آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 174

الموضوع: 120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

  1. #81
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    78- زوال السموات والأرض

    قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) فاطر0
    الزوال مفارقة الشيء مكانه، وزوال صفته، كزوال الحي ومفارقته للحياة بالموت، قال تعالى: (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) إبراهيم0
    وكزوال الجبال من أماكنها ببسها وذهابها هباء منثورًا قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) إبراهيم
    وقد شاهد العلماء تفجر (السوبر نوفا) وفي الواقع أن كل الأجرام في الكون قابلة للانفجار إذا توفرت لها الظروف، ومنها الأرض بالسموات التي تحيط بها0
    والله تعالى يمسك السموات والأرض من الزوال فزوال الأرض هو زوال للسموات؛ لأن السموات ممسوكة ومحفوظة بفعل قوة الجاذبية الأرضية0 فهذه الآية تدل على قبول الأرض والسموات للزوال، بل تفيد أكثر من ذلك، تفيد أن الظروف مهيأة لزوال السموات والأرض، ولكن لطف الله وقبضته عليها هما المانع لهذا الزوال0
    وإذا زالت السموات والأرض فإنها ستذهب في فراغ الكون الواسع0
    فأين يذهب الكون إن كان هو السموات ؟!0


  2. #82
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    79- مقاليد السموات والأرض

    مادة "قلد" استعملت في جمع الأشياء وحشرها؛ ولذلك جاءت تسمية القلادة، حيث تحشر حباتها في سلكها أو خيطها، والقلادة التي توضع في عنق الدابة لحشرها وربطها في مكانها، وكذلك تقليد الهدي بقلادة من لحاء الشجر يوضع في عنقها، أو أي علامة لتعرف أنها هدي، فهي لا تباع بعد ذلك، ووجب نحرها في مكة، وجاء ذكرها في آيتين قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا (2) المائدة0
    وقال تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة0
    وتقلد الأمر ألزم نفسه به، وقلده غيره ألزمه به 00 وكل ما خلق الله تعالى وما فيها، هو مجموع ومحشور في ملك الله، ولا يخرج عنه أينما كان 00 وملك الله واسع لا يعلمه إلا هو سبحانه 00 ومن هذا الملك السموات والأرض، فقال تعالى أيضًا في آيتين: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) الشورى0
    : (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) الزمر0
    والمقاليد جمع إقليد، أو مقلاد، وهي المفاتيح، والمفاتيح للخزائن، والخزائن هي لجمع الغالي والنفيس وحشرهما فيها لحفظه، لذلك جاءت التسمية بالمقاليد، ففي السموات والأرض جمع الله تعالى وحبس وحشر فيهما رزق الإنسان، ومن كل ما ينفعه، ويمكِّن له العيش في الأرض0
    وبعد اطلاع الإنسان على حال الأجرام الأخرى، وخلوها من الهواء الذي لا غنى لنا عنه في عملية التنفس، وخلوها من الماء الذي منه كل شيء حي، وخلوها من التربة
    الصالحة لإنبات النبات، وخلوها من سموات تحفظها ندرك كم من النعم والأرزاق التي حشرت في الأرض والسموات، وحرمت منها الأجرام الأخرى 00فمن هذه المقاليد التي لا يتحكم فيها إلا هو سبحانه وتعالى، يبسط الرزق للناس مؤمنهم وكافرهم في الحياة الدنيا، والكافر هو المحروم الخاسر الذي لا ينال إلا ما كتب له في الدنيا، وليس له في الآخرة إلا النار0


  3. #83
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    80- السماء ذات البروج

    جاء ذكر البروج في القرآن في خمس آيات:
    (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ(78) النساء0
    (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) الفرقان0
    (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) الحجر0
    (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) الأحزاب0
    (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) النور0
    (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) البروج0
    مادة برج جاءت في كشف ما خفي وتوارى خلف شيء آخر0
    فالبرج الذي هو الحصن أو الركن من الحصن، يكشف ما خلف الحصن وحوله، وهو كذلك مكشوف ويرى من بُعد لارتفاعه وعلوه0
    وتبرج المرأة أن تظهر ما خفي من زينتها، والبرَج أن يحيط بياض العين بسواده في العيون الواسعة فلا يخفى من سوادها شيء0
    والبروج الاثنا عشر في السماء معروفة، ويحسب وقت خروجها عند ظهورها في المشرق بعد مغيب الشمس، فذلك يضمن لها ظهورها طوال الليل، وإلا فإنها تظهر في غير ذلك، وفي ساعات من أول الليل أو آخره، ولكن عند شروقها بعد مغيب الشمس يجعل رؤيتها أطول وقت ممكن من ساعات الليل ويرى كل ليلة (9-10) أبراج من مجموعها0
    وقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) وصف لها دائم فهي تظهر ما خفي وراءها من الكواكب والنجوم والشمس والقمر زيادة على كشفها ما يكون فيها؛ لأنها أكثر المواد شفافية من أي شيء آخر كأمثال الماء والزجاج0
    ولولا هذه الصفة لكانت السماء معتمة تحجب الضوء والحرارة، أو حابسة لهما، ولما صلحت الأرض للحياة فيها0


  4. #84
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    81- حقيقة الفضاء

    لم يأت ذكر للفضاء بهذا الاسم في القرآن الكريم، وجاء ذكره في أحاديث بمعنى الخلاء الذي لا شيء فيه يستر ما يكون فيه0
    أصل الفضاء الفراغ الذي بين البيوت أو الأمكنة التي ليس فيها مانع يمنع من الانتقال خلاله إلى الأطراف والجوانب الأخرى0
    الفراغ الذي بين الكواكب والنجوم لا أثر له في التحكم في الحركة، ليعيق الحركة أو يساعد على زيادة الحركة 00بل الذي يتحكم في الحركة جاذبية الأجرام الكونية وبعدها 00 غير أن أبعاد الأجرام وحركتها قد تقع على خط السائر في الفضاء فيلتقي معها أو لا يكون هنالك التقاء0
    الفضاء لا تأثير له لكنه وسط للانتقال، وتبادل تأثيرات الأجرام بعضها في بعض0


  5. #85
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    82- كيف ينير القمر السموات السبع ؟

    قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) يونس0
    وقال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) الفرقان0
    وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) نوح0
    وصف تعالى أشعة القمر بأنها نور في الآية الأولى، وبأنها نور في السموات السبع، ولا يكون الشيء نورًا حتى ينير ما حولك، ولا تسميه أو تحكم عليه بأنه نور من رؤيتك له فقط، وقد أطلق النور على ضوء القمر فقط؛ لأنه نور خالص بلا حرارة يسببها للأرض0
    إنك وأنت على الأرض لا تستطيع أن ترى كثيرًا من أجرام المجموعة الشمسية، وأكثرها وضوحًا للناس الزهرة المسماة بنجمة الصبح أو المساء، وتصور نفسك أنك تقف على المريخ أو الزهرة، فهل تستطيع رؤية الأرض من هناك ؟ ولو رأيتها فهل تسميها نورًا ؟ فكيف بالقمر وهو لا يساوي إلا (1/81) من حجم الأرض! فهل تسميه نورًا أيضًا كما تسميه على الأرض؟ الجواب معروف فرؤية القمر متعسرة أكثر من رؤية الأرض، ولن يستطيع القمر أن يضيء أقرب الأجرام إلى الأرض فكيف بما هو أبعد أو كان خلفه حيث يقع القمر بينه وبين الشمس!0
    والله تعالى يقول الحق، وقوله الحق، والحق الذي يقوله تعالى أن القمر ينير السموات السبع 00 وهذه الآية تدل دلالة قطعية على أن السموات غير الكون، وأن السموات
    هي طبقات الغاز التي تلف الكرة الأرضية، فلما استطاع ضوء القمر أن يخترق هذا الطبقات، ويصل إلى وجه الأرض وينير ما عليها فقد أنار ما مر عليه من السموات، فلما أنار أقرب السموات إلى الأرض وهي في ذات الوقت أبعدها عن القمر كانت إنارته لما هو أقرب إليه من الأمور التي لا يختلف عليها اثنان، فبهذا يكون القمر قد أنار جميع السموات، كما أخبرنا سبحانه وتعالى بذلك، وهو أعلم بما خلق وحدود ما خلق0
    آية سورة نوح آية تقطع على كل مجادل جداله في حقيقة السموات كما صورها القرآن بأنها الغلاف الغازي بكل طبقاته المحيطة بالأرض، وأنها هي مع الأرض جزء يسير من الكون، وليستا كل الكون0
    ومن وقف في حيرة من أمر السموات، وحيرته هذه الآية، فشط في تفكيره، وجعل في كل سماء قمرها أو أقمارها، فقد نسي أن هذا القول جاء على لسان نوح عليه السلام وهو يخاطب قومه فيما يشاهدونه، وليست فكرة مجردة مجهولة المعالم0


  6. #86
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    83- كيف يرى قوم نوح عليه السلام السماء سبعًا طباقًا ؟

    كيف يرى قوم نوح عليه السلام السموات سبعًا طباقًا ؟0
    سؤال يحير المتدبر، لمن آمن بالله ربًا، وبمحمد رسولاً، وبالقرآن كتابًا منـزلاً من الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنـزيل من حكيم حميد 00 كيف يخاطب نوح عليه السلام قومه مذكرًا لهم أن رؤيتهم للسموات السبع الطباق هو من فعل الله في خلق السموات ؟0
    لا تأتي الإجابة عن هذا السؤال إلا من دراسة ما هي أسباب الطوفان؟ وكيف حدث الطوفان؟ وكيف انتهى الطوفان؟ وما النتائج التي ترتبت عن هذا الطوفان؟ وما التأثيرات التي حدثت للأرض، والتأثيرات التي حدثت للسموات؟ فالطوفان لم يكن

    حدثًا أريد به هلاك قوم نوح عليه السلام فقط؛ فقد كان يكفي لهلاكهم عذاب دون ذلك بكثير0
    فهل كانت السموات قبل التأثيرات والتغييرات التي تعرضت لها الأرض والسموات تظهر طبقاتها كما يظهر قوس قزح ألوان الطيف التي يتكون منها الضوء0
    نحن على يقين أن قوم نوح لم يكن عندهم من العلم، والإمكانيات، والآلات التي تؤهلهم للتحقق من ذلك 00 وحتى نحن مع هذا التقدم العلمي لم نقف على حقيقة السموات السبع بوجه من التفصيل المحدد0


  7. #87
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    84- تزيين السماء الدنيا

    تزيين السماء الدنيا بزينة الكواكب، وبالمصابيح، والذي قد ورد في بعض الآيات من الأمور التي أشكلت على الناس كثيرًا، فجعلوا النجوم من ضمن السماء، وجعلوا الكون المرئي هو ضمن السماء الدنيا 00 لذلك يحتاج هذا التزيين إلى الإفاضة فيه من غير تطويل لجلاء الأمر 00 فهو من الآيات التي تبين حقيقة السموات كما وصفها القرآن، وليس كما فهمه العامة وبعض أهل العلم0
    التزيين هو جعل الشيء في رؤية العين أو الاعتقاد أجمل وأفضل وأحسن مما هو عليه فقال تعالى في عدة مواضع:
    (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) الكهف
    (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف0
    (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) القصص0
    وقد تكون هذه الزينة لمعتقد في القلب، ما يجعل صاحبه يستهين بالتعب، والمشاق التي يعانيها جراء هذا الاعتقاد الذي يؤمن به0
    وقال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) الحجرات0
    وقد لا يكون في الشيء أو العمل أي حسن بل هو من القبائح الشديدة فقال تعالى في آيات عدة:
    (كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) الأنعام0
    (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) النمل
    (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) الحجر
    (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فاطر0
    (وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) غافر0
    (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) محمد0
    أما تزيين السماء فجاء في خمس آيات منها آيتان لم تحدد السماء فيهما بالسماء الدنيا:

    (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) الحجر0
    (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) ق0
    (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت0
    (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) الملك0
    (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)
    الصافات0
    تزيين السماء الدنيا قد ذكر في هذه الآيات من الأمور المشكلة التي تبدو للوهلة الأولى أن كل ما نراه هو السماء الدنيا فقط؛ لأنه ذكر أن زينتها هي الكواكب والمصابيح، وبهذا المفهوم تكون هذه الآيات خالفت مجمل ما وصفت به السموات في القرآن الكريم0
    ولن تجد في القران الكريم ما هو متضارب ويخالف بعضه بعضًا، وإن حصل الظن في بعض الأمور كهذا الأمر إنما يأتي ذلك من قصور الفهم، وعدم التدبر وبذل الجهد لفهم الأمر على حقيقته، وقد وقعت في ذلك، وصرفت النظر عن هذا الكتاب، لما كان عندي من فهم سلمت فيه لأفكار حملتها مع صغري من غير فقه في اللغة، ولا اطلاع واع على ما في كتاب الله عز وجل0
    ولبيان ذلك لا بد من فهم لمعاني المسميات (الدنيا، والزينة، والكواكب، والمصابيح) حتى يتجلى المراد بالزينة0
    الكواكب جمع كوكب؛ وكوكب كل شيء معظمه مثل: كوكب العشب، وكوكب الماء، وكوكب الجيش، وكوكب الأرض: نبات، والكوكبة: الجماعة، والكوكب: سيد قومه، وغلام كوكب إذا ترعرع وحسن وجهه ، وغالب استعمال كوكب في اجتماع جمع، أو مفرد بارز على جمعه كالنجم والغلام الحسن الوجه 0
    وجاء ذكر الكواكب في القرآن الكريم في خمسة مواضع:
    في رؤيا يوسف عليه السلام ؛ قال تعالى:
    (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) يوسف0
    وتأويلها كان بسجود أخوته له، فلما سجد الآباء سجد الأتباع من البنين والنساء، فكان كل واحد منهم كنجم في كوكبه
    وقال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) الأنعام0
    والسماء مليئة بالنجوم، ولكن ما رآه إبراهيم عليه السلام، هو جمع متميز في السماء، أو نجم متميز بين مجموعته، فأمكن تحديده، وأعجب ذلك إبراهيم عليه السلام في صغره، حيث كان يخفيه أبوه عن أعين الناس، فرأى ذلك في ليلة خرج فيها من سردابه، وإلا فإن رؤية النجوم والكواكب تتم في كل ليلة0
    وقال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) النور0
    الكوكب هنا على التشبيه؛ فهو مشبه به لشدة نوره الذي يعلو كل ما حوله من زواهر النجوم وخوافتها0

    وقال تعالى في أحداث يوم القيامة: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) الانفطار0
    فلا يكون الانتثار إلا للمكون من أشياء كثيرة، كنثر الحب والبذور عند زراعة الأرض، فالكواكب عددها كبير بما يلحقها من نجوم صغيرة وأجرام صغيرة، وانتثارها تفرقها بما يكون من ذلك الفعل خفاء أكثرها فلا يرى منها إلا العدد القليل0
    ومع تفجر البحار وتحول الجبال إلى هباء منثور في يوم تكون السماء فيه كالمهل، يتعذر رؤية النجوم سوى عدد قليل متفرق في السماء مما اشتدت إضاءتها0
    وقال تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ(6) الصافات0
    السماء مليئة بالنجوم، وكثرة نجومها لا تجعلها زينة، ولكن ترتبها في مجموعات كثيرة، ذات أشكال عديدة منها النيِّر ومنها الخافت هو الذي جعلها زينة للسماء0
    أما الدنيا فجاءت صفة للحياة الأولى، والسماء الأولى، فالحياة الدنيا هي التي نعيش فيها، وتحيط بنا من يوم مولدنا إلى يوم وفاتنا، والسماء الدنيا هي السماء الأولى القريبة المحيطة بنا ونعيش في جوها0
    والدنيا من الدنو، وهو شدة القرب مع الإحاطة، فقد وصف تعالى نزول جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) النجم، فقد وصل إليه حتى أحاط به وحضنه بين ذراعيه كما دلت عليه قصة نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم أول مرة بغار حراء0
    والزينة لا تكون زينة إلا إذا اتصفت بأمور عديدة أهمها:
    • أن هذه الزينة تضاف إلى الشيء إضافة ولا تكون أصلاً فيه0
    • أن تظهر الزينة ما أضيفت إليه بمظهر حسن لم يكن فيه من قبل0
    • أن توضع الزينة على المضاف أو تظهر عليه في أوقات معينة، وتنـزع منه أو تفارقه في أوقات أخرى، فلا تلازمه كل زمنه0
    • أن تكون هذه الزينة مختارة للشيء بما يناسبه، فيكون هناك تناسب بينهما، فما يناسب اللون الأبيض لا يناسب اللون الأسود، وما يناسب صغير السن لا يناسب كبير السن، وما يناسب النحيف لا يناسب السمين، وما يناسب الأنثى لا يناسب الذكر0
    • أن تتناسب الزينة مع شكل الشيء وشكل العضو، فزينة اليدين غير زينة العنق، وهذه غير زينة الأذن، أو الأصابع، أو الأنف، أو الشفتين0
    • أن تكون الزينة ذات ترتيب بأشكال متميزة؛ كترتيب العقود ولو بعثرت على صاحبها بغير نظام لما عدة زينة0
    • أن تعد الزيادة تلك عند الناس المستعملين لها زينة، فما يعد زينة عند أقوام، وفي بعض المناطق، هو عند غيرهم من باب الجهالة والسخافة، كما تفعل بعض القبائل في إفريقيا في آذانهم وأنوفهم وشفاههم0
    • أن الزينة لا تنحصر على وضع الأشياء على الأجسام والأشياء، بل منها ما يكون بالتملك والإضافة والزيادة، كالخيل والأولاد والأموال؛ لأنها تعد من الفضل لهم على غيرهم، وقد تكون الزينة في الأعمال التي يراها صاحبها قدرة له، وفضلاً على غيره فيراها حسنة0

    هذا وقد جاء ذكر تزيين السماء بالكواكب والمصابيح مقيدًا بالسماء الدنيا في ثلاث آيات فقط، وفقًا لشروط الزينة يتبن لنا أن الكواكب والمصابيح ليست من السماء، وهي مضافة إليها إضافة، وأن ترتيبات النجوم والكواكب بالتنوعات الكثيرة واختلاف ضوئها، وتناسبها مع لون السماء في الليل، هو الذي جعلها زينة للسماء الدنيا في الليل، وتنـزع منها هذه الزينة في النهار حيث يغلب ضوء الشمس نورها، ويحجبها عن الرؤية، وهذه الكواكب والنجوم التي أعطت للسماء الدنيا هذه الصورة الجميلة لصفحة السماء بالليل هي ما نراه في طبقات الغازات القريبة من الأرض، حيث يكون الغاز ذا كثافة كبيرة وضغط جوي بالنسبة للطبقات العليا، وله قدرة على تشتيت الضوء بما ينتشر فيها من ذرات الغبار وجزيئات الماء، وإذا خرجنا من طبقات الغاز انعدمت هذه الزينة وأصبح الفضاء الخارجي قطعة شديدة السواد، فيها نقاط بيضاء لا تلألؤ لها، وأصبحت ظلامًا موحشًا0
    فالآيات التي تحدثت عن تزيين السماء الدنيا تحدثت عن رؤية الكواكب في طبقة الغاز القريبة من الأرض، وتنتهي هذه الرؤية بتعدي هذه الطبقة إلى الفضاء الخارجي، والكواكب هي هي في مواضعها وبعدها الشاسع عن الأرض0
    فتزيين السماء الدنيا كان بالكواكب، والمصابيح، أما تسميتها بالكواكب فلأنها سميت بذلك لمضاعفة ضوئها على سائر النجوم، وأما المصابيح فللتغير الشديد في حالها حتى أصبحت ذات درجة حرارة عالية، وشديد الإضاءة، ولولا ذلك لما وصل إلينا ضوءها0 ولم يذكر تعالى تزيين السماء بالنجوم؛ لأن النجوم تفيد الزوال، والزينة زيادة وإضافة0
    أما التزيين للسماء وليس للسموات، فإن الزينة بها تختفي قبل تجاوز طبقات الغاز التي بنيت منها السموات0
    أما وصف السماء بالسماء الدنيا فعلى أمرين؛ إن أريد بها أقرب السموات إلى الأرض فهي المزينة بالكواكب والنجوم بمفهوم الزينة وشروطها التي بيناها0
    وإن أريد بالسماء الدنيا التي هي موجودة حاليًا في الحياة الدنيا فهي أيضًا المزينة، أما في الآخرة فأهل الجنة في ظل ظليل، وظل ممدود، ويسير الراكب، كما ورد في الحديث ، تحت ظل الشجرة مائة عام لا يقطع ظلها، وكذلك لا يأتي عليهم ليل يكشف عن النجوم فأنى لهم رؤية النجوم أو الكواكب إن بقي لها وجود!
    هذا ولم يرد ذكر الزينة للناس في الجنة لما بنيت عليه من معانٍ تدل على النقص الذي لا يصلح لأحوال الناس الكاملة والدائمة في الجنة0
    وورد لفظ وحيد إشارة إلى الزينة في الآخرة بلفظ ضمير الغائب في قوله تعالى:
    (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) الأعراف0
    ولفظ الضمير للغائب يدل على ذات الشيء دون صفته، واستعماله في القرآن يأتي في مواضع كثيرة عندما يكون الاسم دالاً على صفة لا يحسن ذكرها، أو لا يناسب ذكره في ذلك الموضع من الآية، وما ذكر في هذه الآية مما هو مستهلك من الرزق، وما أخرج الله لعباده من الأرض، وله مثيل في الآخرة، واستهلاكه يفيد أنه غير دائم لكن استمراره يأتي من تجديده بغيره0
    وجاء ذكر تزيين السماء دون تحديدها بالدنيا، ودون ذكر للكواكب والنجوم في آيتين من الآيات التي سبق ذكرها، ويرجع ذلك إلى أن السماء مزينة بالنهار بما جعل الله فيها من زرقة خفيفة تناسبها، وبما يرى فيها من سحب وغيوم متنوعة، وهذه الرؤية لها أكثر ما تكون في النهار، لذلك لم يأت ذكر للكواكب فيها، فقد جاء في آية الحجر:
    (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) الحجر0
    فجاء مع الزينة ذكر البروج، وهي بسبب شفافية السماء الشديدة التي مكنت رؤية ما خلف السموات من كواكب ونجوم والشمس والقمر في الليل، والسحب وما يعرج فيها في النهار0
    وجاء في آية (ق) ذكر بناء السماء فقال تعالى:
    (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) ق0
    ولولا أن السماء هي بناء لما حمل هذا البناء أجزاء دقيقة من الغبار ومن الماء اللذين يسببان تشتت الضوء في السماء فترى فيها هذه الزرقة على الخلفية المظلمة للآفاق بعدها، والنظر إلى السماء، وإلى زينتها الواردة في الآيتين يكون في النهار، ويكون في الليل0


  8. #88
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    85- الآفاق هو الاسم لما فوق السموات

    الآفاق جمع أفق، والأفق هو طرف الأرض أو السماء البعيد الذي يبقى أمامك مهما تقدمت إليه في سيرك 00 هذا وأنت تسير على وجه الأرض، أما إذا خرجت إلى الفضاء فلا حدود لأطراف الكون، ففي كل اتجاه نجوم وكواكب، وبعد التوغل في الفضاء قليلا لا تدري أين موقع الأرض إلا بحسابات قد عُلمت سابقًا، وإلا كان الضياع الذي لا عودة بعده في حسابات من يفكر في غزو للفضاء السحيق0
    وقد ذكر تعالى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، لجبريل عليه السلام مرتين؛ الأولى بالأفق المبين، أو الأفق الأعلى، عند بعثه نبيًا وهو في غار حراء قد غطى السماء وسد الأفق بجناحيه فقال تعالى:
    (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) التكوير0
    (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) النجم0
    والمرة الثانية كما يوضحه قوله تعالى: ((وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) النجم0
    وجاء في الحديث أنه رآه في المرة الثانية على خلقته التي خلقه الله عليها بستمائة جناح0
    ففي هذه الآيات ذكر للأفق ومكانه في الأعلى فوق السماء0
    أما قوله تعالى في سورة فصلت:
    : (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت0
    الآفاق في الآية لم تحدد، ولكنها تشمل آفاق الكون وآفاق الأرض، أما آفاق السماء فهي مع الأرض إذا لم تفارق الأرض، أما إذا فارقتها باتجاه الفضاء، وما أسرع أن تفارقها فتكون قد خرجت منها 00وقد تعلم الإنسان من كل ذلك الشيء الكثير من الآيات الدالة على قدرة الله في هذه الآفاق الأرضية أو الكونية0
    فالتسمية التي تصلح لما بعد السموات من الكون هي الآفاق؛ لأنها بلا حدود، تنتهي عندها، فلا ينقطع المسير فيها عند حد لا يمكن تجاوزه، لا في الواقع ولا حتى في التقدير لضعف علم الإنسان بما وراء المرئي من هذا الكون الشاسع الأبعاد0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 01:54 PM

  9. #89
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    86- الآفاق لا لون لها

    رأينا أن ما بعد السموات لا بد أن يكون له تسمية، وهذه التسمية قلنا أن أصلح الأسماء يوافق حالها هو تسميتها بالآفاق 00 فما لون الآفاق ؟
    الآفاق لا لون لها، ولو قلنا إن لونها أسود، فيعنى ذلك أنها شيء، وأنها مادة 00 أما الآفاق فهي ليست بمادة توصف، وإن كانت أجرام الكون فيها تسبح 00 فهي خلاء بلا مادة لها حيز مؤثر0
    انظر كيف وصف الله رؤية ما بعد السموات قال تعالى:
    (لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الحجر0
    فلو فتح الله تعالى بابًا من السماء، وليس بابًا في السماء ، لأن بابًا في السماء يبقيك فيها ولكن بابًا من السماء يخرجك منها 00 كذلك لم يحدد الخروج بليل أو نهار فالأمر
    فيهما سواء 00 فلا شيء بعد السماء حول الخارجين يرى، فيقع في أنفسهم أن أبصارهم سكرت، أي حبست عن النظر؛ لأن مادة سكر في حبس الشيء مكانه، ومن ذلك سميت الخمر بالمسكر لأنها تحبس العقل في مكانه عن العمل في الإدراك والتفكير قال تعالى في أربع آيات:
    (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الحجر0
    (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) النحل0
    (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج
    (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ق0
    وكذلك سمي السكر بالسكر لأنه يحبس في مكانه، ويسمح للماء بالتبخر في عملية استخراجه وتكريره0
    فلو فتح لهم بابًا في السماء لقالوا ذلك؛ لأن عيونهم مفتوحة، وقبل ذلك بقليل كانوا يبصرون، ولم يحدث لأبصارهم شيء، وظنوا أكثر من ذلك أنهم قد سحروا0
    وانظر إلى صيغة الجمع في قوله تعالى: (لقالوا إنما سكرت أبصارنا) وانظر إلى الرحلات الفضائية ففي كل رحلة يرسل مجموعة من الرواد ولا يرسل رائد وحده0
    فكل من يخرج إلى الفضاء يحس بنفس الوصف القرآني 000فضاء مظلم موحش، وما النجوم فيه إلا نقط بيضاء لا تلألؤ لها، ولا تأثير لها في ظلمة شديدة السواد0 فالآفاق لا لون لها 00 لأنها لا شيء0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 01:49 PM

  10. #90
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    87- لماذا لم يتحدث القرآن عن خلق الكون ؟

    عرفنا حدود السموات فلماذا لم يحدثنا سبحانه وتعالى عن باقي الكون ؟0
    إن من أعظم المصيبات التي تصيب الإنسان أن يستعظم الإنسان نفسه، وأن يرى أن له من الأهمية ما يوجب أن يطلع على كل شيء، وأن يعرف كل شيء0
    وقد استعظم المشركون أنفسهم كأمثالهم من الأمم السابقة، فطلبوا أن يروا الله عز وجل، وأن تنـزل الملائكة عليهم، وأن يسألوا أنبياءهم من المعجزات التي يريدونها وتعظم في أنفسهم0
    بل عبدوا آلهة يتحكمون بها، ولا تتحكم هي بهم، فقد عبد العرب أصنامًا من تمر إذا جاعوا أكلوها، ومن خشب إذا بردوا تدفئوا على خشبها، وعبدوا أصنامًا قابعة في أماكنها لا تلاحقهم ولا تطلع على جرائمهم0
    لقد حدثنا الله بحديث صدق، وهذا الحديث كان على قدر ما نستطيع أن نتحقق منه، ولو بعد حين00وما لا نستطيع أن نصل إليه أو نتوصل إليه فلماذا نريد معرفته؟ وكيف لنا أن نتحقق منه ؟0
    الكون واسع جدًا، وليس بالمقدور في عمرنا القصير وقدراتنا الضئيلة، أن نتعرف على كون أبعاده لا تحصر، ونحن نعلم أن الحياة الدنيا لها نهاية ليست بالبعيدة، فلماذا نضيع عمرنا فيما لا يجلب علينا نفعًا 00 بل أين المفر ؟0
    القرآن تحدث عن الأمور التي ترتبط بالإنسان، مما يصلح حياته في الدنيا والآخرة، ومما يزيده إيمانًا ويقينًا، أن هذا الكتاب هو من عند الله، وأن الذي أنزل هذا الكتاب هو الذي عنده علم الماضي، وتفاصيل الحاضر، وعلم الغيب، وأن كل الأمور تجري بعلمه وبإرادته، وأن ما وعد به أو توعد به واقع لا محالة، فما على الإنسان إلا أن يكون عبدًا لله، يسعى لإرضاء الله، ويخشى عقابه، ويطمع في نيل النعيم الذي عنده 00 فإن فعل ذلك فقد فاز، وإن أعرض كان من الأخسرين 00 ولم يطلب منه أن يعرف كيف بدأ
    الكون وكيف سينتهي أمره 00 إلا أمر السموات والأرض التي فيهما يعيش الإنسان في هذه الحياة الدنيا التي مآلها إلى زوال قريب كما أعلمنا تعالى بذلك 000 فلينهض الغافلون والنائمون عما ينتظرهم قبل فوات الأوان فيكونوا من أصحاب الجحيم0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 01:48 PM

  11. #91
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    88- هل يصح تسمية الكتب المنـزلة من الله بالكتب السماوية ؟

    بعد أن عرفنا حقيقة السموات، وأنها أغلفة غازية تحيط بالأرض من جميع جهاتها 00 فهي خلق من خلق الله ارتبط بالأرض لا بغيرها، ولها أبعاد محددة لا تزيد عن بضع مئات من الكيلومترات في الأكثر على الوصف الذي جاء في القرآن 00 فهل يجوز لنا بعد ذلك نسبة الكتب الإلهية التي أنزلها الله تعالى على عباده وتسميتها بالكتب السماوية ؟0
    السموات ليست مكانًا منه يصدر الوحي وإنما هي ممر لهذا الوحي قال تعالى:
    (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة0
    وأمر الله بشأن الأرض وأهلها تأتي به الملائكة حاملين لهذا الأمر من الله إلى ملائكة لله في السماء، وعند نقل الأمر بين الملائكة تتاح الفرصة للجن لاستراق السمع، ليجعلوا مما سمعوا فتنة للناس لإضلالهم بادعائهم علم الغيب0
    والجن تستطيع رؤية الملائكة فقد عاش إبليس معهم قبل كفره وقبل طرده من الجنة0 ولقد رأى الملائكة عندما أقبلت في نصرة المجاهدين في غزوة بدر، فقد جاء في سورة الأنفال:
    (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الأنفال0
    وقد كان يجري من الجن استراق السمع زمنًا طويلاً حتى بعث محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا فمنعوا من ذلك قال تعالى: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) الجن0
    وقد أشار تعالى في عدة آيات إلى وجود هؤلاء الملائكة في السماء فقال تعالى:
    (قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) الإسراء0
    (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) يس0
    (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) الملك0
    (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) الملك0
    وقد يكون من أفعالهم لتنفيذ أمر الله ما يبينه قوله تعالى في هاتين الآيتين:
    (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162) الأعراف0
    (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) العنكبوت0
    أو ينـزل عليهم آية مادية يبصرونها ترعبهم وتخيفهم فتذل أعناقهم لها فقال تعالى:
    (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) الشعراء0
    أو ينـزل عليهم حجارة من السماء أصلها من الأرض كما فعل بقوم لوط فقال تعالى: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) الحجر0
    أو يكون إنزال هذه الحجارة من السماء بناء على طلبهم الذي يستخفون به من عذاب الله فقال تعالى:
    (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) الأنفال0
    وإن سأل سائل كيف يطلبون إنزال الحجارة والسماء هي غازات وليس فيها حجارة 00 فالجواب على ذلك أن سقوط النيازك، وهي قطع صخرية معروفة للناس منذ القدم، بل كانوا يبحثون عن الحديد في أماكن سقوطها، 00 واليوم نعلم أن مصدر هذه الحجارة ليست السماء، إنما السماء مكان مرورها إلى الأرض عندما تجذبها الأرض أو عندما تعترض مسارها، وكذلك فإن مقذوفات بعض البراكين قد تصل مسافات بعيدة، لكنها غير معروفة بأرض العرب، وما زال بعض الأحياء من كبار السن لم ينس قصة أصحاب الفيل ورميهم بحجارة من سجيل0
    وينـزل الله من السماء غير الحجارة البركات، والمراد به الماء لأنه سبب للبركة في النبات والعشب وتكاثر الأنعام، قال تعالى:
    (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) الأعراف0
    (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) ق0
    أو ينـزل مائدة من السماء كما أنزل على عيسى عليه السلام والحواريين فقال تعالى:
    : (ِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) المائدة0
    : (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) المائدة0
    والمائدة من الأطعمة التي يعرفها الحواريون، وكل عناصر الأغذية التي تصلح للإنسان ويتناولها من مكونات السماء، وقدرة الله على إيجادها من عناصرها دون إنبات هي قدرة ممن أوجد الحياة بالنبات والحيوان، وقدرة من كون المركبات الغذائية في الأنسجة 00 فسبحان من لا تحد قدرته بشيء0
    السماء ينـزل منها ملائكة، رزق، حجارة ، مائدة، عذاب ورجز من عذاب، أما كتاب من السماء، فهذا لا يصح لأن الكتب التي أنزلت هي من عند الله وطريق نزولها إلى الأرض هو السماء0
    أما سؤال أهل الكتاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ينـزل عليهم كتابًا من السماء 00 هذا الكتاب سيكون من مادة يصنع منها 00 من ورق، أو جلد، أو خشب، أو عظم، أو أي شيء آخر مكتوب عليه 00 ولم يقصدوا أن يأتيهم بوحي من الله، لكنهم يريدون شيئًا مصنوعًا عليه كتابة، ويرون سقوطه عليهم من السماء بما لم يعرفوه من قبل، فطلبهم أمر يسير، لكن جهلهم بالله عز وجل هو الكبير، فقال تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) النساء0
    وقد طلب المشركون مثل طلب أهل الكتاب، فقال تعالى في طلبات المشركين من النبي صلى الله عليه وسلم:
    (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) الإسراء0
    لقد جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب من عند الله هو وحي منه، وهذا أعظم من نزول رقعة تراها العين حتى يؤمنوا لو كان لهم عقول يفقهون بها0
    وهذه الكتب التي أنزلت من الله على الناس هي كتب ربانية ونسبتها إلى السماء هي نسبة غير حقيقية قد لا يجوز النطق به حتى لا يكون هناك فهم خاطئ بعد أن وضحنا حقيقة السموات كما صورها القرآن0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 01:46 PM

  12. #92
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    89- أين أبواب السماء ؟

    الباب لا يكون إلا في شيء، وهذا الشيء يكون مانعًا أمام عملية الدخول أو الخروج إلا من هذا الباب0
    جُعل الباب لحفظ ما في الداخل، ومنع من في الخارج من الدخول، لا لمنع الداخل من الخروج، ويوضح ذلك قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) الحديد0
    فباطن السور المضروب فيه الرحمة، وهي الجنة، وظاهره؛ أي خارجه، من قبله العذاب، أي نار جهنم 000 فهذا السور ضرب لمنع الكفار من الخروج من النار ودخول الجنة، وجعل باب فيه هو للدخول منه إلى الجنة لمن لم يكتب الله عليه الخلود في النار0
    أبواب كل سماء لها عملان تمنع ما كان خارجها من الدخول إلا من أبوابها0
    قال تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) القمر0
    وفتح أبواب السماء في الآية هو فتح أبواب السماء التي تلي الأرض مباشرة للمطر في السماء التي بعدها، وقد ثبت أن بعض المطر لا يصل الأرض، ويرفع قبل وصوله إلى الأعلى بتيارات هوائية قوية، وبعض المطر يتبخر مرة ثانية قبل وصوله إلى الأرض، وتمنع تكثفه0
    وتمنع كذلك الأبواب من كان داخلها من الخروج إلا من أبوابها، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الأعراف0
    وقال تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) الحجر0
    وهذه الأبواب خاصة بالناس فلا تفتح إلا بإذن من الله0
    أما قوله تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) النبأ0
    فهذا من أحوال يوم القيامة، وقد يراد بفتح الأبواب لما في الداخل من الخروج، ولما في الخارج من الدخول؛ لأنه تعالى وصفها بالواهية أيضًا0
    وما أراد الدخول إلى السماء بعنوة يحترق كما يحصل للشهب والنيازك0
    ولا يحدث الاحتراق لها إلا بعد الوصول إلى طبقات الغاز ذات الضغط العالي والقريب من الأرض0
    والسماء هي مادة شديدة الشفافية وأبوابها من جنسها، فغير ممكن تحديد موضعها إن كان لها موضع محدد، والأرجح أن أكثر أبوابها متنقل، فمن الملاحظ أن بعض المناطق الصحراوية لا تمطر أو لا يسقط عليها المطر إلا مرة كل عشر سنوات0
    وقد أدرك العلماء هذه الخاصية للسموات، فهم يختارون وقت إطلاق المراكب إلى الفضاء، ويختارون الظروف الملائمة للإطلاق، والساعات المناسبة، ويختارون المناطق التي يطلقون منها مراكبهم 000 وعند الدخول ثانية يراعون كل ذلك حتى لا تدمر المراكب الفضائية ويهلك من عليها، حتى قيل إن هناك مناطق في السماء لا يمكن الخروج أو الدخول منها وإليها، وتجربة الدخول أو الخروج منها يعد مغامرة كبيرة أو خطرة0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 01:41 PM

  13. #93
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    90- الحدود التي ينتهي عندها غزو الفضاء


    قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه0
    تبين هذه الآية، بكل وضوح، أن الله تعالى خلقنا من الأرض، وفيها يعيدنا ترابًا وعظامًا، ومنها يخرجنا مرة أخرى 00 فهل في هذه الآية ما يسكن أنفسنا، ويريحنا من عناء لن يفيدنا ؟0
    نعم فيها كل الراحة لنا 00 لنفكر في آخرتنا بدل أن نفكر كيف نفر من أرضنا 00 لنفكر كيف نتصالح ونتعاون على الأرض بدل أن نبحث عن حياة لا وجود لها في مكان آخر من الكون 00 لنفكر كيف نحافظ على الأرض والسموات للأجيال بعدنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها بدل إفسادها0
    ألم يلاحظ الناس أنه لم يمت أحد من رواد الفضاء إلا في طريق العودة إلى الأرض أو قبل مغادرتها؟ .. لماذا ؟ لأن الله تعالى قال، وقوله الحق، أنه لن يموت أحد خارج الأرض ولن تكون هناك جثة لأحد يموت في مركب يسبح بعيدًا في الفضاء، أو على أرض غير هذه الأرض، ولو أرادوا فعله لما كتب لهم النجاح فيه، ولن يستطيعوا فعله0 أما إن مات على الأرض فقد يرسل بعض أجزائه لأن بعثه يوم القيامة وإنباته من جزء يسير منه0

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 01:39 PM

  14. #94
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    91- لماذا تحتاج كلمات الله من المداد بأكثر من ماء البحر وسبعة أمثاله وأكثر من ذلك ؟
    قال تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف0
    وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان0
    قد تبين من رصد الكواكب والنجوم التي ترى عبر السماء بالمراصد الفلكية الضخمة، وبتلسكوب (هالي) الذي يدور في الفضاء أن عدد النجوم كم هائل، ففي الكون المرئي أكثر من مائة ألف مليون مجرة، وفي كل مجرة من مائة إلى ثلاثمائة ألف مليون نجم 00 وما الأرض في الكون إلا كحبة رمل من رمال شواطئ البحار في الكرة الأرضية 000 ولو مثلنا حجم الأرض بحبة حمص ووازنا كل أجرام الكون بحجم الأرض، ومثلناها كذلك بحبات حمص لغطت وجه الأرض 00 ثم نظرنا بعد ذلك إلى الآية الأولى التي افترضت تحول البحر إلى مداد، وإلى الآية الثانية التي افترضت تحول البحر ومن بعده سبعة أبحر إلى مداد للأقلام التي صنعت من جميع أشجار الأرض ما نفدت كلمات الله0
    فعمّ إذن ستتحدث كلمات الله ؟ هل عن الأرض وأهلها ؟ الجواب سيكون لا 00 فالأرض وما عليها لا تحتاج كل هذا الحبر أو المداد بلفظ الآية0
    فعمّ إذن ؟ إنها ستتحدث عن ملك الله الواسع 00 عن كل هذا الكون المترامي الأطراف وما فيه 00 وعن علم الله الواسع 00 وعما لا نعرف ولا يصل علمنا لمعرفته 00 فسبحان الله عدد ملكه ومداد كلماته وزنة عرشه0


  15. #95
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    92- وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء


    قال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) الشورى0
    وقال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) العنكبوت0
    تبين آية الشورى أن الناس لن يعجزوا الله في الأرض 00 فللأرض حدود تنحصر فيها، وإن لم تكن الأرض معروفة بكل بقاعها وقاراتها وجزرها حين نزول القرآن00 فأين يفرون من الله ؟0
    وكذلك لم يكن للإنسان عمل في السماء بعيدًا عن وجه الأرض 00 فجاءت آية العنكبوت مبينة أن الناس لن يعجزوا الله في الأرض وكذلك لن يعجزوه في السماء بعيدًا عن الأرض لقوله تعالى "ولا في السماء"0
    فآية العنكبوت أنبأت بما سيكون عليه الإنسان من استعمال السماء 00 فقد جاء هذا الزمان الذي رأينا فيه استعمال الإنسان للسماء بكثافة 00 مليون إنسان يوميًا يركب الطائرات التي تتنقل في أرجاء الأرض عبر السماء وأصبح لها خطوط لسيرها في الجو كما للمواصلات الأخرى خطوط على وجه الأرض0
    وبلوغ الإنسان القدرة على الانتقال في السموات، والنفاذ إلى الفضاء، لن يعطيه ذلك أن يكون معجزًا لله 00 وما يحمل معه إلا قليلا يبقيه قي السماء لساعات عديدة، يرجع بعدها مضطرًا إلى الأرض للتزود منها بكل ما يحتاجه00 فأين المفر؟ 00 وسبحان الله علام الغيوب الذي أبلغنا بلطف فيما كان وما يكون 00 وصدق الله العظيم الذي قال عن كتابه 00(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة0


  16. #96
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    93- وأنا كنا نقعد منا مقاعد للسمع

    قال تعالى: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) الجن0
    إذا كانت السماء من مادة غازية فكيف تقعد الجن فيها ؟!0
    وهل القعود يشترط فيه أن يكون على مكان صلب ؟0
    لفظ القعود يراد به ترك العمل والرغبة فيه؛ بسبب الشعور بالعجز حقيقة، أو لكبر السن، أو خوار الهمة، أو التفرغ لأمر آخر وانتظاره:
    قال تعالى: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) الأعراف0
    قال تعالى: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة0
    قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) الإسراء0
    فقعود الجن في السماء لاستراق السمع هو التفرغ له، وترك ما دون ذلك، أو الانشغال بغيره، حتى يحين الوقت الذي يتمكنون فيه من استراق السمع، بالكيفية التي تمكنهم من فعل ذلك0


  17. #97
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    94- هل توجد مـخلوقات أخرى في الكون ؟

    تبين لنا من كل الأدلة والآيات التي مرت معنا في هذا الكتاب أن الحديث كان عن السموات والأرض والحياة التي فيهما، وبث الدواب فيهما، ولا يتعلق إلا بهذه الأرض، وما لحق بها من السموات التي أحاطت بالأرض مشكلة هذه الأغلفة الغازية0
    وقد تبين لنا أن الأجرام السيارة التي تدور حول الشمس لا يصلح منها شيء للحياة، ولا لسكنى الإنسان فيها، ولا حتى الذباب والبعوض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر 00 وفوق ذلك أنه لو كانت هذه الأجرام صالحة للحياة فإن طريق الوصول إليها طريق طويل0
    وللوصول إلى الأجرام الأقرب التي تتشكل منها المجموعة الشمسية يكون الإنسان قد خسر الكثير من وزنه وقدرته، ووهنت عظامه قبل أن يصلها، لأنه لن يصلها إلا بعد شهور أو سنين طويلة تكون قواه قد أنهكت، وقد يصل إلى درجة من الإنهاك والعجز، فيفشل في مهمته0
    هذا بالنسبة لأجرام تعد شديدة القرب من الأرض، فكيف بالوصول إلى سائر الكون ؟، بل يحتاج للوصول إلى أقرب النجوم إلينا إلى آلاف السنين إن كان حوله أجرام باردة غير مشتعلة تصلح للحياة 00 أي إنسان سيعيش آلاف السنين! إنه سينشئ له ذرية في هذا الدرب البعيد لتواصل رحلتها عنه بعد هلاكه لو قدر له أن يفعل ذلك، فإذا كان فقدان الجاذبية يوهن العظام، فإن تكون الأجنة بدون جاذبية يشوهها تشويهًا كبيرًا، ولم ينشر عن التجارب في الفضاء على تكون الأجنة حتى لا تصاب البشرية بصدمة كبيرة، فيوجد رأي عام ضد أبحاث الفضاء والسفر في الفضاء في رحلات طويلة0
    والحقيقة القائمة أننا لم نجد، ولن نجد، غير الأرض مكانًا صالحًا للحياة، ولن نستطيع أن نعرف إن كان هناك حياة أخرى على جرم آخر في الكون0
    وأهم من هذا وذاك أن القرآن لم يحدثنا عن أي حياة غير حياة البشر التي نعرفها، وهي سائرة إلى فناء، لتكون بعدها الحياة الآخرة، فمن أراد الخلود فعند الله الخلود 00 والسبيل إليه الإيمان بالله والعمل برضاه0
    : (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) الواقعة0
    : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت0
    : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) النجم0


  18. #98
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة

    95- بديع السموات والأرض

    (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) البقرة0
    الإبداع هو إخراج الشيء عن المألوف إلى جديد ينشأ على غير مثال سابق فيه، أو في غيره0
    وإبداع السموات والأرض هو قطع للماضي الذي سارا عليه وإخراجهما بصورة جديدة لم تكن فيهما، ولا في غيرهما فأصبحا مسخرين للحياة والعيش فيهما، وقد تبين لنا
    أن الأرض بما يحيط بها من سموات لا مثيل لها في المجموعة الشمسية، وما بعد ذلك لا نستطيع التحقق إن كان هناك مثيل لهما أو لا إلا بعلم من الله 00 والله لم يعلمنا بشيء عن ذلك0


  19. #99
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    96- الأرض هي مركز السموات وليست مركز الكون

    حقيقة السموات، كما صورها القرآن بكل وضوح وجلاء، فرق بين الكون والسموات، وعدم التفريق هو الذي جعل الصراع قويًا بين الكنيسة والعلم، رفضت الكنيسة فكرة دوران الأرض حول الشمس بكل ما أوتيت من قوة، لأن هذا يخالف فهمهم الخاطئ المنسوب إلى الإنجيل0
    أما نحن المسلمين فكتابنا هو كلمات الله المحفوظة بلفظ لا قدرة للبشر أن يأتوا بمثله 00 فإن حصل خطأ أو عجز عن فهم تفسير آية على الوجه الأقرب إلى الحق، جاء جيل آخر من العلماء فبينوا فيه ما لم يسبق معرفته أو الحديث عنه 00 كل ذلك لأن العلماء يتعاملون مع نص ثابت وليس مع تفسير قد يكون عاجزًا عن بلوغ الحقيقة0
    واليوم يعلم العالم والمتعلم أن الأرض ليست مركز الكون، بل هي جرم صغير من المجموعة الشمسية، وكذلك الشمس نجم من نجوم مجرة التبانة، وهي كذلك ليست مركزها، وهذه المجرة ليست مركز المجرات ولا مركز الكون0
    فالأرض كما بينته الآيات هي مركز السموات المحيطة، والمطبقة عليها من كل الجهات0
    والسموات والأرض هي جزء يكاد لا يذكر في هذا الكون الشاسع لضآلة حجمهما، لولا تفضيل الله لهذه الأرض بجعلها صالحة للحياة التي هي فيها0


  20. #100
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    97- ما بين السماء والأرض فيما يراه الناظر

    مع أن السحاب يسبح في السماء، والطير تطير في السماء، ومبتدأ السماء من وجه الأرض التي هي قائمة عليها كبناء فوقها، وفروع الأشجار في السماء، إلا أن هناك رؤية ظاهرية في النهار لزرقة في السماء تعرف بها السماء، وأصبح ينظر إلى هذه الزرقة على أنها السماء، وقد بينا أن هذه الزرقة ناتجة من تشتيت الضوء في السماء بسبب وجود جزيئات الماء، والغبار الذي يصل إلى عشرات الكيلومترات من طبقات الهواء التي لها كثافة، وهذه الزرقة لا ترى بيننا وبين الشمس، ولا بيننا وبين السحاب، ولا بيننا وبين الجبال البعيدة، لأن هذه الزرقة تحتاج إلى خلفية الفضاء المظلمة بعدها حتى تمكننا من رؤية هذا التشتيت الضعيف الذي نراه كزرقة في السماء0
    وبين هذه الزرقة التي في السماء وبين الأرض مسافة مقدرة برؤية العين، وقد سميت بالسماء كما سمي المطر والسحاب بالسماء لأنه جزء منها، وهي تمثل سماكة السماء أو تمثل الجزء الذي بيننا وبين هذا البعد الظاهري0
    وقد جاء التمثيل بهذا البعد الظاهري بين الأرض والمرئي من السماء على أنه السماء في أحاديث عديدة كالحديث الذي رواه البخاري (21676) وغيره: عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِنْهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ الْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الْأَرْبَعَةُ وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشُ وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ )0


+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •