Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي - الصفحة 6

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 6 من 9 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 174

الموضوع: 120 كلم سماكة السماوات السبع ....في كتاب "حقيقة السماوات" للعرابلي

  1. #101
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    98- الإسراء والمعراج وحقيقة السموات


    حادثة الإسراء والمعراج أوجدت بعض المفاهيم التي قد تعارض في ظاهرها حقيقة السموات كما صورها القرآن، ولما كان هذا القرآن الكريم هو كلام الله، والله تعالى هو الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به في السموات، ثم إلى ما فوقها حتى انتهى إلى سدرة المنتهى 00 فلا يعقل أن يكون هناك اختلاف بينهما في تصوير حقيقة السموات0
    وفي قصة الإسراء والمعراج مسائل لا يحسن تجاوزها وعدم الوقوف عليها، لأنها تجلي حقيقة السموات:
    • تهيئة جسد الرسول صلى الله عليه وسلم لرحلة الإسراء والمعراج0
    • الدابة التي ركبها صلى الله عليه وسلم في الإسراء وعليها عرج إلى السموات0
    • رؤية الأنبياء عليهم السلام في السموات0
    • رؤية النيل والفرات في السماء0
    • مكان سدرة المنتهى0
    • مكان البيت المعمور0
    وقبل الحديث عن الإسراء والمعراج لا بد من الإشارة أن هناك اختلافًا في النظر إلى الإسراء والمعراج هل كان الإسراء والمعراج بالروح أم بالروح والجسد؟0
    الإسراء يكاد يكون عليه اتفاق أنه تم بالروح والجسد، لكن المعراج هو محل الخلاف، والرأي الراجح فيه أنه كان بالجسد والروح أيضًا لقوله تعالى: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم0
    فقوله تعالى "ما زاغ البصر" يدل على أن الرؤية كانت مباشرة، وليس رؤيا علم، تحتمل أن تكون عن طريق المنام أو الوحي0
    فإن كان الإسراء والمعراج بالروح فقط، أو كانا رؤيا بالمنام فالحديث يضيق عن هذا الحدث، وأما إن كان الإسراء والمعراج بالروح والجسد فعند ذلك يتسع البحث والدراسة في بيان حقيقة السموات بهذه الحادثة0


  2. #102
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    99- تهيئة جسد الرسول صلى الله عليه وسلم لرحلة الإسراء والمعراج

    سؤال يطرح نفسه: كيف يستطيع بشر أن يتحمل هذه الرحلة والعروج إلى الفضاء ؟0
    نستطيع أن نرد على هذا القول بأن قدرة الله عز وجل كافية للرد على هذا السؤال، لأن الله عز وجل هو الذي أراد لمحمد صلى الله عليه وسلم هذه الرحلة المليئة بالمخاطر، وفوق قدرة الجسد البشري، فما كان فيها هو من باب المعجزات الإلهية التي لا تحد القدرة الإلهية فيها بحد0
    لكن وردت هناك أمور في قصة الإسراء والمعراج قد تكون فيها إجابة شافية، ومعجزات لا يقدر عليها البشر 00من ذلك أن المنطلق في هذه الرحلة يحتاج أن يكون جوفه صلى الله عليه وسلم فارغًا، وجسمه محميًا من النـزف، عندما يتعرض لقلة الضغط، وكذلك يحتاج إلى التنفس في جو لا يصلح للتنفس فيه، أو حتى لا غاز فيه 00 وقد جاء في أحاديث بروايات عديدة في مجملها ما يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أُمِّن له التغلب على هذه المشاق جميعًا عن طريق شق جوفه من نحره إلى مراق بطنه، فنظف جوفه وغسل قلبه بماء زمزم، وجيء بطست من ذهب مليء بالحكمة والإيمان [أشياء مادية وهذه غير المعاني الحسية التي تحمل نفس الاسم] لتحمي جسده صلى الله عليه وسلم ، وتعطيه الأمان في هذه الرحلة ، فحشي منها قلبه ولغاديده [عروق حلقه]، وسكبت في صدره وجوفه ثم أطبق عليها0
    لماذا فعل بالرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ؟0
    أول إعداد لجسد الرسول صلى الله عليه وسلم هو تطهير جوفه حتى لا يكون في حاجة لقضاء الحاجة، ولأنه سيكتب له دخول الجنة فلا يصح أن يكون في بطنه من خبث بقايا الطعام شيء، ثم ملء الفراغ الذي في صدره وبطنه حتى لا تتجمع السوائل في الرئتين والأمعاء بسبب قلة الضغط والسرعة 00 فالطيار أثناء طيرانه يلبس بدلة تحشر عروق رجليه، تمنع من تجمع الدم فيهما من جراء سرعة الانطلاق أو سرعة الدوران، لئلا ينخفض ضغط الدم في الدماغ فيصاب عند ذلك بإغماء، فكيف الحال في جو قليل الضغط، أو عند انعدامه، وبسرعة قد تساوي أضعاف السرعة المعروفة التي يطير بها الطيارون للطائرات الحربية الأسرع من الصوت0
    وثانيًا: إن الذي يصاب بنـزف داخلي يعطي مواد في دمه لمنع هذا النـزف، فحشي القلب الذي يوزع الدم على كل أعضاء الجسم، وحشي العروق بهذه الحكمة التي تحكم الجسم لتعطي أمانًا لجسد الرسول صلى الله عليه وسلم 0
    ويبقى أمر التنفس فإن حاجة الإنسان للتنفس هو لحفظ الجسم في درجة ثابتة، وعند بذل طاقة يزيد هذا الاحتراق، فيحتاج إلى التخلص من ثاني أكسيد الكربون واستبدال بالأكسجين 00 فإذا كان في هذه الحكمة التي حشي بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعروقه وملئ بها صدره وجوفه تعطي جسده صلى الله عليه وسلم حرارة ثابتة، وتحافظ عليها، وتغنيه عن الاحتراق الداخلي في الخلايا، فإن حاجته للتنفس تكون قليلة، ولا يحتاج للتنفس الشديد والسريع، فيكون جسده الشريف في أمان عند ذلك 00 وهناك من المخلوقات ذات السبات الشتوي التي يكاد ينعدم تنفسها طوال عدة أشهر في سباتها بالتنظيم الإلهي الذي وضعه سبحانه وتعالى لها 00 فعناية الله برسوله ونبيه أعظم، ودون الحاجة لهذا السبات0
    وكذلك فإنه يعطى في الدم ما يكون فيه علاج لو تنفس مواد كيميائية أو إشعاعية، والفضاء مليء بالإشعاعات الضارة، فقد تكون هذه الحكمة والإيمان اللذَين أخذهما الرسول صلى الله عليه وسلم يؤمنان له السلامة من كل ذلك، وتحكمان جسمه من التهاوي أو الضرر0


  3. #103
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    100- الدابة التي ركبها النبي سبحانه وتعالى في الإسراء والمعراج

    أما الدابة التي حملت الرسول صلى الله عليه وسلم فلها عدة أوصاف:
    فأما تسميتها بالدابة فلا يقتضي أن تكون ذات روح؛ لأن الدابة سميت لقدرتها على الحركة والانتقال، والوصول وإيصال من تحمله إلى مبتغاه، خلافًا للنبات الذي لا يفارق مكانه 00 فكيف بها إذا تحركت مرتفعة في السماء، ووصلت وأوصلت من عليها حيث يريد، أو يراد له0
    وأما تسميتها بالبراق ليدل اسمها على شدة عكسها للضوء ولمعانها، ولمعان البرق معروف، وقد سمي السيف بإبريق للمعانه، وكذلك للدلالة على مدى سرعتها، والسرعة مطلوبة لأداء المهمة في وقت قصير جدًا0
    وضم أول حروف بُراق حاله كحال كل كلمة ضم أولها، فيه إشارة إلى الباطن؛ فضم أول المصادر الدالة على أصوات يفيد أن هذه الأصوات مصدرها الباطن مثل: (ثُغاء، رُغاء، عُواء، نُباح، صُراخ، 00) وضم أول الأفعال المبنية للمجهول للدلالة على أن الفاعل مستور في باطن يجعله مجهولاً غير معلوم مثل: (كُتب وقُرئ 000)، وكذلك ضم أول الفعل المضارع (يُريدُ ، يُحبُ ، 00) ليدل على أن هذه الأفعال؛ أفعال قلبيه مصدرها نفس الفاعل، وضم آخر الفعل المضارع للدلالة على أنه ما زال داخلا في الفعل، ومستمرًا فيه، ولم ينته بعد منه فيخرج منه، وجعلت الضمة علامة للفاعل للدلالة على أن مصدر الفعل هو من نفس الفاعل، وليس واقعًا عليه، وجعلت واو الجمع علامة تدل على الجمع لكون الجمع يكون من الالتفاف حول شخص أو فكر يكونان بمثابة الباطن لهذا الجمع، وكذلك علامة لرفع جمع المذكر السالم لأن هذا الجمع هو لمن حملوا في أنفسهم صفات معينة، والضمة هي أخت الواو0 وكل استعمالات الواو وأختها الضمة، فيها إشارات للباطن في كامل اللغة والنحو، لكن المجال يضيق عن بيانها واستقصائها، وما أوردناه في الدلالة القوية على ذلك0
    فضم أول براق يدل على أن هذه الدابة لها باطن وفيه يتم الركوب ولو كان الدخول إليها من أعلاها0
    وأما وصفها فوق الحمار ودون البغل فلبيان مقدار ارتفاعها وأن فيها طولاً0
    وأما وصف لونها بالبياض فهذا اللون هو المطلوب ليكون عاكسًا وحاميًا لمن فيها من شدة الحرارة في الفضاء والطبقات العليا من السماء0
    وورد في أحاديث أخرى وصف آخر، غير الوصف بالدابة، فقد جاء فيها أن جبريل عليه السلام جاء للرسول صلى الله عليه وسلم "فوكزه في ظهره فقام إلى شجرة فيها كوكري طائر، فقعدت في أحدهما، وقعد جبريل في الآخر، فنشأت بنا حتى بلغت الأفق "وفي رواية" فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي" (جاء في تفسير ابن كثير - أول سورة الإسراء - وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو البزار في مسنده 58 حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا سعيد بن منصور حدثنا الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلى جبريل كأنه حلس لاط فعرفت فضل علمه بالله على 000 ثم قال ولا نعلم روى هذا الحديث إلا أنس ولا نعلم رواه عن أبي عمران الجوني إلا الحارث بن عبيد وكان رجلا مشهورا من أهل البصرة ورواه الحافظ البيهقي في الدلائل (2368) عن أبي بكر القاضي عن أبي جعفر محمد بن علي بن دحيم عن محمد بن الحسين بن أبي الحسين عن سعيد بن منصور فذكره بسنده مثله ثم قال وقال غيره في هذا الحديث في آخره ولط دوني أو قال دون الحجاب رفرف الدر والياقوت ثم قال هكذا رواه الحارث بن عبيد ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ملأ من أصحابه فجاءه جبريل فنكت في ظهره فذهب به إلى الشجرة وفيها مثل وكري الطير فقعد في أحدهما وقعد جبريل في الاخر فنشأت بنا حتى بلغت الأفق)
    وجاء في شعب الإيمان ج1/ص175 – 176 (رقم 155) حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الديبلي حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ حدثنا سعيد بن منصور ثنا الحارث بن عبيد الأيادي عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعدت في أحدهما وقعد في الآخر فسميت حتى إذا سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولوشئت أن أمس السماء مسست فالتفت فإذا جبريل عليه السلام كأنه حلس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله عز وجل علي، ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم: فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحي إلي نبيا ملكا، أو نبيا عبدا، أو إلى الجنة، فأوما إلي جبريل وهو مضطجع أن تواضع، فقلت لا بل نبيا عبدا0
    وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج1/ص75: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح0

    وجاء في عمدة القاري ج17/ص20 :
    ومنهم من قال بوقوع المعراج مرارا منهم الإمام أبو شامة واستندوا في ذلك إلى ما أخرجه البزار وسعيد بن المنصور من طريق أبي عمران الجوني عن أنس رفعه قال: بينا أنا جالس إذ جاء جبريل عليه الصلاة والسلام فوكز بين كتفي فقمنا إلى صخرة مثل وكري الطائر فقعدت في أحدهما وقعد جبريل في الآخر فارتفعت حتى سدت الخافقين الحديث وفيه فتح لي باب من السماء ورأيت النور الأعظم
    قيل الظاهر أنها وقعت في المدينة0

    هذا المشهد يدل على أن الدابة في باطنها هي مركبة ذات مقعدين 00فوكر الطائر لا يكون مكشوفًا بل يكون في بطن شجرة أو جبل أو أرض 00 وفي هذه الشجرة
    وكران وكان النبي صلى الله عليه وسلم من وكره الذي قعد فيه يستطيع أن يقلب طرفه وهو فيه، فدل على شفافية ما حوله كأنه زجاج، يمكنه من الرؤية خارج الوكر الذي قعد فيه0
    وإذا علمنا أن الشجرة سميت بهذا الاسم لأنها وقفت على ساق، فابتعدت بفروعها وأغصانها عن الأرض، فلما ملكت هذه المركبة القدرة على مفارقة الأرض بنفسها سميت بالشجرة أو ارتفاعها على قوائم تبعدها عن الأرض وتستند عليها0
    والشجرة لم تسم إلا بجزئها الذي فارق الأرض دون النظر إلى الساق أو الجذور والدليل على ذلك قاله تعالى:
    (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح0
    فما فوق مجلس النبي صلى الله عليه وسلم هو الشجرة في هذه الآية مع أن لها ساقًا بجانبه وجذرًا في الأرض تحته0 والدليل الآخر في قوله تعالى:
    (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم0
    فهذه الشجرة ميتة مقطوعة عن جذرها لا خضرة فيها ومع كل ذلك فقد سميت بالشجرة0
    فلا تعجب إن سميت هذه الدابة أو المركبة أيضًا بالشجرة؛ من فعلها في مفارقتها في أعظم مفارقة للأرض إلى السموات؛ وإلى سدرة المنتهى 00 لتحمل أول رائد إلى الفضاء بقدر ة الله؛ وبتهيئة لم تعرف البشرية لها مثيل من بعد0
    ولا يكن عجبك من تسمية الدابة بالشجرة وأنت قد تعلق فكرك بصورة الشجرة الحية الخضراء، وأنها لن تكون شجرة إلا بهذه الصفة 00 فلعل عجبك مرده التقصير في معرفة تسمية المسميات بأسمائها، وهو أشرف علم في اللغة وذروة سنامه، وقد أعطى تعالى هذه القدرة لآدم ليسمي المسميات بأسمائها، ولينشئ لغة يتخاطب بها بنوه فيما بينهم، ويناجون ربهم، وليعلوا في بيانهم ليستقبلوا كلام ربهم، عندما ينـزل عليهم، قال تعالى:
    (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة0
    فقد أعطاه تعالى بما فضله على الملائكة وبين فضله عليهم بهذا العلم 0
    وقال تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن
    فمن رحمته تعالى أن حدد عبادته بكلماته، فعلم القرآن 00 ولكن من سيستقبل هذا القرآن والعمل به ؟ فخلق الإنسان 00 ولكن كيف له أن يتلقى القرآن ؟ فعلمه البيان0
    من معرفة سبب تسمية المسميات بأسمائها يتولد لنا علم واسع شريف، غفلت عنه الأمة بعلمائها قرونًا طويلة؛ من لدن نزول القرآن إلى يومنا هذا0
    وقد سمى العرب النقطة في ذقن الغلام بالشجرة 000 فلك أن تسأل كيف يكون ذلك ؟0
    لأنها موضع اعتماد الرأس على الكف ليبقى مرفوعًا عند الاستلقاء بوضع معين0
    فهي دابة لقدرتها على الحركة والانتقال والوصول إلى المراد من الأمكنة، وهي شجرة لارتفاعها واستنادها على قوائم، وهي صخرة لكونها جماد وليس كائن حي 000 فجاء تنوع الوصف مراعاة لتعدد الأوصاف0
    ولا بد من الإشارة لرواة الحديث السابق عند البيهقي؛ فرواته عنده كلهم ثقات، إلا الحارث بين عبيد؛ فرتبته صدوق يهم، وقد روى له مسلم في صحيحه عددًا من الأحاديث، وروى البخاري لغيره أحاديث وقال: وتابعه عليها الحارث بن عبيد وفلان وفلان ، فإن صح هذا الحديث فقد أشار إلى ما سبق ذكره وبيناه 0
    وقد يصح القول ويصدق إن قيل بأنه كان هنالك للرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من معراج، فكثير من الأحاديث ذكرت أنه صلى الله عليه وسلم انطلق من المسجد الحرام إلى السماء الدنيا، ثم باقي السموات دون أن يكون هناك ذكر للمسجد الأقصى، أو أن يكون هذا المعراج في زمن غير زمن الإسراء، وقد يكون قبل زمنه لأنه قد بدا من الأنبياء عدم معرفة سابقة بمبعث النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام، وهو الذي قد صلى بهم في بيت المقدس في ليلة الإسراء0
    وجاء في رواية أنه صلى الله عليه وسلم ، بعد صلاته ركعتين في المسجد الأقصى جيء له بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح الأنبياء، وعلى هذه يكون المعراج غير الدابة التي ركبها من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى0
    هذه الأحاديث تدل على أن المعراج كان للنبي صلى الله عليه وسلم بالروح والجسد ، وليس بالروح فقط، وهذا هو الرأي الغالب لقوله تعالى: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم0


  4. #104
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    101- رؤية الأنبياء في السموات

    لقد رأى صلى الله عليه وسلم في السموات ثمانية أنبياء على هذا الترتيب:
    في السماء الدنيا آدم عليه السلام0
    وفي السماء الثانية عيسى ويحيى أبناء الخالة عليهما السلام0
    وفي السماء الثالثة يوسف عليه السلام0
    وفي السماء الرابعة إدريس عليه السلام0
    وفي السماء الخامسة هارون عليه السلام0
    وفي السماء السادسة موسى عليه السلام0
    وفي السماء السابعة إبراهيم عليه السلام0


    فهؤلاء الأنبياء هم موجودون في أماكن من السموات، وما أوسع السموات، فمر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فإن كانوا أرواحًا بلا أجساد فمن المحال رؤيتهم، والله يصرف من يشاء من الدخول عليهم أو الاقتراب منهم، والأرواح بعد قبضها ترفع إلى السماء ثم ترد ثانية، كما أفادته أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإن كانوا أجسادًا فمعنى ذلك أن وجودهم في هذه السموات كان وقت المعراج فقط؛ لإيماننا أن أجساد الأنبياء جميعًا في قبورهم سوى (عيسى عليه السلام) وقد قال تعالى عن يونس عليه السلام: (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) الصافات، ولقوله صلى الله عليه وسلم [يدفن النبي في المكان الذي يقبض فيه]00 فكيف يكون جسده بعد ذلك في سماء من السموات ؟0
    هذا وقد رأى صلى الله عليه وسلم في الإسراء موسى عليه السلام يصلي في قبره0
    فالكل يؤمن أن أجساد الأنبياء في قبورهم إلا عيسى عليه السلام0
    فلكرامة من الله للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولحكمة أرادها الله تعالى كان وجودهم في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلى ربه، ومن ذلك تخفيف الصلوات من خمسين إلى خمس بسبب نصح موسى لمحمد عليهما الصلاة والسلام أن يسأل ربه أن يخفف منها، ولو كان الأمر غير هذا لقلنا أين إسماعيل وإسحاق ويعقوب؟ وأين داود وسليمان وزكريا ؟وأين بقية الأنبياء ؟ ولماذا يوزعون في السموات ولا يجمعون في سماء واحدة وفي مكان واحد كما جمع عيسى ويحيى في السماء الثانية؟
    وكذلك لم يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم أهل مكة إلا عن الإسراء ؟ ولم يأت بذكر عن المعراج0

    وإذا استرجعنا في أنفسنا أن السماء واسعة جدًا، فأكبر الطائرات التي تحمل المئات من الناس عندما ترتفع كثيرًا تكاد لا ترى بالعين المجردة، فكيف لنا رؤية أحد من الناس لو كان موجودًا في مكان ما في السماء ؟0
    إن كان ما رآه هو أرواح الأنبياء فكيف لنا رؤيتهم؟ 00 فنحن لا نرى الأرواح ولا جنس الجن ولا الملائكة، وهم معنا ومن حولنا فكيف نرى من بعد عنا؟
    وأنهم حين مر هو وجبريل عليهم، كانوا في حجاب، فاحتاج أمر الدخول عليهم طرق الأبواب وإلى الاستئذان فكيف لنا أن نرى ما كان داخل الحجاب دون إذن وقدرة من الله0
    وحتى لا ننسى يجب أن نستحضر في فكرنا أن حقيقة السموات مأخوذة من عشرات الأبواب التي وردت في مئات الآيات القطعية الثبوت، فلا ينسف ما ورد في القرآن بضع أحاديث إن لم يمكن التوفيق بينها، والتوفيق بينها قائم، والمخالفة لهذه الحقيقة لا مكانة لها في الأحاديث الصحيحة0
    هناك مناطق معروفة في السماء عند أهل الاهتمام في غزو الفضاء لا يحسن الخروج أو الدخول منها، فليس كل أبواب السماء مفتوحة للدخول أو الخروج في أي وقت يشاءون، فهم يرصدون المكان والوقت المناسبين للخروج إلى الفضاء أو الرجوع منه والله تعالى أعلم0


  5. #105
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    102- العروج إلى السماء الدنيا


    بينا أن المقصود بالسماء الدنيا إما السماء الأولى وإما السماء التي في الحياة الدنيا التي تبدل بغيرها يوم القيامة، والعروج إلى السماء الدنيا في الأحاديث يدل على أن المقصود بها السماء الأولى لذكر باقي السموات بعدها، والسماء الدنيا واقعة بين حدين؛ الحد الأول هو وجه الأرض، والحد الثاني بداية السماء الثانية، أما حدها الأول وجه الأرض؛ فكل الكائنات التي تعيش على وجه الأرض وتتحرك عليها هي أيضًا في الجزء الأسفل من السماء الدنيا، وتتحرك فيه، وهذا الحد لا يحتاج للوصول إليه إلى عروج ، أما فوق ذلك حتى نهاية السماء الدنيا وبداية الثانية فيحتاج إلى العروج إليه0
    ولما كانت السماء من مادة شديدة الشفافية فلا يحس بوجود السماء في الجزء الأسفل منها، ولكن الإحساس بها يكون عندما تظهر باللون الأزرق، بسبب تشتيت الضوء فيها جراء جزيئات الغبار والماء، وهذا التشتيت هو ضئيل جدًا لا يمكن الإحساس به إلا في طبقة سميكة على خلفية سوداء، فهو لا يرى ما بينك وبين الغيوم، ولا ما بينك وبين الشمس أو القمر، ولا ما بينك وبين الجبال 00 لذلك صار الإحساس بالسماء الدنيا هو إحساس بالجزء العلوي منها دون باقيها، ونطلق على ما نراه بالسماء 00 فالارتفاع والعروج فيه أصبح يعد عروجًا إلى السماء الدنيا00 وأصبح الجزء غير المرئي أو غير المحس به بحاسة البصر كأنه فاصل بين الأرض وبين السماء0
    والتعامل مع السماء في آيات القرآن هو تعامل مع حقيقتها لا على الرؤية القاصرة لها 00 وقد بينا أنه لا يوجد فاصل بين السماء والأرض غيرهما 00وما بين السماء والأرض قد بيناه بأنه ما اشترك معهما؛ فيكون جزء منه في الأرض، وجزء منه يكون في السماء، كالنباتات والأشجار، وإما أن يكون مرة في السماء، ومرة على الأرض، أو فيها، كالماء مرة يكون في الأرض، ومرة يتبخر فيكون في السماء، والطيور التي مرة تكون في السماء، ومرة تكون على الأرض، أو في أعشاشها داخل الأرض0
    فالعروج إلى السماء الدنيا ورد في حادثة الإسراء والمعراج ولم يرد هذا العروج في القرآن الكريم، والألفاظ التي رويت بها الأحاديث لا تصل بقوة بلاغتها وفصاحتها ما عليه كلمات وألفاظ القرآن الكريم0


  6. #106
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    103- رؤية النيل والفرات في السماء

    رؤية النيل والفرات ليلة الإسراء والمعراج في السماء الأولى، وفي السماء السادسة، وفي السماء السابعة، وما بعد السماء السابعة، دليل على أن السموات السبع شيء يسير، منها تستطيع أن ترى النيل والفرات، ولو ابتعدت أكثر من ذلك، واستمر ابتعادك، فستختفي معالم الأرض شيئًا فشيئًا، ثم يصل الأمر إلى اختفاء الأرض كلها0
    وسؤال يقف المرء عنده00 لماذا الرؤية للنيل والفرات من دون الأنهار؟ 00 لماذا مثلاً لم يذكر دجلة وهو قريب ويجتمع مع الفرات في مصب واحد في شط العرب؟0
    الجواب عن ذلك حددته أحاديث عدة في الإسراء والمعراج0
    روى أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه رأى أربعة أنهار في معراجه، وسأل عنهما جبريل عليه السلام، فقال: أما الظاهران فالنيل والفرات وأما الباطنان فنهران في الجنة0
    وفي الأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: النيل والفرات وسيحان وجيحان من أنهار الجنة0
    والجمع بين الأحاديث أن النهرين اللذين في الجنة في حديث مالك بن صعصعة هما سيحان وجيحان في حديث أبي هريرة0
    ولماذا جاءت هذه الأحاديث بهذه الصورة ؟0
    إذا عرفنا أن الجنة سميت بهذا الاسم المشتق من مادة (جنن) وهذا جذر يفيد ستر الشيء وعدم رؤيته حتى نقف عليه 00 فأول الجنات في الأرض، ولا تكون الجنات إلا من الأشجار المثمرة التي تحتاج إلى الماء الجاري، كانت هذه تنشأ في بطون الأودية بين الجبال وفي المنخفضات، فهي في ستر حتى نقف على حافة هذه البطون فنطلع عليها 00 هذه الجنات هي التي سبقت التسمية إليها في بادئ الأمر قبل تمكن الإنسان من بناء السدود وشق القنوات وحفر الآبار التي مكنت الإنسان من إنشاء جنات في السهول والمناطق المكشوفة0
    ومن هذه المادة "الجنين" الذي نعرف مكانه في البطن ولا نقف عليه حتى تضعه أمه ويخرج إلى الدنيا0
    "والجن" جنس مستور لا نستطيع رؤيته حتى يمكن الله عز وجل من رؤيته لبعض الناس في الدنيا وللجميع في الآخرة0
    "والجنون" ستر للعقل حتى يزول فيفيق منه0
    "وجنة النعيم" مستورة في الدنيا ولا يمكن رؤيتها إلا في الآخرة لمن أنعم الله عليه في دخولها0
    لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى الأنهار الأربعة كان اثنان منهما يجريان في مناطق مكشوفة، وهما النيل والفرات بالنسبة لمكان الرؤية له فوق بيت المقدس، واثنان كانا يجريان في بطون الأودية بين الجبال وهما سيحان وجيحان0
    وعدم ذكر دجلة دل ذلك على بعده عن الرؤية، وأن سيحان وجيحان هما أقرب منه، وفي بعد يساوي بعد النيل والفرات أو يقارب بعدهما من مكان المعراج الذي عرج منه رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
    فأين يقع سيحان وجيحان ؟0
    سيحان وجيحان نهران في الأناضول جنوب تركيا الآن يصبان في البحر المتوسط في منطقة أضنة القريبة من الحدود السورية، وهما يجريان بين الجبال، وبعدهما يقارب بعد النيل والفرات عن بيت المقدس0
    وقد يقاس بعد هذه الأنهار عن بيت المقدس ومعرفة مدى الرؤية من تحديد ارتفاع السماء السابعة0
    وأما وصف هذه الأنهار الأربعة بأنها من الجنة في بعض الأحاديث فجميع منابع هذه الأنهار في بطون الأودية بين الجبال، وكثير من الأنهار حالها كحال هذه الأنهار، ويمكن رؤية ذلك والتحقق منه كلما ازداد الارتفاع أكثر أثناء المعراج0
    وأما لماذا هذه الأنهار دون غيرها ؟ 000 فلقربها دون غيرها من بيت المقدس مكان المعراج 000 والسؤال عنها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرها من قبل أو مر عليها، ولأن الاستئذان في السموات، والسلام على الأنبياء الذين مر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الوقت الكافي لملاحظة هذه الأنهار0
    وأما ربط الأنهار الأربعة بسدرة المنتهى 00 فإما لأن الرؤية كانت من عند أصلها 00 فجاء النقل كأن هذه الأنهار تنبع من أصلها مرة "وإذا أربعة انهار" ومرة "يخرج من أصلها أربعة أنهار" 00 فقد بينا أن الأنهار الأربعة لها منابع ولها مجارٍ اثنان منها يجريان في ظاهر من الأرض وهما النيل والفرات واثنان يجريان بين بطون الأودية بين الجبال حتى يصبا في البحر وهما سيحان وجيحان0
    وأما كيف تمت الرؤية لهذه الأنهار في الليل، فقد تكون الدابة التي ركبوا فيها، وكانوا يقلبون أبصارهم من داخلها، هي في حال يتضاعف الضوء الداخل إليها كالمناظير الليلية فيروا من داخلها ما لا يستطيعون رؤيته بالعين المجردة0


  7. #107
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    104- مكان سدرة المنتهى من السماء

    وسدرة المنتهى التي في هذه الأحاديث غير سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى التي جاء ذكرها في القرآن الكريم: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم0
    ومن الروايات المتنوعة التي ذكرت قصة المعراج أن سدرة المنتهى في السماء السادسة؛ روى أحمد في مسنده (رقم 3808) (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُصْعَدُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ 000وَقَالَ مَرَّةً وَمَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا)0
    وفي روايات بأنها رفعت للرسول صلى الله عليه وسلم ، أو رفع إليها بعد السماء السابعة، مرة قبل رفع البيت المعمور، ومرة بعد البيت المعمور0
    والسدر شجر ينبت في المناطق الحارة، له صبر على قلة المطر والحر الشديد، في جو يتكون فيه السراب، لذلك يستظل به في الصيف، ويقال سدر الرجل إذا تحير من شدة الحر، وسدر ذهب منطلقًا هائمًا على رأسه، ولهذا سمي هذا الشجر بالسدر0
    وآخر الطبقات الغازية التي تتكون منها السموات على ارتفاع يزيد على 92كلم هي طبقة ترتفع بها الحرارة حتى تصل إلى 2000 ْ في أعلى هذه الطبقة، وجزيئات هذه الطبقة في حالة تأين، وخاصة في أعلاها، ولا يصطدم بعضها ببعض، وكل جزيء يستطيع أن ينطلق مسافات بعيدة دون الاصطدام بغيره 00 وتشكل السماء السابعة في الوصف القرآني للسموات الجزء السفلي من هذه الطبقة0
    ولقرب السماء السادسة واتصالها بالسابعة جاء ذكر سدرة المنتهى بالنسبة لرفع الأعمال؛ مرة في السماء السادسة، ومرة في السماء السابعة، أو بعدها، فملائكة الأرض ترفع الأعمال إلى من فيها من الملائكة التي تتولى هي رفعها بعد ذلك إلى الله عز وجل0
    أما سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى فقد تكون في حرارة شديدة لقوله تعالى أن الناس في الجنة في ظل ممدود ما يدل على أن فوق أشجار الجنة حرارة شديد لا تصل إلى أسفلها، ولا إلى أنهارها التي تجري من تحتها، والشجر الذي نعرفه لا غنى له عن الحرارة والضوء، وكلما كانت الحرارة شديدة، والماء متوفر له ودائم كماء الأنهار، يزداد عطاؤه ويكثر ثمره، والله تعالى يقول أكلها دائم وظلها0


  8. #108
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    105- مكان البيت المعمور من السماء

    أما ذكر البيت المعمور فليس البيت المعمور إلا الأرض، وليس هناك جرم في الكون عمره الله عز وجل سوى الأرض، ولما كان من يريد العروج في السماء يتجه في الأكثر باتجاه الشرق، وكان هذا الحدث قبيل الفجر، فإن المناطق الشرقية من الأرض تكون قد أشرقت عليها الشمس وظهرت، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض مضاءة ومعلقة في الفضاء في منظر لم يشهد مثله من قبل سأل جبريل عليه السلام، ما هذا ؟ فأجاب بأنه البيت المعمور، وهو أجود وصف للأرض من الفضاء ، يميزها عن بقية أجرام الكون قاطبة0
    وأما الأقوال التي قيلت بأن مكان البيت المعمور في السماء قبالة الكعبة فأقل ما يقال فيها أنه ليس منها شيء مرفوع للرسول صلى الله عليه وسلم 0
    وثانيًا لو صح القول في ملازمة البيت المعمور فوق الكعبة لدل ذلك على أنها تدور مع دوران الأرض حول نفسها حتى تحافظ على مكانها فوق الكعبة، وإلا لكان اختل مكانها من الكعبة، وثباتها فوق الكعبة لو صح لدل ذلك على أن السماء السابعة جزء من الغلاف الغازي، وهذا ما نثبته في هذا الكتاب استنادًا للوصف القرآني لحقيقة السموات0
    أما ما ورد في الحديث الذي رواه شريك بن عبد الله عن أنس صلى الله عليه وسلم "عند البخاري "أن إبراهيم عليه السلام كان معتمدًا على البيت المعمور" ففد حيرني هذا الحديث في مخالفته لبقية الأحاديث في أمور عديدة، ولم أجد له تأويلاً أوفق بينه وبقية الأحاديث الأخرى، وقد كفاني القول فيه ما جاء في تفسير القرطبي في تفسير آية الإسراء: قال مسلم عن هذا الحديث إن شريك بن عبد الله بن أبي نمر الذي روى الحديث عن أنس بن مالك قد اضطرب في هذا الحديث وساء حفظه ولم يضبطه0
    وأما دخول سبعين ألفًا من الملائكة البيت المعمور كل يوم، ثم لا يعودون، فما هذا العدد إلا عدد يسير من عدد الملائكة المكلفين في الأرض بكتابة أعمال الإنس والجن، وعدد الملائكة على أقل تقدير أكثر من 25مليارًا إذا قدرنا أن لكل إنسان قرينًا من الجن، ولكل فرد من الجن والإنس ملكان يكتبان عمله00 فكيف بمن يحصي ورق الأشجار وغير ذلك من الأعمال التي لا تحصى، فمنهم من تنتهي مهمته، ويغادر الأرض، ومنهم من يأتي لمهام جديدة في الأرض0
    لقد تحدثنا وأطلنا قليلا عن الإسراء والمعراج لنفي كثير من الناس حقيقة السموات كما صورها القرآن، بقصة الإسراء والمعراج دون الوقوف على هذه الحقيقة في القرآن 00 والقرآن الذي هو قطعي الثبوت لا يساويه في ثبوته أكثر الأحاديث 00في روايتها أو دقة تعبيرها 0 فلا يمكن أن يسقط حديث أو مجموعة أحاديث آية من آيات القرآن ولو كانت الآية كلمة واحدة0
    ونحن في هذا الكتاب نرجو أن نكون قد وفقنا في التوفيق بين الأحاديث والقرآن فيما يظن أن في المعراج مخالفة للفهم الذي دار حوله هذا الكتاب في بيان حقيقة السموات0
    فما ورد في المعراج يؤيد ويدعم حقيقة السموات كما وصفها القرآن، ومن السابعة كانت رؤية النيل والفرات وسيحان وجيحان ، ورؤية البيت المعمور، ولو لم تكن هذه السماء شديدة القرب من الأرض لما تحققت الرؤية، والله تعالى أعلم0


  9. #109
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    106- الاستواء إلى السماء وعلى العرش

    ورد استواء الرحمن على العرش في سبع آيات منها:
    قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة0
    وقوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) طه0
    استواء الرحمن على العرش محظور الخوض فيه، والاقتراب منه، وخاصة بعد قول الإمام مالك رحمه الله ردًا على أحد السائلين عن استواء الرحمن على العرش فقال: الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة، والسؤال عنها بدعة0
    والسكوت عن دراسة هذا الاستواء للوقوف على حقيقته هو منهاج يرضي عددًا كبيرًا من علماء الأمة، ولم يكن هذا المنهج حلاً عند الآخرين، ويريدون جوابًا تطمئن به أنفسهم، وأن كل ما بلغنا به تعالى في القرآن داخل في مجال الإدراك البشري، ولا يبقى إلى الأبد سرًا غامضًا لا يمكن فهمه، وسبب ذلك الخوف من أن يؤدي البحث فيه إلى البحث في كيفية الاستواء، والبحث في الكيفية ممنوع، وسيبقى ممنوعًا الحديث فيه إن أدى إلى التجسيد، أو وصف الله تعالى بالانتقال والزوال0
    وترجع صعوبة فهم الاستواء إلى كثرة ما ورد من المرادفات لفهم الاستواء مما نال الرضا من العلماء، أو مما استنكره العلماء وشنعوا على أصحابه، ولم ينل الاستواء نفسه حظًا من الدراسة بعيدًا عن المرادفات التي وضعت له لشرحه أو لتقريب فهمه0
    والمدخل لفهم ما في القرآن في الاستواء وغيره لا يكون إلا في المدخل اللغوي؛ لأن الإعجاز كان باللغة، فإن ورد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بيان شيء في القرآن، فهو يوافق الجانب اللغوي، ويقويه، ولا يخرج عنه ولا يعارضه0
    ومادة "سوي" جرى استعمالها في القرآن في (83) موضعًا، وفي جميع المواضع تفيد التمام والكمال الذي يسبق التوجه للقيام بما بعده، ونذكر من الأمثلة ما يوضح هذا المفهوم من ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر (72) ص0
    سويته أي أكملت خلقته وأتممتها 00 فهو مهيأ وجاهز لنفخ الروح فيه0
    وفي قوله تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) القصص0
    بلغ أشده واستوى أي كمل نضجه، واكتملت رجولته، وأصبح أهلا لتلقي العلم والحكمة0
    وفي قوله تعالى: (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) النجم0
    فاستوى أي ظهر جبريل عليه السلام بخلقته التامة والكاملة كما خلقه الله تعالى 00 وكان بعدها الدنو والتدلي والوحي إلى رسول الله ونبيه عليه الصلاة والسلام0
    وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (29) الفتح0
    فاستوى على سوقه أي تم، وكمل، وأصبح موضع الإعجاب 00 وبعد ذلك يكون اكتمال الثمر ونضجه وحصاده0
    وفي قوله تعالى: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) المؤمنون0
    فإذا استويت أنت وممن معك؛ أي اكتمل صعودكم ووجودكم على السفينة، سواء أكنتم على ظهر السفينة أم كنتم في بطنها، فالاستواء كان بتمام الوجود فيها، وأنه لم يبق أحد من أهلها على الأرض خارج السفينة، وبعد ذلك يكون جري السفينة وانتقالها بقدرة الله فينجو بذلك أهلها من الطوفان0
    وفي قوله تعالى: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) الزخرف0
    لتستووا على ظهوره أي اكتمل لكم ملك الدابة وذلت لكم لتركبوا على ظهرها، فدون ملك الدابة ولو استعارة، ودون ذل الدابة وقبولها وجود راكب على ظهرها، لا يكون هناك استواء على ظهرها فالاستواء على ظهرها هو تمام كل ذلك، لا على أنه المراد وجود الراكب على ظهر الدابة فقط 000 ثم بعد ذلك التوجه بها إلى حيث يريد، ولو ظلت الدابة واقفة وهو على ظهرها لما صح تسمية ذلك بالاستواء الذي يوجب على صاحبه شكر الله على هذا التسخير0
    وفي قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة 000 وفي قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فصلت0
    يفهم من قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء" ما فهم من الآيات السابقة في استعمال مادة سوي؛ بأنه تعالى أراد إتمام خلقها على أكمل وجوهها، وإتمام عددها سبعًا، لذلك قال تعالى فسواهن سبع سموات، لتقوم بما أمرت به، فقال تعالى
    بعدها: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت0
    أما ورود استواء الله على العرش الوارد في سبع آيات منها قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) طه0
    وفي قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) الفرقان0
    كان هذا الاستواء بعد الحديث عن إتمام خلق السموات والأرض0
    وربط الانتهاء من خلق السموات والأرض بالاستواء على العرش؛ لبيان أن خلق السموات والأرض لم يكن لذات الله، بل كان خلقهما ليكونا مكانًا لمن يعبد الله بعد ذلك من الإنس والجن، ولبيان أن عرش الرحمن هو أسبق منهما، ولا موازنة بينهما وبين عرش الرحمن، وان خلقهما كان بيد الله، ولم يكن هذا الخلق من تسلسل أفعال جرت على سنن الله في الكون عامة0
    ولم يذكر تعالى أنه سوى السموات والأرض بلفظ يجمعهما معًا، وذكر تسوية السماء سبع سموات، ولم يذكر التسوية للأرض؛ لأنه تعالى جعل في خلقها تغيرًا دائمًا فيها، ولما كان الاستواء يفيد الانتهاء إلى التمام والكمال، ولم يكن هذا حال الأرض في جميع بقاعها، فمنها ما يسير إلى زيادة في الخصب والعطاء، ومنها ما يسير إلى البوار والهلاك والدمار00 ولم يوضع لفظ في القرآن إلا في الموضع الذي يطابق حقيقة اللفظ، وسبب وضعه وتسميته بشكل تام، لذلك جاء الاستواء لفعل الرحمن بعد ذكر خلق السموات والأرض والاستواء إلى السماء، لإتمامها سبع سموات 00 والله سبحانه وتعالى هو أعلم بما أنزل في كتابه0
    واستواء الرحمن على العرش يفهم من استعمال القرآن لمادة "سوي" أنه لا يدل على هيئة معينة للاستواء، بل يدل على أن الرحمن أتم الخلق للسموات والأرض، وانتهى من ذلك 00وبعد ذلك تحتاج السموات والأرض إلى تدبير أمرهما0
    وأنه، سبحانه وتعالى، لم يشق عليه خلق السموات والأرض، وأنه، تعالى، في كامل قدرته وتمامها، خلاف ما قاله أهل الكتاب من سوء تقديرهم لله عز وجل، وتصورهم تعبه من الخلق وجلوسه على العرش ليستريح ووضع رجلاً على رجلٍ وفخذًا على فخذٍ، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، فقال تعالى: (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) ق0
    ومنطلق تدبير أمر السموات والأرض وما بينهما من عند العرش، حيث تنطلق الملائكة بأوامر الله، ثم ترفع ما يكون من الأمور إلى الله بالمجيء إلى العرش0
    ولما كان الله سبحانه وتعالى لا يحده مكان ولا زمان، وتحتاج الملائكة مكانًا محددًا لتأخذ منه أمر الله، وترفع إليه ما كلفت به، خلق الله تعالى العرش، وخص به نفسه من دون خلقه، فهو قبلة الملائكة كما أن الكعبة قبلة المصلين في الأرض يتوجهون إليها في صلاتهم وهي ليست مكانًا لوجود لله0
    والعرش هو ما يخص واحدًا أو شيئًا لا يشاركه أحد فيه، وعرش الرحمن خلق من خلق الله خص به نفسه فلم يملك لأحد منه شيئًا، ولم يسخره لأحد من خلقه، لذلك سمي بعرش الرحمن لا على أنه مكان يحد الله وجوده فيه 00 تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا0
    وارتباط العرش بالرحمن هو ارتباط ثابت به سبحانه وتعالى، لا بأحد غيره، وأن هذا الاستواء كان بعيدًا عن السموات والأرض، فلا يعلم مكان العرش إلا هو سبحانه وتعالى0
    لذا نستطيع أن نفهم لماذا ربط الاستواء بالعرش، لنفهم أن تدبير أمر السموات والأرض وما فيهما يكون من عند العرش، قال تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة0
    وأي فهم للاستواء بغير هذا، وزج أفعال أخرى لبيان معنى الاستواء، لا يؤدي إلا تشويش فهم الاستواء، والإساءة إلى الله سبحانه وتعالى0
    فإن قلت أن معنى استوى على العرش: علا عليه أو إليه، فأين كان الله قبل علوه؟ هل كان فيما سفل عن العرش ؟0
    وإن قلت بأن معنى استوى: ارتفع، فهل كان هابطًا قبل ذلك ؟0
    وإن قلت صعد أو ارتقى، أو أي فعل يرادف ذلك، أشار إلى خلاف ذلك قبل الاستواء مما لا يليق به سبحانه وتعالى0
    وإن قلت بأن استوى بمعنى استولى، فهل كان هناك من يزاحمه ويدافعه عن العرش ؟0
    وأشد من ذلك، القول بالقعود أو الجلوس على العرش الذي استنكرته الأمة، وشنعت القول على أصحاب هذه الأقوال0
    والعجب من تفسير الاستواء بالرسو في قوله تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) هود0
    والضمير في "استوت على الجودي" إما أن يعود على السفينة، وإما على الأرض، فإن عاد الضمير على السفينة بمعنى ذلك أنها رست على الجودي فليس من معاني الاستواء الرسو، وثانيًا كيف ترسو سفينة على جبل دون أن تتحطم ويهلك من عليها، وأمر ثالث أين هذا الجبل المسمى بالجودي؟ وإن أشير إلى أنه في مكان ما 000 فأين الدليل اليقيني الذي يثبت أن هذا المقصود بالآية؟ ولماذا الجودي اسم مخصوص بجبل والآية لم تنطق بذلك0
    وإن عاد الضمير على الأرض فمعنى ذلك أن الأرض تمت واكتملت بعد الطوفان فأصبحت أكثر خصبًا وعطاء، والجودي منسوب إلى الجود وهذا يوافق ما بينه نوح عليه السلام من فوائد الاستغفار: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) نوح0
    وتحقق ذلك لمن آمن منهم بعد الطوفان، فانظر إلى قول هود عليه السلام لعاد أول قوم بعد نوح عليه السلام،: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) الشعراء
    أما حرف الجر "على" فلا يفيد الظرفية والاستعلاء في كل استعمالاته، وحكمه كحكم وروده في قوله تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) النمل، فهو يؤتى به للربط بين طرفين، وبيان شدة الارتباط وثباته بينهما في الإخبار، أو عند الطلب، فالطلب كان في التوكل على الله، فالتوكل على الله يربط بين المتوكل والله برباط ثابت، ومثل ذلك الاعتماد على الله 00 فلا يفهم من "على" الظرفيه في هذا مطلقًا0
    وقد بينا عند بحثنا ﴿ما في السموات﴾ أن "في" يؤتى بها مع الحركة، ويؤتى بـ"على" في الثبات0
    والأشياء تكون أكثر اعتمادًا وارتباطًا بينها إذا كان بعضها فوق بعض، كقولنا: الكأس على الطاولة، لكن "على" لا تستعمل لهذا الغرض وحده كما بينا0
    والاستواء على العرش الذي ذكره تعالى بعد ذكره لخلق السموات والأرض في كل المواضع الذي ذكر فيها بلا استثناء جاء بصيغة الفعل الماضي "استوى" ليدل على الحداثة التي كانت0
    وأما مجيء الاستواء بعد "ثم" في الجميع - إلا في سورة طه – التي تفيد التعقيب مع التراخي، للدلالة على أنه لم يكن هناك استواء على العرش قبل خلق السموات والأرض، إذ كيف يكون هناك تصريف لهما ولشئونهما قبل خلقهما ؟0
    هذا الاستواء من الله على العرش الذي ذكر في كتاب الله جاء بصيغته الفعلية، فهل يجوز لنا أن نحوله إلى صيغة اسمية تدل على الثبات والاستقرار، فنقول: أن الله تعالى مستو على العرش ؟0
    وقد ذكرت مئات الأفعال لله في القرآن كقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) الفرقان، فهل يصح لنا أن نوجد منها صيغًا اسمية لله؟ فنقول أن الله مثبت ومرتل0
    وإذا جاز لنا ذلك فهل يجوز أن نفصل فعل الاستواء ونقول "أن الله على العرش" بدون ذكر الفعل "استوى"، أو نبدل "على العرش" بـ"فوق العرش" فنقول: "أن الله فوق العرش"0
    هذا الفصل ليس له ذكر في كتاب الله، ولم أجد حديثًا صحيحًا واحدًا يؤيد هذا الفصل، ومن قال بأن الله "على العرش" أو "فوق العرش" أو "مستو على العرش" لم يستشهد بأي حديث، وكل ذلك مبني على جاء في الآيات: (ثم استوى على العرش)، وليس على لفظ صريح0
    والقول بأن الرحمن "على العرش" أو "فوق العرش" لا يصح هذا الفصل وهذا الإبدال مع الله وصفاته، فلكل واحدة منهما معناها الذي تختص به، وفي الأخيرة إدخال (على) على أفعال الله وصفاته ما لم يقل به، ولم يرد ذلك حتى في حديث صحيح، ويجب التفريق بينهما، وعدم النطق بغير ما ورد في القرآن في هذا الباب، لأن دقة الاستعمال اللغوي قد تخفى على كثير من العلماء0
    ولقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة التي منها:
    (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي) صحيح البخاري (ج6/ص2700) 0
    (إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش) صحيح البخاري (ج6/ص2745) 0
    (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله من الخلق كتب على عرشه إن رحمتي سبقت غضبي) قال أبو داود (رحمتي تغلب غضبي وهو فوق العرش) السنن الكبرى (ج4/ص417) 0
    فهذه الأحاديث تبين أن الكتاب هو الذي فوق العرش أو على العرش، وما في هذه الأحاديث يوافق خصوصية العرش وأنه للرحمن، وحفظ الكتب المكتوبة لا يكون إلا عند الله فوق العرش؛ كانت هذه الكتب خاصة أو هي جزءا من اللوح المحفوظ، فمن اللوح المحفوظ تنقل أوامر الله فيما سيكون من الأمور المتعلقة بالسموات والأرض وما بينهما وما فيهما0
    والخلاصة أن الاستواء يفيد التمام والكمال قبل التدبير والتصريف والتوجه، وهو من الله تصريف وتدبير لأمور السموات والأرض وما فيهما خاصة والكون عامة، ويكون هذا مما خص الله به نفسه من عرشه0
    والاستواء بهذا المفهوم التي تدل عليه اللغة، ودل عليه استخدامه في القرآن، لا يدل على هيئة معينة، فهو ينأى عن كل مترادف يقود إلى التمثيل والتشبيه الذي لا يليق بذات الله الذي ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله0


  10. #110
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    107- سؤال الجارية: أين الله ؟

    جاء أحد الصحابة يستشير الرسول صلى الله عليه وسلم في جواز عتق جارية له أعجمية عن رقبة عليه، فلما أحضرها للنبي صلى الله عليه وسلم فسألها أين الله؟ ليختبر إيمانها، فقالت في السماء، وسألها من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله، وفي رواية عندما سألها أين الله؟ أشارت إلى السماء بإصبعها وفي بعضها تحديد الإصبع بالسبابة، وعندما سألها من أنا ؟ أشارت إليه وإلى السماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقها فإنها مؤمنة0
    هذه القصة رواها الجميع إلا البخاري والملاحظ في هذه الروايات أن من روى القصة بنفسه كما جاء عن "معاوية بن الحكم" رضي الله عنه أو "رجل من الأنصار" لم يذكر أنها أشارة إلا السماء وجعل جوابها عن السؤال أن الله في السماء، ومن روى القصة ممن حضرها كأبي هريرة رضي الله عنه وغيره ذكر إشارة الجارية برفع رأسها، والإشارة بإصبعها السبابة إلى السماء، وإشارتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى السماء عن سؤال النبي لها من أنا ؟0
    واختبار هذه الجارية الخرساء، أو الأعجمية، التي لا تفصح، أو اختبار عدة جوار مثلها بهذا الأسلوب، هو بسبب أعجمية المختبَرة أو المختبَرات، فإن كان الراوي هو مالكها ترجم إشاراتها إلى أقوال، لقدرته على فهمها من طول التعامل معها، وتفسير إشاراتها، وأما من حضر غير مالكها، فهو يصف الإشارة، أو الإشارة وتفسيرها، لقلة معايشة مثل هذا الموقف0
    لذلك جاء تفسير إشارتها إلى السماء؛ بأن الله في السماء0
    والحقيقة أن الإشارة إلى الأعلى إلى جهة السماء ليس إشارة إلى السماء أو السموات وحدها، بل هو أيضًا إشارة أيضًا إلى ما فوق السموات من الآفاق، وإلى آخر حدود الكون المرئي، وغير المرئي، وما بعد ذلك مما لا يعلمه إلا الله، فالإشارة إلى أعلى إشارة إلى ما لا حدود له ينتهي عندها، خلاف الإشارة إلى الأرض فيتحدد بمحدودية الأرض0
    وفي إشارتها تبرئة لها من عبادة الأصنام التي كانت تعبد في جزيرة العرب، فإلـهها ليس من هذه التي نصبت في الأرض0
    وهذه الإشارة هي قدر لا يكفي في ثبوت إسلام المرء دون النطق بالشهادتين لمن كان قادرًا على النطق والكلام، لكنها نابت عن إقرارها، ودلت على ما في قلبها من الإخلاص ومعرفة الله0
    و "أين" التي هي للاستفهام عن المكان استعملت في استعلام الفرق بين الرتبتين في المنـزلة والدرجة فنقول أين فلان من فلان؟ وسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية يحتمل أن يكون من هذا الباب0
    فكانت إجابتها تفيد؛ أن الله في سمو وارتفاع وعلو منـزلته وقدره، فعبرت عن الجلال والعظمة والشرف لا المكان التي أشارت إليه0
    ونحن نتوجه في صلاتنا لله نحو الكعبة وفي دعائنا نرفع أيدينا نحو السماء فلا الكعبة ولا السماء انحصر الله فيهما0
    وقد يكون في سؤالها وإجابتها إثبات وجود الله لا إثبات الجهة0
    وقد جاء في فتح الباري (ج13/ص402) 0
    [قوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله قالت في السماء فحكم بإيمانها مخافة أن تقع في التعطيل لقصور فهمها عما ينبغي له من تنـزيهه مما يقتضى التشبيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا]0
    فجواب الجارية إن كان بالإشارة أو بترجمة الإشارة إلى قول لا يعقد عليه تحديد وجود الله في السماء، وكان اختبارًا خاصًا لمن لا يستطيع النطق أو الإفصاح عما في قلبه من الاعتقاد0


  11. #111
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    108- معية الله مع خلقه

    المعية هي انضمام شيء إلى شيء في أمر ما، كما في قوله تعالى: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران0
    وفي قوله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) الحجر0
    وفي قوله تعالى: (فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52) التوبة0
    وفي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة0
    وهذا غير مرتبط بزمان أو مكان محددين، أو يكون بينهما أزمان متباعدة،كما في قوله تعالى: (رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) آل عمران0
    أو يكونا معًا في الشيء في نفس المكان والزمان، كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) النساء0
    وفي قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) الأعراف0
    وفي قوله تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ (36) يوسف0
    أو يكونا معًا في التوجه مبتعدين عن المكان، كما في قوله تعالى: (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) الأعراف0
    وفي قوله تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) هود0
    وقد تكون المعية بين جنسين مختلفين كما في قوله تعالى: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) الأنبياء0
    وفي قوله تعالى: (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) ص
    وقد تكون المعية من ضم شيئين من جنس واحد وخلطهما ببعض كما في:
    قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ (4) الفتح0
    وفي قوله تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13) العنكبوت0
    وقد يكون مع المعية تحكم أحد الطرفين بالآخر أو يكون في خدمته؛
    كما في قوله تعالى: (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق0
    وفي قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) الحديد0
    وقد تكون المعية بين أمرين أحدهما يخالف الآخر ويلغيه؛ كما في
    قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) الشرح0
    أو تكون المعية في أمر يتمم فيه أحدهما الآخر؛ كما في قوله تعالى:
    (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) الفرقان0
    أو تكون المعية في أمر محدد؛ كما في قوله تعالى:
    (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) الكهف0
    وقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ (62) النور0
    كانت هذه المعية فيما ذكر في أمور لم يكن الله عز وجل أحد الطرفين فيها0
    أما معية الله فقد جاءت في عدة آيات منها؛ (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة، (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) الأنفال، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) التوبة، (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) النحل، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت، (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) محمد، (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال0
    جاءت جميع هذه الآيات في جهاد الكفار والمشركين0
    ومثل ذلك في ملاحقة المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة0
    وفي ذهاب موسى عليه السلام إلى فرعون: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه، وفي نفس الذهاب: (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) الشعراء، وفي ملاحقة فرعون له عند خروجه ببني إسرائيل، (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء0
    وفي نصرة وتأييد من أطاع الله وآمن به: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا (12) المائدة0
    وهو معهم في علمه وسمعه وبصره: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة0
    : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) النساء0
    فالله تعالى مع أوليائه في جهادهم، وفي دعوتهم، وهو مع الجميع أينما كانوا، فهو السميع البصير الذي لا يخفى عليه شيء، ولا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض،: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد0
    تبين لنا من استخدام "مع" في الآيات التي ذكرت فيها أن الارتباط الزمني والمكاني في المعية ليس شرطًا وليسا هما المقصودين في المعية، وإنما المقصور في المعية الأمر الذي هما عليه0
    فالمعية قد تتحقق في مكان واحد وقد تكون هناك معية مع بعد المكانين كأن يكون أحدهما معك على خط الهاتف يسمعك وتسمعه وقد يكون مع ذلك الرؤية أيضًا0
    فالمعية تتحقق في نفس المكان وفي بُعد المكان وبلا مكان، وتكون بين الذوات، وبين الصفات، وبين الذوات والصفات كما في قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) الحديد فالكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو وحي من الله عز وجل وهو من كلام الله سبحانه وتعالى وكلامه هو صفة من صفاته تعالى0
    فمن جعل معية الله لا تتحقق إلى في نفس المكان فهذا من قصر الفهم للمعية وفي تحديد صفة السمع والبصر لله بحدود تنعدم معها الصفة إذا لم يكن هناك وجود في نفس المكان0
    فالمعية تفيد الاتصال بين طرفين، لذلك قالوا عن الواو في قولنا "سرت والجبل" أو "سرت والقمر" هي واو المعية على ما بينهما من بعد، لأن الاتصال يستمر طول السير أو في أكثر ساعاته بين السائر والجبل أو القمر، والاتصال بين الله وخلقه قائمة بالوصف الذي وصف الله تعالى به نفسه بأنه هو السميع البصير، فهذا الاتصال بين الله وخلقه لا يحده أبعاد زمانية أو مكانية، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء0
    وفهم المعية كما بيناه حتى لا يفهم قول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) الزخرف، أن السماء أو الأرض مكانان يوجد الله فيهما بذاته، خلافًا للفهم الذي يجمع عليه الكل أن الله معبود في السماء كما هو معبود في الأرض، ولا يفهم من الآية أن الله هو فيهما، ومحصور بحدودهما، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا0
    وقد بينا أن السماء بل السموات هي محدودة، فبدايتها وجه الأرض، وتنتهي حيث ينتهي في طبقاتها الغازية صفة البناء الضاغط بعضه على بعض، وصفة الشدة المانعة والمُحرقة لما يدخلها بقوة، وغير ذلك من الصفات التي بيناها، وهن مع الأرض جزء يسير يكاد لا يذكر من هذا الكون المرئي وغير المرئي0


  12. #112
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    109- نزول الله إلى السماء الدنيا

    لم يرد نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا ولا إلى غيرها في القرآن الكريم، وطلب المشركون نزول الملائكة ولم يطلبوا نزول الله تعالى، بل طلبوا رؤيته، أو يأتي بالله والملائكة قبيلاً ليتمكنوا من رؤيتهما، إيمانًا منهم بأن الله قريب، وكلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام ولم يذكر معه تكليمه نزول من الله عز وجل0
    قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة0
    إنما ورد نزول الله تعالى في بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم 0
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له، صحيح البخاري ( رقم 1094)، وصحيح مسلم (758 )، وفي رواية عند مسلم: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول000 فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر)، وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينـزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا 000 حتى ينفجر الصبح) وفي لفظ آخر: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر)، وفي رواية: (إذا مضى نصف الليل)،00 والاختلاف في هذه الروايات يبين اختلاف الليل من مكان إلى مكان؛ فإذا كان الليل في إحدى المناطق في أوله، يكون في مناطق أخرى في آخره، أو وسطه، وفتح باب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل هي للجميع0
    وخطاب الله تعالى في هذه الأحاديث؛ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ من يقرض غير عديم (أو عدوم) ولا ظلوم؟ 00 وزمن هذا النـزول هو في كل ليلة، وإذا كان الليل يتناوب على نصفي الأرض، والنـزول في الثلث الأول، والشطر(النصف) الأول، وفي الثلث الأخير، والشطر(النصف) الأخير، حتى ينفجر الصبح، أو يضيء الفجر، وفي رواية (حتى ترجل الشمس) كما بينته الأحاديث العديدة، والروايات جاءت بألفاظ كثيرة، فمعنى ذلك أن النـزول إلى السماء الدنيا هو في كل وقت، ولكل مكان له نصيب من هذا النـزول0
    وهناك نزول خاص في النهار، وليس في الليل؛ هو النـزول يوم عرفه؛ جاء في صحيح ابن حبان رقم (3853) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال: (00وما من يوم عند الله أفضل من عرفة، ينـزل الله إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي شعثًا غير ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي؟! فلم يُر يومٌ أكثر عتقًا من النار مثل يوم عرفة)0
    أما ما ورد في نزول الله تعالى في النصف من شعبان فهي مراسيل، والقول فيها أنها ضعيفة، والتوسع في الحديث عنها لا يزيد الموضوع شيئًا ولا يثريه0
    وحتى يتم فهم نزول الله في هذه الأحاديث على الوجه الصحيح الذي يليق به سبحانه وتعالى؛ علينا فهم مادة نزل في اللغة، والاستعمال القرآني البليغ لها؛ جاء استعمال هذه المادة فيما يصل إلينا مما لا نستطيع نحن الوصول إليه:
    فماء السحاب الذي في السماء لا نستطيع بأنفسنا أن نأتي به لحاجاتنا، فالله تعالى هو الذي يوصله إلينا، قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) الحجر، وقال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) الواقعة0
    والله تعالى أنزل الكتاب، والحكمة، والتوراة، والإنجيل، والقرآن، والذكر،000 كما جاء في آيات كثيرة، وهذه كلها مما لا يستطيع الإنسان الوصول إليها في كتاب الله، أو اللوح المحفوظ، فيأتي بها بنفسه، فالله تعالى هو الذي أوصل لنا هذه الكتب بما فيها0
    وفي نفس الشأن ينـزل الله تعالى الملائكة بالروح والوحي، لتوصيل أمر الله للأنبياء والرسل0
    قال تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) النحل0
    وكذلك توصيل الرجز عذابًا على الكفار، قال تعالى: (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) الحجر0
    وقال تعالى: (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) العنكبوت0
    وإنزال السكينة، والنعاس، والجند، في مواقف الخوف التي تفزع فيها القلوب؛ قال تعالى: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) التوبة0
    وقال تعالى في إنزال المحاربين من حصونهم: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) الأحزاب، كان بنو قريظة متحصنين في صياصيهم (حصونهم)، لا يستطيع المسلمون الوصول إليهم، فقذف الله الرعب في قلوبهم، فنـزلوا بأنفسهم يضعون رقابهم في أيدي المسلمين يحكمون فيها بما يرونه من حكم يستحقونه جزاء خيانتهم0
    وقال تعالى في شأن أزواج من الأنعام: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر، إنزال الله تعالى للأزواج الثمانية؛ (البقر، والإبل، والضأن، والمعز،) أي إيصالها للناس لينتفعوا بها؛ وإيصالها كان إما بعد هبوط آدم إلى الأرض، وليس بمقدور آدم، ولا أحد من ذريته، أن يحضرها له من خارج الأرض لتعينه على معيشته فيها إذا لم تكن هذه الأنعام من دواب الأرض من قبل، وإما إنزالها بأن جعلها تقبل سلالتها ترويض وتدجين الناس لها، فتخضع للناس، وتمكنهم من الانتفاع بها، وفي الأرض سلالات شبيهة لها كالغزلان، والوعل الجبلي، والجاموس البري، والزرافة، وما قارب ذلك، لم يستطع الإنسان أن يجعل منها سلالات أليفة، تنـزل عند حكم الإنسان فيها، وتقبل التدجين، والعيش معه0
    وقال تعالى في شأن الحديد: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد، أوصلنا الحديد للناس إما بإخراجه من باطن الأرض مع البراكين، وحركات الأرض، وتكسرات طبقاتها التي تكشف عن معادنها، وإما إيصاله إلى الأرض كقطع من الشهب، والنيازك00 أما حرارة المجموعة الشمسية فلا تكفي لتكون عنصر الحديد فيها، فكل الحديد في الأرض على رأي العلماء جاء من خارج المجموعة الشمسية0
    وقال تعالى في شأن اللباس: (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الأعراف، أما لباس الناس فهو مما تنتجه الحيوانات؛ كالصوف، والشعر، والوبر، والحرير، والفرو، وجلود الحيوانات، وإما من منتجات النبات؛ كالقطن، والكتان، وكل ذلك مما لا يستطيع الإنسان صنعه بنفسه، وحتى ما صنع من مشتقات البترول فهو من أصل نباتي أو حيواني0
    وقال تعالى عن نزول القرآن: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الحشر، إن الجبل بنفسه لا يفقه من كتاب الله شيئًا، لكن إذا أوصل الله تعالى ما يريده من الناس إلى الجبل وجعله له، عندها سترى الجبل بالصورة التي وصفها الله له0
    قال تعالى بشأن ليلة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) القدر، إيصال الله تعالى القرآن للناس كان في ليلة القدر من شهر رمضان لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) البقرة، وإنزاله في ليلة القدر لا يعنى أنه أُنزل كاملاً في ليلة القدر، بل تفيد بداية نزوله كان في ليلة القدر، ثم توالى نزوله في ثلاث وعشرين سنة، لأن الأمر تقرر في إنزال القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا بدأ إنزاله سيتتابع بعد ذلك حتى يكتمل نزوله، وما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أنزل إلى السماء الدنيا دفعة واحدة؛ فإن هذه الأحاديث لم يرفع منها شيء للرسول صلى الله عليه وسلم ، وما قاله ابن عباس رضي الله عنهما؛ إما أن يكون سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإما أن يكون فهماً منه للآية، وإما سمعه من بعض أهل الكتاب الذين أسلموا فقاسوا نزول القرآن بالتوراة التي نزلت دفعة واحدة00 ولما لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يؤيد ذلك، وذكر في القرآن خلافه، في قوله تعالى للذين يرغبون من الكفار نزوله جملة واحدة: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الفرقان0
    والعادة جرت على وصف الشيء في بداية أمره كأنه بلغ إلى منتهاه، كقولنا مثلاً: وصل السيل، عندما نرى أوله وقد يستمر السيل ساعات، أو عدة أيام، والأهم من كل ذلك لم يرد في القرآن، ولا في حديث مرفوع للرسول صلى الله عليه وسلم ، أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا، والمقصود على من يتلقاه فيها، أو يحفظه فيها، أما السماء فهي خلق غازي من خلق الله، سخره الله تعالى للخلق، وحفظ من في الأرض، ولا علاقة له بإنزال الكتب من الله عز وجل، أو حفظها، بل إن الأمانة كما بينته آية الأحزاب؛ عرضت على السموات، والأرض، والجبال، فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها؛ والقرآن هو أعظم أمانة، فكيف تكلف بما أبت حمله من قبل0
    وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) يونس0
    وقال تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) يس0
    وضع القمر بهذه الأوضاع المختلفة التي تمكن الإنسان من حساب الأيام والأشهر والسنين لم يكن للبشر فيه أي دور، إنما هو من تقدير الله عز وجل، لذلك سمى تعالى هذه المراحل بالمنازل، أي جعل الانتفاع بها بين يدي الإنسان وليس ذلك من مقدرته ولا تدبيره0
    والمنازل التي يسكنها الإنسان هي تبع لأماكن نزول المطر، وما ينتج عن ذلك؛ من وجود الأعشاب في المراعي، أو تكون المناطق الزراعية البعلية، أو المروية بماء الأنهار، والينابيع، والعيون، الناتجة عن تساقط الأمطار، وكل ذلك ليس بفعل الإنسان، إنما محكوم لما ينـزله الله سبحانه وتعالى من الأمطار، ومنازل العرب في بيئتهم هي في مساقط الأمطار، أو ما يكون منها0
    وقال تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص، فموسى عليه السلام وصل إلى ماء مدين فارًا غريبًا لا يملك شيئًا، ولا يستطيع أن يجلب لنفسه خيرًا، فدعا هذا الدعاء فاستجاب تعالى له فرزقه وآواه وزوجه0
    وقال تعالى فيما أنزله على بني إسرائيل: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) البقرة، فإنزال المن والسلوى عليهم هو توصيلهما لهم، للانتفاع بهما، وليس بمقدور بني إسرائيل ولا غيرهم جلب ذلك لهم من أنفسهم، فأوصلهما الله تعالى لهما ليغنيهم عن كل طعام، ويتفرغوا لعبادة الله، فلم يشكروا هذه النعمة، وفضلوا عليها دونها مما تخرج الأرض0
    وقال تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) الكهف، وصف جهنم نزلا للكافرين لأنهم لا يريدون أن يصلوا إليها بأنفسهم، إنما هم يقادون ويسحبون إليها سحبًا، وأما وصف الجنة نزلاً للمؤمنين في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) الكهف، لأنهم لا يستطيعون الوصول إليها بأنفسهم، فالله تعالى هو الذي يوصلهم برحمته إليها، ويجعلهم يتخطون نار جهنم حتى يصلوها0
    وأما قول يوسف عليه السلام بأنه خير المنـزلين في قوله تعالى: (أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) يوسف، لأن إخوته هم غرباء قدموا إلى مصر من أجل تبضع متاعٍ لهم، ولا يستطيعون أن ينالوا منـزلاً ينـزلون فيه، إلا إذا قدم لهم من أحد أهلها كراء بالأجرة، أو استضافة منه لهم0
    فمادة نزل جاءت في وصول أو إيصال ما لا تستطيع أنت الوصول إليه0
    فنـزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة، ويوم عرفه، الذي جاء في الأحاديث، ولم يرد في القرآن، يفهم من معرفة استعمال مادة "نزل" فنـزول الله يفيد الوصول إلى من لم يكن هو يستطيع الوصول إلى الله عز وجل0
    إن الله تعالى جعل في الأرض ملائكة يحصون على الناس أعمالهم، ويديمون المتابعة لهم، أو طوافين على مجالس الذكر فيهم، أو غير ذلك مما كلفهم الله تعالى به من الأعمال، وهم يرفعون أعمالهم إلى الله، فمن أُلزم بقاؤه مع أحد الإنس أو الجن لا يفارقه في ليل أو نهار، فغيره من الملائكة يرفع عنه الأعمال إلى الله، وهؤلاء هم الذين يسألون كيف تركتم عبادي، كما جاء في الحديث، وهناك من الملائكة من يحملون أوامر الله إلى من في الأرض من الملائكة، وعند نقل الأمر إليهم يجد الجن فرصة لهم لاستراق السمع 000 وإذا أردنا أن نقسم الملائكة حسب مكانتهم من الله، بالنظر إلى أعمالهم، ومكانتهم من العرش؛ فمن لازم العرش أكرم ممن يفارقه، ومن يحمل الأوامر من الله ويرجع بالأخبار أكرم ممن يلازم كتابة الأعمال للثقلين في الأرض، ومن يكلف بحمل كلمات الله ورسالاته أكرم عند الله ممن يحمل أمورًا دون ذلك، ومن يكلمه الله مباشرة أكرم ممن يرسل إليه رسولاً0
    فنـزول الله إلى السماء الدنيا، وقد بينا من قبل عند الحديث عن تزيين السماء الدنيا؛ أن السماء الدنيا إما أن يراد بها هذه السماء الموجودة في الحياة الدنيا، للتفريق بينها وبين السماء الآخرة المبدلة من السماء الدنيا، كما أبدلت بأرض الدنيا أرض الجنة0
    وإما المراد بالسماء الدنيا بالسماء الأولى التي بدايتها وجه الأرض حيث يعيش الإنس والجن، وحيث يوجد معهم الكتبة الحافظون، والخطاب من الله ومناداته لا يسمعها البشر، إنما هي للملائكة، حتى يرفعوا إلى الله من يستغفر، ومن يدعو الله، ومن يسأله، ومن يتوب إليه، 00 فكلام الله مع هؤلاء الملائكة المرابطين في الأرض هو نزول من الله إليهم في السماء الدنيا، لأنهم لا يرفعون الأعمال إلى الله تعالى مباشرة، ولا يأتيهم أمر الله مباشرة، فأوصل الله تعالى أمره إليهم مباشرة بمخاطبته لهم، ورفعوا إليه ما طلبه منهم مباشرة، وهو تعالى يباهي يوم عرفه بأهل الأرض من الحجاج أهل السماء الذين هم فيها بسبب ما كلفوا به من مهام وأعمال0
    وفي رواية عند الإمام أحمد ( رقم 10626)، (فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا إلى طلوع الفجر يقول قائل ألا داع يجاب ألا سائل يعطيه ألا مذنب يستغفر فيغفر له)، في هذه الرواية ذكر الهبوط بدل النـزول، والهبوط يكون بالنـزول من درجة الأعلى إلى درجة أسفل 00 وفي نزول الله إلى السماء الدنيا يوجه تعالى بكلامه إلى ملائكة هم دون منـزلة الملائكة المقربين الذين عنده0
    فالنـزول هو وصف للاتصال بين طرفين أحدهما لا مقدره له للوصول للطرف الثاني، فإذا حصل اتصال للطرف الثاني بالطرف الأول سمي هذا الاتصال نزول، وهذه التسمية ليست وصف لانتقال أو زوال وحركة، لأن الانتقال والحركة غير مرتبطة بعجز أحدهما، والانتقال والحركة تكون بانتقال الشيء بين مكانين0
    لذلك فإن الوصف بالنـزول لبيان حصول الوصل أو الإيصال، وليس حدوث الحركة والزوال والانتقال، ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو الفارق بين منـزلة المخاطبين والمكلفين عنده، وبين من هم في السماء الدنيا، وغير ذلك مما لا يليق بالله عز وجل، وليس هناك من بعيد عن الله عز وجل حتى تكون منه حركة وانتقال ليقترب منه0


  13. #113
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    110- اتجاه البحث الغربي العلماني للكون

    اتجه البحث في العالم الغربي الذي وقف موقفًا متشددًا من الدين، وعزله عن الحياة، بعد أن وقفت الكنيسة في وجه كثير من العلماء قرونًا طويلة، وكانت سببًا في قتلهم، وسجنهم، وحبس أفكارهم في عصور ما قبل النهضة، ثم تبين بعد ذلك أن العلماء كانوا على حق، والكنيسة على باطل0
    وقد أبعد الغرب في اتجاه البحث العلمي كثيرًا0 فبعد رفضهم في أول الأمر أن تدرس نظريات الخلق دون ربطها بالرب الخالق، وأن تذكر النظريات الأخرى على أنها وجهة نظر، تغير الأمر فأصبحت لا تدرس إلا نظرية النشوء، وأما نظرية الخلق فأصبحت تذكر على أنها وجهة نظر كحل وسط مع من أراد منع تدريسها0
    لذلك فإن البرامج العلمية التي تنتجها الشركات، والمؤسسات الغربية، لا ذكر فيها لفعل الله أبدًا من قريب، أو بعيد، ولا ذكر لنهاية الدنيا، فهم يتحدثون عن غزو الفضاء، وإنشاء جو للمريخ حتى يصلح للحياة ؛ ليفعلوا ما لم يفعله الله سبحانه وتعالى، ويتحدثون عن انفصال إفريقيا عن الصدع الإفريقي إلى قارتين بعد مائة ألف سنة، ويتحدثون بأن في الشمس طاقة تكفي لستة مليارات من السنين، فليطمئن الناس، وليعيشوا في غرور 00 ولا ذكر عندهم لليوم الآخر، مع أن عندهم كتبًا منـزلة سابقة من الله، وكأنهم لم يسمعوا باليوم الآخر، ولا بالقيامة، ولا بالحياة الآخرة، ولا بجنة ولا نار0
    وهم ينفقون الأموال التي لا تعد ولا تحصى من المليارات على الأبحاث في التحكم في خلق الإنسان، والكائنات الحية، ومحاولة إطالة العمر، ووقف الشيخوخة والهرم، وغير ذلك ما يدل على غفلتهم، ويريدون من العالم كله أن يسلك مسلكهم، ويسيروا على دربهم 000 فأي طريق للهلاك والتعاسة اختاروه !0


  14. #114
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع مع هامش احتياط للدقة


    111- الخاتمة

    تبين لنا مما سبق أنه جاء اسم السماء من ديمومة الوجود مع الأرض، ومعك، أينما كنت في البر، أو البحر، ومتى انقطعت هذه الديمومة فلا سماء، وأن بدايتها من وجه الأرض، وتنتهي حيث تنتهي مادتها المكونة من الغازات على الصفات التي وردت في القرآن، وأن السموات ليست فراغًا، بل هي بناء يطبق بعضه على بعض، شديد التماسك، قد حبك حبكًا ذا طرائق، وأن ارتباط السموات بالأرض هو ارتباط لا انفكاك منه، وأن السموات محل النظر والرؤية والتفكير، وأننا نرزق منهن جميعًا، وأن حالة السماء ومادتها الشفافة هي التي أتاحت تسخير آيات السماء ورؤيتها، والانتفاع بالقمر والشمس، والاهتداء بالكواكب والنجوم، وأن القمر، على صغره وضعف ضوئه، يستطيع إنارة السموات جميعًا، وأن المطر المنـزل بغزارة جعله الله سماء مرسلة، وأن الله تعالى جعل في السماء بروجًا، وأنه تعالى خص السماء الدنيا بزينة الكواكب دون باقي السموات، على الحقيقة التي عرفتها البشرية مؤخرًا، حيث تختفي هذه الزينة قبل الخروج من الطبقات الغازية وأن توسعة السموات هي توسعة المرتبط المتماسك لا المتباعد المنفصل، وأن السموات تتفطر من فوقهن لطبيعتها الغازية، وأن السموات قد اتصفت بكل الصفات التي جاء ذكرها في الآيات0
    هذا وقد كنت سأضيف أبوابًا عديدة لهذا الكتاب فخشيت الإطالة التي تخرج الكتاب عن غرضه، وما ذكرته هو الأهم لغرض هذا الكتاب وبيان حقيقة السموات 00 وسيكون لبعضها حديث في الكتب التالية لهذا الكتاب إن شاء الله تعالى0
    وفي ختام هذا الكتاب أرجو أن ينال هذا الكتاب اهتمام المسلمين ، وأن يزيدهم نورًا وتبصرة في دينهم، وكتابهم الخالد، وإن كان فيه خطأ فمني ومن الشيطان، وما أصبت فيه فمن الله وحده، وهو صاحب المنة والفضل، والله تعالى هو المعين وهو ولي التوفيق0
    تم هذا الكتاب بفضل الله وعونه
    أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي


  15. #115
    عـضــو الصورة الرمزية محمد محمد حسن كامل
    تاريخ التسجيل
    07/11/2009
    المشاركات
    1,250
    معدل تقييم المستوى
    16

    Thumbs up رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع ..... اكتمل التنزيل

    أخي الفاضل الكريم/ ابو مسلم العرابلي
    جزاك الله خيرا علي هذا الجهد المشكور
    هل نستطيع المشاركة؟
    لقد تفهمت قصدك الكريم حتي لاينقطع الاسترسال علي القارئ ولك حق في ذلك وقد صبرتُ مع الصابرين
    حسنا
    برجاء وضع مشاركتي المحذوفة والتي احتفظت بها من كرم اخلاقك حتي لا يضيع هذا الجهد المبذول
    وساتابع معك البحث كلمة بكلمة ربما اضيف لك شئ ولو انني لست من العلماء بل من محدودي الثقافة والفكر
    لك مني فائق الاحترام والتقدير
    محمد محمد حسن كامل

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 06/01/2010 الساعة 05:19 PM
    محمد حسن كامل
    كاتب ومفكر بباريس
    رئيس جمعية تحيا إفريقيا بفرنسا
    سفير سلام في فيدرالية السلام العالمي التابعة للأمم المتحدة
    http://www.alexandrie3009.com
    رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب


  16. #116
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع ..... اكتمل التنزيل

    هذه مشاركتكم أخي الكريم محمد كامل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم العرابلي مشاهدة المشاركة
    حقيقة السماوات كما صورها االقرآن
    كتاب نشر عان 2006م

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السماوات لم تنل بحثًا جادًا لتحديدها
    كل من يتكلم في السماوات أو لم يتكلم لا يدري من أين أخذ مفهوم السماوات،
    هل أخذها من رؤيته ؟ من أهله ؟ من مدرسته؟
    من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة؟
    من الكتب الدينية ؟ من القرآن؟ من محاضرات العلماء؟
    معرفة حقيقة السماوات ليس بالأمر السهل،
    عدد الآيات التي تتطرق لهذا المفهوم كثيرة،
    الربط بينها جميعًا على مفهوم واحد ليس بالأمر السهل،
    لو يقف مفهوم السماوات على آيات القرآن فقط؛ لهان الأمر مع وجود المشقة والتفرع الكثير فيها،
    ولكن هناك أحاديث تدخل بقوة لتسجل حضورها عند البحث في معرفة حقيقة السماوات،
    وهناك قصة الإسراء والمعراج التي لها الحضور الذي لا يمكن تجاهله في تحديد مفهوم السماوات
    قادني حدث في نهاية عام 1976م للبحث في خلق السماوات والأرض واستمر البحث دون توقف
    وكلما انتهيت من أمر تولد غيره .. في سلسلة لا تنتهي ..
    وإنَّ نقض أمر علمي أسهل من ايصال مفهوم جديد لآية يتولد من لغتها يخالف ما ألفه الناس.
    وبعد خمسة عشر عامًا تقريبًا (1991م) أصبح مفهوم السماوات لدي واضحًا ويقينيًا،
    بأنها لا تزيد عن 120كم بناء على الوصف الذي جاء لها في القرآن مع هامش من الاحتياط في هذا التحديد
    وأن النجوم والقمر والشمس هي خارجة حدود السماوات في الآفاق،
    ولم يوقفني إلا آية واحدة: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) الصافات،
    وتركت البحث أكثر من شهر عام 1990م
    وقلت في نفسي: أن تسأل الله عز وجل في كل صلاة أن يجعلك من الهداة المهتدين، وألا يجعلك من الضالين المضلين .. وهذه الآية تناقض ما توصلت إليه.
    ورجعت مرة أخرى إلى نفسي وقلت: أنت تتبع منهجًا في البحث ..
    فلماذا تتخلى عن هذا المنهج مع هذه الآية؟
    فرجعت مرة أخرى لمواصلة البحث بعد دراسة سبب تسمية الدنيا بالدنيا، ومتى يوصف الشيء بالزينة، فكان دراستها داعمًا لما توصلت إليه من قبل ..
    البحث في خلق السماوات والأرض؛ يحتاج إلى فقه عال في اللغة، ومعلومات واسعة فيما يتعلق بالسماوات والأرض
    وقد تأخرت عن نشر الكتاب الأول "حقيقة السماوات كما صورها القرآن نور وهدى من الرحمن"
    خمسة عشر سنة أخرى أخذا بالاحتياط مما قد يظهر ويبطل ما توصلت إليه .. إلى أن اطمأن قلبي
    وأعطيته إخوة يراجعون لغة الكتاب .. وللأسف فإنهم ينشغلون بما ورد في الكتاب على حساب التدقيق اللغوي
    حتى قال لي مدرسي في الثانوية الأستاذ بكر ذياب والذي صار بعد ذلك مديرًا ثم موجهًا للغة العربية،
    منهجك هذا إذا أخذ به فيجب مراجعة اللغة العربية كلها ويقصد؛ (فقه استعمال الجذور الذي تعرف به سبب تسمية المسميات) ، وقد راجع كتابي هذا (حقيقة السماوات) وكتابي "أحبك أيها المسيح"
    وقال: أعانك الله على نشر الكتاب ومما ستلاقيه ...
    وقال لي أحد الدكتاترة الذي اطلع على كتابي: كنت سأرد عليك بكتب ... فلما جلست معك صرت مقتنعًا بـ 90% من الكتاب.
    وقل آخر لا اعتراض لي على ما في الكتاب؛ فقد ناقشت كل شيء، ولم تهمل شيء، ولم يبق شيء دون تناول،
    ولكني ألفت مفاهيم معينة عن السماوات من صغري، ثم جئت تنقضها لي ... فليس من السهل أن أتخلى عنها ، وأسلم لك بما تقول بسهولة ،
    فأنا أحتاج إلى ثلاثين سنة أخرى مثلك ؛ إما أن أنقض رأيك أو أتبعك على ما أنت فيه ..
    هذان الاثنان أولدا في نفسي أن المكتوب لا يوصل الفكرة مباشرة كما يوصلها السمع،
    وما ان ينتقل القارئ إلى باب جديد حتى ينسى ما ورد في الباب السابق ...
    وأن من سيخالفك هو يدافع عما ألفه، وليس لأنه مقتنع بالمخالفة...
    ولذلك لا بد من الشجاعة في النشر
    فالعلم أمانة .. والتبليغ امانة

    ولقد فهمت من تجربتي مع العلوم لماذا حمل الإنسان الأمانة وهو جاهل بما يترتب عليها من تحمل تبعات هذا الحمل.
    نحن ننفق المال والوقت ونفقد من الصحة لنتعلم؛ فإذا حصلنا على العلم صار تعليمه وإبلاغة والعمل به أمانة نحاسب عليها،
    وقد طلب مني الأخ مجذوب العيد المشراوي أن أفتح باب مفهوم السماء والسماوات في القرآن
    وأنه لا أحد يجرؤ على فتح الباب .. ومعه حق في ذلك .. وليس ذلك بالأمر السهل والهين.

    ولولا أن لي كتابًا في ذلك، واهتمام منذ أربع وثلاثين سنة تقريبًا؛ لما أقدمت على هذا الموضوع،
    وباشرت في الأمس واليوم بتحويل الآيات الواردة في الكتاب بالرسم العثماني إلى الرسم الإملائي حتى يتقبله الإنترنت
    - ومن المصادفات أن الأستاذ بكر ذياب الذي راجع كتابي؛ توفي قبل ليلتين، وشاركت في الصلاة عليه، والدفن قبل أمس ...يرحمه الله تعالى رحمة واسعة .. وكان مثالا للخلق الحسن بشهادة الجمع الغفير الذي شارك في الصلاة والجنازة، وقد أم الناس في الصلاة عليه ابنه أسامة وهو شاب ملتزم خلوق مثل أبيه وكان بارًا به.
    أرجو من الإخوة أن يسألوا ويناقشوا ما ورد في الكتاب كما يشاءون
    ولكن بعد تنزيل أكثر من 112 بابًا منه
    فرب سائل يريد أن يسأل سؤالاً، أو يرى مخالفة لفكرة تعود عليهافي بداية الكتاب؛ يجد الإجابة عليها متأخرة في باب آخر
    وأنا أرحب بكل رأي، جاد ووجهة نظر مبنية على علم وفهم وتدبر للمكتوب وما يعرض.
    وتنزيل المواضيع قد يحتاج إلى ثلاثة أيام .. وسأحاول تقليل المدة ما استطعت .
    فعليكم بالصبر مع حسن القراءة والتدبر
    اخي الكريم / ابو مسلم العرابلي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    استفزني عنوانك(120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة)
    والاستفزاز في الكتابة صياغة وصناعة
    يأخذ الإدراك
    ويجعل آلة الفكر تبحث لتجد حكمة او فكرة او علما
    وبارك الله فيك نجحتَ في استفزازي لأقرأ ما تخطه يُمناك في هذا المجال
    وانا ممن يعترفون بجهلهم عن عالم السموات
    بالله عليك كن رحيما بعقلي واجبني علي هذا السؤال
    من اين علمتَ ان سماكة السموات السبعة 120 كلم ؟
    وهل اخضعت بحثك العلمي لاسلوب البحث الاكاديمي المتعارف عليه في الهيئات العلمية
    ولا غبار عليك ايها الاخ الكريم وانا اضع بين يديك ما تيسر لي من خطوات البحث العلمي المختصر بين
    الفرضية والنظرية والحقيقة ونقاط القياس في البحث( واعني نقاط القياس التي يتفق عليها جمهور العلماء فيما يخص بحثك) ثم القرار ونتيجة البحث
    لان العلم لا مجاملة فية والمضوع شائك واعانك الله علي اثبات ما تقول
    اهديك هذا البحث الملخص عن طريقة البحث العلمي حتي ابرئ ذمتي منك امام الله

    مما لاريب فيه ان الباحث يحتاج في بحثه تلك الأدوات التي تؤهله ليسلك منهجا علميا مستقيما , ومما لاشك فيه ان معظم محاور الأختلاف في الرأي قد تفتقر الي نقطة ثابتة يتفق عليها المحاورون , فإن لم يتفق المحاورون علي نقطة قياس وإستدلال فلا جدوي من النقاش كماحدث في موضوع( نعم هناك بشر قبل ادم وحضارة ارم وعاد) للسيد/ صافي حمدون لان كاتب الموضوع افتقر ان يقدم نقطة جوهرية للقياس والاستدلال علي ما ادعاه في مقاله.
    ومراحل البحث العلمي تأخذ هذا التطور الطبيعي من ( الفرضية والنظرية والحقيقة) ومن ثم يجب علي الباحث أنْ يدرك مراحل بحثه ومكانه الطبيعي أين هو؟
    فلا يجوز مناقشة فرضية علي إنها نظرية او حقيقة
    ولا يجوز ايضا مناقشة النظرية علي انها حقيقة لاجدال فيها
    ومن هذا المنطلق عكفتُ علي دراسة تقنين المسميات بشكل علمي او اكاديمي من خلال ماطرحته عن مفهوم العديد من المسطلحات والمسميات مثل تعريف الديمقراطية او الدبلوماسية ....الخ
    ومن هذا المنعطف احاولُ ان اقدمَ تعريفاً لكلا من( الفرضية والنظرية والحقيقة والعلم) حتي تستقيم ادوات القياس للبحث العلمي.
    الفرضية : هي فكرة او محاولة مبدئية او تخمين يصف ظاهرة ما وهذا الوصف ربما ينتهي إلي تصورات متعددة تبعاً لدرجات البحث
    إذن الفرضية هي توضيح مفترض لظاهرة ما والفرضية العلمية يجب ان تكون قابلة للمناقشة والبحث والإختبار والتجربة وتكون إمتداداً لملاحظات علمية سابقة وهي بإختصارفلسفة طرح السؤال كما قلت
    ( الوصول إلي صيغة السؤال ابلغ من الاجابة عليه)
    النظرية : هي وصف اساسيات ظاهرة ما مع وجود ركائز علمية تساندها وتبقي صحيحة اذا كان كل ما هو جديد من معلومات يدعمها وإذا وُجدَ ما يخالف النظرية من حقائق علمية جديدة تصبحُ لاغية.
    أي أن النظرية بناءٌ محكمٌ يصف ظاهرة تكون مستندة إلي دليل علمي وشاهد من تجربة وهي تعبير منظم ومُصاغ يُبني علي الملاحظات السابقة ويمكن استخدامه في التنبؤ بالظواهر ومنطقي البناء وقابل للاختبار ولم يسبق نقضه
    الحقيقة : لاجدال فيها وهي تعتبر نقطة قياس وإستدلال للبحث العلمي.
    وبالتالي يمكن أن ندرك الفرق بين التعبيرات الثلاثة الآتية
    الفرضية ( لماذا تسقط الاشياء)؟
    النظرية(شرح سبب سقوط الأشياء)
    الحقيقة( الآجسام تسق إلي الارض)
    العلم : هو مجموعة الحقائق والوقائع والملاحظات والنظريات ومناهج البحث العلمي وهو تنسيق شرعي بين المعارف العلمية المتراكمة او مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات بينها وتقنينها
    وظائف العلم : إكتشاف وتفسير القوانين العلمية والظواهر الشاملة والاحداث المتشابهة والمتراكمة والمتناسقة ووضع الفرضيات العلمية وإجراء عمليات التجريب العلمي والاستنباط والإستقراء والتنبؤ العلمي الصحيح لسير الأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية المُقننة بالقوانين العلمية مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف والطقس والبورصة ومستقبل تقلبات الرأي العام سياسياً وإقتصادياً
    وإتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ذلك, والتنبؤ هنا لايقصد به علم الغيب او المستقبل ولكن المقصود هو القدرة علي توقع مايحدث اذا سارت الظروف مسارا معّيناً مع الإشارة إلي انّ التنبؤات العلمية ليست علي مستوي من الدقة في مجالات العلم التجريبي عنها في مجالات العلوم الاجتماعية او السلوكية.
    الضبط والتحكم : يساهم العلم في عملية الضبط والتحكم في الظواهر والاحداث والوقائع والأمور والسيطرة عليها وتوجيهها التوجية المطلوب وإستغلالها لخدمة البشرية وبذلك تحكم الانسان في بعض الظواهر مثل تعديل مسار الانهار وتحلية مياة البحار وزرع الصحراء واختراق الجاذبية الارضية وعلوم الطيران وتعديل الهندسة الوراثية والتحكم في بعض الامراض
    واهم من هذا كله مخاطبة العقل الإنساني بالحجة والعلم والمنطق وسجود ناصية المسلم في الصلاة تلك الناصية صاحبة القرار وسماء العلم والاختيار لعابد لله رب العالمين.
    لقد طرحت هذة الخطوات ولاسيما وإننا نواجه كثيراً من تحديات العصر كما أشرتُ في مقالي
    (خبر نهاية العالم 2012 بين المطرقة والسندان)
    والله تعالي أعلم
    وللحديث بقية
    تقبل مني ايها الاخ الكريم اذكي تحية
    محمد محمد حسن كامل


  17. #117
    أستاذ بارز الصورة الرمزية حسن سباق
    تاريخ التسجيل
    01/02/2009
    المشاركات
    1,507
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع ..... اكتمل التنزيل

    أعانك الله أخي الكريم
    أبحاثك دائمًا بمقدمة الاهتمام
    أسأل الله أن يعينني على المواصلة والفهم
    وأسأله أن يعينك على المضي والمتابعة
    ما أعظم ما تحمل من هم العلوم
    بارك الله بك أخي أبو مسلم العرابلي وغفر لي ولك

    أُحِبُّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ الْجَمِيلَةَ وَأُحِبُّكُمْ

    .
    رَحِمَ اللهُ امْرَأً أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي
    مدونتي ـــــــــــ

  18. #118
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبع ..... اكتمل التنزيل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن سباق مشاهدة المشاركة
    أعانك الله أخي الكريم
    أبحاثك دائمًا بمقدمة الاهتمام
    أسأل الله أن يعينني على المواصلة والفهم
    وأسأله أن يعينك على المضي والمتابعة
    ما أعظم ما تحمل من هم العلوم
    بارك الله بك أخي أبو مسلم العرابلي وغفر لي ولك
    نعم أخي الكريم حسن سباق .. لقد أحسستني بهمي
    وكم أخشى أن ينتهي الأجل ... وأنا لم أبلغ ما أريد تبليغه مما قضيت عمري فيه
    فأحرم الأجر .. وأحمل وزر العجز عن التبليغ
    أسأل الله تعالى أن يعينني على ذلك وأن يسهل الأمر علي
    وأن أجد من الأخوة من يعينني على ذلك بحسن النشر والتبليغ ويحمل همي من بعدي
    فبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
    وزادكم الله من علمه وفضله


  19. #119
    عـضــو الصورة الرمزية الباحثة وديعة عمراني
    تاريخ التسجيل
    21/11/2009
    المشاركات
    141
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحثة وديعة عمراني مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته

    لا أرغب بأن اقطع عنكم سلسلة تنزيل باقي اجزاء وأبواب هذا الكتاب القيم ، ولكن دوماً فضولي وتطفلي يسبق قلمي ، أرغب فقط بتوجيه سؤال بسيط لشخصكم الفاضل ( آمل من خلاله كشف بعض الغموض؟ )
    السؤال : نحن طبعا نعيش فقط فوق سطح هته الكرة الأرضية ( فوق قشرة بسيطة رقيقة لا تقارن بشي مقارنة مع باقي سمك كل الكرة الأرضية ) ، وسؤالي ؟ هل نستطيع رؤية كل طبقات هذه الكرة الأرضية التي نعيش فوقها ( وأقصد بالرؤيا الرؤيا العينية دون حاجة لاستعمال الأجهزة العلمية وغيرها .. ) .
    وجزاكم الله كل خير لردكم وسعة صدركم
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    بارك الله لكم وفيكم لهذا الطرح القيم ، ندرس كل كلمة ومعنى وحقيقة حملته صفحاته
    ونعود اليكم لطرح أي أمر استشكل علينا ، والى حين ذلك ، أتمنى لو نسمع منكم توضيحا وردكم الخير على ما سبق واستشكل لدينا
    وجزاكم الله عنا كل خير

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي]
    مرتبة العلـــــــــــــــــــم أعلــــــــــــــــى المراتــــــــــــب
    http://recherchecoronique.blogspot.com/

  20. #120
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: 120 كلم سماكة السماوات السبعة مع هامش احتياط للدقة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحثة وديعة عمراني مشاهدة المشاركة
    الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
    بارك الله لكم وفيكم لهذا الطرح القيم ، ندرس كل كلمة ومعنى وحقيقة حملته صفحاته
    ونعود اليكم لطرح أي أمر استشكل علينا ، والى حين ذلك ، أتمنى لو نسمع منكم توضيحا وردكم الخير على ما سبق واستشكل لدينا
    وجزاكم الله عنا كل خير
    وبارك الله في الأخت الكريمة الباحثة وديعة عمراني
    وأحسن الله إليك وزادك الله من علمه وفضله.
    أختنا الكريمة
    مراتب ما يؤديه الإحساس بالعين ثلاث مراتب؛
    نظر، ورؤية، وإبصار؛
    النظر يكون في التوجه إلى الشيء لرؤيته، وقد تحصل الرؤية بمباشرة النظر، وقد تتأخر فلذلك يحتاج النظر زمنًا قد يطول وقد يقصر. ومن ذلك جاء الانتظار
    والرؤية حصول الحس بالشيء بحيث يؤدي علمًا به أو لا يؤدي،
    والإبصار حصول اليقين بالمرأي بعد رؤيته
    فإذا كان المرء ينتظر أحد الناس فإنه ينظر إلى الجهة التي سيأتي منها، وقد يطيل النظر إليه بعد رؤيته،
    فإذا حصل بالعين الحس به، فقد أدى ذلك إلى العلم به، لكن لا يؤدي إلى يقين به، وحصول العلم هو حكم بالرؤية حصلت أو لم تحصل .. فلا ترتبط الرؤية بزمن كالنظر. وهي تؤدي إلى علم فقط، ولذلك سمي العلم عن طريق المنام بالرؤيا، وسمي ما تنقله عين غيرك في زمن ماض أو حاضر مما لم تشهده أيضًا برؤية، كما قال تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) لأن كل ذلك يؤدي علمًا فقط ..
    فعندما يصل الذي انتظرته درجة من القرب تبعد أي شك بأنه شخص آخر؛ تصبح الرؤية يقيقنية وتسمى عند ذلك إبصارًا له .. وكم من واهم يحكم من بعد على ذلك بأنه فلانًا من الناس ، وعندما يقترب يقول: يخلق الله من الشبه أربعين . والإبصار هو الأكثر محاسبة عليه يوم القيامة .
    وقد يحصل النظر والرؤية والإبصار معًا إلى نظر إلى شيء قريب يعرفه من قبل، ويستطيع الحكم على جوهره.
    فالعين لا ترى الجراثيم مباشرة ولكن يمكن رؤيتها بالمجهر مباشرة وتعد يقينية كالإبصار مباشرة
    أما التحاليل فهي من باب العلم فقط، وقد تكون خاطئة،
    وطبقات الأرض بعضها فوق بعض لا يمكن رؤيتها بالعين مباشرية
    لكن الخرائط التي ترسمها أجهزت رصد الزلازل تؤدي علمًا لا إبصارًا
    فيمكن الرؤية لها ولا يمكن الإبصار.
    لا أريد أن أفتح موضوع خلق السماوات والأرض، فليس هذا وقته، ولي فيه نظريات عديدة منها ما هو قائم على معادلات رياضية.
    والأراضين السبع يمكن فهمها من خرائط الموجات الأولية والثانوية التي تقطع باطن الأرض عند حدوث الزلازل إلى الجانب الآخر من الأرض، وتنشر فيها كلها.


+ الرد على الموضوع
صفحة 6 من 9 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •