تشومسكي يفضح أسباب اهتمام أمريكا بأجهزة القمع العربية

[صالح النعامي]

تشومسكي يفضح أسباب اهتمام أمريكا بأجهزة القمع العربية

صالح النعامي

في كتابه " إعاقة الديموقراطية "، يشير المفكر الأمريكي نعومي تشومسكي إلى أن الولايات المتحدة تعي تماماً أن مخططاتها لتحقيق مصالحها الإستراتيجية في العالم لا تحظى بالقبول من الشعوب في المناطق التي تحتضن هذه المصالح، لذا فإن برامج المساعدة الأمريكية لحكومات هذه الشعوب يجب أن تشتمل على تدريب الشرطة المحلية والمنتسبون للأجهزة الأمنية التي تخضع لسلطة هذه الحكومات، وتحديداً الحكومات العربية. ويضيف تشومسكي " لقد كان هذا دائماً موقف وزارة الخارجية الأمريكية، لأن واضعي سياسات واشنطن الخارجية يعتقدون أن الأجهزة الأمنية في الأنظمة الشمولية قادرة على إجهاض أي تطورات غير مرغوب فيها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ". وينقل تشومسكي عن أحد رجالات الإستخبارات الأمريكية قوله " في سعينا لضمان احكام السيطرة على الأمور في دول العالم الثالث نحاول أولاً توثيق علاقاتنا مع قادة العسكر ومسسؤولي الأمن في هذه الدولة ".
ويؤكد شارل شولتز الذي وثق لأنشطة وكالة الاستخبارات الأمريكية " السي آي إيه " أنه من خلال تجربة المخابرات الأمريكية مع قادة العسكر والأجهزة الأمنية في دول العالم الثالث فإن قادتها توصلوا إلى استنتاج مفاده أن أن قادتها هم أقل الفئات مناهضة لأمريكا ومصالحها. ويضيف شولتز أن السياسات الأمريكية كانت تقوم على أن يضطلع قادة العسكر بمهمة إزالة أي عقبة أمام تحقيق المصالح الأمريكية ولو عبر تدبير الإنقلابات العسكرية

[د.عبدالغني حمدو]

الأخ العزيز صالح النعامي
ماأشار إليه الكاتب تشومسكي ليس بغائب عن الجميع في وطننا العربي
ولو تتبعنا تاريخ تعامل الكثير من المواقع القيادية والقادة والأجهزة الأمنية لوصلنا لنتيجة مأساوية حقا .
ونحن نعرف ونقر بين أنفسنا ولكن يبقى الصمت والشك حليفنا.
فإن تحدثنا عن ذلك يقول لك الكثير أنك نشوه سمعة رجل عظيم ولربما يحجب مقالك وتعدم تداخلاتك.
وأنك تهدم سبل المقاومة والممانعة لدى الأمل المبني عند هذه الدولة أو تلك .
ومن ذلك كان لنا أن نقع في ذيل الأمم
فمتى نكون بعون الله الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس ؟
لنيل تلك الشهادة من رب السموات والأرض .

[هيام ضمره]

لم يأتي المفكر الأمريكي نعومي تشومنسكي إلا بجزء يسير جداً من الحقيقة
فالذين يتحركون على الساحة الفكرية والسياسية يدركون جيداً هذه الحقيقة
ويدركون أن الولايات الأمريكية تعمل وفق خطة الأخطبوط وبخطط استراتيجية ذات مدى قريب وأخرى ذات مدى بعيد
فلا تكتفي بالسيطرة على القيادات الأمنية والمخابراتية والاستخباراتية والجيش بل تتعداها إلى رجالات الوزارات المؤثرون في السلطة التنفيذية وحتى نواباً في السلطة التشريعية ومؤسسات مدنية لها تأثيرها على المجتمع والفكر وقادة المؤسسات التعليمية ومراكز الدراسات والأحزاب بل وحتى الحرس المحيط بالقائد نفسه، ويجري ذلك وفق طرق متعددة إما بتقديم الخدمات اللوجستية أو التدريبات أو الدورات وورش العمل أو مباشرة بالمال من خلال تمويل مشاريع وإقامة منشآت
مما يعني أن السيطرة لا تجرى وفق خططها الضيقة وإنما بأوسع مما نتصور ومما يستوعبه عقل
أما السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو ما مصير مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي اهتزت غضباً منه الأقلام في مرحلة تفجرة للعلن ثم ذوى في بئر الصمت بتهميد من القيادات العربية نفسها على أن أمريكا صرفت عنه النظر، فإذا كانت أمريكا فعلاً صرفت عنه النظر فلما تجري الانشقاقات وتتفجر ثورات الأقليات المطالبة بإعلان استقلالها عن الوطن الأم تحت حجج تعرضهم للتمييز وهضم حقوقهم، ولماذا تغلق السلطات أذانها عن مطالبهم ليجدوا مبررهم لمثل هذه المطالبات وليستعينوا بدول خارجية لمؤازرتهم وفي الغالب لا تكون غير أمريكا
المتأمل للوضع العربي الاسرائيلي يستطيع استنتاج الكثير من الدلالات التي تؤكد كامل السيطرة على كامل الأجهزة المؤثرة في الدول لدرجة ما من اجراء يجري ضد قوى النضال إلا بمعونة من هذه الدول إما بالاستكانة للصمت وكأن الأمر لا يعنيها، فإذا ما تعرضت لغضب شعوبها لها أن تكتفي بالشجب لإخماد الغضب وبث ثقافة الأولويات لغسل الأدمغة
لم تعد السفارات ذات مهمات دبلوماسية فقد اتسع نطاق صلاحياتها حتى غدت مركزاً رئيساً تنطلق منها كل الخطط
ولذلك نلمس بقوة وبدون سرية قدرة أمريكا ومعها اسرائيل على فرض متطلباتها من الحكام بما يخدم مصلحة الاثنتين
وأكاد أجزم أن لو تعرضت مصالحها لأي خطر لاستخدمت أمريكا خططها البديلة الجاهزة دوما بطواقمها وكوادرها فليس هناك شيء متروك للصدف والمفاجآت
المهم أين نحن من كل ذلك فالعلم عند الله