نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ
صدق الله العظيم


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شهدت القاهرة يوم السبت الموافق 17 فبراير 2007 توقيع الأعضاء المؤسسين للجمعية المصرية للمترجمين واللغويين على اللائحة التأسيسية للجمعية، وتم استكمال البيانات الرسمية الخاصة بالأعضاء وذلك ضمن الخطوات اللازمة لإشهار الجمعية لدى الجهات الرسمية بجمهورية مصر العربية.
وقد تناول اجتماع الأعضاء عدداً من القضايا الهامة المرتبطة بالجمعية في هذه المرحلة الهامة، ودارت الحوارات والمناقشات بين أعضائها الحاضرين حول الصياغات النهائية لرؤية الجمعية وأهدافها وما يتعلق بأنشطتها والهيكل التنظيمي لها وخططها المستقبلية.
وقد بدأت المناقشات بكلمة ألقاها حسام الدين مصطفى تناول فيها الأسباب التي دعت إلى إنشاء الجمعية المصرية للمترجمين واللغويين موضحاً أن واقع الترجمة والمترجم في مصر –وكذا في العالم العربي- يحتاج إلى كيانات تعمل على تحقيق نهضة ترتقي بشأن صناعة الترجمة والمنخرطين فيها، وتناول نماذجاً لواقع المترجم المصري، وما هو عليه حاله الآن موضحاً أسباب التردي الذي وصل له، وأشار إلى الدور الذي يتعين على المترجم أن يقوم به تجاه وطنه وأمته وذاته وعرض أمثلة تطبيقية لذلك...
وقد خلص حسام الدين مصطفى في كلمته أن تغيير الواقع الذي يعيشه المترجم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مترجم مؤهل يمكنه أن يفرض ذاته، ويستعيد مكانته في مجتمعه... ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننادي بنهضة في مجال الترجمة دون أن يكون هناك من يدرك ماهية المترجم، وما هو دوره، وهذا ينطبق على المترجم والمجتمع على حد سواء...
وأشار إلى أن مكوني معادلة هذه النهضة هي مترجم مؤهل و مجتمع يقدر مهنة الترجمة.
ثم تحدث الكاتب والمترجم الأستاذ ربيع مفتاح متناولاً الترابط بين المترجم والمبدع والعلاقة الوطيدة بين كلاهما، وقد أوضح أن الترجمة هي جسر تنتقل عليه عملية الإبداع بين طرفيها –المبدع والمتلقي- ، وقد يتأثر ذلك الجسر في كثير من الأحيان وتمسه نفحات الإبداع المار عبره فيصبح المترجم مبدعاً، كذا فقد تناول الأستاذ ربيع مفتاح دور الترجمة في التواصل بين الثقافات والحضارات، وأشار إلى أن المترجم الحق لابد وأن المترجم لابد وأن يكون ملماً باللغة التي يترجم إليها، واللغة التي يترجم منها وأن يكون على دراية بطبيعة ما يترجمه، وفي ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالمنا فإنه لابد وأن يكون المترجم مدركاً ومطلعاً على المستجدات من حوله، وأن لا تقتصر جهوده على التجول بين صفحات القواميس. كما تناول أيضاً الدور الذي تلعبه الجمعية في تحقيق المردود المعنوي والمادي لأعضائها والدور الذي يقع على عاتق إدارة الجمعية في هذه المرحلة البالغة الحساسية.
وتحدث المترجم والمراجع اللغوي الأستاذ عمر شلبي عن ضرورة الاهتمام بتأهيل المترجم حرفياً بصورة ترفع من شأنه، وتجعله قادراً على استعادة مكانته، وتناول نقطة الصبغة المهنية داخل الجمعية وضرورة أن يكون هناك تصنيف وتوصيف للأعضاء المترجمين، وطرح عدداً من طرق تقنين الأنشطة المهنية مستعرضاً سبل الاستفادة من خبرات الأعضاء، والتجارب الأكاديمية في هذا المجال... هذا وقد ركز الأستاذ عمر شلبي على ضرورة التواصل مع الجهات المعنية بتطوير علوم الترجمة والعمل على إفادة أعضاء الجمعية منها.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
يسري حمدي يشرح استراتيجية الجمعية وطرق تفعيلها ويظهر الاهتمام على الدكتورة داليا مصطفى والأساتذة أيمن السباعي، عمر شلبي، حسام الدين مصطفى، ربيع مفتاح

ثم تحدث المترجم اختصاصي التنظيم والتخطيط الأستاذ يسري حمدي حول أسس صياغة أهداف ورؤية الجمعية، واستعرض الخطة الاستراتيجية لمسارها متناولاً الخطوات قريبة وبعيدة المدى، وتناول الهيكلة التنظيمية للجان الجمعية ودورها في تفعيل الأنشطة والخدمات التي تقدمها الجمعية، وقد شرح الأستاذ يسري حمدي الأسس المنهجية التي ينبغي مراعاتها في كل ما يتعلق بالجمعية وأفكارها وكيانها، وتناول مسببات النجاح والفشل للتجارب المشابهة، وألقى الضوء على العديد من التحديات التي قد تواجه الجمعية وسبل التغلب عليها.
وفي كلمته أوضح المترجم والقانوني الأستاذ أيمن السباعي القوانين الضابطة لعمل الجمعية، والقواعد المنظمة لها، وكيفية قيام الجمعية بكامل أنشطتها في ظل هذه القوانين واللوائح المنظمة لها، كذا والحماية القانونية التي توفرها الجمعية لأعضائها في إطار منظومة اللائحة الأساسية للجمعية... ثم تناول الأستاذ أيمن السباعي ما يمكن أن تقدمه الجمعية من دعم قانوني وحقوقي لأعضائها سواء بالداخل أو الخارج، والخدمات التي يمكن للأعضاء أن يستفيدوا منها من خلال زملائهم المشتغلين في مجالات أخرى ومنها المحاماة موضحاً أن روح التعاون وبذل الإمكانيات المتاحة لدى كل فرد هي ما تحقق الدعم القوي للأعضاء في الجمعية المصرية للمترجمين واللغويين.
وتحدث المترجم الأستاذ أبوبكر خلاف عن الدور الذي يمكن أن يلعبه المترجم في نشر الوعي من خلال نقله لحقائق وأفكار العالم المحيط به، فتتشكل لدى أفراد المجتمع صورة واضحة عن الآخر، ويصبح المتلقي على وعي فعلي بالواقع من حوله، مشيراً إلى أن هناك من اللغات ما لم ينل حظاً كافياً من الترجمة منه أو إليه خاصة اللغات الشرقية، وركز على أن الفهم المتعمق هو أول الدرجات نحو تكوين قرارات سليمة وترسيخ الأسس، وأوضح أنه من خلال تجاربه في مجال اللغة العبرية فإن هناك الكثير والكثير الذي لم ينقل إلينا، وأننا أيضاً -كعرب- لم نسعى لنقل أفكارنا عبر هذه اللغة خشية الاتهام، وأشار إلى أن من علم لغة قوم أمن مكرهم ومن اطلع على أفكارهم يستطيع أن يكون صورة واقعية ويستكشف عقولهم وهذا ليس يعني الترويج لهذه الأفكار، وإنما يعني أن نفهم مضمونها.
وتحدثت الباحثة المترجمة الدكتورة داليا مصطفى عن خطط التطوير والدراسات التي يمكن للجمعية أن تقوم بها بما يعود نفعه على المترجم ومجتمعه ومهنته، وعن الخطة الاعلامية الخاصة بالجمعية خلال الفترة القادمة
ثم دارت حلقة نقاشية مفتوحة بين الحاضرين جميعهم حول موضوعات مختلفة منها:
ما يمكن للجمعية أن تقدمه لأعضائها من خدمات، وما يمكن للأعضاء تقديمه من منفعة لبعضهم البعض ولأمتهم، والخطوات التي تحققت وتطلعاتهم المستقبلية لمسيرة الجمعية.
كذلك فقد تناول الأعضاء علاقة الجمعية بالكيانات الموجودة، أو تلك التي ستقام مستقبلاً، وخلصت مناقشاتهم إلى أن العبرة ليست بالأسبقية بقدر ما هي بما يمكن للكيان أن يحققه من نفع، وما يقوم به من خطوات لمصلحة المترجم وصناعة الترجمة، وأن الجمعية لا تقف ضد أي جهد يبذل في هذا الشأن بل إنها ستسعى إلى دعم ومساندة مثل هذه الكيانات والتعاون معها.
هذا وجدير بالذكر أنه بالرغم من أن الموعد المقرر للاجتماع كان تمام الثانية ظهراً إلا أن توافد الأعضاء بدأ منذ العاشرة صباحاً من مختلف مناطق القاهرة الكبرى والمحافظات الأخرى، واستمرت فاعليات الاجتماع إلى ما بعد الخامسة مساءاً
.