مهزلة جامعة واسط
كتابات - قاسم محمد علي
من المؤسف جدا أن يتدنى التعليم العالي إلى ما وصل إليه من مستوى يصل إلى حد المهزلة في جامعة واسط.إن الجامعة اليوم منشغلة بصراع كبير على المناصب والمكاسب والحفاظ على تلك المناصب والمكاسب من قبل من يدير أمر الجامعة اليوم ،تاركين العملية التعليمية خلف ظهورهم ويتركز اهتمام رئيس الجامعة ومساعديه وعمداء الكليات على المنصب وإرضاء من أوصلهم إلى تلك المراتب وسأبدأ بواقع إدارة الجامعة مرورا بالواقع التعليمي المتردي في كليات الجامعة التسع.ينصب اهتمام رئاسة الجامعة على الإعلام والمانشيتات العريضة العديمة الجدوى لأنهم باختصار شديد ليسوا أهلا لإدارة جامعة (رئيس الجامعة ومساعديه الإداري والعلمي ) وإذا سمعت عقد اجتماع لمجلس الجامعة فأن معظم وقت الاجتماع يهدر للنظر في كيفية حفاظهم على مناصبهم ومناقشة الأمور التي تهم مصالحهم الشخصية متجاهلين مناقشة مصالح تسع كليات ويذهب الوقت بين الغداء وبين التلون للمجاملة دون مناقشة واقع الجامعة واليات النهوض بواقعها المتردي علما إن اجتماعهم لا يتم بشكل دوري ومنتظم بل عندما يحتاجون هم لتمشية مصالحهم الخاصة عبر مجلس الجامعة وعلى سبيل المثال لا الحصر ترشيح المساعد الإداري كملحق ثقافي في دولة ما أو إيفاد المساعد العلمي إلى أمريكا أو إيفاد رئيس الجامعة إلى إيران وهام جرا وباقي شؤون الرعية إلى المجهول. وانأ أعزو أسباب ذلك إلى كونهم غير علميين وليسوا أكاديميين فقط.
سأذهب معكم ألان بجولة إلى واقع كليات الجامعة وابدأ من كلية الطب الكلية صاحبة الخصوصية لا صحة المجتمع بيد من يتخرج منها .واقعها العلمي متدني جدا فالمختبرات فقيرة جدا وعلم التشريح يدرس على دمى إذ عجزت الجامعة عن توفير الجثث للدراسة والغالبية من التدريسيين فيها ليسا أكاديميين بل يحملون البورد وهذا يختلف طبعا عن الشهادة الأكاديمية اللازمة لتدريس الطب كما يضم الكادر أيضا عدد كبير جدا من الأطباء البيطريين واعتقد أنها طب بشري وليست طب بيطري.فانظروا ماذا تخرج كلية طب ذلك واقعها.
في كلية الهندسة الواقع أسوأ فورش ومختبرات الكلية فقيرة جدا والكادر اغلبه مدرسين مساعدين وشهدت العام الماضي نسب رسوب عالية المر الذي دفع الطلبة إلى كتابة اللافتات التي تدعو إلى النظر إلى واقع الكلية العلمي بدلا من تغيير العمداء المستمر وغير المجدي .
إما كلية العلوم فحالها لايسر فهي ظلت كلية فقيرة علميا رغم تخريجها عدة دورات فواقع المختبرات مرير جدا إذ لايوجد دروس عملية حقيقية رغم توالي الإدارات التي فشلت في التأسيس إلى إدارة حقيقية للمختبرات كما إن الكادر ضعيف علميا وما زاد الأمر سوء استحداثهم للدراسات العليا التي هي الأخرى تشهد فشلا واضحا لعدم وجود الأساتذة الأكفاء والإمكانات المختبرية.
سأنتقل إلى كلية الزراعة وعندما تنظر إلى الاسم يتبادر إلى الذهن صور الحقول والبيوت النباتية والمختبرات المختلفة ، إلا انك إذا رأيت الكلية ستجدها أشبه بكلية إنسانية بل حتى الأخيرة أفضل منها فلا حقول أو مواشي أو حتى نباتات زينة فالمختبرات فارغة والكادر ضعيف جدا ولا يدرسون حسب الاختصاص بل سد الشواغر حسب أصول الدراسة الابتدائية ويقود الكلية عميد ضعيف الشخصية مهزوز جدا يخشى على منصبه أكثر من أي شخص آخر والكلية متسيبة وملتقى للكبلات الغرامية بحيث وصل الأمر إلى دخول أشخاص من خارج الجامعة إلى ما تسمى بكلية الزراعة لمعاكسة الطالبات وادراة الكلية تغط في سبات عميق . ولدي ملاحظة فريدة اعتقد عدم وجودها في كل جامعات العالم وهي إن يتولى شخص واحد ثلاث مناصب هي رئيس قسم الثروة الحيوانية ومعاون العميد الإداري ومعاون العميد العلمي علما إن هذا الشخص مدرس مساعد ليس أكثر وليس لديه أية خبرة أكاديمية إلا انه مقرب من رئاسة الجامعة لكونه جاسوس محترف.كما إن عميد الكلية يتعمد نشر الفساد داخل كلية الزراعة إذ يغض النظر عن جملة أمور لااخلاقية تحدث بين الطلاب والطالبات ويقوم من يهمه الأمر من الطلبة والموظفين بالإبلاغ عن تلك الحالات التي يتجاهلها العميد ولم أي إجراء يذكر بحق المسيء.
وأود العودة إلى رئاسة الجامعة قليلا للتحدث عن أخر مؤتمر علمي انعقد فيها وكان بواقع يومين ثم اختصر بيوم واحد وبدون جلسة ختامية وبدون توصيات ،فلماذا انعقد أيضا ولماذا هذا التكاليف المالية العالية التي تكبدتها الجامعة ولم يحقق أهدافه ..فلماذا انعقد إذن؟أما كان الأجدى تأسيس مختبر لكلية الزراعة أو العلوم أو الطب بدلا من ذلك ؟وفي ضوء الحديث عن الأمور المالية فالجامعة اليوم تعيش حالة من الترف في مجال السيارات الحديثة وبمختلف الموديلات لموكب رئيس الجامعة ومساعده الإداري ولو أحصينا ما صرف على شراء سياراتهم أنا على يقين إنها تفي لتأسيس كلية علمية.كما إن الجامعة تفتقر إلى النظافة فالطريق داخل الجامعة ترابي وعندما تمطر السماء يتحول إلى طريق طيني وكأننا في إحدى القرى النائية وكان هناك باب جانبي يدخل منه الطالب والموظف وحتى التدريسي وهو مدخل قريب ونظيف إلا انه أغلق من قبل رئاسة الجامعة بعد حادثة القتل التي شهدتها الجامعة العام الماضي عندما قتل موظف في رئاسة الجامعة طالبة ثم انتحر علما إن الباب ليس له أية علاقة بالحادث وناشد الجميع فتح الباب الجانبي وبدون جدوى.كما تشهد الجامعة انفلاتا واضحا فهي ملتقى العشاق ومكان لعرض الأزياء والتبرج الفاضح دون مراعاة لتقاليدنا الإسلامية ويعود ذلك لعدم وجود الرقابة الحقيقية والحفاظ على الحدود داخل الحرم الجامعي .
أقولها بأسف بالغ والمرارة تملأ فمي إن يصل مستوى مؤسسة مثل الجامعة إلى هكذا مستوى وإنا إلى الله وإنا إليه راجعون