نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


بلعين ... يحق لك أن تنتزعي صدارة الألق من نجمة لم تعد تدرك سبب و جودها ..
و يحق لك أيضا أن تكون مقدما ... مقدمة لكلمات من وطن و حلم و تحرر ...
و نعلين أنت يا امرأة واظبت جيدا على الاعتناء بكل تفاصيل بيتها و قامت بواجباتها الوطنية على أكمل قمر ...
و إليك الآن أيتها الزيتونة التي لم نصغ نحن الضوضاء إليها ... إليك نتوجه لنتعلم منك أكثر من أي خيبة مضت معنى أن نكون شجر ... و أن نفهمك أكثر حتى نتقن إخترالاتك العتيقة أيتها السيدة الوحيدة التي شهدت الحضارات و الديانات و هي تعلو و تهبط على هذه الأرض الأولى ... فمن نحن في حضرة زيتونة تحتوي في جوفها حزن يسوع السلام و دمعه ... و لم تزل حتى الآن أغصانها ترجف وجدا و دهشة من معراج النبي " محمد الني الكريم " ...
و معنى أن نكون شجرة فإن هذا يومي بمشهديه جديدة متقنة لواقع " المسألة الفلسطينية " مشهديه يملؤها التجدد و النقاء و الوصول إلى تحقيق الهدف بشكل يكفل تجسيد العهد و الإخلاص للتضحيات و الدماء الفلسطينية المقدسة ...
و أن نكون شجرة يا أخوتي فإن هذا لهو الحق في أبهن صوره ... بحيث نصبح غير قادرين على الحياة و التنفس إذا لم نمنح أسمى ما نملك لأغلى ما نملك ... شجرة لا أقل و لا أكثر و لا نؤذي أحد و نحب و نحلم و نبقى علة قيد الوطن ... جذورنا ضاربة في أعماق قلب الأرض ... زيتونة فلسطينية اللون تمنح و تمنح و تمنح في نهاية الأجل يجمد الحلم و نموت واقفين و عاشقين ...
و بلعين و نعلين امرأة واحدة مجتهدة و زيتونة فلسطينية عاشقة علينا أن نحميها أكثر و الأهم أن نقيها من شراهة السياسة و طمعها ... لذلك دعوا بلعين تثبت لكم و للعالم قدرتها على الإقناع و الصمود و المواجهة ... دعوا نعلين تعلمكم من الإصغاء و الصمت في زمن الضوضاء و الفوضى فالمهم في هذه التجربة هو التناغم مع التضحيات و الإتحاد مع المعاناة لا أن نبتعد عنها لنقطف ثمارا لن تكون يوما ثمارا وطنية ...
ومن هنا على الجميع أن يدرك _ في هذه المرحلة على الأقل _ أن بلعين و شقيقتها الجميلة نعلين هما النموذج الأمثل الذي لطالما كنا نتجاهله و نثبت عبر ممارسات خاطئة لا جدواه ...
و في زمننا هذا الأنيق السطح القذر الجوهر ثمة اختلاف صارخ في المعايير كونه زمن العولمة و القرية الهادئة ... في نفس الوقت هو زمن التناقضات الوطنية القاسية و الجارحة التي أسهمت بطريقة أو بأخرى بالدفع تجاه التماثل مع نموذج بلعين و نعلين و المعصرة و خيار المقاومة الشعبية الماجدة البعيدة كل البعد عن إجهاضات السياسة و الحسابات الضئوية الضيقة مما يسهم في إيجاد و خلق ألمشهديه الفلسطينية الجديدة بالرغم من مأساوية بعض مسبباتها اللامباشرة ...
من جهة أخرى ... ليست هنالك ثمة حاجة لكي نعلم بلعين ما الذي يجب أن تفعله ... إذ هي التي تعلمنا ... و عفوية الجماهير لا يمكن تعلمها و احترافها فالنقاء هبة خارقة للعادة ...
و الدور الأوحد للتشكيلات و التنظيمات و الهيئات الحكومية و الاجتماعية و السياسية في لحظات عفوية الجماهير الطاهرة هو أن تقوم بترجمة العضوية إلى عمل موجه صامد و قادر على تحقيق المنشود ... بحيث تتجلى الحركة المنظمة البعيدة عن مغامرات الأيديولوجيات و العصبية القبلية ... حركة منظمة تتماثل مع الحركة العالمية التي عكستها العولمة الهمجية رغما عنها لكي تحاربها عبر نماذج إنسانية لا تسعى إلى الهجوم بقدر ما تسعى إلى حماية الإنسانية و صون كرامتها من هجمات زمن الطغيان هذا ...
لنحفظ عهد الزيتونة يا أخوتي عبر ممارستنا الواعية نحو التحرر ... لنزيد من ضرباتنا و طرقنا على جدران هذا العالم الوحشي الجديد حتى يتصدع جدار الضحية و الجلاد معا و تزول الفوارق عندما تعري الحقيقة الظلم و تثور على الانحطاط و الوهم و تقود شعبنا عاشقا نحو حريته و خلاص زيتونته الأبدية ...
الأسير : باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
السجن : جلبوع المركزي
الحكم : ثلاث مؤبدات