كان مسكين الدارمي شابا وسيما محبا للغزل وكانت الفتيات يحببنه ، ويعجبن به ويتمنينه وبعد مدة ..تنسك .. وترك هذا المسار .. وانقطع للعبادة ،،، وصادف أن جاء إلى المدينة التي هو فيها تاجر ببضاعته ليبيعها وكانت البضاعة خُمرا .. بضم الخاء والميم / جمع خمار ، وليس خمرا مسكرا، فلم يبع منها خمارا واحدا !
فضاق صدره واغتم .. وجاءه من يشير عليه بحيلة ليبيعها فقال له إن أردت ألا يبقى عندك خمار واحد ، وتبيعها كلها بالثمن الذي تريد فافعل ما أقوله لك .
اذهب إلى ذلك المقيم في المسجد (وأشــار الى مسكين ) واعرض عليه قصتك ، واسأله أن يقول بيتين في الخُمرالتي تبيع !
جاء التاجـــر إلى مسكين وشرح له قصته وسأله ، أو تســوّلـه بيتين فاعتذر مسكين وقال لقد رغبت عن النساء وشأنهن ، وتركت ما كنت عليه . وبعد إلحاح ( على رأي اخواننا في السودان الشديد ، عفوا الشقيق ) وافق مسكين الدارمي وقال ثـلاثـة الأبيات التاليــة :
قل للمليحة في الخمار الأسود = ماذا فعلت بناسك متعبد ؟فما أن سمعت النساء الأبيات حتى طفقن يشترين الخمر ، فباعها جميعا من ساعته ، ولم يبق منها شيء ، وكل فتاة تتوقع في نفسها الدلّ الذي يوصلها الى مصــافّ مَـن ذَكَـرها مسكين بشـعـره !!
قد كان شمر للصلاة ثيابه = حتى وقفت له بباب االمسجد !
ردي عليه صلاته وصيامه = لا تقتليه ، بحق دين محمد !
ثم عاد مسكين إلى مسجده ولزمه إلى أن مات رحمه الله ...
وكم تمنيت لو كنت أملك صوت صباح فخري - مَثـلا - لنقلت الابيات الدارمية لكم بصوتي ..
المفضلات