Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

  1. #1
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية أمير البياتي
    تاريخ التسجيل
    28/10/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    123
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

    صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان
    د. خالد سليمان
    ' كاتب وباحث اردني
    sulimankhy@gmail.com
    16/01/2010
    في الأفلام السينمائية الهندية بشكل خاص، وربما في معظم الأفلام أيا تكن جنسيتها بوجه عام، كثيراً ما تفاجئني طريقة تصوير الشخصيات؛ إذ يتم تقديمها في العادة ضمن رؤية ثنائية بالغة التناقض، فإما أن تكون الشخصية موغلة في القسوة واللؤم والفساد والشر، وكأنها تمثل الشيطان ذاته، وإما أن تكون مفرطة في الرقة والبراءة والطهارة والخير، وكأنها تعبر عن الملائكة نفسها. هذا المنطق المانوي الذي يقسم الناس إلى ملائكة وقديسين هو منطق ساذج ومضلل وواهم؛ فالناس ليسوا كذلك في واقع الأمر، وهم يتحركون على مسرح الحياة ضمن هامش متدرج يتداخل فيه الخير والشر، وتتقاطع فيه قوى الظلام مع قوى النور. مناسبة إيراد هذه المقدمة تتعلق بالضجة الصاخبة التي ارتبطت بإقدام مجلس بلدي لقرية صغيرة في جنوب الأردن على تسمية شارع فيها باسم الرئيس العراقي الراحل 'صدام حسين'، فقد قامت قيامة الكثيرين ولم تقعد احتجاجاً على تلك الخطوة، وكأنها نهاية العالم. والمثير حقاً هو انقسام الناس على نحو حاد، كما يظهر على الأقل في التعقيبات على الأخبار المتعلقة بالواقعة وردود الفعل حولها على المواقع الإلكترونية، فبعض الناس يهاجمون قرار المجلس البلدي ويرون فيه خطيئة فظيعة لا تغتفر، وكأن المجلس قام بوضع اسم إبليس شخصياً على قارعة الشارع المغمور، فيما يدافع آخرون عن القرار بحرقة، وكأن اسم الشارع قد أصبح مقدساً بعد تسميته الجديدة وسيهوي إلى حمأة الفجور إذا ما تم تغيير الاسم.
    أتذكر، ولا أظن أن أحداً قد نسي بعد، أن صدام قد انتقل إلى رحمة ربه مشنوقاً أمام عيون الملايين ممن يمجدونه ويدعون حبه، فماذا فعل له كل أولئك الملايين؟ لا أظنه يحتاج الآن إلى أن يسموا شوارعهم وأطفالهم باسمه، بل أظنه يود ألا يسمع باسمه يتردد على ألسنتهم أبداً، بعد أن خذلوه شر خذلان، وتركوه لقوى الجبن تقتاده جهاراً نهاراً إلى خشبة إعدامه ليضحى به في صبيحة 'عيد' دموي يقطر بالحزن والذل.
    صدام لم يكن ملاكاً، لكنه لم يكن شيطاناً أيضاً، كان رجلاً ربما سولت له السلطة المطلقة التي حظي بها أن يطلق ليده وقلبه، قبل عقله العنان، فأصاب وأخطأ، وعدل وظلم، وأصلح وخرب، وأفرح وأبكى، لكنه لم يكن عميلاً أو خائناً قطعاً، فمات ميتة مشرفة وهو واقف، كما تموت الأشجار الأبية واقفة.
    صدام غدا جزءاً من تاريخ أمتنا، نخطئ كثيراً ونخدع أنفسنا أكثر إذا ما ظننا أن الناس سينسوه قبل وقت طويل؛ إذ سيظل في ذاكرة بعضهم ذلك الفارس النبيل الذي جاء في زمن قبيح لا يؤمن بقيم الفروسية والنبالة، فاستحق أن ينقش اسمه على قلوب الناس قبل شوارعهم، كما سيذكره "بعضهم" بصورة المستبد الذي أحدث في قلب الأمة جرحاً غائراً لا يكاد يشفى! فاستأهل أن يلقى إلى أقسى محاكم التاريخ، غير أن الرجل في حقيقة الأمر بعض هذا وبعض ذاك في منطق العقل الرشيد، الذي يرفض تأليه القادة أو الانحطاط بهم إلى مرتبة الشياطين، فهم بشر، وهل ثمة من هو معصوم عن الخطأ من بني البشر؟
    لم تكن الدنيا لتتهدم حتماً عندما قرر المجلس البلدي تسمية الشارع باسم صدام، كما لم تكن لتتزلزل عندما قرر بعض الإخوة إطلاق اسم 'بوش' على أولادهم وتعليق صوره على جدران بيوتهم. نسيان صفعات التاريخ قد يكون ممكناً ومفيداً في بعض الحالات، لكن إلغاء التاريخ غير ممكن، والبعض يريدون أن يلغوه بجرة قلم أو بتهديد، وكم هذا مثير للرثاء. حتى الشيطان اللعين وجد من يعبده في هذا العالم، وربما تغض بعض المجتمعات الطرف عن عبّاده، صدام لم يكن شيطاناً بالرغم من خطاياه، فلماذا لا نغض الطرف عن تسمية شارع صغير باسمه؟ أوليست هذه هي الديمقراطية التي نتحدث عنها ليل نهار؟ فموقف المجلس البلدي المنتخب لم يكن يمثل الموقف الرسمي للدولة، فلماذا نجبر المجلس على التراجع عن قراره.؟
    عندما يبدأ العرب برؤية العالم بألوانه الحقيقية التي تتجاوز الأبيض والأسود، سنكون قد بدأنا نعود إلى الطريق المشرق من التاريخ، وحتى ذلك اليوم، فيا لحلكة الظلام الذي سيظل يلفنا من كل صوب.


  2. #2
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,568
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

    حتى ذكر إسم الشهيد صدام حسين بات يرهبهم

    لا إعتقد إن التأريخ سينسى وقفه الشرف والعز للشهيد صدام

    كان رحمه الله عملاقا، لا يخاف قول ألحق ومحاربه الباطل


    رحم الله الشهيد صدام حسين


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    14/12/2009
    العمر
    62
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

    قال المتنبي : اذا لم يكن من الموت بد .........فمن العار ان تموت جبانا ..
    كنت اسمع - منذ طفولتي - عبارات دارجة على السنة العامة دون ان استوعب معناها العميق ..هذه العبارات هي من قبيل : مت رجلا ...او على الانسان ان يموت رجلا ...او مات ميتة الرجال ..ذلك انني كنت اربط معنى الرجولة بالبطولة ...فتساوى مفهوم البطل عندي بمفهوم الرجل ..حتى شاهدت المرحوم البطل الرجل - صدام حسين - يعتلي منصة الاعدام وهو يتقدم بخطوات واثقة وبنفس مطمئنة هادئة ..وكانه في الطريق ليتسلم اشرف الاوسمة ..هنا فقط ادركت معنى : كيف يموت الرجال ... يموتون ميتة ترتعش لها قلوب الابطال ..الرجل الحقيقي هو من يتحدى الجلاد ..ويسخر من الموت ...حتى اذا مات اصبح خالدا ..


  4. #4
    مـشـرف الصورة الرمزية المهندس وليد المسافر
    تاريخ التسجيل
    16/01/2009
    المشاركات
    2,572
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

    لربما أراد الكاتب أن يصل الى نتيجة منطقية تقول بأن اي أنسان تتملكه نوازع الخير والشر معا، والتطرف في تقييمه بالضرورة خطأ كبير وقد أفلح كاتبنا هنا في ذلك الطرح، ولكن نزيد عليه بأن الشهيد صدام حسين يمتلك مقومات القائد الشجاع الذي نحت تأريخه بيديه، فكان تأريخا لايقرأه المظللون والتابعون للإعلام الغربي، بل نسج خيوطه من القراءة المستفيضة لتأريخ الرجال العظام عبر حقب الزمان، فأختار بيديه نهايته التي شاء سبحانه وتعالى أن تكون أمام العالم كله، كي لايكون هنالك عذرا لمن يبغضوه، فنهاية الإنسان توضح بدايته في العالم الآخر، ولا أروع من الموت شهيدا حتى ولو كانت الصورة مروعة، ففي النهاية الروح هي من ستخلد وليس الجسد.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أنشودة الغضب للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    ثوروا يا أبناء الرافدين الغيارى،،، ثوروا يا أحفاد الحسين وأبطال ثورة العشرين،، فيومكم قادم لامحالة،،، يوم تنتصرون لأنفسكم من ظلم وجور المحتلين،،، يوم يواجه الخونة والعملاء مصيرهم المحتوم،، فقد بزغت شمس الحرية،، ولاحت جحافل التغيير بإنتظار يوم التحرير بإذن الله....
    {{إذا اهتزت أمامك يوماً ما قيم المبادىء في ظرفٍ عصيب لأي سببٍ كان ، فتذكر قيم الرجولة ، لأنها لوحدها قادرة على أن تصنع منك بطلاً}}


  5. #5
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية أمير البياتي
    تاريخ التسجيل
    28/10/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    123
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: صدام حسين وأسطورة الملاك والشيطان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في رأيي المتواضع أظن أن الشهيد بإذن الله صدام حسين قد مات الميتة التي كان يتمناها!
    رحمه الله كان بطلاً في طفولته، وفي صباه وفي رجولته وشيخوخته، ثم كان بطل الأبطال لحظة إستشهاده.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •