مـــتى ستتحــــــقق الوحــــــــــــــدة الوطنيــــــــــة
لقد طال الزمن على انجاز مشروع الوحدة الوطنية حيث انه لا يعقل ان ندخل العام الجديد وبعد مرور ما يقارب 3 سنوات على الانقسام الاّ نصل الى تحقيق طموحات شعبنا الفلسطيني في اقامة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، فبات شعبنا محبطا من هذا الوضع في ظل جملة من التحديات تواجهه في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية ، واذا كنا نحن ما زلنا مختلفين وان يأخذ مشروع الوحدة طيلة الثلاث سنوات الماضية ولم يتم التوصل اليها فما بالكم موضوع المفاوضات مع اسرائيل التي تراوح مكانها ولم تحقق ما نصبو اليه من تحرر واستقلال ، فالوحدة الوطنية ليست العوبة ولا ورقة للمساومات وليس هناك مصلحة ذاتي او فردية لمصلحة تنظيم او جماعة فقط ، انما هي مصلحة جماعية نهتدي ببوصلتها نحو تحقيق مشروعنا الوطني الفلسطيني ، ونسمع يوميا بان الوحدة الفلسطينية اصبحت قريبة المنال ولكن للاسف بانها اصبحت بعيدة كل البعد بسبب تعنت البعض وتمترسهم وراء اجندات لا علاقة لها بشعبنا .
تقتضي الضرورة ونحن في مرحلة استكمال المشروع الوطني الفلسطيني وفي مرحلة انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة ان ننجز مشروع الوحدة الوطنية و تحقيق المصالحة بين اقطاب العمل الوطني والاسلامي والذي يجمع الشعب الفلسطيني عليها والتي تشكل البوصلة لكل ابناء هذا الشعب وشرائحه السياسية والاجتماعية وتوحيد كل افراد الشعب حول الثوابت الوطنية التي طالما ارتقت الدماء من اجلها في سبيل تحقيق اهداف الوحدة الوطنية.
لقد شكل الانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية طعنة كبيرة لمشروعنا الوطني وهذا ما ادى الى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية و محاولة بعض القوى استثمار هذا الانقسام لتحقيق مآرب خاصة على حساب مصالح الشعب الفلسطيني وآماله في الخلاص من الاحتلال , ولكن تداعيات الانقسام القت بآثارها السلبية على مجمل الوضع الفلسطيني ، وبتنا ننظر الى من يعلق جرس الوحدة الوطنية لانقاذ الوضع المأساوي الذي آل اليه الشعب الفلسطيني ، وانتظر الجميع بفارغ الصبر تحقيق ذلك الأمل في ظل التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني وخاصة بعد العدوان الاسرائيلي على غزة وما رافق ذلك من دمار شامل للبنى التحتية وتنامي مآسي هذا الشعب ، وفي خضم ذلك تحمل الجميع نتائج العدوان متطلعين الى تحقيق الوحدة الوطنية واعادة اللحمة للشعب الفلسطيني لانها تعتبر طوق النجاة من المصائب التي حلت بهم وقوة لهم لمواجهة التحديات.
ورغم الاجواء الايجابية التي سادت جلسات الحوار الفلسطيني سابقا الا ان ذلك الحوار قد تعطل لاسباب لا تخفى على احد ، في ظل وضع متفاقم لمعاناة اهلنا في قطاع غزة وما تتعرض له القدس من سياسة تهويد شاملة لم تشهدها المدينة منذ احتلالها عام 1967 و في ظل سياسة حكومة
نتنياهو المعادية للسلام وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، فماذا قدم اقطاب السياسة الفلسطينية أي بادرة أمل لهذا الشعب !!
ان جميع بيانات وأدبيات الفصائل الوطنية والاسلامية تؤكد على مشروع الوحدة الوطنية وتنادي به ليلا ونهارا بل وأصبح ذلك الشعار من كثرة ترديده فارغا من مضمونه لأن المواطن الفلسطيني يرى بأن تحقيق هذا الشعار بحاجة الى نية صادقة وارادة حقة في سبيل تعبيده على الارض والاحساس به وليس ان يبقى ذلك الشعار نغمة نسمع جعجعتها ولا نرى طحنا.
و في ضوء ما يتعرض له الوطن من تحديات فانه بات مطلوبا من الجميع تغليب المصالح الوطنية على المصالح الخاصة و أن يرتقي الجميع الى مستوى التحديات ، اما ان نبقى متفرقين فهذا هو سر نجاح اسرائيل , و من هنا فان الواجب يدعو الجميع الى ضرورة انجاز المصالحة الوطنية ووضع مصالح الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار , وان الابقاء على الحوار من اجل الحوار فهذا مضيعة للوقت وهزيمة لمشروعنا الوطني لان
الشعب بحاجة ماسة الى الوحدة لانها خشبة خلاصه من الاحتلال ومآسيه.
رد مع اقتباس
المفضلات