الخوف المرفوض وأسبابه:
خطبة الجمعة للدكتور محمود عكام
عرض وتلخيص الدكتور لؤي عبد الباقي
أكد الدكتور محمود عكام أن ثقافة الخوف باتت هي السائدة في المجتمع السوري، وأن "الخوف استتبع النفاق"، وهذا ما جعلنا نتأخر ونتأخر، فلا هذا يتكلم ولا ذاك يسمع وإنما هذا يمدح وهذا يصدِّق"، على حد تعبيره، متسائلا: أتريدون بعد هذا كله أن نتحدث عن مجتمع متماسك متناصر متآخٍ؟
وقد أشار الدكتور عكام في خطبة الجمعة (8 كانون الثاني/ يناير 2010) أن الثقة أصبحت معدومة بين الحكومة والشعب فـ"الشعب يخاف من الحكومة والحكومة تخاف من الشعب، هذا ينافق لهذا وهذه تنافق لهذا.." على حد قوله.
وتعد هذه الخطبة من الخطب النادرة في سوريا لصراحتها في معالجة ظاهرة الخوف التي مازالت تسيطر على علاقة النظام بالمجتمع منذ عشرات السنين، وقلما يجرؤ أحد في سوريا على الحديث عنها بهذه الصراحة والوضوع.
وقال الدكتور عكام للمصلين بكل وضوح أنه "في عالم الحزب الواحد لا تصدقوا أيها الإخوة.. حتى في الحزب الواحد فكلهم يخاف من كلهم"، مشيرا إلا أننا "محكومون بالخوف" الذي حذر منه الله سبحانه وتعالى حيث وصف قوماً حكمهم الخوف فاستخفهم، وذكر الآية: ﴿فاستخفَّ قومه فأطاعوه﴾، ثم أعلن بكل جرأة ووضوح: أتحدث عن الخوف الذي يجعلنا نُستخَف فنطيع عن استخفاف بنا.
وأشار أيضا أن الأمر وصل إلى درجة أنك إذا حاولت "النصح والنقد فأنت معارض مرفوض مقرُّك الأماكن المظلمة"، وتساءل قائلا: أفبعدَ كل هذا تريدون أن نتحدث عن انتصارٍ منتظر؟ فلننتصر أولاً على الخوف الذي دبَّ فينا، فلننتصر أولاً على الرعب الذي حلَّ أجسادنا وأجسامنا وبقاعنا وأراضينا وساحاتنا ومساحاتنا كلها.
وأحال الدكتور عكام انتشار الخوف الذي يُثبّط ويجعل مجتمعاتنا تتأخر وتتأخر وتتخلف وتتخلف إلى الأسباب التالية:
أولاً: التربية الفاشلة التي تقوم على التخويف:
الأم تربي ولدها على الخوف من أبيه، والأب يربي ولده على الخوف من جاره، والأستاذ يربي تلاميذه على الخوف من المدير، والشعب يربى على الخوف من المسؤول، من الحاكم..
وأشار في هذا السياق إلى أن بعض الناس يخافون حتى من نقد بعض المشايخ الموالين للسلطة:
لا تقل هذا فالشيخ الفلاني اليوم والسلطة معه لا يفتي بهذا القول، فإياك أن تقول هذا كي لا ينزعج منك وبالتالي ربما يحّرض عليك السلطة وأهل السلطة...
السبب الثاني: ضعف الإيمان بالله عز وجل وبالقدر.
السبب الثالث: التعلق بالدنيا، حب الدنيا، الالتفات إلى الدنيا على أنها الأول والآخر والظاهر والباطن.
لا شك أن هذه الخطبة الجريئة تعتبر استثناءا فريدا في سوريا لصراحتها، ولطرقها موضوعا قلما يجرؤ أحد التطرق إليه في هذا الوضوح، وخاصة على المنابر التي تخضع لرقابة صارمة من قبل الأجهزة الأمنية.
لقراءة الخطبة كاملة، يمكن الرجوع إلى الرابط التالي:
http://www.thisissyria.net/2010/01/08/forum/03.html
المفضلات