Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الحفيظ جباري
    تاريخ التسجيل
    02/12/2007
    المشاركات
    1,546
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    يسرني موافاتكم بهذا العمل الموجود على الرابط أدناه :

    ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    http://www.arrabita.ma/contenu.aspx?C=132

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/01/2012
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته
    ادامك الله ونفع بك اخوانك الباحثين والدارسين وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولا بنون
    اخي العزيز انا في امس الحاجة الى هذه الرسالة لكن الرابط لا يعمل واسال الله ان يوفقك فترفع الرسالة على رابط يعمل او ان ترسلها لي على الايميل التالي shakir.sabee@gmail.com لأن زوجتي طالبة دكتوراه وبحثها عن التجديد في البلاغة العربية وقد بحثنا عن هذه الرسالة كثيرا فلم نجدها اخيرا لك مني كل الشكر والتقدير .
    اخوك الاستاذ الدكتور شاكر الاسدي من العراق


  3. #3
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأحبة الكرام من أهل واتا...

    الأخ الأستاذالدكتور شاكر الأسدي أتمنى أن تجد في هذا الرابط ما يحقق المطلوب...

    http://search.4shared.com/q/1/%D8%A7...%D8%A9?view=ls

    سلام الله للدكتور الأستاذ عبد الحفيظ الجباري...

    متمنياتي بالتوفيق للأستاذة الباحثة...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

  4. #4
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/01/2012
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحياتي للاستاذ الاديب والكاتب سعيد نويضي المحترم وتحياتي للاستاذ الدكتور عبد الحفيظ جباري المحترم
    كان الدكتور عدنان الاسعد من العراق من الموصل قد صور كثيرا من كتب البلاغة العربية وانشا في المجلس العلمي هو ومجموعة من الاساتذة الافاضل مكتبة البلاغة والدراسات القرآنية وتمكنا من تحميل ما نشره من كتب والكتب التي اشار حضرتكم لها من ضمنها ، ثم حصلنا علة ( دي في دي ) من انتاج مكتبة الانوار في كربلاء في العراق يضم 238 كتابا في البلاغة لكن طبيعة البحث الذي تقوم به الباحثة يتعلق كثيرا بهذه الرسالة اذ تدرس الباحثة ( زوجتي ) جهود المحدثين في التجديد في البلاغة العربية وهو ما يتعلق تعلقا كبيرا بموضوع الاطروحة ( محاولا ت التجديد في البلاغة العربية في العصر الحديث ) ومن هنا فان حاجتنا ملحة لهذه الرسالة ولكم مني كل الشكر والتقدير ووافر الاحترام مقدرا لكم عناء الرد على ما كتبته املا الحصول على ايميل الاستاذ عبد الحفيظ جباري للتواصل كما اتمنى الحصول على ايميلكم للتواصل الدائم المثمر مع الشكر والتقدير


  6. #6
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **


    أشكر الأستاذ عبد الحفيظ جباري على جهوده الطيبة، وحيث أن الرابط لا يعمل، وإلى أن تتوافر نسخة إلكترونية من الكتاب على شبكة الإنترنت، هذا تعريف بالكتاب المطلوب من موقع د. هيفاء بنت عثمان فدا، الأستاذ المساعد بقسم البلاغة والنقد في جامعة أم القرى:


    محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث


    د.عبد الله مساوي
    دكتوراه في البلاغة وتكامل المعارف


    يتناول موضوع هذه الأطروحة (دجنبر2003) محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث، وهو بهذه الصيغة رصد للدراسات التي أفرغت جهودها في قضية التجديد البلاغي، يتتبع خطواتها، ويفحص مضامينها، ويصنّف اتجاهاتها، ويقوّم اشتغالاتها.

    إن أهمية الموضوع تكمن في جمع شتات تلك المحاولات وإصدار أحكام في شأنها بعد وصفها وتحليلها، في إطار الإجابة عن إشكال أساس هو: هل يحقق المجددون –من خلال محاولاتهم- أمَل القدماء الذين استقر في أذهانهم أن البيان علم ينضج ولم يحترق؟ والموضوع بتلك الصيغة أيضا واقع في صلب معركة قد تفترض لها بداية ولن تحد بنهاية، ألا وهي معركة التجديد التي عرفت بعدم ثباتها، وسرعة تحولاتها، وصعوبة الحسم في قضاياها، وذلك لأن قضية التجديد نسبية لا نهائية من حيث الاعتبارات المعرفية، وحتمية لا اختيارية من حيث الاعتبارات الزمنية.

    وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت الرغبة في اختراق مضايق البحث أكبر من التردد في اقتحامه، سيما وأن أسباب فكرة بحثه نبعت من سؤالين مترابطين:

    فأما الأول: فارتبط بالطابع المفاجئ الذي استقبلت به خبر دراسات سعت سعيا حثيثا إلى تجديد البيان العربي، وزحزحة معارفه عن توجهها المتداول، أثناء تحضير شهادة استكمال الدروس سنة 1996، حينئذ عن السؤال: هل البلاغة العربية في حاجة إلى تجديد؟

    وأما الثاني: فارتبط بالاطلاع على مقالات ثلاثة شكلت دراسات سابقة في الموضوع الذي نحن بصدده، وأذكت الحماس للخوض فيه بعد الحسم في اختياره وهي:

    أ-"مفهوم الأسلوب بين التراث النقدي ومحاولات التجديد"، لشكري محمد عياد، بمجلة "فصول"، المجلد والعدد الأولان، القاهرة،1980.

    ب-"محاولات التجديد للبلاغة العربية"، لمحمد الكتاني، بمجلة "كلية الآداب جامعة محمد بن عبد الله"، العدد السادس، فاس، موسم:1982-1983.

    ت-"تأملات في تجديد البلاغة"، لعبد الجليل هنوش، بحوليات كلية اللغة العربية، العدد التاسع، مراكش.1997.

    لقد ركزت هذه الدراسات أثناء تناولها لقضية التجديد البلاغي في العصر الحديث، على محاولتين لهما قيمتهما التجديدية بالنظر إلى التصور الذي أطرهما والزمن الذي ظهرتا فيه وهما:

    محاولة أمين الخولي، من خلال كتابه "فن القول" الصادر سنة 1947، ومحاولة أحمد الشايب، من خلال كتابه "الأسلوب: دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية" الصادر سنة 1939.

    إن الاطلاع على هذه الدراسات أعان على تحديد معالم المحاولات، وأسقط القناع الذي كان يلف فكرة التجديد، لينكشف الاقتناع بضرورة تتبعها لما أصبحت قضية قائمة، إذ ذاك ارتقى السؤال إلى أفق آخر وهو: هل يوفق المجددون في مساعيهم التجديدية للبلاغة العربية؟

    إن فضول الإجابة على السؤالين السابقين، دفع إلى البحث عن محاولات تجديدية أخرى لا تقتصر على جهود أمين الخولي، وأحمد الشايب، فتحقق المراد ورتبت المصادر الأساس للبحث حسب زمن تأليفها كما يأتي:

    1896- ألّف جبر ضومط، كتاب "الخواطر الحسان في المعاني والبيان"، وركزت دراسته على علاقة البلاغة بالنحو، وتضمنت دعوة صريحة إلى نظرة بلاغية شمولية تهم النص الأدبي بدل الاقتصار على بلاغة الجملة.

    1927- ظهر لأحمد أمين، مقال "حاجة العلوم العربية إلى التجديد"، بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، لا يعتد في تجديدها ببلاغة أرسطو، ولا ببلاغة عبد القاهر الجرجاني، ولا ببلاغة السكاكي، وإنما يراهن في تجديده على اختيار الشاهد البلاغي من المحيط العصري المعيش اقتداء –في نظره- بعمل الأوربيين في هذا المجال.

    1929- نشر لإدوار مرقص، مقال "نظرة في قواعد علوم العربية وآدابها"، بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، حاول فيه إدماج مباحث بلاغية في أخرى قصد التخفيف من كثرة مصطلحاتها لتداخل اختصاصاتها.

    1938- ألّف عبد الله العلايلي، كتاب "مقدمة لدرس لغة العرب" دعا فيه إلى الإبقاء على مبحثي التشبيه والكناية فقط، أو الاقتصار على دراسة الحقيقة والمجاز وفق شروط تدمج المباحث البلاغية فيما بينها لتعدد مصطلحاتها.

    1939- أصدر علي الجارم، ومصطفى أمين، كتاب "البلاغة الواضحة"، وهو كتاب تربوي تفنن مؤلفاه في اختيار الشواهد البلاغية من التراث الأدبي العربي، وعرضَا فيه البلاغة عرضًا ميسرًا، وبسطَا قواعدها وطريقة تحليلها، وقلّلا من كثرة تقسيمات فنونها.

    1939- صدر لأحمد الشايب، كتاب "الأسلوب…" ، دعا فيه إلى تبني المقدمتين الجمالية والنفسية في البلاغة العربية، وسعى إلى نظرة بلاغية شمولية بدراسة أساليب الفنون الأدبية.

    1944- ظهر لأمين الخولي، كتاب "مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والأدب"، تتبع فيه تاريخ البلاغة، ودعا إلى نبذ منهج المدرسة الفلسفية وتعويضه بمنهج المدرسة الأدبية، كما دعا إلى وصل البلاغة بعلمي الجمال والنفس قصد تجديدها.

    1945- صدر لسلامة موسى، كتاب "البلاغة العصرية واللغة العربية" هاجم فيه كل القيم اللغوية والبلاغية القديمة التي خلفتها الثقافة العربية، وفي مقابل ذلك أفرط في الدعوة إلى احتضان مظاهر الحداثة الغربية.

    1947- صدر لأمين الخولي، كتاب "فن القول" وهو يمثل أشهر محاولة تجديدية للبلاغة العربية، قسمه إلى المبادئ: ويعني بها التعريف بالعلم وغايته وصلته بباقي العلوم؛ والمقدمات: ويعني بها المقدمتين الجمالية والنفسية في البلاغة؛ فالأبحاث: ويقصد بها دراسة الأساليب الأدبية حتى لا تنحصر دراسة البلاغة في الجمل.

    1971- ألف محمد رجب البيومي، كتاب "البيان القرآني" دعا فيه إلى تطبيق شمولي لمباحث البلاغة على بيان إعجاز النص القرآني، حيث إن الإيجاز والإطناب والرقة والجزالة والتشبيه والكناية والاستعارة وغيرها، لا يجب أن تلتمس في الآية الواحدة، بل يلزم دراستها في السورة القرآنية بكاملها.

    1979- ألف فتحي فريد، كتاب "المدخل إلى دراسة البلاغة" تناول فيه التجديد البلاغي وفق تقسيم اتجاهاته إلى نفسي وبياني وتربوي.

    1979- صدر لبكري شيخ أمين، كتاب "البلاغة العربية في ثوبها الجديد" لم يأت فيه بجديد سوى إعادة ما صاغه القدماء في صور مخلة أحيانا.

    1984- صدر لمحمد بركات حمدي أبي علي، كتاب "دراسات في البلاغة" دعا فيه إلى نظرة بلاغية شمولية تطبق على النص الأدبي تحت غطاء فني، ودعا إلى تكامل البلاغة مع غيرها من العلوم عند الضرورة، في كلام عابر غاب عنه التطبيق المفيد في هذا المجال.

    1985- ألف مصطفى الصاوي الجويني، كتاب "البلاغة العربية تأصيل وتجديد" وهو تأليف حضر فيه التأصيل وغاب عنه التجديد غيابا تاما.

    1986- ألف منير سلطان، كتاب "البديع تأصيل وتجديد" عاد من خلاله بالبديع إلى طابعه الفني، معتبرا البديع هو البيان، وهو البلاغة مقتديا بعمل عبد الله بن المعتز في هذا المجال.

    1994- ظهر لخليل كفوري، كتاب "نحو بلاغة جديدة" اقتربت محاولته من تمثل وجهة نظر أمين الخولي التجديدية، غير أنه لم يشر إلى استفادته من كتاب فن القول.

    1995- صدر لمصطفى الصاوي الجويني، كتاب "مدارس البلاغة المعاصرة" أقام دراسته على اعتبارات "مكانية" حسب مواقع الكليات، وأبعد من اعتباره المعيار النقدي للمدارس البلاغية المعاصرة، وهو ما يوهم به عنوان الكتاب.

    1997- صدر لمحمد عبد المطلب كتاب "البلاغة العربية قراءة أخرى" طبق فيه النظرية اللسانية التحويلية على علوم البلاغة العربية قصد تجديدها.

    1998- صدر لجميل عبد المجيد، كتاب "البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية" عمد فيه إلى تطبيق النظرية النصية قصد تجاوز النظرة التحسينية لعلم البديع إلى نظرة دلالية تربط بين أجزاء النص الأدبي بإقامة علاقات السبك والحبك.

    لقد ركز هذا التتبع التاريخي للمحاولات التجديدية البلاغية على الدراسات الأساس دون ذكر للمحاولات المساعدة أو الآراء التجديدية الثانوية أو المواقف التي تناولت قضايا تجديدية جزئية، لأن الحكم النقدي التقويمي على الأساسي يفي بتقويم الجزئي.

    ولتحقيق هذه الغاية: اعتمد منهج الدراسة على خطوات الوصف والتحليل والتقويم، واستقرت هذه الخطى في التصميم الذي استوى عليه الموضوع في مقدمة وتمهيد وفصول أربعة وخاتمة.

    فأما التمهيد فقد خصص لبحث إشكالات التجديد ومعاييره، وشمل الحديث فيه مجالين أساسين هما: مجال إشكالات الموضوع، ومجال معايير تقويمها. وركز المحور الأول، على ما يثيره مصطلح "التجديد" في ذاته بحكم وقوعه بين معطيين قديم وحديث، مما يسبب الخلط بين مفهومه، وبين مفاهيم أخرى من قبيل البعث والنهضة والحداثة والمعاصرة، بالإضافة إلى إشكال تجديد البلاغة بحكم ارتباط البيان العربي بالقضية الإعجازية، وهو أمر يستتبع طرح السؤال: هل يتسع صدر الزمن لاحتضان جهود المجددين المحدثين كيفما كانت منطلقاتهم وطرائقهم وأهدافهم؟

    يضاف إلى ذلك كله الاعتبار الزمني، أي القراءات الحديثة للبلاغة القديمة، بمعنى الازدواجية التي تطبع علاقة المادة القديمة بالمناهج الحديثة، مما يستتبع تساؤلات من قبيل:

    - هل ضاق ثوب التراث البلاغي العربي عن احتواء جسد الإبداع الحديث حتى أضحى تجديد البلاغة أمرا ملحا؟

    - هل استوفى المحدثون معرفتهم بالتراث البلاغي، وتبينوا ما ينطوي عليه من قيم تمثلوها تمثلا واعيا ومستوعبا يمكنهم من إضافة جديد إلى القديم؟

    - هل تستطيع المحاولات التجديدية أن تقدم بديلا شافيا يسد ثلمة الماضي، ويشفي غلة الحاضر، ويؤمن حاجة المستقبل؟

    - ما هي الشروط المعرفية والمنهجية لقراءة المادة البلاغية القديمة بالمناهج النقدية الحديثة؟

    أما المحور الثاني، من التمهيد فقد خصص لمعايير تقويم إشكالات الموضوع، والتساؤلات التي تثيرها المحاولات التجديدية. لذلك ركز الحديث فيه على تحديد ماهية للتجديد، والأداة التي يتحقق بها، والوظيفة المنهجية التي يقوم عليها.

    وأما الفصل الأول فخصص لأسس المحاولات التجديدية، وحددت في أسس ثلاثة وهي: الأساس الذي اعتمد القول بفكرة جمود الذوق العربي بعد القرن الهجري السابع. والأساس الذي ركن إلى اعتماد الإطلاع على المعارف الأجنبية من قبيل علوم الجمال والنفس والأسلوبية بصفتها أسسا صالحة لبناء تجديد بلاغي. والأساس البعثي للتجديد، مادام البعث يسبق التجديد بالضرورة ويؤسس دعامته.

    وأما الفصل الثاني: فعالج قضايا التيار التراثي في المحاولات التجديدية، وتضمن مبحثين: أولهما في منهج الفصل، وتناول جهود المجددين الداعية إلى الفصل بين مباحث الفن البلاغي الواحد بدعوى التخفيف من كثرة المصطلحات وتداخل الاختصاصات، قصد تبسيط البلاغة وتيسير فهمها؛ والجهود الداعية إلى الفصل بين الفنون البلاغية أثناء دراستها وهو اتجاه كرسه التيار التجديدي التربوي؛ وارتقى هذا الاتجاه إلى الفصل بين البلاغة وعلوم العربية مثل النحو وأصول الفقه.

    وتضمن هذا الفصل مبحثا مضادا للأول وهو: منهج الوصل الذي عالج الدعوة إلى صهر علوم البلاغة في وحدة بيانية، ثم عمل على ربط الصلة بين البلاغة والمعارف العربية.

    وأما الفصل الثالث: فقد خصص لقضايا التيار الحداثي في المحاولات التجديدية، تناول مبحثه الأول مقارنات أقامها أمين الخولي، بين البلاغتين العربية القديمة والغربية الحديثة، وتناول مبحثه الثاني دعوات إلى حاجة البيان العربي إلى نظريات علمية حديثة من قبيل علمي الجمال والنفس والنظريتين الأسلوبية واللسانية، وتناول مبحثه الثالث دعوات الإعراض عن التراث البلاغي العربي في مقابل الاحتفاء بما هو أجنبي.

    بينما خصص الفصل الرابع: لقراءة تقويمية للمحاولات التجديدية، تتبع مبحثه الأول وجوه الإخلال بضوابط التجديد، وشمل الحديث فيه الإخلال بالأسس التجديدية الداخلية والخارجية التي أقيمت عليها جهود المجددين، كما شمل هذا المبحث الحديث عن خلل الاتجاهات التجديدية البلاغية، حيث خلط التجديد بالبعث في التيار التراثي، وخلط التجديد بالمعاصرة في التيار الحداثي. أما المبحث الثاني فعرض خطوات منهجية قد تفيد في تجديد البلاغة العربية، ومنها منهج التكامل الداخلي بين علوم البلاغة فيما بينها بفضل رابطتها البيانية وبين علوم العربية من نحو وأصول، ومنها أيضا منهج التكامل الخارجي بين البلاغتين العربية والغربية بشروط تجعل من البيان العربي أصلا، والنظريات الحديثة فروعا مكملة بفضل الإمكانات التكاملية في المجالات التداولية والمعطيات الوظيفية التي تمكن من تطوير النظرات إلى نظريات.

    بعد عرض محتويات الموضوع، يحسن الحديث عن النتائج التي أفضى إليها وهي مجملة في الآتي:

    1-إن المبالغة في فكرة الجمود البلاغي العربي سهلت استقبال النظريات العلمية الحديثة وإدماجها في قضية تجديد البلاغة قبل فحص مضمرات التراث، وهو توجه أفضى بدوره إلى هلهلة دور البعث العربي الدافع بقوة التجديد، بعدما بنيت أسسه على أعمدة مهمشة. وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الخلل في الأسس ورث الخلل في الممارسة التجديدية، وقد تمثلت في خلفيات انتقائية جزئية وشمولية.

    2-الانتقاء الجزئي: وتمثل في اعتماد مباحث بلاغية دون غيرها بدعوى تبسيط البيان وتيسير فهمه، ثم ما رافق هذه الدعوات من توجهات أخرى من قبيل إقصاء علاقة البلاغة بعلوم العربية. وحين، حاول بعض المجددين جبر هذه الفجوة بالدعوة إلى وصل الفنون البلاغية فيما بينها ووصل علاقتها بالمعارف العربية، انتقل الانتقاء إلى الطابع الشمولي.

    3-الانتقاء الشمولي: وظهر في التيارين التراثي والحداثي، ذلك أن الاتجاه التراثي ظل ملتفتا إلى الوراء في ممارسته التجديدية، وغيب الطرف الثاني ممثلا في المعطيات النقدية الحديثة. أما الاتجاه الحداثي، فقد سلك مسلكا مضادا عندما أغفل تقصي النظرات البلاغية العربية القديمة ولم يتخذ منها منطلقات يبني عليها نظريات، لذلك ترك العنان للإسقاط المنهجي في التعامل مع الدراسات الأسلوبية واللسانية في تجديد البلاغة العربية، وفي الاتجاهين معا –التراثي والحداثي- غاب مبدأ "قتل القديم والحديث فهما".

    4-وبناء على ما سبق، فقد غاب التجديد عن المحاولات المدروسة بسبب انعدام العمل بتحديد مفهوم للتجديد يؤسس للتصور السليم في الممارسة التجديدية، وانعدام الاهتمام بتحصيل الأدوات المعرفية الكفيلة بتقوية القديم لاستمرار حياته، وتشذيب فروع الدخيل من كل تعميم، ثم انعدام العمل بالمنهج التكاملي الذي يخدم الممارسة التجديدية ويحفظ التوازن للعلاقات بين القديم والحديث.



    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  7. #7
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأحبة الكرام...

    ملخص الرسالة
    المقدمة
    بسم الله نبدأ، وبه نستعين، ونحمده - سبحانه وتعالى - أن هدانا لهذا، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله.
    ونصلِّي ونسلِّم على سيد الخَلق، وأشرف المرسلين، إمام الأنبياء، وسيد البُلغاء، آتاه الله جوامعَ الكَلِم وسحر البيان، وخصَّه من بين رُسله بمعجزة القرآن.

    وبعدُ:
    فإنَّ من المقاصد العالية التي يتطلَّع إليها الباحث، ما يكون الهدف الأسمى من معالجتها خِدمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، الذي أُنزِل بلسانٍ عربي مبين، فكان المعجزة الخالدة إلى يوم الدِّين.

    ومن أهمِّ العلوم التي وُضِعت للبحث في المعجزة، وأسهَمتْ فيه بنصيبٍ موفور: علم البلاغة، علم الذوق والجمال، والفن الأدبي.

    ولقد كان لعلم البلاغة فضلٌ كبير في بيان أساليب العرب، وتَراكيب لغتهم، وما تَمتاز به من قوَّةٍ وجمال؛ في اللفظ والمعنى، والعاطفة والخَيال؛ ممَّا أعان كثيرًا على فَهْم تُراثنا، وتقدير لُغتنا، وبَيان إعجاز كتابنا الكريم، بل إنَّ دراسة الإعجاز وإدراكه كان الهدف الأسمى الذي من أجْله وُضِعَ علم البلاغة؛ يقول ابن خلدون: "واعلم أنَّ ثمرة هذا الفن، إنما هي فَهْم الإعجاز من القرآن"[1].

    فالبلاغة العربيَّة إذًا دينية النشأة، قرآنية المولد، درجتْ ونَمتْ في رحاب كتاب الله، تستهدي آياته، وتتشرَّب معانيه، قبل أنْ تتناولَ الأدب العربي بوجْه عام.

    وعلى هذا، فالبلاغة علمٌ له قَدْره ومكانته، وعلينا نحن العرب والمسلمين أنْ نحلَّه المكانة اللائقة به من الاهتمام والتقدير.

    لكنَّ البلاغة العربية - وإنْ كانت لَقِيت عناية كبيرة في عصورها الأولى - تخلَّفتْ عن رَكْب العلوم الحديثة، واعترَض طريقَها من الصعاب والعقبات ما وقَف بها عن بُلوغ الغاية، وحادَ بها عن مَسار الذوق والفن والجمال.

    ذلك أنَّ البلاغة بعد أنْ أيْنَعتْ على يد الإمام عبدالقاهر، واستوَتْ على سُوقها تُعجب الزرَّاع، ما لَبِثت أن استقرَّت في يد عُلماء الكلام والفلسفة والمنطق، فحوَّلوها إلى تعاريفَ وتقاسيم تقومُ على جَدَلٍ عَقيم.

    فمنذ ألَّف السكاكي في القرن السادس الهجري كتابه "المفتاح"، وجعَل القسم الثالث منه في علم البلاغة، وكُتبُ المؤلفين تدور حوله، وتُبنَى عليه، وتَنهج طريقته الكلاميَّة الجدليَّة، بل تزيد عليه تعقيدات وإغرابًا[2].

    وجاء القزويني في القرن الثامن الهجري، فاتَّجه هو الآخَر إلى "مفتاح العلوم"، ولَخَّصَ قسمه الثالث، بعد أن رأى فيه حشوًا وتطويلاً وتعقيدًا، فهذَّبه ورتَّبه ترتيبًا أقربَ تناولاً، ولكن بنفس الطريقة والأسلوب، ثم رأى أنَّ هذا التلخيص غير وافٍ بالغَرَض، فوضَع شرْحًا على تلخيصه هو "الإيضاح"، وهذا الكتاب هو الذي وقَفتْ عنده البلاغة لا تَرِيم، ولَم يُكتَب لها بعده التطوُّر والتجديد.

    وفي كتابَي القزويني "التلخيص" و"الإيضاح"، يجدُ الباحث الفلسفة وأساليب المناطِقة ومصطلحاتهم ماثلةً أمامه؛ ممَّا يعوق الانتِفاعَ من بلاغته في صَقْل الأذواق وتربيتها، وللأسف فإنَّ كتاب "التلخيص" هو الذي دارَتْ حوله وحول شروحه دراسة البلاغة حتى العصر الحديث.

    وقد نقَد الدكتور أحمد مطلوب كتابَي القزويني نقْدًا جيِّدًا[3]، وأبرَزَ ما فيهما من عُيوب وإغراب عن مسائل البلاغة وفنِّها، ونقَل بعض عبارات القزويني عن الملكة والكيف، والصدق والكذب، والجامع والدلالات وغيرها، كأمثلةٍ تُؤيِّد وجهة نظره، ثم قال: لقد نقَلنا هذا كلَّه؛ لنُظهِر خُروجَهم عن البلاغة، وإلاَّ فما علاقة هذا الكلام بها؟ وكيف يستفيد منه الأديب في نقْد الأدب، وإظهار جماله؟[4]

    وقال في موضعٍ آخرَ: وننتهي من هذا كلِّه إلى أنَّ النزعة الفلسفية والْجَدَلية تُسَيْطِر على بلاغة القزويني، وهذا واضحٌ في المنهج والتبويب، وبيان المعاني البلاغية، واستخدام الأساليب والمصطلحات الكلامية والفلسفية، ومن هنا نرى أنْ لا فائدة من العُكوف على بلاغة القزويني، وشُرَّاح تلخيصه[5].

    والواقع أنَّ الشَّكوى من جَفاف علم البلاغة، وإقحام مسائل الفلسفة والمنطق فيه، شكوى عامَّة وردتْ في كثير من كُتب المُعاصِرين، الذين كتَبُوا في تاريخ البلاغة وعلومها، أو دعوا إلى تجديدها، كما وردتْ كذلك في كُتب المتقدِّمين والمتأخِّرين، من ذلك قولُ المغربي بعد أنْ تحدَّث عن اللذَّة والألَم، والأشكال والسمع والذوق: "وقد أطنبتُ فيما يتعلَّق بهذه الكيفيَّات، على حسب ما فسَّرها الشارح، ممَّا هو من تدقيقات الحكماء، بعد تفسير بعضها بما هو أقرب إلى الفَهم؛ قصدَ الإيضاح وزيادةً في الفائدة، وإنْ كان تفسيره - كما قيل - لا يناسب هذا الفن، ولا يَسهل على المتعلِّم، بل يزيده حَيْرة"[6].

    من ذلك أيضًا قولُ عصام الدين بعد أنْ تكلَّم عن الحواس والكيفيات والحركات: "واعلم أنَّه لَم يفِ المصنِّف بما وعَد في ديباجة الكتاب؛ من حذف الحشو، والتطويل والتعقيد، وسَهَا عنه في هذا المقام؛ لأنَّ هذه التقسيمات ممَّا لا نفْع له في هذا الفن، بل يوجِب تحيُّر الأفهام، وإيقاع المبتدئين في الظلام"[7].

    إذًا فالقدماء أنفسُهم أحسُّوا بما في هذه البُحوث من حشوٍ وإقحام على الدراسات البلاغيَّة، ولكنهم - فيما يبدو - فعلوا ذلك؛ ليثبتوا ثقافتهم الواسعة، واطِّلاعهم العميق على أساليب الفلاسفة والمتكلمين.

    ولقد كنَّا ونحن طلاب في القسم الثانوي في معهد القاهرة الديني، نحسُّ بجفاف البلاغة وكُتبها، ونتساءَل: أهذه هي البلاغة حقًّا؟ وهل يجوز أنْ يتعلم طالب البلاغة أوَّل ما يتعلم التنافُرَ والتعقيد والغَرَابة، وأنْ يكون ذلك أوَّل ما ينطبع في ذِهْنه عن البلاغة؟ ثم هو لا يجد بعد ذلك - إذا ما أخَذ يتعمَّق في الدراسة - إلاَّ جِدالاً طويلاً، عَقِيمًا مُملاًّ، يخرُج منه في النهاية بأنَّ الخِلاف لفظيٌّ، أو أنَّ الجهد لا يُكافئ النتيجة، وتبحث عن البلاغة فتجدها ضائعةً مطمورةً تحت هذه الأمواج العارمة من المصطلحات والمحترزات والفرعيَّات التي لا حصْرَ لها.

    وليس معنى ذلك أنَّنا كارهون لقديم البلاغة، نُرِيد أنْ نُلقِي به وبكُتبه في بحر الظلمات، كلاَّ؛ فإنَّ التراث القديم يَستحق منَّا التقدير والاحترام، ولكنِّي لا أعتقد أبدًا أنه يستحقُّ التقديسَ والعبادة.

    والدعوة إلى التجديد في البلاغة ليستْ شيئًا حديثًا ابتدعناه، فمنذ القرن الثالث الهجري دعا ابن قتيبة إلى التجديد، وقال قولته المأثورة: "إنَّ الله لَم يَقصر العلم والشعر والبلاغة على زمنٍ دون زمنٍ، ولا خصَّ به قومًا دون قومٍ، بل جعَل ذلك مشتركًا مقسومًا بين عباده في كلِّ دهْر، وجعَل كلَّ قديمٍ حديثًا في عصره"[8].

    وفي القرن السادس الهجري ثارَ ابن بسام في أقصى المغرب وشكا من الجمود وتقليد المشارِقة، فقال: "وليت شعري مَن قصَر العلم على بعض الزمان، وخصَّ أهل المشرق بالإحسان، والإحسان غير محصور، وليس الفضل على زمن بمقصور، وعزيز على الفضل أن يُنْكَر؛ تقدَّم به الزمان أو تأخَّر، ولَحَى الله قولَهم: الفضل للمتقدِّم؛ فكم دفَنَ من إحسان، وأخْمَل من فلان، ولو اقتصر المتأخِّرون على كُتب المتقدِّمين، لضاعَ علمٌ كثير، وذهَب أدب غزير"[9].

    ولو أمعنَّا النظر فيما ترَكه لنا الإمام عبدالقاهر - طيِّب الله ثَراه - من تراثٍ بلاغي، لوجدناه قد أفسَحَ المجال للتجديد في البحث البلاغي، وترَك الباب مفتوحًا أمام كلِّ باحث مجدِّد مخلِص، وكان حريصًا على أن يذكر في أكثر من موضع أنَّ هذا الجهد الكبير الذي بذَله لا يعدُّ الكلمة الأخيرة، وأنَّه ليس في استطاعة أيِّ باحثٍ - مهما أُوتِي من حولٍ وطوْلٍ - أن يستقصِي مسائل الفن البلاغي، أو أنْ يدَّعي لنفسه العلم والإحاطة بذلك، أو أنْ يسدَّ بابَ الاجتهاد.

    ومن ثَمَّ رأينا الأستاذ الإمام يختم بعضَ مباحثه البلاغيَّة بما يُؤكِّد هذا المعنى، فمثلاً نجدُه بعد حديثه عن أسرار حذف المفعول يقول: "وليس لنتائج هذا الحذف أعني - حذف المفعول - نهاية، فإنه طريق إلى ضروبٍ من الصنعة، وإلى لطائف لا تُحصَى"[10].

    وفي نهاية بَحثِه للكناية والتعريض يقول: "وليس لشُعَبِ هذا الأصل وفُروعه، وأمثلته وصوره، وطرقه ومسالكه، حَدٌّ ونهاية"[11].

    وفي حديثه عن العِبرة والتفصيل في دُروب التشبيه والتمثيل، يقول: "واعلَم أنَّ هذه القسمة في التفصيل موضوعةٌ على الأغلب الأعرف، وإلاَّ فدقائقُه لا تكاد تُضبَط"[12].

    وهكذا نجدُ الإمام عبدالقاهر في بُحوثه البلاغيَّة كان من وقتٍ لآخَر يَمنحنا انطباعًا بأنَّ فرصة الكشف عن الجديد مهَيَّأة، بل مطلوبة.

    إنَّ الزمان لَم يعقم، وإنَّ الحياة لا تَزال خِصبة مُثمرة، وإنَّ الطبيعة لَم ينقطع عَطاؤها بعدُ، وما يزال في أمة الإسلام خيرٌ كثير، وما زال بين عُلَمائها وأُدبائها مَن يستطيع التجديدَ والتطويرَ.

    وقد وجدت عددًا غير قليل نادَى بتجديد البلاغة، ووضَع معالم لهذا التجديد، من هؤلاء الشيخ أمين الخولي، والشيخ عبدالعزيز البشري، والأساتذة: أحمد الشايب، وأحمد حسن الزيات، وأنيس المقدسي، والدكاترة: أحمد بدوي، وعلي العماري، وعبدالرزاق محيي الدين، وأحمد مطلوب، وعلى عبدالرزاق، وبدوي طبانة، وحفني شرف، ومحمد نايل، وكامل الخولي وغيرهم، كما وجدتُ في تقرير لجنة المعارف المصرية تخطيطًا كاملاً لمنهجٍ جديدٍ للبلاغة.

    وقد عرضت كلَّ ذلك ناقِدًا ومفنِّدًا، كما عرضتُ لمعركة البلاغة التي قامَتْ على صفحات الرسالة، وبيَّنتُ ما لها من قيمةٍ وأثَر، وكيف أنها أثارَتْ قضيَّة التجديد من جديد.

    ولأنَّ بلاغتنا الحبيبة تعرَّضت في العصر الحديث لهجومٍ ظالِمٍ خبيث باسم الإصلاح والتجديد، فقد عقدتُ بابًا عن البلاغة بين الدفاع والهجوم، وأوضحتُ وجْه الخطأ والصواب في كلٍّ.

    ولأن إعجاز القرآن هو الهدف الأسمى من أهداف البلاغة وغاياتها، فقد عقدتُ الباب الأخير لبَيان ما جَدَّ من آراء في أوْجُه الإعجاز.

    وإنِّي لآمُل أنْ أخرُج من هذه الدراسة بمنهج جديد صالح لبلاغتنا الحبيبة؛ يُبرِز جمالها، ويرضي عُشَّاقها، ويُسعِد دارسيها، ويُعيد إليها قُدرتها ومكانتها، وإنِّي لأعلَمُ أنَّ طريق البلاغة طريقٌ شائك مهجور، يسير فيه علماء البلاغة وحْدَهم بلا أضواء ولا جمهور، ومع ذلك فقد اختَرتُ هذا الطريق؛ لأنِّي منذ صِباي أحببتُ البلاغة، وأُعجِبت بأساليب البُلَغاء، وحَفِظتُ مختارات منها، وعندما أخذتُ في دراسة البلاغة صُدِمتُ - كما صُدِم الآخَرون - بكُتبها ومناهجها، ووجدنا فَرْقًا كبيرًا بين البلاغة التي نحبُّها ونحسُّها، وبين هذه الكُتب التي ندرسها، والتي إنْ صحَّ أنها صلحَتْ لعصرها، فهي بالتأكيد لا تَصلُح لعصرنا.

    ولقد هاجَم بلاغتَنا مَن هاجَم، وأيَّدها مَن أيَّد، وأضاف إليها مَن أضاف، وانتقَص منها مَن انتقَص، فكان لا بُدَّ من وقفةٍ نُعِيد فيها النظَر، ونجيل الرأي، ونشخِّص الداء، ونستَقصِي الحقيقة، ونعرِض على بِساط البحث ما جَدَّ من آراء وبحوث ومناهج؛ علَّنا بذلك نستطيع أن نتبيَّن الرشد من الغَي في تجديد بلاغتنا، وما يحبُ أنْ تكون عليه في العصر الحديث.

    من أجْل كلِّ ذلك كان هذا البحث: "التجديد في علوم البلاغة في العصر الحديث".

    وإني لأتقدم بوافر الشكر، وجزيل التقدير، إلى أستاذي الفاضل الدكتور علي العماري، على ما بذَلَه معي من جُهدٍ مخلص في الإشراف على هذه الرسالة، وقد كان لتوجيهاته القيِّمة، وملاحظاته الدقيقة، ومناقشاته العميقة، وإرشاده إيَّاي إلى الكثير من المراجع، كان لكلِّ هذا الأثرُ الكبير في استواء هذا البحث، وأداء هذه الرسالة.

    واللهَ أسأل أنْ يُوفِّقنا لخِدمة ديننا ولُغتنا وبلاغتنا؛ إنه سميع مجيب.

    الخاتمة:
    الصِّراع بين القديم والجديد هو قضيَّة الزمن، ودَيْدَنُ الحياة، وتجديد البلاغة العربية قضيَّة طالَ عليها الزمن دون أنْ نبتَّ فيها برأي، فعلى كثرة مَن تكلَّموا وكتبوا في تجديد البلاغة، نجدُها ما زالت تدورُ في فلك السكاكي ومدرسته، ولقد جَرَتْ محاولات في العصر الحديث للتخفيف من حِدَّة كُتب البلاغة القديمة، وصياغتها في أسلوب جديد يميلُ إلى البساطة والوضوح.

    ونحن لا ننقص من قَدر هذه المحاولات ومَن حاوَلوها، ولكن نقول: إنَّ هذه المحاولات لَم تُثمِر ثمرتها المرجوَّة، فما زالت الكتب الحديثة في البلاغة تدورُ في فلك علم الكلام، ومنهج السكاكي.

    وإذا كانت البلاغة العربيَّة من أجَلِّ العلوم قَدْرًا؛ لأنَّ ثمرتها - كما يقول ابن خلدون - فَهْم الإعجاز وإدراكه، وأيضًا لأنَّ دراستها تُفتِّق الذِّهن، وتربِّي الذوق، وتدرِّبه على الرقَّة والدقَّة؛ حتى يميز بين الجيِّد والرديء من الكلام، إذا كانت البلاغة بهذه الأهمية دينيًّا وتربويًّا، فإنَّ من واجبنا صيانة هذا التراث البلاغي، والعمل على تداوله وازدهاره، وبما أنَّه ليس تُحَفًا وأحجارًا كريمة؛ فيجب العمل على تجديده وتطويره بما يُرغِّب في الإقبال عليه وتداوله.

    إنَّنا لسنا أعداءً للبلاغة القديمة، ولكنَّنا أعداءٌ لِجُمودها وتأخُّرها، ولا يُرضِينا أبدًا ما تعانيه بلاغتنا الحبيبة من زهدٍ فيها، وانصرافٍ عن درْسها، ورغبة الأدباء والنُّقاد عنها.

    ونتيجة لإهمال تجديد البلاغة، وإخفاق تدريسها للأجيال القريبة الماضية، ظهَر كُتَّاب وشعراء هبطوا بالكتابة والشعر، ونزَلوا بالأدب العربي عن عَرشِه، فسمعنا وقرأْنا الشعر الحديث، تُقلِّبه فلا تدري إن كان شعرًا أو نثرًا، ثم هو بعد ذلك أعجمي الرُّوح، غربي الملامح، لا أثَر له، ولا بريق فيه، ولَم نَعُد نسمع في مجال الأدب والصحافة إلاَّ منكرًا من القول وزورًا، وأكاد أجزم بأنَّ كلَّ ذلك أثرٌ من آثار إهمال البلاغة، والقُعود عن تجديدها، بل إني لا أبالغ إذا قلت: إن افتقادَ الشخصية العربية، أو ضَعفها واهتزازها في أعين القوميَّات الأخرى، إنما هو أيضًا أَثَرٌ من آثار إهمال البلاغة، وعدم نجاح تدريسها لأجيالنا المتعاقبة، فعَظَمَة الإنسان العربي مرتبطةٌ إلى حدٍّ كبير بفصاحته وبلاغته، فالمرء بأصغريه، والإنسان - كما يقول علي بن أبي طالب - رضِي الله عنه -: المرء مخبوءٌ تحت لسانه، حتى إذا نطَق أفصَح عن عَظمته أو نُقصانه.

    فاللسان هو الذي يُوضِّح عظمة الإنسان، وهو في الوقت نفسِه جزءٌ من هذه العظمة؛ لأنَّ البلاغة ليستْ في اللسان فقط، بل هي في الفِكر والعقل، قبل أنْ تكونَ في اللسان والبَيان، فسُموُّ التعبير جزءٌ من سموِّ التفكير، وسموُّ التفكير والتعبير سموٌّ للشخصيَّة، والبلاغة لها دخْل كبير في ذلك.

    وليس من المجهول أنَّ هناك أياديَ خفيَّةً مجنَّدة من قِبَل الاستعمار الثقافي والغزو الفكري، تريد أنْ تَقضِي على الفُصحَى وآدابها وبلاغتها، لتقضي بالتالي على دينها وقرآنها، ولتمحو الشخصية العربية المسلمة من الوجود، فلا يبقى أمامَ استغلالها واستعمارها مجابهة ولا مقاومة.

    من أجل كلِّ ذلك؛ فإنِّي أرى أنَّ تجديد البلاغة والنهوض بها أصبح واجبًا قوميًّا ودينيًّا في آنٍ واحد، وهو واجب الجامعات العربيَّة أولاً، ثم المجامع العلميَّة والهيئات الثقافية ثانيًا.

    ومن أجل كلِّ ذلك أيضًا؛ كان إقدامي على هذا البحث في تجديد البلاغة، ولقد اقتَضَى هذا البحث أنْ نُقسِّمه إلى مقدمة، وتمهيد، وخمسة أبواب، وخاتمة، وفي المقدمة أوضحتُ موضوع هذا البحث، وظروفه ودواعيه، وبيَّنت في إجمالٍ حال البلاغة قديمًا وحديثًا.

    وفي التمهيد تحدَّثتُ عن نشْأة البلاغة وتطوُّرها، وبيَّنت مدارسها وخَصائص كلِّ مدرسة، ثم تحدثتُ عن صِلة البلاغة بالعلوم العربيَّة الأخرى ومكانتها بين هذه العلوم، ثم تتبَّعت مسيرة البلاغة حتى مرحلة نُضوجها على يد الإمام عبدالقاهر، ثم استِقلالها على يد السكاكي، ثم جُمود البحث البلاغي بعدَه حتى العصر الحديث، وأوضحتُ كيف أنَّ البلاغة أصبحتْ في حالةٍ ماسَّةٍ إلى التجديد.

    وهذا التمهيد في الواقع كان يستحق وحده أنْ يكون بحثًا مستقلاًّ، فهو مسيرة طويلة من البلاغة في عصورها المتعاقبة، منذ تكوَّنت جُذورها الأولى، حتى وصلتْ إلينا في العصر الحديث، وهو تمهيدٌ كان لا بُدَّ منه؛ لمعرفة القديم وتصوُّره، وعرْض آراء المتقدمين والمتأخِّرين فيه، قبل أن نُقدِم على دِراسة الجديد ونقلِّب فيه وجهات النظَر، فأوَّل التجديد قتْل القديم فَهمًا، وقد كنت أحاذِر في هذا التمهيد الإطناب الْمُمِل، والإيجاز المخِل، وهي مهمة ليست باليسيرة في مثل هذا البحث الدقيق[13].

    ولقد كان للتجديد بوادِرُ ومقدِّمات، كما كان له مقاصد واتِّجاهات؛ ولذلك كان الباب الأول: "بوادر التجديد واتِّجاهاته في العصر الحديث"، وقسمتُ هذا الباب إلى فصلين: تحدَّثت في الفصل الأول عن التجديد ومفهومه وبوادره.

    وقد كان لهذه البوادر والبدايات أصواتٌ تعلو حينًا، وتخفت أحيانًا، إلى أنْ كانت البادرة التي أشعلت الحماس، وأثارت الرأي، وتلك هي معركة البلاغة التي حَمِي وطيسُها على صفحات مجلة الرسالة بين الدكتور علي العماري، والأستاذ أمين الخولي، ثم انضمَّ إليهما آخرون[14]، وتَثُور قضيَّة التجديد البلاغي، فيعكف الأستاذ أمين الخولي على كتابه "فن القول"، ويُضمِّنه آراءَه وخطَّته في تجديد البلاغة[15]، ويصدر الأستاذ أحمد الشايب كتابه "الأسلوب"، ويضَعُ فيه منهجًا كاملاً لبلاغة جديدة[16]، ويُشارِك الأستاذ أحمد حسن الزيَّات في القضيَّة، فيدفع إلى الميدان بكتابه "دفاع عن البلاغة"[17]، وفي الجامعة الأمريكية يُلقِي البشري محاضرته: "ثورة على علوم البلاغة"[18]، وفي المجمع اللغوي يُلقي د. عبدالرازق محيي الدين بحثَه: "مفاهيم بلاغية"[19]، ويكتب الدكتور العماري بحثه: "البلاغة العربية وحاجتها إلى التجديد"[20]، وتُعقَد الندوات والمحاضرات بين المعنيِّين بالدِّراسات البلاغيَّة، وتُذاع على الهواء، كالندوة التي عُقِدت بين الدكاترة: غنيمي هلال، وبدوي طبانة، وأحمد بدوي[21].

    وفي جامعة الأزهر ينشأ قسم خاص بالبلاغة والنقد في كلية اللغة العربية، ويقوم أساتذته بالدعوة إلى تجديد البلاغة وتطويرها، وفي آداب القاهرة والإسكندرية وعين شمس ودار العلوم، ترتفع الأصوات بضرورة إصلاح البلاغة وتجديدها.

    كلُّ ذلك أثارَ قضيَّة البلاغة بعد رُكود، وأيقَظها بعد سُبات، وأخَذ العلماء والأدباء وأساتذة البلاغة يُدْلون بآرائهم، ويُعلِنون عن اتِّجاهاتهم في تَطوير البلاغة وتجديدها.

    ولهذا كان الفصل الثاني من الباب الأول: "اتِّجاهات التجديد ومظاهره في العصر الحديث".

    وباستِقراء آراء الدُّعاة إلى تجديد البلاغة، نجدُهم يتَّجِهون في شِبه إجماع إلى تَخليص البلاغة ممَّا شابَها من مسائل المنطق والفلسفة، ومباحث الأصوليين وما إليها.

    ثم يختَلِفون بعد ذلك:
    • فبعضهم يرى الاعتماد على تُراثنا في البلاغة، وجعْلَه أساسًا للتجديد، وأنَّ التجديد يجب أنْ يكون نابعًا من رُوحنا ومجتمعنا، وتكويننا وفِطْرتنا وذَوْقنا.

    • وبعضٌ آخَر يرى أنَّ الكتب القديمة يجب أن تُلغَى، ويُلقَى بها في بحر الظُّلمات، ويحل محلَّها كُتب أخري مؤلَّفه على منهج حديث مستقل، مبني على أساسٍ من الدراسات الغربية الحديثة.

    • وبعض ثالثٌ يرون مزجَ البلاغة العربية بأصول الدِّراسات البلاغية الحديثة في شتَّى اللغات الأوروبيَّة، وأنَّه من الخير الجمْع بين ما يصلح من تراثنا، وما يصلح من بلاغة الغرب، وأنَّ التعايُش بين القديم والحديث أفضلُ نتاجًا، وأقوى أثَرًا.

    وبعد هذا العرض العام في الباب الأول لبَوادِر التجديد واتجاهاته، تناوَلتُ في الباب الثاني "دعوات التجديد البلاغيَّة"، وتحدَّثت عنها بالتفصيل، ودعوات التجديد في العصر الحديث إنما نَعنِي بها تلك التي بدَأتْ مع هذا القرن العشرين؛ حيث بدأت النهضة العربية في العلوم والآداب تأخذ سبيلَها، وتشقُّ طريقها بعد أن انفتَح العرب على النهضة الغربية الأوروبية، واطَّلعوا على كثيرٍ من علومها وآدابها.

    وقد قسمت هذا الباب إلى ثلاثة فصول:
    عرضتُ في الفصل الأول لبحوثٍ عديدة في تجديد البلاغة، للأساتذة: أمين الخولي، وعبدالعزيز البشري، وأنيس المقدسي، والدكاترة: أحمد بدوي، وعلي العماري، وعبدالرزاق محيي الدين، ثم عرضتُ لتقرير لجنة المعارف المصرية، وما تضمَّنه من تخطيطٍ جديدٍ للبلاغة.

    وقد عقَّبت كلَّ بحث برأيي، ورأي غيري - إنْ وُجِدَ.

    وفي الفصل الثاني: عرضت لآراء بعض المتخصِّصين من أساتذة البلاغة في الجامعات، ممَّن أدلوا بدَلْوهم في قضيَّة التجديد، فهُم الأقدر مِن سواهم على معرفة حال البلاغة، وتفهُّم مشكلاتها، وإذا كان الطبيب يستطيع بالكشْف على مريضه أنْ يُحدِّد الداء، ويصِفَ الدواء، فإنهم - لا شك - يعرفون داءَها، ويستطيعون أن يصِفوا دواءها؛ ولذلك رأينا ألاَّ نُهمل آراءهم مهما كان حجمها.

    وهذا عدا بعض الآراء الأخرى التي عرضناها في أثناء البحوث السابقة، وهذه الباقة من الآراء في البلاغة وتجديدها حلقةٌ مكملة للبحوث السابقة في الفصل السابق، وتُلقي كثيرًا من الأضواء على قضيَّة التجديد في البلاغة.

    وفي الفصل الثالث - من هذا الباب الثاني - تناولتُ حركة الرسالة، تلك المعركة البلاغية التي قامتْ على صفحات الرسالة في منتصف هذا القرن بين المحافِظين والمجدِّدين، وبيَّنت كم كان لها من أثَرٍ في إثارة قضية التجديد في البلاغة، وكنتُ هنا وهناك أطلُّ برأيي؛ أؤيِّد ما أراه صَوابًا، وأصوِّب ما أراه خطأً، وأوضِّح ما أراه غامضًا، وأضيف ما أرى إضافته، مستشهدًا في كل ذلك بما يُؤيِّد وجهة نظري، أو يُجِيزها على الأقل.

    وإذا كانت البحوث والآراء التي عرَضتها في هذا الباب الثاني قد تضمَّن بعضها تخطيطًا صغيرًا، أو فكرة محدودة في تجديد البلاغة، فقد جعلتُ الباب الثالث "مناهج جديدة للبلاغة" خاصًّا بالمناهج الكبيرة المتكاملة التي وُضِعت لتجديد البلاغة، وقد قسمتُ هذا الباب إلى أربعة فصول:

    تحدَّثت في الفصل الأول عن منهج الشايب وكتابه "الأسلوب"، ثم عرضتُه على ميزان النقْد، وبيَّنت ما له وما عليه.

    وتحدثت في الفصل الثاني: عن منهج الخولي وكتابه "فن القول"، ثم عرضتُه هو الآخَر على ميزان النقد، وقارنتُ بينه وبين منهج الشايب.

    وفي الفصل الثالث: عرضتُ للمنهج المدرسي الحديث، وتحدَّثت عن البلاغة في مدارسنا، مبيِّنًا أثَر المنهج، ومدى نجاحه وفشله، وأسباب ذلك.

    وفي الفصل الرابع: عرضتُ رأيًا جديدًا في تدريس البلاغة، فقد لاحَ لي بعد كثرة ما قرأت واطَّلعت على بحوث ومناهجَ وآراء في تجديد البلاغة، أنَّ هناك رأيًا لَم يُطرَح بعدُ، وأنَّ درْسَ البلاغة اليوم في حاجةٍ إلى علاج سريع - ولو مؤقَّتًا - يخرج به من نِطاق السكاكي والقزويني، ويُساعِد الدارسين على استيعاب البلاغة فنًّا وعِلمًا.

    ولقد أمعَنت النظر فيما يفعَلُون بدرْس البلاغة، فوجدتُهم يُعلِّمون الطالب - أوَّل ما يعلمونه - الفصاحة بأنها: خلوُّ اللفظ من تنافُر الحروف، والغَرابة، ومخالفة القياس، ويَضرِبون لذلك أمثلة ركيكة، تُصيب النفس بالضِّيق والكَدر.

    وقُلتُ لنفسي: أهذا هو أوَّل ما ينطَبِع في ذِهن الطالب عن الفصاحة والبلاغة؟ وتساءلتُ: لماذا يعرف القدماء الفصاحة تعريفًا سلبيًّا، فيقولون: هي خلوُّ اللفظ أو خلوصه من التنافُر والغرابة...، ويَترُكون التعريف الإيجابي فلا يذكرون عنه شيئًا، أمَا كان التعريف الإيجابي للفصاحة أوْلَى وأجمل وأوْقَع في النفْس من التعريف السلبي؟!

    إن التعريف السلبي للفصاحة قد أدَّى بالقدماء إلى استعمال أمثلة رديئة، يُفاجَأ بها الطالب في بِداية درس البلاغة، فتترُك في نفسه انطباعًا سيِّئًا، ما كان أغنانا عنه لو أنهم لجَؤُوا إلى التعريف الإيجابي، وعرَّفوا الفصاحة تعريفًا أدبيًّا، جميلاً مُشرِقًا، وقد أوضحتُ ذلك بالأمثلة والشواهد في مكانه من البحث، مبينًا كيف أنَّ القزويني بَعُدَ بنا عن الفصاحة إلى ضدِّها، وبدل أنْ يحدِّثنا في البداية حديثًا إيجابيًّا عن جمال الفصاحة وأثرها في النفس، ويضرب لها أمثلةً مُضِيئة مُشرِقة، يحدِّثنا عن أضداد الفصاحة من التنافر والغَرابة والتعقيد، ويَضرب لها - بالطبع - أمثلة مُعتمة موحِشَة.

    ولقد عرضتُ - فيما عرضتُ - في هذا البحث لعناصر الأسلوب الثلاثة: الوضوح - القوة - الجمال، ذكرَها كتاب "البلاغة الواضحة" في إيجاز واقتضاب، وذكَرها كتاب "الأسلوب" في إسهاب وإطناب.

    وهذه العناصر الثلاثة - الوضوح، والقوة، والجمال - أرى أنْ تكون الأساسَ الجديد في درْس البلاغة بوجهٍ عام، ونجعل كلَّ المباحث البلاغيَّة تُدرس في ضوْئها.

    فمقتضى الحال يُمكن أنْ يدرس بطريقة جديدة في ضوء الوضوح والقوة والجمال، وكذلك الصور البيانية؛ من تشبيهٍ، واستعارة، وكناية، وأيضًا في الحذف والتقديم والقصر، وفي الإيجاز والإطناب والمساواة، إلى غير ذلك من مباحث البلاغة.

    وقد أوضحتُ وجهةَ نظري، ووضَعتُ النقط فوق الحروف في الفصل الخاص بذلك في هذا البحث.

    ولا أستَطِيع القول بأني وضعتُ للبلاغة خطَّة حديثة، أو منهجًا جديدًا، إنْ هي إلاَّ فكرة مبدئية، يمكن أنْ تنمو وتتطوَّر بالْمُدَارسة والممارسة، إذا لاقَت القَبول والاستحسان، وهي في رأيي علاجٌ سريع مُؤقَّت لدرْس البلاغة اليوم، حتى يستقر أولو الأمر على منهج جديدٍ للبلاغة العربية.

    لقد تعرَّضتْ بلاغتُنا في هذا العصر لهجومٍ كبير، وتجنٍّ خطير، اتَّسَم بالدهاء والخبث، وتوشح بدعوى الإصلاح والتجديد؛ لذلك جعلتُ الباب الرابع "البلاغة بين الدفاع والهجوم"، وقسَّمته إلى فصلين:

    تناوَلت في الفصل الأول آراء الذين دافَعوا عن البلاغة، مثل: الدكتور أحمد بدوي، والأستاذ العقاد، والدكتور عباس حسن، والأستاذ أحمد موسى، والدكتورة سهير القلماوي، ثم تحدَّثت عن الزيَّات، وأوضحتُ دفاعَه عن البلاغة وآراءَه في تجديدها، وما ينبغي أنْ تكون عليه في العصر الحديث.

    وفي الفصل الثاني من هذا الباب الرابع تحدَّثت عن سلامة موسى، ومَن دارَ في فَلَكه، وعن كتاب "البلاغة العصرية"، وما تضمَّنَه من هجوم خبيثٍ على بلاغتنا ولُغتنا باسم الإصلاح والتجديد، ونقدتُ آراءَه وفنَّدتُها، وبيَّنت الأسباب والدواعي التي كانتْ وراء هذه الحملة المغرِضة، والتي تَفرِض علينا أن نسارِع إلى بلاغتنا الحبيبة، فننفُض عنها آثارَ الماضي، ونفتَح لها بابَ التجديد والتطوير؛ حتى لا يتهمها المغرِضون، ويتهمونا معها بالجمود والتأخُّر، وإنَّ فيما عرَضَه هذا البحث من بحوث ومناهج لَخير مُعينٍ على تطوير البلاغة وتجديدها.

    ولَم يكن في الإمكان أن نختتِمَ هذا البحث دون أنْ نتناول قضية الإعجاز الكبرى وآراء المجددين فيها، فهي قضية تتَّصل بالبحث البلاغي اتصالاً وثيقًا، بل هي من أهم قضايا البلاغة على الإطلاق؛ لهذا كان الباب الخامس خاصًّا بقضيَّة الإعجاز، وما طرَأ عليها من دراسة جديدة في العصر الحديث.

    وقد قسمت هذا الباب إلى أربعة فصول، تحدَّثت فيها عن أربعة أوجُه جديدة للإعجاز، هي على الترتيب: الإعجاز النفسي، الإعجاز العِلمي، والإعجاز العددي، والإعجاز الرُّوحي.

    وفي الخاتمة: لَخَّصتُ هذا البحث، وأوضحتُ خُطَّته، وأبرزتُ أهمَّ معالِمه، كما أجملتُ رأْيي الجديد في تدريس البلاغة.

    ولقد اقتضَتْ طبيعة هذا البحث أنْ أنهَجَ المنهج التاريخي، فأتتبَّع الفكرة البلاغيَّة منذ نُشُوئها، وأسير معها في تطوُّرها عبرَ العصور حتى العصر الحديث، ثم أتتبَّع ما طرَأ من أفكارٍ جديدة، ومناهج متطوِّرة؛ لتطوير البلاغة وتجديدها.

    ولَم يكن المنهج التاريخي وحْدَه هو الذي فرَض نفسه على هذا البحث، بل إنَّ المنهج الفني - كذلك - فرَض نفسه، وسَيْطر على طول هذا البحث وعرْضه؛ ذلك أنَّ طبيعة هذه الدراسة اقتضَتْني أنْ أتناوَل أعلام البلاغة ومدارسها، وأبرز آثارها، بالنقْد والتحليل والموازنة، كما أتناول - كذلك - كلَّ رأي جديدٍ وفكرة مستحدثة في تجديد البلاغة، مبينًا ما فيها من ابتكار أو تقليد؛ ولذلك فإنَّ المنهجين التاريخي والفني يتعانقان في هذا البحث، ويُؤازِر كلٌّ منهما الآخَر.

    وفي كلِّ ما عرضت في هذه الدراسة من آراء وبحوث ومناهج، كان رأيي يطلُّ هنا وهناك، يُقوِّمُ تلك الجهود وينقدُها، ويشيد بما يستحقُّ الإشادة منها، من غير تعصِّب أو هوى.

    ويهمنا في ختام هذا البحث أن نستخلِصَ منه التوصيات الآتية:
    1- يجب أن يراعى في تجديد البلاغة تسهيلُ دراستها، وتقليل ما يُبذَل فيها من جُهد ووقت، مع تحقيق المطلوب من دراستها تحقيقًا عمليًّا، يتمثَّل في:
    أ- القُدرة على إدراك الجمال الأدبي.
    ب - القدرة على التعبير الرائع.

    2- استبعاد الأبحاث المقحمة في البلاغة، وما خالَطها من مقدمات منطقيَّة واستِطرادات فلسفية، مثل: الدلالات، والجامع الوهمي والخيالي والعقلي، كما نستغني عن أبحاث الأصوليين، وعن الإطالة في بعض التعاريف، ومُحترزات القيود والخلافات اللفظية، فإنَّه لا معنى لأنْ يبذُل الطالب وقتًا وجُهدًا في خصومة عنيفة، يُطالِع فيها حجج الفريقين، ويُتعب نفسه في تفهُّم جَدَلِ الخَصمين، ثم يُقال له أخيرًا: إن الخلاف لفظي، أو يجد النتيجة لا تُكافِئ الجهد.

    3- إعادة تنظيم البلاغة على أُسس تتَّصِل بالذوق والفن، والجمال والتأثير.

    4- وضْع مقدمة فنيَّة، يُدرك الدارس من خِلالها قيمة الفنون عامة، والفن القولي خاصة.

    5- الاستعانة بما يناسب مباحث البلاغة من الدراسات النفسيَّة، ويساعد على توضيحها، وتقرير مسائلها.

    6- أنْ تتجاوز دراسة البلاغة مجالَ البحث في الكلمة والجملة والجملتين، إلى البحث في الفقرة والقطعة الأدبية والأساليب المختلفة.

    7- إدخال دِراسة الأسلوب وعناصره وأنواعه في البحث البلاغي.

    8-الحرص على أنْ تتَّصل البلاغة اتصالاً وثيقًا بالنبع القرآني الفيَّاض الزاخر بشتَّى الصور البيانيَّة، وأن نخلق جوًّا من الجمال القرآني، يُهيمن على فنِّ البلاغة ودرْسها.

    9- تجديد البلاغة قضية قومية دينية في آنٍ واحد، ويجب ألاَّ يخفتَ صوت هذه القضية؛ حتى يتمَّ وضْعُ خُطة جديدة متكاملة.

    وإنَّ فيما ورَد في هذا البحث لخير مُعين على وضْع هذه الخطة.

    10- منهاج الخولي في تجديد البلاغة أفضل منهاج حتى الآن، وهو على ضَخامته له أُسسٌ ومبرِّرات، وقام على مقارنات واقعيَّة بين القديم والجديد، ولكنَّه كما قال صاحبه: ليس الصورة الأخيرة للبلاغة أو فن القوْل، وإنما هو تخطيطٌ لمحاولةٍ يودُّ أنْ تظلَّ أبَدَ الدهر - لو أمكن - رهْن التغيير والتبديل، والإضافة والتحسين، ممَّن تهيَّأت لهم القُدرة على ذلك.

    والواقع أنَّ هذه الخطة الخولية في تجديد البلاغة خُطة متطورة واعية، غير أنها تحتاج إلى لجنة متخصصة لتطبيقها والإفادة منها، فقد تنصَّل الأستاذ الخولي من مهمة التطبيق، وترَكها لِمَن يأتي بعدَه من المهتمين بشؤون البلاغة، ونحن - بفضل الله وقوته - سنحاول في المستقبل القريب - إن شاء الله - أن نُسهِم في تطبيق هذا المنهج، أو جزء منه حسبما يُتاح لنا، فإنَّ هذا المنهج - على قصوره واقتصاره على الناحية النظرية - جديرٌ بالعناية والتطبيق، وقد يظهر في المستقبل القريب أو البعيد مَن يستَطِيع تعديلَ هذه الخطَّة، أو يأتي بأفضل منها، ولكن حتى ذلك الحين يجبُ أنْ نهتمَّ بخطَّة الخولي، ونستفيد منها.

    11- وجهة نظري الجديدة لتدريس البلاغة التي قدَّمتُها في هذا البحث، إنما هي بمثابة إسعافات أوليَّة ضروريَّة سريعة، حتى يتَّفق أولو الأمر، ويستقرُّوا على خُطَّة جديدة لتدريس البلاغة.

    فالتعريفات السلبيَّة للفصاحة وغيرها يجب استبعادها مع أمثلتها، ووضْع الضروري منها في الهامش، ووضْع تعريفات إيجابية بدلاً منها، تكون أمثلتها مضيئة مشرِقة.

    والوضوح والقوة والجمال ركائزُ ثلاثةٌ يجبُ أن يُبنى عليها الدرس البلاغي بوجهٍ عام، فما توافر فيه الوضوح فقط، فهو الكلام العادي ولغة التخاطب، وما توافر فيه الوضوح والقوة معًا، فهو الكلام الفصيح، أما ما توافر فيه الثلاثة: الوضوح والقوة والجمال، فهو الكلام البليغ.

    ولكلٍّ من هذه المستويات الثلاثة درجات ورُتَب ومقامات، وقد أوضحتُ المراد بكلٍّ من الوضوح والقوة والجمال في مكانه من البحث.

    وبعد، فإنَّ هذا البحث الذي بين أيديكم عصارة فِكرٍ، وثمرة جهود ومعاناة طويلة، أرجو بها مخلصًا أنْ أكون قدَّمت لبلاغتنا الحبيبة ما يُضِيء لها الطريقَ إلى غدٍ أفضل، ومستقبل أجمل - إن شاء الله.

    ولقد قرأت رسالتي هذه على سبيل المراجعة عدَّة مرات، وفي كلِّ مرَّة كنتُ أغيِّر وأبدِّل، وأزيد وأنقص، وأقدِّم وأؤخِّر، أجبر نقْصًا هنا، وأضيف رأْيًا هناك، وهكذا لو قرأتُها مائة مرة، لفعلتُ ذلك في كلِّ مرة، فالنقص من صفات البشر، والكمال لله وحدَه، وفوق كلِّ ذي عِلْم عليم.

    نسأل الله العلي العظيم أن ينفعنا بما علَّمنا، وأنْ يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا عِلمًا؛ إنَّه سميع مجيب.

    الفهرس

    الموضوع الصفحة
    المقدمة: 1
    التمهيد: نشأة البلاغة وتطورها - مدارسها وخصائصها، صلة البلاغة بالعلوم الأخرى - نضوج البلاغة على يد الإمام عبدالقاهر - استقلالها على يد السكاكي - جمود البحث البلاغي بعد السكاكي - حاجة البلاغة إلى التجديد 7
    الباب الأول (بوادر التجديد واتجاهاته) 43 - 77
    الفصل الأول: التجديد - مفهومه بوادره 44
    الفصل الثاني: اتجاهات التجديد ومظاهره في العصر الحديث. 63
    الباب الثاني: (دعوات التجديد البلاغية) 78 - 240
    الفصل الأول: بحوث في البلاغة وتجديدها 79
    الفصل الثاني: آراء في التجديد 168
    الفصل الثالث: حركة الرسالة 190
    الباب الثالث: (مناهج جديدة للبلاغة) 241-283
    الفصل الأول: منهج الشايب 242
    الفصل الثاني: منهج الخولي 345
    الفصل الثالث: المنهج المدرسي الحديث 467
    الفصل الرابع: رأي الباحث في تدريس البلاغة. 476
    ________________________________________
    [1] مقدمة ابن خلدون، باب البيان، 521، ط الشعب.
    [2] يُستثنى من ذلك النذر اليسير، مثل: كتابَي ابن الأثير وابن سنان.
    [3] انظر: "مناهج بلاغية"، ص 378، 420.
    [4] المرجع السابق، ص404.
    [5] المرجع السابق، ص 410.
    [6] مواهب الفتاح - شروح التلخيص، ج3، ص 343.
    [7] الأطول، ج 2، ص 77.
    [8] "الشعر والشعراء"، ص7، وانظر: "أبو هلال العسكري ومقاييسه النقدية"؛ للدكتور أحمد بدوي، ص 56 و57.
    [9] "الذخيرة"، ج1، ص2، ط3.
    [10] دلائل الإعجاز، ص125، ط دار المعارف - بيروت.
    [11] المرجع السابق، ص241.
    [12] أسرار البلاغة، ص146، ط 5 المنار.
    [13] راجع: التمهيد في البحث، ص7.
    [14] انظر: "حركة الرسالة"، ص 190 من البحث .
    [15] راجع: خطة فن القول، ص 363 من البحث.
    [16] راجع: "منهج الشايب"، ص 242 من البحث.
    [17] انظر: ص484 من البحث.
    [18] انظر: ص 114 من البحث.
    [19] انظر: ص 151 من البحث.
    [20] انظر: ص 143 من البحث.
    [21] انظر: ص 127 من البحث.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Library/0/30259/#ixzz1iuTZM2Jx


    تحيتي و تقديري...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/01/2012
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    السلام عليكم
    تحياتي وحبي للاستاذ ين احمد المدهون وسعيد نويضي واتمنى لكما دوام الصحة والعافية وانا مسرور جدا جدا بالتعرف اليكما ومن المهم ان اشير الى ان اطروحة الدكتور منير محمد خليل ندا الموسومة ( التجديد في علوم البلاغة في العصر الحديث ) قد انجزت قديما وهي محاولة مرتبطة بزمانها وقاصرة على الكتب التي الفت في التجديد حين انجازها وكنت قد حملتها من موقع الدكتور محمد سعيد ربيع الغامدي ادامه الله اما ما كتبته الدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا فهو مهم في التعريف بالاطروحة الا انه يشوق الباحث ويجعله ظمآنا للرسالة من غير ان يروي ظمأه لذا ننتظر ان يمن علينا حبيبنا الدكتور عبد الحفيظ جباري برفع الرسالة على موقع اخر برابط يعمل وكل الشكر لكما ايها العزيزان واني لخجل لانكما تكلفتا عناء الرد على الموضع ولكم وافر الشكر والامتنان
    اخوكم الاستاذ الدكتور شاكر الاسدي من العراق

    التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ الدكتور شاكر ; 11/01/2012 الساعة 09:12 PM

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الحفيظ جباري
    تاريخ التسجيل
    02/12/2007
    المشاركات
    1,546
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    ردا على ما عاينتموه من تعذر اشتغال الرابط، أوافيكم فيما يأتي برابط

    قد تجدون فيه مبتغاكم، في انتظار العثور على رابط الموضوع في الشبكينة

    http://faculty.ksu.edu.sa/yf/Pages/balaga.aspx

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الحفيظ جباري
    تاريخ التسجيل
    02/12/2007
    المشاركات
    1,546
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    يسرني أن أوافيك بمقالة عنوانها:

    محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث
    د.عبد الله مساوي
    دكتوراه في البلاغة وتكامل المعارف

    تجدونها على الرابط أدناه:

    http://uqu.edu.sa/page/ar/148023

    وكذا الرابط:

    http://uqu.edu.sa/page/ar/148968

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


  11. #11
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/01/2012
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    اخي وحبيبي الاستاذ حفيظ جباري المحترم
    السلام عليك
    في الحقيقة انا في امس الحاجة الى تلك الاطروحة وقد تعذر علي الحصول عليها خاصة اننا في العراق يصعب علينا الحصول على كل جديد وكلي امل ان تكمل فضلك علي في ايجادها ولك الف شكر وكامل ثواب العلم ثم انني اتساءل ان كان حضرتكم او احد الاخوان قد نزلها الى حاسبته فاتمنى عليك وعليه ان يرسلها على بريدي الالكتروني shakir.sabee@gmail.com
    اخوك الدكتور شاكر الاسدي من جامعة ذي قار العراق

    التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ الدكتور شاكر ; 30/04/2012 الساعة 08:00 PM سبب آخر: اضافة كلام جديد

  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/01/2012
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ** محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث **

    اخوتي في منتدى الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
    السلام عليكم
    حملوا كتاب ( معاني القرآن) لأبي العباس أحمد بن يحيى النحوي اللغوي الكوفي الملقب بثعلب ت : 291.
    جمعه وحققه ودرسه الاستاذ الدكتور شاكر سبع الاسدي
    الطبعة الأولى / 2010م
    http://www.4shared.com/rar/PjXAhk7m/..._ALASADEY.html


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •