يختنق بغيظه، هل يذهب ذلك ما يجده من الغيظ ؟0
    وكيف تطلب الحيلة لبلوغ السماء ؟ قالوها وفهموا مراد الآية، ولم يكن عندهم علم ولا تصور عن الكيفية0
    اليوم ملكنا الحيلة، وملكنا السبب الموصل للسماء، فكيف يكون القطع؟ هل القطع المطلوب عن الأرض ؟ أم القطع عن السبب بعد بلوغ السماء ؟0
    كل ذلك قد حصل في زماننا وأصبح من المألوفات التي لا ننكرها فالإقلاع بالطائرات يقطع الاتصال بالأرض ويجعلها بعيدة عنها في بطن السماء 00 وهذا يحدث في كل لحظة في الأرض والآلاف منها في السماء في كل وقت0
    وترتب على الانتقال إلى بطن السماء بالطائرات القفز بالمظلات من بعضها، وقطع الاتصال بها، والنـزول إلى الأرض بأمان 00 يحصل ذلك في الحرب وفي السلم، وأصبحت هناك فرق استعراضية تمتع الناس بالتشكيلات التي يشكلونها في الجو0
    ومعنى الاختناق بالحبل لا محل له في فهم الآية لقوله تعالى "ثم لينظر" فكيف ينظر من هلك بالاختناق 00 وكيف يذهب غيظه وقد ذهبت نفسه 000 ولكن المراد والواضح
    البين في هذه الآية هو الهبوط بالمظلات، والذي قد عرفه الإنسان أخيرًا ويفعله ويتدرب عليه0
    فهذه الآية وما كان مثلها من الآيات التي أشارت بلطف لأمر يعد غيبيًا وقت نزول القرآن، حتى لا يحدث اضطرابًا لدى ضعفاء العقول وضعفاء الإيمان من الناس 00 ثم يأتي بعد ذلك زمان يبين ما ورد في الآية ويجليه ليعلم الناس أن علم الله سابق لكل شيء 00 وما وجود الأشياء وحدوثها إلا بإذن الله تعالى0


  4. #64
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    61- النفاذ من أقطار السموات

    قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن0
    قد عرفنا معنى الأقطار واستدللنا بمعناها على أن للسموات حدودًا 00 وما بعد حدودها لا يعد منها0
    وتطرقنا إلى معنى سلطان، وقلنا بأنه الوقود الشديد الاحتراق والإضاءة عند اشتعاله، وهو نفسه الذي أعطى القوة الدافعة للصواريخ والمركبات الفضائية في عملية النفاذ إلى الفضاء الخارجي؛ للتغلب على جاذبية الأرض ومادة السموات معًا0
    ولكننا لم نتكلم عن النفاذ، النفاذ هو الدخول في الشيء وتعديه، والنفاذ على نوعين نفاذ يتجاوز الشيء ويقطع علاقته به، ونفاذ يكون لجزء منه ويظل له تعلق به؛ كالسهم الذي يتجاوز الرمية بالخروج منها بعد دخولها، ونفاذ يكون بخروج السهم من الطرف الثاني، ولكن تبقي منه بقية عالقة بالرمية0
    ولكل نوع من هذا النفاذ عمله في النفاذ من أقطار السموات والأرض، فالنفاذ الذي فعله الإنسان أيضًا على نوعين:
    نفاذ تعدى السموات وبقي مرتبطًا بالأرض عن طريق الجاذبية فاتخذ مدارًا له حول الأرض 00 وفي هذا النوع من النفاذ كل الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض0
    ونفاذ يقطع علاقته بالأرض والسموات، وهو الذي يخرج من جاذبية الأرض؛ لينطلق في آفاق الكون بعيدًا عن الأرض وجاذبيتها 00 وهذا قد حصل في الذهاب في مركبات فضائية إلى القمر والمريخ والزهرة، وما أرسل إلى بقية المجموعة الشمسية وخارجها0


  5. #65
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    62- النـزول من السماء
    الآيات التي جاء فيها ذكر نزول المطر وغيره، من غير تحديد كثيرة، ونستشهد بآيتين منها فقط؛ قال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) البقرة0
    وقال تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ0
    مادة نزل تستعمل في إيصال ما لا تستطيع أنت الوصول إليه0
    فالله تعالى ينـزل لنا المطر؛ لأننا لا نستطيع الوصول إليه، وأنزل إلينا الكتاب؛ لأننا لا نستطيع أن نصل إليه ونأتي به، ومن ذلك إنزال الذين كفروا من أهل الكتاب من صياصيهم0
    فكل ما ينـزل من السماء هو مما لا نستطيع أن نأتي به أو نصل إليه والانتفاع به 00 والنـزول من السماء وصف آخر لنوع من الحركة التي لا تحكم للإنسان فيها، ولا يراد بها طبيعة الحركة، بل يراد بها العلاقة بين النازل والمنـزل إليه0
    وعلى ذلك يفهم نزول الله إلى السماء في أي وقت شاء، فلا يقاس عليه نوع من الانتقال أو الحركة؛ لأن النـزول لا يراد منه ذلك، بل فيه بيان أن الناس لا يستطيعون الوصول إلى الله عز وجل، لكن الله تعالى هو الذي يصل إليهم، وهو تعالى الذي يكون قريبًا منا بالكيفية التي يشاؤها سبحانه وتعالى لنفسه0 ونزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا أفردنا له بابًا في آخر الكتاب0


  6. #66
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    63- الخرور من السماء

    الخرور: السقوط بسرعة وشدة من فقدان الشيء تمالكه لنفسه، والمحافظة على بقائه ثابتًا في موضعه، أو على طريق سيره0
    قال تعالى في آيات عديدة: -
    : (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) مريم.
    : (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) النحل0
    : (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ0
    : (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) الأعراف0
    : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) السجدة0
    تخر الجبال عندما لا تقدر على الثبات في مكانها إذا انشقت الأرض، وخرت جثة سليمان عليه السلام ولم تثبت عندما أكلت دابة الأرض منسأته التي كان عليها متكؤه، وخر موسى صعقًا عندما لم تتمالك نفسه أمام رؤية دك الجبل أمام عينيه، ويخر المؤمن ساجدًا لله إذا ذكر بآياته0
    أما آية الحج فتتحدث عن أمر آخر، عن الخرور من مكان لا ثبات فيه، هو الخرور من السماء0
    قال تعالى: (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) الحج0
    ما الذي أوصله إلى السماء حتى خر ؟ 00هل خر من مكان عال في السماء من رأس جبل أو بناء شامخ ؟ 00أو أنه وصل إلى السماء بطريق أخرى كما يرتفع الطير في جو السماء ؟ 00أو وصل إليها بطريق مجهولة غير معروفة لدينا ؟
    مادة خر تستعمل فيما أحدث صوتًا من سرعة جري، أو سقوط، أو اندفاع نفس بغير إرادة، كالغطيط الذي يحدثه النائم000 ولكن كيف تخطفه الطير؟0
    الخطف: استلاب الشيء نفسه، أو بعضه، أو أخذ شيء والذهاب به سريعًا0
    الطيور الجارحة تهاجم الطيور الأخرى في الجو لافتراسها ولكن هذه الطيور لا تكون في وضع الخرور من السماء، بل هي تحاول وتحاور للإفلات منها0
    هل من ينـزل بالمظلة يكون في وضع من الخرور من السماء 00 لكن ما الذي يلتقطه في السماء وهو في سرعة في أثناء الهبوط ؟ أو هل سيحدث هذا في المستقبل؟
    أو أن الطائرات والصواريخ المرسلة في السماء تعترضها صواريخ فتحطمها0
    أو أن المظلة هي تخطف الذي يخر من الطائرة بعد القفز منها، فتحمله فتطير به متحكمة به، فيهبط بها ببطء حتى يصل الأرض سالمًا0
    أيًا كان التصور في هذه الآية فقد أنبأت بفعل يقوم به الإنسان قبل قيامه به بقرون طويلة؛ من ركوب للطائرات، والقفز بالمظلات الذي هو نوع من الخرور من السماء قبل فتح المظلة في الألعاب البهلوانية، التي يقومون بها أو بعد فتح المظلة 00 فهذا حال المشرك بالله كحال المعتمد على المظلة تهبط به ولا ترفعه، أو تهوي به الريح آخذة به إلى مكان سحيق حيث يكون في ذلك هلاكه0


  7. #67
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    64- جو السماء
    قال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) النحل0
    الجو: وسط البيت حيث تكون حركة أهل البيت، والجو: كبد السماء وبطنها، حيث تكون حركة الطيور والسحاب والهواء، والجواء: محلة القوم وسط البيوت حيث تكثر حركة الناس وانتقالهم بين البيوت، وجوانية الإنسان: باطنه وسره، وجاوى بالإبل وهي بعيدة فهاجت وهي مقبلة، والجوة: لون الحديد عندما يتغير ويصدأ، وجوى الطعام والمكان واجتواه: لم يوافقه فكرهه، والجوى: الهوى الباطن، والمرض، والسل وشدة الوجد من عشق أو حزن، والجوي: الماء المنتن الذي تغير0
    فاستعمال مادة جوى كان في المكان أو الموضع الذي يكون في حركة واضطراب وتغير0
    وجو السماء باطنها الذي يظهر فيه الحركة والاضطراب، فترى السحب سابحة فيه، والطيور طائرة ومهاجرة فيه، وهذا الاضطراب هو سر حركة السحب وطيران الطيور
    وخاصة المهاجرة التي تستعين بالتيارات التي تقلل من جهدها، وتوفره لتقطع به آلاف الكيلو مترات0


  8. #68
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    65- السحاب في السماء

    السحاب الذي في السماء له دلالة من اسمه على نوع آخر من الحركات في السماء، فالسحاب من اسمه يدل على عملية السحب التي تجري له في السماء من فوق البحار إلى البر0
    السحاب في أول أمره ينشأ ليكون فوق البر أو البحر، يبدأ خفيفًا0
    قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) الروم0
    ثم يجعله ثقيلاً قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) الرعد0
    فإذا ثقل احتاج إلى دفعه وسوقه فقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) الأعراف0
    وقال تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) فاطر0
    وفي حركته يمر على كل شيء دونه قال تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) النمل0
    والسحاب سحاب فوق البحر أو فوق البر قال تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) النور0
    وفي سقوطه انتهاء سحبه وفقدانه لصفته قال تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) الطور0
    وهذا السحاب، في دورة مائية، فمرة يكون سحابًا في السماء، ومرة يكون ماء في الأرض، فهو مما سخره الله تعالى بين السماء والأرض؛ أي ارتبط بهما معًا، وليس هناك فاصل بينهما قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) البقرة0


  9. #69
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    66- جبال في السماء

    جاء تشبيه الجبال والتشبيه بالجبال في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم:
    تشبيه السحب بالجبال في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) النور0
    وتشبيه الأمواج بالجبال في قوله تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) هود0
    وتشبيه مرور الجبال بالسحاب في قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) النمل0
    هذا الربط بين الجبال والماء في حالاته الثلاث؛ الغازية والسائلة والجامدة له أكثر من دلالة:
    - أن الجبال مرت في هذه المراحل الثلاث، فالجبال البركانية تخرج في بداية تكوينها سائلة ومعها كميات من الغازات، وبعض هذه الغازات كالكبريتات والدخان تتكثف على فوهات البراكين وحولها، وينتهي أمر السائل البركاني إلى تكون الجبال طبقة فوق طبقة0
    - أن تشبيه حركة الجبال بمرور السحاب التي جاء اسمها من حركة سحبها، هو الدال على حركة الأرض حول نفسها، وهو بمثابة حركة ومرور للسطح أو القشرة على مركز الأرض أو الأجرام السيارة وتوابعها في المجموعة الشمسية 00 ونحن نتعرف على حركة الأجرام حول نفسها من مراقبة تغير وضع نتوءات الجبال المستمر في اتجاه ثابت 00فتغييرات السطح التي أهمها الجبال هي الدالة على حركة الأجرام المشاهدة حول نفسها 0 والسحاب في الحالة الغازية الصرفة لا يرى، وليس الغاز في كل حالاته غازًا صرفًا، فالدخان في حالة غازية، ولكنه يتكون من أجزاء صلبة دقيقة، يمكن جمعها ككتل صلبة والسحاب غاز وهو يتكون من حبات سائلة في أحجام صغيرة، وقد تكون جامدة أيضًا من برد صغير 00 أما إذا لم يكن بين جزيئات الغار ارتباط واتصال فتكون في حالة غازية خالصة0
    - أن تشبيه الأمواج بالجبال في علوها يعطي نفس الصورة للبر بجباله 00 فالنظر من أعلى إلى وجه البر كالنظر إلى أمواج في كل اتجاه متباينة الارتفاعات لكنها ثابتة في مواضعها 00 وما ارتفاع الجبال وانثناءاتها إلا بسبب قوى الدفع التكتونية والتصادم للصفائح القارية؛ فكونتها كما تكون قوة دفع الهواء الأمواج على وجه الماء0
    - إن رؤية السماء بغير اختلاف فيها لا يدل على حقيقتها، فالسماء فيها ارتفاعات وانخفاضات كوجه البر من الأرض 00 وهذا معلوم في حركة الطائرات، وما تواجهه من المطبات الهوائية 00 لذلك يحدد سير الطائرات في خطوط لتقليل أثر تضاريس الأرض في تضاريس السماء 00 إن كان هذا يعلمه الخاصة، فالعامة تعرف الأمطار على الجبال والمرتفعات أكثر بكثير من المطر على المناطق المنخفضة بسبب تأثير تضاريس الأرض في طبقات السماء 00 فلا عجب إن شبهت السحب بارتفاعها وتنوع أشكالها أو مما لا يرى مما هو معلوم من حقيقتها أن تكون في السماء جبال كالأرض0
    - أنه جاء ذكر جبال في السماء مع ذكر البرد؛ لأن البرد في الحالة الصلبة، كما هو حال الجبال وكذلك فإن البرد يتكون بسبب تيارات هوائية ترفع قطرات الماء المتكثفة إلى أعلى؛ حيث تنخفض درجات الحرارة دون الصفر، ويزداد حجمها ووزنها مع تكرار عملية الخفض والرفع، حتى تصل إلى حجم يثقل على الهواء حمله فينـزل بشكل برد0
    - أن النظر إلى السحاب من أعلى من حيث تبلغ الطائرات في ارتفاعاتها تراها تحتك كأنها جبال لكنها في السماء0
    وأهم خصائص الجبال أنها ثابتة فجاءت آيات كثيرة بينت اتخاذها بيوتًا وأكنانًا ومكانًا للاعتصام للإنسان وغيره0
    وقد سميت القرون الأولى من الناس بالجِبِلَّة من نفس مادة جبل في آيتين؛ في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) الشعراء0
    وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس
    ووجه ذلك أن هؤلاء الأقوام السابقين هم في حالة موت وسكون لا حراك لهم، ومن ناحية أخرى قدمهم كما هو الحال في الجبال أيضًا، وثالثة تعلق الناس بهم، والالتجاء إليهم، والتمسك بسيرهم من الضلال، كما الحال في اللجوء إلى الجبال للاعتصام بها0


  10. #70
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    67- بكاء السماء

    قال تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) الدخان0
    ورد في تفسير هذه الآية أقوال كثيرة: أن موضع صلاة الإنسان، ومصعد عمله في السماء يبكيان عليه إذا مات، وذكر أقوال كثيرة على بكاء السماء عند مقتل الحسين رضي الله عنه ، مما لا يصح عقلاً ولا نقلاً، وقد قتل سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه وثلاث من الخلفاء الراشدين عمر، وعثمان، وعلى بن أبي طالب رضي الله عنه ، وعلي أفضل من ابنه الحسين وما رأى الناس شيئًا مثل ذلك0
    وكيف تبكي السماء على من فاز بالجنة فأصبح من المقربين في الفردوس الأعلى؟!0
    وروى الترمذي حديثًا في هذا الباب وقد ضعفه:[(3178) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ بَابَانِ بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ يُضَعَّفَانِ فِي الْحَدِيثِ *] سنن الترمذي0
    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، في كسوف الشمس، يوم مات ابنه إبراهيم في عشرات الأحاديث الصحيحة نذكر واحدًا فقط: (983) حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ النَّبي ِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَقُومُوا فَصَلُّوا) رواه البخاري0
    أقول على نفس منهج الرسول صلى الله عليه وسلم: السموات والأرض هما خلقان من خلق الله، آيتان من آيات الله، لا يبكيان على أحد ولا يضحكان لأحد0
    وأما النفي في قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) فهذا النفي للبكت، وليس للبكاء، وأصلها بكتت حذفت إحدى التاءين من أجل الثقل والحذف في مثل هذا في اللغة والقرآن كثير0
    التبكيت: لغة التوبيخ والتقريع والتعنيف واستقبال المرء بما يكره، وبكته: ضربه بالعصا وبالسيف0
    وعلى هذا المعنى والنفي الوارد في الآية أنه لم يأتهم ما يكرهون من السماء ولا من الأرض 00 فعندما تسمع ذلك أو تفهمه 00 تظن أنه لم يأتهم أي عذاب، فنفي أن يكون أصابهم من العذاب القليل هو نفي للعذاب الشديد0
    ولكن الله تعالى ختم الآية بما ينفى هذا الفهم الذي تولد في صدر الآية فقال تعالى: (وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) أي لم يتركهم الله دون عذاب ولم يمهلهم0 إذن ما الذي الحدث ؟ لقد أغرقهم في اليم 0 فختمت الآية بما يوافق صدرها0
    ولو كان "بكت" من البكاء لا من البكت لاختل المعنى لأن نفي البكاء يدل على العذاب الموجب له، ولما احتاج القول إلى نفي أنهم لم يكونوا منظرين لأنهم قد عذبوا فعلاً0
    فالآية نفت البكت وليس البكاء والسماء والأرض لا يبكيان على أحد، وحمرة السماء التي قيل فيها ما لا يستحق الوقوف عليه، ظاهرة طبيعية نتيجة انكسار الضوء عند المغيب فافهم ذلك0


  11. #71
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    68- والسماء ذات الرجع

    قال تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) الطارق0
    وهذه صفة أخرى من صفات السماء تبين حقيقة من حقائق السماء 00 فبعد أن تعرف الإنسان على مكونات السماء الغازية وجد أن هناك دورة للمياه، ودورة لكل عنصر من عناصر الغازات0
    فالماء الذي ينـزل من السماء، ويسقط على الأرض، إما أن يتجمع ويجري لينتهي في البحار، وإما أن يلج في الأرض ليخرج ينابيع وأنهارًا، ومن كل تسقى الأرض، وما يسقى به يلج بعضه أيضًا في الأرض، وإما أن يتبخر مباشرة من البر قبل أن يلج في الأرض ثانية، وإما أن ينتح من سطوح أوراق النبات الذي امتصه، أو يتبخر من سطوح البحار ليرجع مرة ثانية إلى السماء في دورة مستمرة في الأرض0
    أما غاز الأكسجين فإن الإنسان والحيوان يتنفس هذا الغاز، وكذلك النبات في الليل، ويمتص الجميع هذا الغاز لعمليات الاحتراق الداخلية في هذه الكائنات الحية في البر والبحر، أو في احتراقها بعد موتها عندما تتحول إلى وقود من فحم، وخشب، وبترول، وغاز الميثان، وغير ذلك، مخرجة ثاني أكسيد الكربون0
    وغاز ثاني أكسيد الكربون تمتصه النباتات محررة الأكسجين فتكتمل دورة من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الكائنات الحية وجو السماء، ونفس الدورة أيضًا تحدث بين صخور الأرض، وبين جو السماء بوساطة الماء0
    أما أكسيد النيتروجين فينـزل مذابًا مع الماء، فتستفيد منه النباتات بوساطة البكتيريا، ليعود ثانية نيتروجينَ إلى الجو بعد تحلل النباتات0
    نلاحظ أن جميع عناصر الجو ترجع إليه ثانية بعد تحولها في الأرض، والكائنات الحية، مصداقًا لقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) الطارق0
    هذا غير رجوع ما يرتفع فيها من الطير والغبار والإنسان في طيرانه، وحتى لو خرج إلى الفضاء فلا بد له من الرجوع لأنه لا مستقر للكائنات الحية إلا في الأرض، وبفعل الجاذبية يعود أيضًا ما يقذف فيها ثانية إلى الأرض0


  12. #72
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    69- إرسال السماء مدرارًا


    قال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6) الأنعام0
    : (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)
    هود0
    : (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) نوح0
    جاء في هذه الآيات الثلاث إرسال السماء عليهم مدرارًا وليس إرسال الماء من السماء مدرارًا0
    وذكر ذلك بهذه الصورة هو تقرير من الله العالم بحقيقة مكونات السماء، فالمطر النازل المسبب للأنهار، وكثرة الخيرات لا تأتي إلا بمطر كثير، ومعه ما ذاب فيه من غازات السماء؛ أكاسيد النيتروجين ، والأكسجين ، وثاني أكسيد الكربون ، وما علق فيها من غبار، وكل المذكور هو مادة السماء، فنـزول المطر بهذه الصورة هو إرسال للسماء لأن ما أرسل هو جزء منها ويدوم أثره في التربة فتجري منه الأنهار، وينبت الزرع، ويكون سببًا لكل خير، فتكثر الأموال، ويكثر البنون ويزدادون قوة إلى قوتهم0
    وإذا نزل المطر بغزارة فإن لا ترى فوقك، وأمامك، وأسفل منك إلا المطر 000 وإنك لا ترى من السماء إلا المطر 000 فلا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب 00 فالسماء كلها مرسلة عليك إذا كانت مدرارًا0


  13. #73
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    70- إسقاط السماء كسفًا

    وصف تعالى السماء بأنها مجموعة كسف، ومنها السحب في خمس آيات؛ ثلاث منها في باب الوعيد والتهديد؛
    قال تعالى: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) الشعراء0
    : (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9) سبأ0
    : (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) الإسراء0
    وآية جعل فيها تعالى السحاب كسفًا:
    قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) الروم0
    وآية اختلطت فيها التسمية على الناس عن واقع الحال:
    : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) الطور
    وسبب هذا الاختلاف في التسمية مرجعه أن السحاب سمي بهذا الاسم، وهو في حالة الحركة الأفقية والمرور على ما تحته 00 أما إذا تغير حاله فاسود من تراكمه، واختفت حركته، ولم تعد تلاحظ فيه، وسقط على الأرض مطرًا، أو بردًا، فتسميته لا تصلح للحال الجديد وهذا التغير الذي حدث له0
    مادة كسف هي في التغيير المؤقت الذي يطرأ على الشيء، ثم يعود بعد ذلك لحالته الأصلية0
    فكسف حال المرء في الصحة والغنى والمكانة: تغير مؤقت يحدث له0
    والسحاب في تغير دائم في أثناء حركته، وهو نفسه قد تغير من الانتشار والاختفاء بين أجزاء السماء إلى التجمع والظهور بشكل سحاب0
    وكل أجزاء السماء قابلة للتغير من حالتها الغازية إلى السائلة أو الصلبة، وإن كان بخار الماء هو أكثرها استجابة للتغييرات من غيرها إلا أن الإنسان يسيل غازات السماء لحاجاته في بعض الأمور0
    وكسوف الشمس هو تغيرها بسبب وقوع القمر في مسار ضوئها الواصل إلى الأرض، وكسوف القمر هو تغيره بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر على مسار ضوء الشمس المرسل إلى القمر0
    وقد غلب على الناس، وفي الوسط العلمي تسمية تغير الشمس بالكسوف، وتغير القمر بالخسوف، والصحيح كلا الأمرين كسوف، أما الخسوف فهو الغياب الذي لا عودة بعده0

    فقد قال تعالى في هلاك قارون الذي لا عودة له إلى الدنيا بعد هلاكه: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) القصص0
    وقال تعالى في خسوف القمر يوم القيامة الذي لا عودة للقمر بعد جمعه بالشمس: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) القيامة.
    وإليك جدولاً بما ورد من الكسوف والخسوف في كتب الأحاديث التسعة الأكثر شهرة وتقديمًا فقط:
    ينكسفان 37 ينخسفان 6
    انكسفت الشمس 32 انخسفت الشمس 5
    يكسفان 1 يخسفان 30
    كسوف القمر 2 خسوف القمر -
    كسوف الشمس 22 خسوف الشمس -
    كسوف الشمس والقمر 5 خسوف الشمس والقمر 1
    الكسوف 75 الخسوف 14
    المجموع 174 51

    من الجدول يتبين لنا أن الكسوف استعمل أضعاف الخسوف، وما ذكر من خسوف الشمس في قصة كسوفها أنها كسفت كاملة، وهذا ما يدل عليه في طول كسوفها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف لسورة البقرة في الركعة الأولى، وفي الثانية قرأ دونها، مع أن ملاحظة كسوف الشمس لا يكون حتى يغلب تأثيره على الشمس، ولا يلاحظ ذلك في بدايته، وبعض ألفاظ هذا الجدول لم يرد في الأحاديث، لكن ورد في التبويب لهذه الأحاديث0
    ولم يرد لفظ خسوف الشمس منفردة ولا القمر منفردًا مع أن كسوف القمر حدث يتكرر كل عام0
    فلفظ الكسوف والخسوف ورد للشمس وورد للشمس والقمر، ولفظ الخسوف لم يرد للقمر إلا مقرونًا مع الشمس، ولم يرد وحده، فصرف الخسوف للقمر، والكسوف للشمس لا دليل عليه، أو لا اتفاق عليه، ولا يتناسب مع دلالة هذين اللفظين، فالكسوف جزئي ومؤقت، ثم يرجع الحال كما كان والخسوف دائم بغير عودة، وقد استعمل الخسوف علامة على كلية الكسوف، ولفظ الكسوف هو الأعلى وهو الأكثر ورودًا في الأحاديث التي جاء فيها ذكر حدث وحيد كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم 0
    ولعل ما يفسر كثرة ورود " ولا يخسفان لموت أحد" هو من تناسب الألفاظ؛ فالخسوف الذي يفيد الغياب بلا عودة يناسب الموت الذي لا عودة بعده للحياة الدنيا0
    وكذلك جاء لفظ "خسوف" عند ذكر الثلاثة الخسوف التي هي من علامات يوم القيامة الكبرى، وفيها غياب لا رجعة بعده0
    وعدم التفريق بين اللفظين والوقوف على خصائص كل لفظ هو الذي يجعل السامع والناقل للحديث لا يرى في نقله غضاضة إن قال خسف أو كسف، أو يفطن لذلك 00 لهذا جاء في الأحاديث اللفظان في قول واحد لحدث واحد0


  14. #74
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    71- ما بين السماء والأرض وما بين السموات والأرض

    لفظ ما بين السماء والأرض لفظ يدل على شيء ثالث له علاقة بهما معًا، وقد يفهم على أنه شيء ثالث فاصل بينهما 00 وهذا الفهم لا يصح في كل أحواله، وقد يكون خاطئًا0
    فالمصلح بين اثنين مثلاً لا يكون مع أحدهما، بل هو معهما معًا، ولولا ذلك لما استطاع الإصلاح بينهما0
    قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات0
    وقال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) النساء0
    وإذا كانت السماء تبدأ من وجه الأرض 00 فأين هذا الفاصل بينهما ؟0
    فما بين السماء والأرض هو شيء ثالث غيرهما له علاقة وارتباط بهما معًا، ووجه هذا الارتباط بينهما في الحالة التي عليها السموات والأرض:
    - أن يكون الذي بينهما جزء منه في الأرض وجزء منه في السماء، وهذا الذي عليه جميع النباتات التي لها جذور في الأرض وفروعها في السماء، ولو في شيء يسير منه0
    - أو أن يكون الذي بينهما يرتكز على الأرض، وجسمه وحركته في مادة السماء، وهذا الذي عليه الإنسان والدواب، فالحركة له في بطن السماء، في نفس الوقت الذي يرتكز في سيره على الأرض0
    - أو أن يكون الذي بينهما تارة يكون على الأرض، وتارة يكون في السماء، وهذا الذي عليه الطيور الطائرة، وكذلك الماء مرة يكون سحابًا ومرة ماء ساكنًا في الأرض أو جاريًا على وجهها، وما يثار من غبار يرتفع في السماء ثم يرجع إلى الأرض0
    وقد جاء ذكر ما بين السماء والأرض في آيتين فقط؛
    : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) الأنبياء0
    : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) ص0
    أما ذكر ما بين السموات والأرض فقد جاء في ثماني آيات:؛
    : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) الدخان.
    : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر0
    : (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) طه0
    : (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) الفرقان0
    : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) السجدة0
    لاحظ في هذه الآيات أنه لم يأت ذكر لليل والنهار، ولا للشمس والقمر، ولا ذكر للإنسان، بفعل بدني يقوم به، أو قد قام به مما سنبينه في المبحث التالي مع بقية الأمثلة0


  15. #75
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    72- لا يجتمع ذكر الليل والنهار أو الشمس والقمر مع القول "وما بينهما" في آية واحدة
    الآيات المتعلقة في هذا المبحث كثيرة، تزيد على خمس وثلاثين آية، وعرضها جميعًا مع ما فيها يطول 00 لذلك اقتصرنا على بعضها كأمثلة عن البقية:
    : (ِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) البقرة0
    : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) آل عمران0
    : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الأنعام0
    : (ِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف0
    : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) الزمر0
    هذه الآيات الخمس المختارة تبين عدم ذكر "ما بينهما" مع ذكر الشمس والقمر والليل والنهار أو ما يكون منهما من الظلمات والنور0
    والعلة في عدم ذكر ما بينهما أن الشمس والقمر والليل والنهار هما سبب ما بينهما من وجود الحياة في الكائنات الحية النباتية والحيوانية، فبدون الشمس وضوئها وحرارتها تنعدم الحياة، وهما سبب في حركة الكائنات الحية وطيران ما يطير منها أو سكونها وخلودها للنوم0
    وكذلك في تبخر الماء، وتشكل السحب، وسقوط المطر كله بسبب تقلبات الليل والنهار في الصيف والشتاء0
    فذكر الشمس والقمر، والليل والنهار الذي يكون عنهما يغنى عن ذكر ما بينهما، لأنهن سبب فيما كان بين السموات والأرض، وكذلك لا يجتمع ذكر الناس بأفعالهم مع القول ما بينهما؛ لأن الإنسان هو مما بينهما وفعله وحياته متعلقان بكل ما بين السموات والأرض من كائنات حية واستعمال الماء وبناء البيوت والأبنية0
    ونختار من الآيات ثلاثًا كأمثلة لتوضيح وبيان ما أشرنا له:
    قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) ق0
    : (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) الأحقاف0
    : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) الروم0
    في آية "ق" لم يذكر فعل للإنسان، والإعراض والتفكير الواردان في آيتي "الأحقاف" و"الروم" هو عمل ورفض قلبي وعقلي، وليس عملاً بدنيًا، فذكر ما بينهما لا يتعارض مع ما ذكرناه0
    أما في آيتي آل عمران والأعراف التاليتين:
    : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران.
    : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف0
    ففيهما فعل للإنسان ؛ ففي الآية الأولى قيام وقعود وعلى جنبه، وفي الثانية النظر، ولا يكون إلا بالعيون مع تقلب الوجه في السماء 00 فانظر إلى دقة التعبير القرآني، ومراعاته لأدق التفاصيل التي يعجز عنها البشر0
    وآية أخيرة تحتاج الوقوف عليها في سورة الشعراء ذكر فيها "ما بينهما"0
    في قوله تعالى: (قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) الشعراء0
    لما ذكر "ما بينهما" مع أن الشروق والغروب من فعل الشمس، فبالشروق تفيق الكائنات الحية، وبالغروب تأوي إلى بيوتها وتسكن حركتها 00 إلا أن المراد بذلك، والله تعالى أعلم، لم يرد ذكر الجهة التي تشرق منها الشمس والجهة التي تغرب فيها فقط ولم تشر الآية مباشرة إلى المكان الذي بينهما الذي فيه حركة الناس والكائنات الحية المتأثرة بالغروب والشروق؛ لذلك حسن ذكر "وما بينهما" للدلالة على الناس والكائنات الحية0
    ولما كان هذا القول في الأصل من قول موسى عليه السلام في الرد على فرعون في المحاورة بينهما، وأراد موسى عليه السلام مع ذكر المشرق والمغرب ذكر الناس لإعلام فرعون ومن معه أن الذي يحرك الناس ويسكنهم هو الله، وليس فرعون ، فكان ذلك أكثر شدة على مدعي الألوهية؛ فرد ردًا شديدًا بقوله: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) الشعراء0


  16. #76
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    73- بث الدواب في السموات والأرض

    أخبر تعالى في سورة الجاثية أنه بث الدواب من دون تحديد المكان، وإن كانت الدابة قد سميت باسمها لأنها تدب على الأرض للوصول إلى حاجاتها، فقد قال تعالى: (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) الجاثية0
    ثم ذكر تعالى أنه بث الدواب في كل الأرض من المنخفضات فيها إلى رؤوس الرواسي، قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) لقمان0
    وقال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) البقرة0
    ثم ذكر تعالى أنه بث الدواب في السموات والأرض:
    : (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) الشورى0
    نحن نعيش في بيئة من السماء والأرض، فالسماء من أمامنا ومن خلفنا كما هو الحال مع الأرض، فأنت محاط بهما معًا في حياتك كلها، وفي مسكنك الذي تسكن فيه، ومعك في ذلك جميع دواب الأرض0
    فانظر إلى قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9) سبأ0
    وتأمل قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) النحل "من دابة" أي من دابة في الأرض وفي السموات، فكلها يسجد لله، فهذه الآية توافق آية الشورى التي قبلها0
    فالدواب، وإن كانت سميت بالدابة لأنها تدب بحركتها على الأرض لتصل إلى ما تريد، فإن جسمها يتحرك في بطن السماء القريب من الأرض دون أن تفارق الأرض؛ سواء أكانت الأرض شديدة الانخفاض كغور الأردن، أم شديدة الارتفاع كالقمم التي تغطيها الثلوج الدائمة0
    ولماذا سميت الدابة بهذا الاسم ؟0
    ولماذا سمي الدب من دون الحيوانات التي تدب على الأرض بهذا الاسم ؟0
    ولماذا سميت الأرضة بدابة الأرض في القرآن الكريم ؟0
    قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ0
    وهل تحافظ الدواب عند انتقالها إلى السماء ومفارقتها الأرض على الصفة التي حملتها في اسمها ؟0
    فال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام0
    جاءت مادة "دبب" لكل متحرك يريد الوصول إلى حاجاته، والتواصل مع غيره، فخص بالحيوان دون النبات؛ لقدرتها على التحرك والانتقال والتواصل0
    واختصت ذوات الأربع بهذا الاسم أكثر من غيرها لقدرتها على حمل الأثقال على ظهرها وتوصيلها إلى أماكن بعيدة0
    ولما كان الفرس من الدواب الأكثر استعمالا للركوب، والانتقال، والوصول إلى الأماكن، والأهداف في السلم والحرب خص بالدابة أكثر من غيره0


    والدب؛ لاستطاعته الوصول والعيش في أماكن لا يقدر الإنسان على الوصول إليها في الأقطاب، والبقاء فيها زمنًا طويلاً، سمي بالدب0
    أما تسمية الأرضة بدابة الأرض فلأنها لا تفارق الأرض أبدًا، فإن تسلقت حائطًا، أو نباتًا بنت لها عليه من طين الأرض مسكنًا وممرًا، وهي في حركتها وانتقالها تسعى للوصول إلى السقوف، وما علا من الأشياء والأماكن فوق مساكنها0
    ولما كانت الدواب تصل بحركتها لما تحتاجه، واستعملنا الدواب للوصول بها إلى حاجاتنا ذكر تعالى: (وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ) وهي إشارة للطائرات الصناعية التي حلت مع غيرها محل الدواب في استعمالها، وخصها بالذكر لأنها هي الأسرع في الوصول إلى حاجات الناس وتوصيلها، ولم تسم هذه الصناعات بالدواب لأنها لا تصل إلى الأشياء بفعل نفسها، وليس لها حاجات تسعى للوصول إليها، إنما هي حاجات من صنعها، أما الدواب فلها حاجات خاصة بها، والإنسان استفاد من قدرتها فاستخدمها وسخرها لحاجاته0
    وهل الذي ورد في آية (يس) يشمل كل ما يركبه الإنسان ؟0
    قال تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) يس0
    الخلق غير مختص بذات الروح فقط، وقوله تعالى: (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) بعد ذكره تعالى للفلك الذي صنعه نوح عليه السلام بأمر من الله، وهو بغير روح، له دلالته على أن خلق الله لما يركب ليس مقصورًا على ذوات الأرواح؛ كالخيل، والبغال، والحمير، وغير ذلك مما يركب، ولم يكن قد هجن وروض في زمن نوح عليه السلام، بل هو شامل لكل ما يصنعه الإنسان للركوب، كان عمله في البر أو البحر أو الجو، مما يعجب الإنسان من قدرته على الحركة في الأرض أو في السماء0
    وقد جاءت هذه الآية في منَّ الله على البشرية بنجاتهم في الفلك إذ لولا نجاة من كان في الفلك لهلك الجنس البشري، فكانت النجاة لنا جميعًا0
    ولولا تقدم المواصلات البرية والبحرية والجوية، وسرعتها، وقدرتها على حمل المقادير الضخمة من المواد الغذائية، والأثقال لهلك كثير من الناس المحتاجين في أقاصي الأرض للمواد الغذائية في السلم، وفي الحرب، وفي المجاعات، والنكبات من زلازل وغيرها، وهذا يتناسب مع الفهم بأن الله خلق لهم من مثله ما يركبون0
    وفي الآيات التي ذكرت الخلق ذكر البث فقال تعالى: "وبث من دابة" أو "بث فيها" أو "فيهما من دابة" والبث أن يولد من الشيء شيء كثير يتعاظم ويتزايد، فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء0
    فمن نفس آدم وحواء كل هذه المليارات من البشر0
    وقال تعالى: (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) الواقعة0
    فمن كتلة الجبل المتماسكة يخرج هباء بعد هباء كثير حتى يملأ السماء 0
    وقال تعالى: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) القارعة0
    فتشبيه حال الناس يوم القيامة بالفراش المبثوث الذي يثير بعضه بعضًا ويهيجه، والفراش مما يكثر نسله، فكل فراشة تضع مئات من البيض الذي يتحول إلى فراش بعد مروره بأطوار في زمن قصير0
    وقال تعالى: (وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) الغاشية0
    الزرابي: البسط والنمارق، ولمعرفة سبب تسميتها بهذا الاسم ننظر في أخواتها في الجذر؛ فمن ذلك الزريبة؛ وفيها تحشر الماشية، وفي الزرابي تحشر الخيوط فيكون لها وبر طويل ذو ألوان كثيرة، ورسوم، فزرابي النبات إذا اصفر واحمر وفيه خضرة، أي تجمعت فيه ألوان كثيرة، ووصفها بأنها مبثوثة مما انبث فيها من الألوان والرسومات والصور، وهي من الكثرة في كل مكان، أو أنك تستطيع أن تبسطها من كل جوانبها، وأنها منتشرة بكثرة في الجنة0
    وقال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يوسف0
    عندما يبث الإنسان حزنه ويكثر من ذكره، فيؤثر هذا البث في السامعين فيحزنون لحزنه، وقد كان هذا الفعل من يعقوب عليه السلام، وكان مؤلما لأبنائه ويضايقهم، فبين أن بث شكواه، وما يجده في نفسه، موجه إلى الله، وليس إليهم؛ لأنه سبحانه وتعالى بيده إنهاء هذا الحزن، ورد يوسف عليه السلام وكشف ما حدث له0
    فالدواب قد تكون كائنات حية، وبثها يكون بتناسلها وكثرة ذريتها، فتنتشر في الأرض، وقد تكون مصنوعات لها منفعة الدواب، وتقوم مقامها، وهي ثقيلة في حركتها، وقد يسمع صوت لحركتها وانتقالها، والطائرات، والسفن، والقطارات، والشاحنات الشديدة الثقل، التي لا يساوي ثقلها كائنًا حيًا، مما تعجب من قدرتها على الحركة أو الطيران بهذا الثقل الذي يبلغ أحيانًا مئات الأطنان، وتعجب من سرعتها وهي تحدث صوتًا عظيمًا عند تحركها لإيصال من يركبها إلى الأماكن البعيدة، فأحدثت بين البشر اتصالاً لم تقدر عليه الدواب من قبل0
    وقد خص الله تعالى ربط الدواب الحية بالأرض لتمييزها عن الدواب المصنوعة التي تسير في السماء، وإن كان لبعضها قدرة على الطيران في السماء 00 ووجد بعض العناكب في طبقات عالية في السماء لكنها محمولة رغمًا عنها بتيارات الهواء0
    وهل هناك بعد قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ) دابة أخرى في غير الأرض والسموات ؟0
    لم تأت أية إشارة صريحة في القرآن على وجود دواب في غير الأرض، فكل الآيات التي ذكرت بث الدواب ذكرت أن بثها كان في الأرض، وآية واحدة فقط ذكر بثها في السموات مع الأرض، ولم تأت آية فذكرت بثها في السموات فقط، مع أن مفهوم السموات هي هذه الغازات التي غلفت الأرض وأطبقت عليها من كل الجهات0
    وذكر السموات (بالجمع) مع الأرض والدواب التي لا تعيش إلا في الأرض في مسألة بث الدواب لهو دليل واضح على ارتباط السموات مع الأرض وشدة القرب والالتصاق بينهما0


  17. #77
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    74- من الأحاديث التي شوشت فهم السموات وسعتها:
    (ما بين كل سماء وسماء خمسمائة عام)

    : (3216)حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) قَالَ ارْتِفَاعُهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَسِيرَةُ مَا بَيْنَهُمَا خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ رِشْدِينَ و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ وَارْتِفَاعُهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ ارْتِفَاعُ الْفُرُشِ الْمَرْفُوعَةِ فِي الدَّرَجَاتِ وَالدَّرَجَاتُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ * سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن0
    قال علماء الحديث في رشدين بن سعد:
    أحمد بن حنبل: مرة أرجو أن يكون صالح الحديث / ومرة ضعفه، يحي بن معين: لا يكتب حديثه، عمر بن الفلاس: ضعيف الحديث، أبو زرعة الرازي: ضعيف الحديث، أبو حاتم الرازي: منكر الحديث، فيه غفلة، وقال أحمد بن حنبل عن دراج: حديثه منكر0

    : (8472) حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ الْعَنَانُ وَرَوَايَا الْأَرْضِ يَسُوقُهُ اللَّهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ الرَّقِيعُ مَوْجٌ مَكْفُوفٌ وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ سَمَاءٌ أُخْرَى أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سموات ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ الْعَرْشُ قَالَ أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا تَحْتَكُمْ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَرْضٌ أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَرْضٌ أُخْرَى أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ ثُمَّ قَالَ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ لَهَبَطَ ثُمَّ قَرَأَ ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) * مسند أحمد باقي مسند المكثرين0
    قال علماء الحديث في الحكم بن عبد الملك:
    أحمد: روى عن زهير أشياء مناكير، يحي بن معين: ضعيف ليس بثقة وليس بشيء، أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث، أبو داود: منكر الحديث، النسائي: ليس بالقوي0

    (1676 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا قَالَ قُلْنَا السَّحَابُ قَالَ وَالْمُزْنُ قُلْنَا وَالْمُزْنُ قَالَ وَالْعَنَانُ قَالَ فَسَكَتْنَا فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلَافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ قَالَ عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ * مسند أحمد مسند بني هاشم 0
    قالوا في يحيى بن العلاء:
    وكيع بن الجراح: يكذب، أحمد بن حنبل: كذاب يضع الحديث، يحيى بن معين: ليس بثقة، عمرو بن الفلاس: متروك الحديث، أبو داود السجستاني: ضعفوه، أبو زرعة الرازي: في حديثه ضعف0

    3220 حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالُوا حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَأَصْحَابُهُ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمْ سَحَابٌ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا الْعَنَانُ هَذِهِ رَوَايَا الْأَرْضِ يَسُوقُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْكُرُونَهُ وَلَا يَدْعُونَهُ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا الرَّقِيعُ سَقْفٌ مَحْفُوظٌ وَمَوْجٌ مَكْفُوفٌ ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَمَاءَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سموات مَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءَيْنِ ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا الَّذِي تَحْتَكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا الْأَرْضُ ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا الَّذِي تَحْتَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ تَحْتَهَا أَرْضًا أُخْرَى بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّكُمْ دَلَّيْتُمْ رَجُلًا بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى لَهَبَطَ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ قَرَأَ ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ وَيُرْوَى عَنْ أَيُّوبَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالُوا لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالُوا إِنَّمَا هَبَطَ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَسُلْطَانِهِ وَعِلْمُ اللَّهِ وَقُدْرَتُهُ وَسُلْطَانُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ كَمَا وَصَفَ فِي كِتَابهِ *سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن0
    4100 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ كُنْتُ فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ قَالُوا السَّحَابَ قَالَ وَالْمُزْنَ قَالُوا وَالْمُزْنَ قَالَ وَالْعَنَانَ قَالُوا وَالْعَنَانَ قَالَ أَبو دَاود لَمْ أُتْقِنِ الْعَنَانَ جَيِّدًا قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالُوا لَا نَدْرِي قَالَ إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً ثُمَّ السَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سموات ثُمَّ فَوْقَ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِمْ وَرُكَبِهِمْ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِمُ الْعَرْشُ مَا بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ سِمَاكٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ سِمَاكٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ * سنن أبي داود كتاب السنة0
    قالوا في عبد الله بن عميرة، الذهبي: لا يعرف، ابن عدي: ضعفه، العقيلي: ضعفه، إبراهيم الحربي: لا أعرفه، الترمذي: حسن حديثه، وابن حبان وثقه0
    وقالوا في الوليد بن أبي ثور، يحي بن معين: ليس بشيء، ابن نمير: كذاب، أبو زرعة الرازي: منكر الحديث يهم كثيرًا، أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه، يعقوب بن سفيان وصالح جزرة: ضعيف0


    189 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ كُنْتُ بِالْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ وَفِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ قَالُوا السَّحَابُ قَالَ وَالْمُزْنُ قَالُوا وَالْمُزْنُ قَالَ وَالْعَنَانُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالُوا وَالْعَنَانُ قَالَ كَمْ تَرَوْنَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ قَالُوا لَا نَدْرِي قَالَ فَإِنَّ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا إِمَّا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَالسَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سموات ثُمَّ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ اللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى * سنن ابن ماجة كتاب المقدمة0
    الأحاديث التي ذكرت البعد ما بين كل سماء وسماء كلها ضعيفة، ومخالفة للآيات التي بينت حقيقة السموات، فالكاذبون فيها لا يعرفون أن معنى ما بينهما هو ما اشترك معهما، وليس فاصًلا بينهما، ولا فاصل بين السماء والأرض، ولا بين السموات والأرض، ولا بين السموات نفسها0
    والحمد لله الذي وهب للأمة من العلماء الذين كشفوا حقيقة الرواة، ولولا جهد هؤلاء العلماء للعب في ديننا اللاعبون0
    وهذه الأحاديث يستشهد بها ممن لهم كلمة مسموعة وشهرة بين المسلمين من الخطباء والدعاة دون التحقق من هذه الأحاديث فزادت شهرتها بين المسلمين ظانين أنهم لم يستشهدوا بها إلا على أنها صحيحة، ثقة بالمحاضر أو بالداعية فصاروا يحتجون بها 00 وحقيقة صحتها قد بيناها لكم، فلا يصح منها شيء ، ولا يجوز الاستشهاد بها، ولا يبنى عليها عقيدة في ذلك0


  18. #78
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    75- أطت السماء وحق لها أن تئط

    2234 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ قَالَ أَبو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَيُرْوَى مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ * الترمذي0
    4180 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ * ابن ماجة0
    20539 حَدَّثَنَا أَسْوَدُ هُوَ ابْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ لَوْ عَلِمْتُمْ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ وَلَخَرَجْتُمْ عَلَى أَوْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ * أحمد0
    هذه الأحاديث رويت عن طريق مجاهد عن مورق عن أبي ذر رضي الله عنه، ومجاهد بن جبر المخزومي توفي (102هـ) في مرو بلد إقامته ومورق بن مشمرج العجلي توفي (105هـ) وبلد إقامته البصرة، وأبو ذر توفي عام 32هـ في الربذة بعد اعتزال الناس فيها وترك الشام والمدينة وبين وفاة مورق وأبي ذر 73 سنة، وحتى يسمع منه يحتاج أن يكون في سن البلوغ، إضافة إلى سني اعتزال أبي ذر، وبلدا الإقامة لهما مختلفان، فعلى هذا حتى تصح هذه الأحاديث يجب أن يكون هناك بينهما اتصال، وأن يكون مورق قد تلقى العلم من أبي ذر، وأن يكون مورق قد بلغ قرابة التسعين من عمره عند موته أو يزيد0 هذا من ناحية، وناحية أخرى أن إبراهيم بن مهاجر راوي هذه الأحاديث ضعيف، ضعفه البخاري رحمه الله وغيره0
    فهذا الحديث الذي يكثر الوعاظ من الاستفتاح به ليس صحيحًا، ولا يبنى عليه عقيدة، ولا حكمًا في هذا الأمر، ولمخالف لحقيقة السموات كما صورها القرآن 00 وذكرنا له ولغيره من باب تنبيه الناس الذين ألفوا سماعها إلى ضعفها وبطلانها وعدم الصحة بالاحتجاج بها0


  19. #79
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    76- الأرض والسموات في الكرسي كحلقة في فلاة
    الأحاديث التي ذكرت [ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة] لم يرد منها شيء في الكتب التسعة الأكثر شهرة في كتب الأحاديث، وذكرت في كتب الأحاديث الأخرى0
    وقد ورد ذكر ذلك في ثلاثة عشر حديثًا، كلها ضعفها الشيخ الألباني، وبعد تضعيفها في كل طرقها، قال: بمجموعها صحيحة يقوي بعضها بعضًا 00 هذه التقوية من بعضها لبعض عند بعض العلماء لا يعطي القلب الطمأنينة الكافية لاعتقاد ما جاء فيها، لأنها ضعيفة كلها، ومخالفة لصريح ما في القرآن، وتعارض حقيقة السموات كما صورها القرآن0
    وقد كان بيني وبين سليم الهلالي (أحد تلاميذ الشيخ ناصر) اتصالاً للسؤال عن هذه الأحاديث فأخبرني أنه لا يصح في هذا الباب شيء، وأن الشيخ رحمه الله تعالى قد تراجع عن رأيه هذا، (أي أن بعضها يقوي بعضًا فتصبح صحيحة)، ولا أدري هل دون الشيخ تراجعه هذا، أم ظل حديثًا بينه وبين تلاميذه0
    (ذكر هذه الأحاديث جميعًا في السلسلة الضعيفة)


  20. #80
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    77- عرض الجنة عرض السموات والأرض

    قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران0
    وقال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد0
    تبين آية آل عمران مدى سعة الجنة فهي في عرضها واتساعها عرض السموات والأرض0 00 لكن لماذا عرضها عرض السموات والأرض معًا ؟ ولماذا لم يوصف عرضها بعرض السموات فقط أو عرض الأرض فقط، أو أن يكون عرضها عرض السموات وعرض الأرض بجمع عرض كل منهما ؟0
    ارتباط السموات بالأرض هو ارتباط لا بد منه لصلاح الحياة، فدون هذا الارتباط لن تكون هناك حياة 00 فأي اتساع يكون للأرض يكون معه اتساع للسموات0
    ولو فرضنا أن السموات هي الكون بكل ما فيها من نجوم وكواكب ومجرات، وليست طبقات غازية تغلف الأرض، وهي مبنية عليها 00 فكم سيكون اتساع الجنة 00 وبمن ستملأ ؟!0
    ولو أن الأنس والجن من أولهم إلى آخرهم، وأن جميعهم استحقوا الجنة، وأعطي كل واحد منهم مجموعة شمسية من نجوم مجرة التبانة لما استطاعوا أن يملؤوها0
    فكيف إذا كان أهل الجنة يسكنون معًا، ويتكئون على سرر متقابلين، ويطاف عليهم في مواضع جلوسهم بولدان مخلدون وغلمان لهم 00 وأن من كل مائة أو ألف واحدًا في الجنة والباقون في النار0
    فقد تدل هذه الآية على أن الجنة هي بحجم الأرض والسموات فقط أو قريبًا من ذلك في مكان ما من الكون الذي لا مالك له إلا الله، والذي لا يعلم مكانها إلا الله0
    أما آية الحديد فكان وصف عرض الجنة كعرض السماء والأرض فجاءت السماء بلفظ المفرد0
    والفرق بين الآيتين أن الآية الأولى قال تعالى فيها "وسارعوا "، وفي الثانية "وسابقوا"، والمسارعة تكون للخير الكثير؛ لتنال منه القدر الأكبر، والمسرع يسبق فينال أكثر ممن تأخر، لهذا جاءت صيغة السموات بالجمع مع المسارعة، والمسابقة تكون للخير الأقل أو الأفضل؛ للفوز به دون الآخرين، والقليل في هذا يكون أعلى منـزلة وقدرًا من غيره، والسابق هو الفائز بالأفضل، فجاءت الصيغة بالإفراد مع المسابقة، فتبعًا لكل منهما جاء وصف العرض بالسموات والأرض، وجاء الوصف بالسماء والأرض، وفي هذا دلالة أخرى على أن السماء المفردة في الرؤية هي السموات جمعًا عند الدخول في تفاصيلها، والأرض أفردت في القرآن ولم تثنَّ، ولم تجمع، كما جمعت السماء0
    ومعنى آخر لعرض السموات والأرض هو العطاء الذي يعرض فيهما مما عرفه الإنسان من أنواع الرزق، وخاصة الفاكهة التي كثر ذكرها في آيات القرآن الكريم، فقد بين تعالى أن فرع الشجرة المباركة يكون في السماء بكل ما تحمل من عطاء، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) إبراهيم0
    وهذا العطاء في الدنيا له في الآخرة مثيل، بنفس الاسم الذي عرفة الإنسان في الدنيا، وعرف طيبه وحسنه، وهو في الدنيا للمؤمن والكافر: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) الإسراء، وهو في الآخرة خالص للمؤمنين: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) الأعراف، فلما ذكر عرض السماوات والأرض لم يؤت بأداة التشبيه: الكاف، وذكرت مع السماء المفردة لأن العطاء هو بعض عطاء الجنة0
    كلا المعنيين؛ الاتساع والعطاء، مقصودان في تشبيه عرض الجنة بعرض السماء والأرض، أو عرض السموات والأرض، والله تعالى أعلم 00 والمطلوب هو المسابقة والمسارعة لنيل هذا العطاء الواسع، لتكونوا من القلة الناجين يوم القيامة، الذين ينالونه، وينالون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر0


+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •