آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الوطـــــــــــــــــن بيــــــــــــــن الواقـــــــــــــــــــــــــعِ والخيـــــــــــ

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية د.عبدالغني حمدو
    تاريخ التسجيل
    09/09/2009
    المشاركات
    246
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي الوطـــــــــــــــــن بيــــــــــــــن الواقـــــــــــــــــــــــــعِ والخيـــــــــــ

    الوطـــــــــــــــــن بيــــــــــــــن الواقـــــــــــــــــــــــــعِ والخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال....! ؟

    د.عبد الغني حمد و
    يوجد تعبيرين رسميين واقعيين هما :
    الوطن العربي
    والأوطان العربية
    مترادفان اثنان لاثالث لهما , في حياتنا كمواطنين نعيش بين ضفتي المحيط الأطلسي والخليج العربي , ولغتنا الرسمية اللغة العربية , وشعارنا المعلن والمخفي الوحدة العربية .
    هذه حقائق واقعية لاجدال فيها .
    ولكن يناظرها ويلغي الحقائق تلك , هي الوهم , أو الخيال , أو الحلم.
    فلن نعرف الوطن ولا المرتكزات الثقافية والفكرية والعقائدية التي يبنى عليها الوطن , ولا اللغة ولا التاريخ المشترك , ولا حدود الوطن.
    بل نناقش هل عندنا شعب يسكن ويعيش على أرض الوطن العربي أو الدول العربية جمعاء ؟
    الوطن الوحيد للعرب جمعاء هو القبور , وهي المدينة الفاضلة عند افلاطون والفارابي , والإشتراكية الطوباوية , ومباديء العدل كلها تحملها فقط تلك القبور في وطننا العربي .
    الإنسان عادة لايفقد وطنه إلا إدّا فقد نفسه , وتخلى عن حقوقه وكرامته , واستسهل الذل والعبودية على الحرية , وسمح للجميع بعبوره في سباقه مع الزمن . فالمجتمعات تسير إلى الأمام بسرعة الضوء ونحن نتقهقر إلى الوراء بالسرعة ذاتها .
    فمن هو مصدر العيب , ومصدر الخزلان وانعدام قيمةالأرض والعبد في بلادنا .
    فلو سألنا المفكرين العرب عن ذلك الأمر , لوجدنا ثلاثة إجابات متناقضة :
    الأول يقول :علينا ان ننهل من التراث ونطبقه على الواقع لننجوا بأنفسنا كما نجونا من قبل.
    الثاني يقول:لنحذف الماضي وننهل من ثقافات الأمم التي سبقتنا .
    الثالث يقول :لننعم بالتراث ما صلح للزمن الحاضر وننقل ماينفع من حضارة الغرب .
    لكل فصيل له مبرراته والتي يراها واقعية ويمكن تطبيقها , ولكن لو سألنا الإتجاهات الفكرية الثلاثة السؤال التالي:
    هل يوجد عندنا وطن حقيقي ومواطن حقيقي حتى نطبق تلك الثقافات ونوحدها بثقافة واحدة ؟
    مثال حي على حال المواطن في بلادنا :
    في سنة 1981 عندما أفلت من قبضة الأمن ولجأت إلى جبل يعصمني منهم , ولكن اكتُشِف مكاني من قِبلهم ورحلت عن المكان لأبحث عن مكان آمن أنام فيه ليلتي ولم أجد إلا كهوف متعددة , تظهر آثار أقدام الوحوش المفترسة أمام تلك الكهوف وكان ذلك مأمني تلك الليلة.
    فلو كان عندي وطن يحميني وقانون عدل ينصفني .
    فلن أكون معتديا على الوحوش البرية ولن أشاركها في وطنها الآمن والذي اعتادت عليه واطمأنت فيه .
    في البلاد العربية كلها ماهو دور المواطن فيها ؟
    وهل يسمح له بالتفكير الحر وهو أبسط الأشياء ؟
    كل أبناء الوطن العربي في خوف دائم وليس لهم مفر من الخوف أبدا :
    الحكام خائفون ويرتعدون ومن خوفهم هذا نكلوا بشعوبهم وينكلون بهم شر تنكيل .
    الشعب خائف من الحكومه ومرعوب منها ومعرض للموت أو السجن أو التشريد أو التعذيب على أبسط الأشياء .
    لذلك المواطن العربي ألغى تفكيره ونسي إنسانيته وانقسم الشعب إلى قسمين .
    إما صامت لاحراك فيه, أو منافق من الطراز الأول .
    الشعب خائف من الأنظمة المستبدة في وطننا العربي
    بينما النظام مرعوب من عدوين اثنين :
    الشعب أولا , والدول العدوة للشعب في أنه قد يقوم بخطأٍ ما تكون نهايته تعيسة في تخليها عن النظام .
    وبناءاً على ذلك فالحاكم العربي مرعوب أكثر من المواطن بكثير , ورعبه هذا يجعله يتخبط في تصرفاته وينفس عن ذلك بتخريب الوطن ومباديء الوطن وتحطيم كل مقومات الوطن.
    لماذا مواطن جزائري عمره ثمانية عشر عاما , يخرج من الجزائر إلى تركية وتؤخذ نقوده بالحيلة والنصب عليه ,ليُهرّب إلى أوروبا ويبقى غريبا لامال ولا لغة ولا من يعرف التحدث إليه.
    هل صحيح أن بلادنا فقدت كل خيراتها ؟
    بحيث لن تستطيع أن تقدم لأبنائها وطنا يحميه من الذل وحسرات الغربة والقهر والضياع.
    أسئلة كثيرة تدور في ذهني محيرة لي حتما ومنها:
    من نحن؟
    من أين أتينا وهل عندنا وطن يحمينا أو يؤينا؟
    أين الوطن العربي , هل حقا مازال منه آثار على الكرة الأرضية ؟
    قد يجيبني البعض :
    لما اليأس , نحن امة عريقة فيها الأصل والفصل والقوة والمنعة وهي كامنة ليوم الحشر.
    أضحكني مقال لمحمد نور يوجه فيها رسالة للخالق يشتكي أن الأكراد ليس لهم وطن وانطووا تحت الظلم لسنين طوال .
    ياسيد محمد نور أسألك من منا عنده وطن ؟
    كلنا نشرب وقد شربنا من قبل السموم البطيئة والسريعة لقتل المواطن والوطن .
    فالعربي والكردي والجركسي والتركماني في الوطن العربي الوهمي مواطنون وهميون .
    بينماالغجر هم الوحيدون الذين يشعرون بتلك المواطنة
    (أو كسراب بأرض بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً)
    هل يستطع المفكرون العرب ذوي الإتجاهات الثلاثة إيجاد تعريف لنا :
    كيف نشتري أنفسنا ونحررها من العبودية , وكيف نحرر وطنا كان في الماضي واقعا ونعود بالخيال إلى الواقع .
    نصيحتي إلى الحكام في الوطن العربي أمامكم طريقين لاثالث لهما :
    1-كلكم عندكم ثروات طائلة لاتعد ولا تحصى , وهي كنوز البلاد كلها تكفيكم لتأمين مستقبلكم وأنسالكم . كفاكم خوفا وعيشوا بأمان أبيدوا شعوبكم وطرق الإبادة أصبحت سهلة في هذا العصر, وتمتعوا بثرواتكم في المكان الموجودة فيه تلك الثروات .وبالتالي يصبح لكم وطن معترف فيه ومواطن له حق المواطنة .
    والشعوب المبادة تكون في وطنها الجديد ومواطنون يشعرون بهويتهم في قبورهم الوطن الأبدي .
    2- أن تبنوا وطنا لكم ولشعوبكم ليكون الوطن واقعا وليس خيالا وهذا الطريق لن تسلكوه حتما .
    لأنه من شب على شيء شاب عليه.
    في الواقع فإن المواطن المغيّب ليس أمامه إلا طريقين:
    إما أن تنزع الخوف والعبودية وظلالها عن نفسك وفكرك وعقلك وتحرك الأمور بيديك ليكون لك وطنا حقيقيا وتكون مواطن حقيقي وليس خيال مقاتة في حقل زرع.
    أو أن تبق هكذا عبدا مملوكا لكل من هب ودب وليس لك وطن يحميك إلا القبر .
    ولن تجد القبر آمنا فهناك الكثير والكثير , ولا مهربا لك ولا مكان تفر منه أو تفر إليه , فقد رضيت بالذل والهوان وقد ينطبق عليك قول الله تعالى :
    (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الوطـــــــــــــــــن بيــــــــــــــن الواقـــــــــــــــــــــــــعِ والخيـــــــ

    أخي العزيز الدكتور عبد الغني.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذا الماضي (والحاضر) الأليم الذي تتحدث عنه والذي عاشه وتقاسمه، وما يزال، الشعب السوري أصبح جزءا من تكوينه النفسي والعاطفي والفكري، لذلك لا يمكننا نسيان شيء أصبح قطعة من كياننا.. إلا أننا أخي الكريم يمكننا أن نوظفه من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. يمكننا استحضار هذه التجارب الأليمة والمعاناة من أجل التفكير بالمستقبل..من أجل التغيير..

    نعم هناك أمل في التغيير، بإذن الله. والأمل ينبع من داخلنا.. من إيماننا بالله أولا، ثم بقدرة الشعب على التغيير، إذا امتلك الإرادة الحقيقية، وهذا لا يتحقق بدون غرس وإحياء الأمل في النفوس المستسلمة للواقع المر.

    الخروج من هذا الواقع ليس أمرا سهلا وليس رحلة مريحة، ولكن علينا أن نفكر وبصوت مرتفع، وعلينا أن نعيد التفكير ونصرخ بأعلى صوتنا دون ملل ودون يأس!

    كل منا هاجر بطريقة مختلفة، قسرا أو طوعا، ولكن الأسباب والدوافع واحدة.. أوشك أن أرى العودة الكريمة والحرة إلى الوطن قاب قوسين أو أدنى!


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •