ملاحظات تائهة
على ديوان (وشم الأمس على الأضرحة )
للشاعرة المبدعة مالكة عسال
من عاشق للشعر لا ينظمه ولا يقرضه وليس بناقد …محمد الدريج

1 – الديوان يبدأ مباشرة بأول قصيدة ” اشربيني يا صحراء ” دون مقدمة ولا توطئة ولا حتى كلمة إهداء…كما لو كانت الشاعرة مستعجلة من أمرها ” تخش” مباشرة في وطء عالم الإبداع دونما حاجة لبسط …أو متلهفة تخشى أن يفوتها الانفجار ؛
2 – سيادة النظرة السوداوية للحياة وطغيان التشاؤم والحزن والألم والجراح والدم ورائحة الجثث …فقلت في نفسي لابد أن أجد كلمة الابتسامة في ثنايا هذه العتمة .وبالفعل عثرت عليها أخيرا في صفحة 50 ، لكن سرعان ما شعرت باليأس حيث كانت الابتسامة صفراء ماكرة تقطر كما الدمع و الدماء .”تقطر ابتسامتها مكرا” (البيت السادس في ص (50
او كانت الابتسامة تقاوم و تتمنع وتكره الصحو، في صفحة 75 نقرأ
” إلى غد لم يبتسم بعد”.
أو كانت يائسة مريضة تنتظر الخلاص ، “لا يصيخ السمع لبسمة شاحبة” في صفحة 76.
3 – لكنني لم أيأس و استمرت في التفتيش عن كلمة ابتسامة بين ثنايا و لبرانت أبيات الديوان الحمراء و الملتوية من الألم ، ومرة أخرى وجدتها في صفحة 69 ومرة أخرى صدمت ، حيث الابتسامة ضالتي ، مشتعلة كالنار ، ” على الشفاه
تحرق البسمات”.
4 – مستحيل، مش معقول ، لابد ان أجد الابتسامة الصافية الجميلة المشرقة ، بين ثنايا هذا الإبداع الجامح الذي لا يتوقف عن مضاجعة السواد . وبالفعل وجدتها أخيرا ولله الحمد لم يذهب صبري سدى ،في قصيدة جميلة جمعت كل أسباب الإبداع ( بين الجدب والجمر) : تقول مالكة عسال:
“البسمة تتفسح على الشفاه
أجساد تتمغط
أرواح في فردوس الأحلام تائهة “.( ص (103

5 – عزيزتي مالكة ، أصيح مستنجدا بك ” امسكي بيدي اخرجيني من هذه الأحلام / الكوابيس ومن هذا التيهان ، انقذيني من ملكوتك “، وقولي مبتسمة ” يا محمد الشعر في واد وانت غاو في واد “.