\تلك النار التي بدون اخماد بيننا انما هي تناديني بحبك و عبر الامد هي خالدة تزودني بما ينقصني من حياة\ بابلو نيرودا \اشعار القبطان\
امراة من نار فاتحة مسيرة فضيلة مسعي الابداعية في دنيا الشعر الذي وان مارست طقوسه منذ حداثة سنها الا انها لم تجرا على الكشف عن تورطها في عشقه الا بعد مجاهدة مع النفس طالت\و ممارسة للكلمة الشعرية تواترت مواسمها في الزمان.. فكان ان فكت هذه المبدعة اسر الشاعرة فيها..لتبدو انثى بالاختلاف..انثى النار لا الماء\الرفض لا الاستحالة\التمرد لا الاستكانة\الثورة لا الخنوع\..و التعالي لا الاستجابة..تاركة شروخا في الروح..و اوشاما في الجسد..اقوى من النسيان..
امراة من نار تختزل البنية الجمالية و الابعاد الدلالية له\االسفر الشعري الذي ترجع فيه القصائد اوجاع الانوثة مشكلة الافق\الحلمي المرتجى..بنية طرفاها الانثى\النار مما يعلل هيمنة فكرةالنار نفسا\و نصا.و هي الفكرة التي يستمد منها الكون الشعري لهذه المبدعة ايقاعه و رمزيته الدالة على الذات الشاعرة\ المفرد منطلقاو على وجود الانثى\ الجمع مسارا و منتهى..فاوجاع الانا التي ترددها القصائد في تواتر يلونه ايقاع الفاجعة لخسران الذات اكثر من رهان في الوجود..هي في الحقيقة صدىلاوجاع هي الانثى في سيرورتها التاريخية..عبر الزمان والمكان...و بروميثيوس الاغريق الى الازمان الحديثة والمعاصرة..
و هي السيرورة التي اقتضت من الشاعرة استثمار تقنية التناص في تشكيل عالمها الشعري..تناص تميز بغنى مرجعياته و تنوعها ..تحضر فيه اساطير الاغريق
بروميثيوس و عشتار و حكايات الشرق شهرزاد و شهريار الى جانب حشد من الشخصيات التاريخية منها كسقراط وافلاطون والعربية التي تمتلك حضورها في ذهنية المتقبل و ذاكرته الدينية..نوح.و الادبية..ابو نواس.ابو تمام.البحتري.ابن عمار.ابن عباد.سيف الدولة.رابعة العدوية.المعري.الشنفرى.الفرزدق.الجاحظ.الحنساء.زرقا ء اليمامة.ليلى.بثينة.عاتكة.جنان.ولادة.ظلمة.ريحانة.جل نار.الاصفهاني...و الاجتماعية..حاتم الطائي.و الغربية..جولييت.كليوباترا.و الاسماء العصرية ..خليل حاوي.محمود درويش.محمود المسعدي.و الغربية..جون بول سارتر.فريدريك نيتشة.فريدريك غارسيا لوركا.ميلان استراي.بتهوفن.شوبان....زخم من المرجعيات و الاسماء التي تتحاور في القصائد و تتحاور قبل ان تتصادم.فتتولد عنها اشكال من المفارقة الدالة جماليا و فكريا و التي اكسبت النصوص الشعرية وجودا قائما بذاته .مستقلا عن اشكال الوجود التي صدرت عنها و التي تشكل في الاساس قراءات الشاعرة.
فكان التناص علامة جمالية و دلالية مهمة في هذه التجربة الشعرية التي ارتادت في اكثر من نص مجال الاسطورة و استحضرت زخما من الشخصيات التراثيةو المعاصرة من اجل التعبير عن تمزقات الذات\الشاعرة رجع صدى لذات \الانثى..في زمن متهافت ..و عن اوجاع الانوثة..في عيون الرجال\مجتمع ذكوري..يراها سليلة شهرزاد الليالي او لا تكون..و فتنة جسد يغوي الى الاقاصي..القا و لذة..و حرائق لا يعرف لها مدى ولا لجذوتها انطفاء..فكانت النار اسطورة\ ورمزا حاضرة في النصوص الشعرية بكثافة ممثلة عنصرا تجديديا دالا و مضفية عليها مناخات درامية مشحونة توترا و قلقا واضطرابا خاصة و هي تتداخل و فكرة الشعر.
ففكرة النار تبدو في قصائد هذا الكون الشعري عنصرا طقوسيا منه تتوالد و تنثال متلازمة مع حضور اشكال من الوجع الانثوي والجسد الذي يمعن في ممارسة لعبة التجلي و التخفي الحضور والغياب..تتجاذبه تقاطبات الارضي\الطين .السماوي\النور .المدنس.و المقدس مما يفيد ان الشاعرة استغلت رمز النار لتصور الشيئ و نقيضه الحالة و ضدها والرؤيةو مقابلتها والرؤيا و عكسها.و ذلك في رسمها لشتى صور واقعها المازوم ومختلف اشكال حلمها المرتجى بوجود انقى و ارحم و ارحب.
جزء من دراسة عن امراة من نار لفضيلة مسعي بقلم الدكتور بوشوشة بن جمعة -جامعة منوبة تونس..الجزء الثاني نهاية الاسبوع ان شاء الله..مع المعذرة على سوء الطباعة
المفضلات