عندي مئات الطالبات ... وعشرات الإداريّات ..... أتعامل معهنّ بشكلٍ شبه يوميّ ... وليس لي صديقة واحدة منهنّ ...

نحن نبادل بعضنا الاحترام .... كلّ منا يحترم الآخر ... وكلّ منا يطلب ما يريد ويتحدّث عمّا يريد بأدبٍ والتزام .... ليس لهذا علاقة بالصداقة .... وليس له علاقة بشرب فنجان قهوة ... وليس له علاقة بعشاء ....

مهما كانت طبيعة الأعمال تستطيع أن تنتجها دون أن تقيم صداقة مع الجنس الآخر ...

إلاّ إذا كانت طبيعتها (مشبوهة) تحتاج لارتشاء أو سهرات ليليّة .....

الذين لديهم صداقات مع الجنس الآخر في الغالب يحتاجون لمثل هذه العلاقات المشبوهة ....

فالبيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة .....

ولكن البادئ أظلم ...

فمن أقام علاقة صداقة مع الجنس الآخر سيقع في مشكلات لا يُخرجه منها إلاّ السهرات وشرب فناجين القهوة ....

تلك قصّة لا تنتهي .... والحياة لا تحتاج أبدًا إلى صداقة بين الجنسين ...

وأمّا طبيعة الحياة وما تحتاج إليه من اختلاط وحديث ومناقشة ... فليس منّا من لا يفعل ذلك .... نتحاور ونتحدّث ونناقش ونطلب وندرّس ونُسأل ونجيب، ونَسأل فيجيبون .... كلّ ذلك لا يُجاوز حدود الاحترام والأدب ... ولا يعني هذا أنّ الصداقة تُجاوز حدود الأدب والاحترام، لكنّها عندما تكون بين جنسين ... فقد تعلّمنا أنّ ذلك ليس من الأدب ... في تربيتنا الشرقيّة .... وفي تربيتنا الإسلاميّة أنّ هذا ليس من الأدب ...

أمّا الزوجة فهي قطعًا أعزّ صديقة في الحياة ... ولا معنى للحياة الزوجيّة ما لم تكن الزوجة أعزّ صديقة ..... فهي التي يلجأ إليها الإنسان عند الشدائد ... أكبر المتضرّرين إن تضرّر زوجها ... وينبغي أن تكون أكبر المستفيدين إن كان مستفيدًا ....

الزوجة تقف مع الإنسان أيّام حياته المرّة قبل الحلوة .... ويستشعر المرء قيمة حياته بوجود تلك الصديقة الحقيقيّة بجانبه ليل نهار ....

أستغرب كثيرًا أن تقول امرأة (وهي أولى بالاهتمام بالزوّج .... وأولى بشعور الصداقة .... إلى درجة الجنون) أستغرب أن تقول إنّها لا يُمكن أن تبوح لزوجها بكلّ شيء، ولا يُمكن لزوجها أن يكون صديقًا لها ؟؟؟؟؟

ولا ينقضي عجبي إذ تقول أيضًا:

جميع اسئلتك يااخي تقصد وضع الصداقة بين الرجل والمرأة في مأزق - والحقيقة ان هذا المأزق اصل وجوده الوحيد عدم نضوج المجتمع فقط

متى سينضج المجتمع من وجهة نظركم الكريمة؟؟؟؟


عندما يكون التحرّر فيه قد بلغ مداه ؟؟؟

عندما تنحصر العلاقة بين الزوجين في الفراش وتكبر العلاقة بين الجنسين (من غير الأزواج) إلى أن يشعر الرجل أو المرأة بانحدارها ... إن شعرا؟؟؟؟

عندما تنحدر علاقاتنا إلى مستوى الصداقة سيؤدّي هذا قطعًا إلى تغيير في طبيعة العمل وظروفه، الصديق ينبغي أن تُخبره عن مشاكلك البيتيّة .... ينبغي أن تُحدّثه عن معوّقات العمل والحياة ... عن العلاقات مع الأقارب ..... عن الأوضاع الماديّة ..... عن الأوضاع السياسيّة ...... حتّى عن المشكلات الإحساسيّة والشعوريّة والوجدانيّة ....

أين سنجد وقتًا للعمل إن أصبح العاملون معنا أصدقاء؟؟؟؟