باللهِ أو بالآآآآهِ
فاطمة عبيدات – القدس المحتلة


هذهِ المرةُ سأغدو أكثرَ إختلافاً مما كنتُ عليهِ سالِفاً, إذْ سأقتربُ أمام ذاتي .. فكلّما هممتُ محاولةً - رُغمَّ أنفِ الإرادةِ والألم- ولادةَ تلكَ الأجنّةِ التي تبلورتْ في أحشاءِ صدري , يتأتى العقلُ متمنِّعاً مختالا..
باللهِ أو بالآهِ أيها العقلُ , ماذا تريدُ القولَ بحقْ؟
فيصمتُ عقلي , مثلَ مرورِ الخطى فوقَ خطِّ المشاةِ , من على شارعٍ لا تعلمهُ لِيعلَمَكَ .. فتمتلئ الأمكنةُ كلّها ..
فأجلسُ (أنا) , وعديدُ (الكثيرِ) من الشخصياتِ التي تَتَملّكُكَ ,ولا تتملّكها , هذا شريانُ ثقافةِ أنْ تكونَ ولا تكونَ في عروبتنا .. كلُّ منها يشغلُ حيزاً معيناً متوافقاً مع فخامةِ الصدر , ومعالي عريِّ المؤخرة , وجلالةِ نزوحِ الوقفةِ , وأسرَلةِ إحتلالِ الظلام .. ..
فتنفضُّ ذاتي رأسها , وتستعيذُ بذاتها من ذاتِ الشيطان , أقصدُ بالشيطانِ من ذاتها , هيَّ هكذا لا أعلمُ ما هيَّ؟.

لنقلْ؛ مبدأ الإستعاذةِ قائمٌ , لحاجةٍ أعلمها ولا أعلمها ..
ولكنْ ما الذي دعاني , أو يدعوني ما زالَ , لتناولِ طعامِ هذهِ (السطورِ المريبة) !!! .. كنتُ أريدُ أنْ أساعدَ يراعي في التقيؤ .. هكذا وفقطْ ..
أقسمُ بأنَّ هذا ما رجوتهُ , فلما تفعلُ هكذا بي ؟!؟
منْ تخاطبُ الذاتَ الكاتبةَ (ها هُنا) ؟ من ( تَرجو)؟..
(هيّا) هناكَ يدٌّ تخرجُ من جعبةِ سنبلةٍ , سأحتضِنها ..
فقدْ ضللتُ طريقي إلى طريقٍ تاهتْ في جوفي ..
وألهثُ وراءَ إلتقاطِ وريقاتِ الكلامِ فوقَ الوجومِ , مِثلَ الحمائمِ فوقَ كِسراتِ الأردافِ البائسة ..
ربّما كي أجمعَ مِسَلّتي في هدوءٍ (وأنصرفْ) .. مما سأنصرفُ؟ وإلاما سأنصرفُ؟ أَلِأمواجِ رياحٍ تتكئُ فوقَ كعابِ الغيمِ لتمرَّ فوقَ فسحةٍ قيلَ عنها , ( أو لم يُقلْ ) هكذا كانتْ المشيئةُ ولتكنْ.. هيَّ فُسحةٌ تنبثقُ من الواقعِ وغثاءِ المجتمعِ كي تغفو قهراً في سريركَ المتاحْ ...

لا أريدُ ، قفزتْ ذاتي من موضعها قُربَ حجرِ الوفاةِ . لا أريدُ هكذا , قالت .. (سريري) !!! , ودَمَعتْ عيناها .. تباً يا (أولاد ال ... ) هذا سريري , أقصدُ قيدي , كلا , لا أقصدُ ولا المقصدُ يريدُ أن يقصدني ..
أكلما أردتُ أنْ أغزو جسداً يعتري تخومَ الورقِ , كي أبثهُ فتاتَ الأرقِ , كأبسطِ (حيوانٍ) يجدُ لهُ مسمىً من المسمياتِ , في تعاريفِ (الإفتاءِ) المدرجةِ أسفلَ نعالِ عنوانِ :
حيوانٌ ؛ إنّه إحدى مخلوقاتِ الله النادرةَ ؟!؟ ..
تتقافزُ الإتهاماتُ لَحْظَها كسربٍ من (ال) الرصاصِ ؟!.. (يا هذا !) ما بالُهمْ (أزلامٌ) (وزليماتٌ) بجمعِ التذكيرِ المكسورِ قهراً فوقَ أثداءِ الكلمةَ ؟!.. أما قالوا لَهمْ: بأنَّ الخيولَ تتساقطُ كما الرجالِ عنوةٌ في مخادعِ عالمِ الميتافيزيقيا ..

إنّنا نتحدثُ ها هنا , وها هناكَ , عن الحاجةِ الجوعى للحبِّ , فيتأتى الوطنُ؟ .. ونأتي إلى الطينِ فينبَلِجُ لعابُ نباحِ السياسةِ ونَهمُّ في علاجِ الألمِ , فتبدو علاماتُ الجنونِ مفترشاً في رقاع قواريرهم ؟!..
(اصمتي) أيتها الأصواتُ , أريدُ أن أبدأ دماءَ الكتابةَ ..
قدْ كنتُ أحدّثُ , كنتُ أحدّثُ ذاتي ..
هناكَ معتركٌ في خضمِّ المعتركِ , يجثو في ركابِ السِلمِ الهزيل .. حاجاتٌ أريد قولّها وازدراءِ تقوّلِها ..
واللهِ ما عدتُ أدري ماذا أعالجُ في هذهِ الوقفةِ؟ أتراها وقفةٌ أمْ تسربل أجيجٍ يجتاحُ الروحَ؟!.
فأمسكُ بفمِّ بعضٍ من أجزائي , وأكممهُ.. فيتناثرُ جزءٌ آخر (هناكَ) , فأخيطُ فتقاً في جدائلِ شَعري , فيخرجُ (مهربٌ ها هُنا).. هناكَ وها هُنا .. وها هُنا وهناكَ , وفي اللاشيءِ صدأٌ يثيرُ غثيانَ البطونِ ( ال ال الحُبلى)..
تُرى بأيِّ شهرٍ هوَّ حالُ وَضعِهمْ ؟..

فعلاً \\ إنَّ عملية النكاحِ لَمُرهقةُ الأدلجةِ , تماشي أدلجةَ حروفِ الكثيرينِ لِبكارةِ عقولنا..
إنَهم لا يعلمونَ بحنائنا , (فصهنْ أيتها الفاطمة).. أتنشُدينَ هلاكنا.. ولكنّي أعلمُ أنّهم لا يملكونَ ما يعلمونْ.. ويعلَمونَ مالا يملكونْ ..وأحياناً يملكونَ مالا يعلمونْ ...
دعيني أيتها الروحُ , لماذا تشدّدينَ الأسرَ وأنتِ من تنادي بمسمياتِ الحريّة ؟!..
- لأنّي أخافُ ارتحالكِ , مني ....
- أوتخافينَ حقّاً , وحقيقةً ؟! ..
- لنْ أرتحلَ ولنْ أرحلَ .. فاهدأي ما عادتْ الأتربةُ تفي الشغفِ اللازمَ فينا..
إذاً أيحقُ لي بدءَ الحوارِ معَ النقائضِ المتوافرةَ؟.. أزُفُّ الباغيَّ وأستهجنُ البريءَ؟.. وأسبي الإناثَ فوقَ مخدةِ الشفاهِ وأعتلي صدرَ تراكمِ الرجولةِ؟..
كلااا , ربّما يحقُ لي قارعةُ حاويةٍ كي تُدَثِّرني في مغبّةِ قرصاتِ الحرِّ وصرير البردِ المزمن؟!..
- أجُننتِ يا هذهِ؟
- ما بالكِ ؟
إنّي لم أوقنْ شيئاً مما ترمينَ إليهِ , هذا إنْ كنتُ أوقنُ مجازاً واجتيازاً ، فعلامَ الجنونُ إذا لم نرضعْ من حَلماتِ العقلّنةِ شيء؟؟